احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

مقالات سيد أمين منذ الانقلاب حتى 2016 \"مجمعة\"

مقالات مجمعة تنتهى بنهاية ديسمبر 2012

الناصريون - حقا - والوجهاء الاشرار

نشر بتاريخ  13 كانون الأول (ديسمبر) 2012

اندهش عدد كبير من الرفاق القوميين فى إرجاء وطننا العربي الكبير بتاريخه وأمجاده والقزم بحاضره وهزائمه من تكوين عدد من الشباب القومي داخل مصر - وأنا احسب نفسي منهم - جبهة أطلقوا عليها " ناصريون وقوميون شرفاء ضد المؤامرة " ثم أصدروا بيانا يعلنون فيه احترامهم للمسار الديمقراطي ونتائجه التى انتهت بتنصيب الدكتور محمد مرسي رئيسا للبلاد , وطالبوا

بضرورة توقف كل القوى السياسية الاخري عن وضع العراقيل أمامه بغية إفشاله وعرقلته من ثم عزوف الناس عنه وعن جماعته وعن التيار الاسلامى برمته , فتخلو لهم الساحة للبروز كبدائل رغم تنوع مشاربهم والتناقض الشديد بينهم.

واستنكرنا أيضا ان تتحالف تلك القوي الثورية مع قوي الخصم القديم التابع لنظام مبارك والذين لا زالوا يمتلكون المال والنفوذ والسيطرة ويتحينون الفرصة للقفز من جديد على السلطة.

وكان مصدر اندهاش الرفاق المندهشين لاسيما فى التيار الناصري يعود الى حالة نفسية عائدة من ميراث تاريخى يحمل كثيرا من الصدام بينهم وبين الإخوان المسلمين فى مرحلة معينة من مراحل التاريخ فى الوطن العربي , وان كان فى اغلبه صدام دعائى واعلامى اكثر منه صداما على ارض الواقع.

والحقيقة ان المتأمل للمشهد السياسي المصري الداخلى يمكنه ان يميز بين أربعة اتجاهات محددة ,اتجاه يتوجه نحو الإسلام السياسي واتجاه اخر يميل للعودة الى الوراء ويتزعمه أنصار النظام السابق وأحزاب أخرى متنوعة المشارب تدور فى فلكهم وان كان بعضهم ارتدى بشكل او بأخر رداءا شكليا للثورة , ثم اتجاه ثالث تتزعمه القوى الليبرالية ويمثلها الدكتور محمد البرادعى وحزب الدستور والاتجاه الرابع والأخير تتزعمه ائتلاف متباينة المشارب وتتوحد تحت شعار "اليسار" ومنه التيار الشعبى الذى يتزعمه حمدين صباحى ذو الخلفية الفكرية الناصرية.

ولما كانت الغلبة الانتخابية فى حقيقتها تنحصر بين تيارين رئيسيين هما التيار الاسلامى والفلول فان الثائر الحق لا يمكنه إلا أن ينحاز للإسلاميين ليس فقط لأنهم ونحن رفاق خندق واحد  فى الأحداث المفصلية والحاسمة للثورة ولكن أيضا لأنهم نالوا النصيب الأوفر من المظلومية فى عهد مبارك قتلا وإعداما وسجنا وقهرا , ومعركتهم مع النظام السابق معركة مصير حتى وان بدا الأمر عكس ذلك بعد فوز الدكتور مرسي بالرئاسة إلا أنه يأتي فى إطار عمل سياسي تكتيكي لإدارة المرحلة.

وينطبق شعار "سمك لبن تمر هندي" على ما تسمى نفسها "جبهة الإنقاذ الوطنى" حيث تضم فى بوتقتها تيارات سياسية شديدة التنافر والتناقض بل والعداء بعضها البعض ولم يتوحدوا إلا من اجل مجابهة التيار الاسلامى وهى بذلك وضعت فى ولادتها كبسولة الموت التى حتما ستفجرها من الداخل على اثر تلك التناقضات خاصة مع عدم وضوح الرؤى لها سواء المستقبلية أو الآنية فضلا مع عدم وجودا هدف واحد يجمع مكوناتها إلا إسقاط نظام حكم الرئيس محمد مرسي بما يعنى انه لو تحقق لهم ذلك فحتما ستتفكك تلك التيارات ليتبدل التحالف الى نزاع فيما بين مكوناتها , وإذا لم يحدث ذلك فهذا يعد دليلا قاطعا على عدم اتساق كل مكون فيها بصحيح مرجعيته الفكرية.

وأيضا لما كانت أمريكا كزعيمة كونية لا تألوا جهدا فى محاربة القوميات فى العالم وتصطف معها - أو بالأحرى خلفها - فى نفس الخندق كل بلدان العالم الغربي صاحبة النفوذ الحاسم فى تقرير سياسات حكومات وأنظمة وطننا العربي , فان قيام نظام حكم قومى أو حتى مبنى على ثقافة قومية قطعا فى تلك المرحلة محكوم عليه بالفشل , ولا ادلل على ذلك بان هذا التحالف الذي استطاع التخلص من عبد الناصر وإحداث انقلاب ناعم عليه وعلى نظامه فى ستينيات القرن الماضي استطاع منذ أمد ليس ببعيد – بعد تكوين قاعدة عريضة من الطابور الخامس من النخب والإعلاميين وغيرهم - التخلص من نظام البعث العربي فى العراق واغتيال قيادته القومية وتخريب العراق وترويع العراقيين , وتلاه اغتيال الزعيم الليبى معمر القذافي وتدمير ليبيا من الداخل ,وها هم في سبيلهم الى غزو سوريا وتدميرها وإلحاقها بقائمة بلداننا العربية المدمرة , فان النضال من اجل حكم قومي او ناصري فى مصر يصبح دربا من العبث وسيلاحقه الدمار قبل ان يولد, هذا على افتراض ان القوميين والناصريين فى مصر استطاعوا إزاحة منافسيهم وهم كثر.

وإزاء هذا المشهد بالغ التعقيد يقف النضال القومى أمام خيارات مرة ليقيس بينهم بمقياس من دم , لأن مردود نضاله هنا لا يعود اليه , ولكن من اجل الغير وربما الأعداء , فإما إن يناضل من اجل نقل الحكم الى قوى ليبرالية, تعتبره متطرفا وتعتبر القوميين طغاة ومتخلفين وجب إزاحتهم بحاملات الطائرات والصواريخ وتأديب الشعب الذى انتخبهم , ونزع هويته الثقافية والتراثية والمعرفية العربية , كما هو الحال فى البرادعى.

أو النضال من اجل توصيل عمرو موسي الى كرسي الحكم , وهو الذي لا يختلف كثيرا عن سابقه فى تلك الرؤية فضلا عن ان ذلك سيعطى فرصة عظيمة للأعداء التقليديين للثورة وهم قطاع كبير جدا من الشعب للعودة مجددا للساحة السياسية فيمارسوا بطشا ونهبا منظما وواسعا للبلاد , كما انه شغلهم الشاغل سينصرف الى تأمين أنفسهم وبناء نظام حصين وسد الثغرات التي تسببت فى اندلاع الثورة الاولى دون إحداث تنمية فى البلاد , وهنا يكون النضال معهم خيانة قومية.

ثالثة الخيارات وهم التيارات اليسارية , وهى تيارات تتفق في كثير مع المبادئ القومية خاصة فى الشق الاقتصادي إلا إنها تختلف معهم فى النواحي الثقافية فضلا عن انها تيارات ضعيفة للغاية وأطروحاتها الثقافية مرفوضة شعبيا.

وإزاء هذا المشهد العالمي والمحلى , يصبح من الحكمة على التيار القومي ان يتريث , وان يحدد خطواته بشئ من التأني والتأمل العميق , والا يفكر فى الخطوة القادمة مباشرة طالما لن تكن له,بل عليه ان يعد الخطة للخطوة التى تليها , حتى يصيبها بدقة , ويفعل كما يفعل القناص الماهر الذى يحدد نقطة اعلى من النقطة المراد اقتناصها حتى يتمكن من إصابة الهدف مباشرة , واقول فى ذلك ان التيار الاسلامى قد لا يتطابق كثيرا مع مبادئ وأطروحات التيار القومى فى مصر, ولا ينظر بنفس نظرة القرب التى ينظرها القوميون اليه , إلا إن أهم ما يميز هذا التيار قوميا كونه سيحافظ على ثقافة مصر عربيا وإسلاميا , وهو ما لا يتحقق مع اى تيار أخر, مما يمكننا ان نكون مستقبلا فى حالة منافسة معه , وعلينا تقبل ما لا نهواه من اجل الحفاظ على ما نهواه.

والحقيقة أن اصطفاف "نفر من الناصريين" مع محمد البرادعى وعمرو موسي وأنصارهما  وتكوين قاعدة عريضة قوامها الفلول , هو لا يخدم العمل السياسي على النطاق القومى او المصري , نظرا لأن هؤلاء الناس ظهروا فى المشهد كمجموعة من "الوجهاء الأشرار" الرافضين للديمقراطية وتفعيل إرادة الشعب ,فكيف نصدقهم اذا بعد ما شاهدناه منهم من احتيال؟

قالوا انهم يحتجون على اعلان دستورى اصدره مرسي ودستور سيستفتى عليه الشعب دون توافق وطنى , واذا كان الامر كذلك فلماذا كنتم تخرجون بمظاهرات قبل ان يصدر مرسي هذا الاعلان ويطرح الدستور الجديد على الاستفتاء , ولماذا ايدتم من حرقوا المدارس فى محمد محمود ؟ ولماذا استمر قرابة 50% من اعضاء الجمعية التأسيسية من القوى المدنية فيها ووقعوا على 95 % من الدستور الجديد , وما الداعى لانسحاب بعضهم المفاجئ؟ هل هذا هو العمل السياسي أم الانتهازي؟

وبعيدا عن تكتيكات أو "انتهازية النخبة" تعالوا نتساءل:  لو استطاع أنصار جبهة الإنقاذ إسقاط الرئيس المنتخب من يمكنه بعد ذلك امتلاك شرعية أخري؟ وما حدودها ؟ ومن سيؤمن عدم تكرار هذا التحالف معكوسا ضد الرئيس الجديد, وكم الفاتورة التى سيدفعها الوطن جراء سياسة الفعل ورد الفعل؟ ومن سيحترم من لم يحترم رأى الأغلبية؟ وكيف سيرضى الديمقراطيون بإهدار الديمقراطية؟

انا لا اتحامل على الاستاذ حمدين صباحى بمفرده ولكن على كل عناصر المشهد السياسي المهين الذى تعيشه مصر , وما كنت ارجوه من حمدين صباحى ان يكون على قدر تاريخه الوطنى المحترم فى التعامل مع تلك الازمة , كما ارجو من الاخوة الناصريين وكذلك الاخوان المسلمين ألا يقفزوا لاستحضار الماضى فى كل محاولة تقارب , لأنه لا يجب ان ان نترك ماضينا يقتل حاضرنا ومستقبلنا.

حقا لقد شاهت عوالم الأفكار فى بلداننا , فما عاد الليبرالي ليبرالي , ولا اليساري يساري , وحتى القومى لم يعد قوميا ..كل الافكار بقيت كخيال ظل لافكار اخرى اندثرت وماتت .. ولا يسعنا الا ان نقول : اللعنة ستطالك يا مبارك.

**********************************

 ليس دفاعا عن الرئيس

نشر بتاريخ  6 كانون الأول (ديسمبر) 2012

  سيد أمين

قد نختلف مع جماعة الإخوان المسلمين أيديولوجيا ’ قد نرفض أساليبهم فى الإدارة السياسية ’ قد ننتقدهم بشدة على عدم وضوح برنامجهم الفكري فيما يخص قضية العدالة الاجتماعية والتبعية للخارج ’ قد نستكثر عليهم أن يكون رئيس البلاد من ضمن حقيبتهم الانتخابية ’ قد نكره فيهم سعيهم للاستئثار بالحكم - مع ان المتأمل سيجد انهم لم يفعلوا - قد نهاجم فيهم تجاهل الكفاءات واعتمادهم على شخصيات لا كفاءة لها ولا وزن علمى’ وربما يكونون براء من تلك التهمة وتداعيات العمل السياسي فرضت عليهم ذلك كنوع من "التكتيك" ’ قد يكون كل ذلك وهذا ليس عيبا فى حد ذاته بل هو عيب فى أليات الديمقراطية نفسها ’ ولكن ينبغي ان يبقي احترام الطرفين للديمقراطية ثابتا ’ بمعنى ان نساند الرئيس في انجاز دورته الانتخابية وبعدها نحاسبه على ما فعل وما وعد ولم يفعل.

إلا أن بعض الرفاق استخدموا الديمقراطية أسوأ استخدام وحولوها الى معول للهدم والفوضي لا للبناء – على خلاف ما يجب أن تكون – وراحوا يسخرون كل طاقاتهم لعرقلة سير القافلة ’ من خلال "تصيد" الأخطاء وزلات اللسان وغمز العيون وحركات الأصابع للرئيس مرسي ’ وجماعته ’ وانصاره ’ تارة طالبوه بالاستقالة من الجماعة ففعل ’ إلا انه لم يرضهم ذلك ’ فزادوا بانه يجب ان يقنن وضع الجماعة ’ فوعد بذلك ’ فقالوا بأنه سيأتي بخيرت الشاطر رئيسا للوزراء فلم يفعل ’ فقالوا ربما نائبا له فلم يفعل ’ فلما خاب ظنهم قالوا أن الشاطر يرأس الرئيس سرا ’ ولا ادري كيف سيفند مرسي هذا الزعم وليقولوا لى كيف كانوا سيفعلون لو كانوا هم مكان الرئيس!!.

راحوا يجعلون من الهجوم على أصدقائه معولا لضربه والهجوم عليه , وكأنهم يريدون منه ان يتحلي بصفات عدم الوفاء لأصدقاء عمره الذين ساندوه فى السراء والضراء ’ فى السجون والمعتقلات ’ فى انتخابات الحزب ’ وانتخابات الرئاسة ’ ومناصرته ضد كارهيه من الفلول  أو حتى من القوي السياسية المختلفة ’ طالبوه بان يلقي بأصدقاء عمره وذكرياته وتجاربه حلوها ومرها فى سلة مهملات الماضى ’ بل ويتنكر لهم ويستدير عليهم ’ ولو فعل ’ وما اظنه بفاعل ’ لهاجموه على قلة وفائه ’ وأداروا ضده حربا إعلامية أكثر شراسة بوصفه عديم الانسانية.

راحوا يهاجمون مرسي فى شخص التيار الاسلامى وسرعان ما تحول هجومهم رويدا رويدا إلى هجوم على الإسلام ذاته ’ فقد هاجم الإعلام الإسلاميين الذين خرجوا للتظاهر أمام السفارة الأمريكية احتجاجا على الإساءة للرسول الكريم واعتبروا ذلك أسلمة للدولة - مع ان الدولة إسلامية فعلا وشعبها شعب متدين والغضبة كانت من اجل أعظم شخص فى تاريخ امتنا على مر التاريخ - وانتهز البعض الفرصة للزج بالبلطجية بين المتظاهرين من اجل ارتكاب التجاوزات وإلصاقها بهم ’ ولما أدرك الإسلاميون وبينهم مواطنون عاديون الشرك  ’ راحوا ينسحبون وتركوا البلطجية وغيرهم من غير صادقي النوايا بمفردهم هنا راحت الصحف تنتقد الإسلاميين لأنهم لم يغضبوا كباقى الشعب من اجل الرسول الكريم.

راحوا ينتقدون انتشار الحجاب والرجال الملتحين واعتبروه دليلا على سيطرة مرسي وجماعة الإخوان المسلمين على البلاد ’ مع ان معظم النساء المصريات يرتدين الحجاب او النقاب منذ دخل الإسلام مصر وهن لم يرتدنه حبا أو كرها فى مرسي او غيره بل إيماننا بالإسلام وحبا فى الله ’ وكذلك اعتبروا ان كل رجل ملتحي عدو بوصفه إسلاميا مع ان ليس كل ملتح منضم لجماعة الإخوان المسلمين أو اى فصيل اسلامى أخر كما انه ليس لنا عداء لا مع الملتحين ولا مع الإخوان المسلمين.

بل المدهش ان العديد من القوي اليسارية والليبرالية كانت تهاجم الإخوان المسلمين والتيار الاسلامى عامة فى فترة الانتخابات بوصفهم قوي غير مدنية ’ ثم فوجئنا بانحياز تلك القوي الى صالح المجلس العسكري’ مع ان المنطق يقول ان النقيض الواضح للحكم المدنى هو الحكم العسكري ’ وليس الحكم الدينى فضلا عن التيار الاسلامى وخاصة جماعة الإخوان المسلمين منه لم يعلنوا قط رغبتهم فى الانقلاب على الدولة المدنية واعلان حكما دينيا وتم حسم ذلك فيما بعد فى الدستور المزمع إعداده ’ ومن ابجديات الديمقراطية انه لا يهمنى ابدا ان يحكمنى شيخ او حتى شيخ منصر حسن السمعة ويملك الكفاءة .. طالما انه لا يحيد عن العقد الذى اتفق المجتمع عليه وهو الدستور.

ولما كنا- كقوي وطنية - قبل الثورة نطالب مبارك بفض تحالفه مع امريكا والاتجاه الى الصين وبح صوتنا فى سبيل ذلك دون جدوي وجدنا من ينتقد مرسي لقيامه باتخاذ مثل تلك الخطوة وراح من كانوا يطالبون مبارك بها بالاستداره وادنة مرسي  حينما قام  بها’ بل رأيت بنفسي احد القياديين فى حزب الوفد ويدعى حسن شعبان او رمضان لا ادري ينتقد الرئيس عبر احدى الفضائيات محذرا اياه من محاولة فك ارتباط مصر بامريكا ’ ومشيدا بما اعتبره بطولات لمبارك فى عدم كسره لهذا الارتباط طيلة 30 عاما ’ مثنيا على موقف مصر مما اسماه حماية الدول العربية والتى كان أهم ثمارها مشاركتها في حرب "تحرير الكويت" !! استحلفكم بالله هل هؤلاء وطنيين حقا وهل هذه أحزاب تعبر عن الشعب فعلا.

هاجموا الرئيس فى كل صغيرة وكبيرة ’ وجعلوها محور إعلامهم ’ بدءا من إشارة الرئيس الضاحكة عن "المانجو" الى قيامه بتهذيب ملابسه فى إحدى اللقاءات الرسمية ’ حتى طريقة سيره وكحته ’ مع ان المنتقدين هم أنفسهم هللوا لمبارك حينما تحدث عن الخيار واعتبروه دليلا على قرب مبارك من الشعب ’ واعتبروا تهريج مبارك بشكل لا يليق مع كونداليزا رايس دليلا على رجولته ’ وكثير من هؤلاء الإعلاميين شاهد وسمع مبارك فى معظم اللقاءات الخاصة يتحدث بشكل خارج عن اللياقة وخادش للحياء ولم ينبسوا ببنت شفة ’ ولكنهم مع مرسي ارتدوا ثوب الفرسان فى معارك هلامية تخرج عن النص وعن حرية التعبير وعن موطن الفروسية فصارت ملابسهم فضفاضة عليهم ’ وغير مقنعة للرأي العام الناضج وحال سبيلهم يقول "اللي يكره ما يحبش".

وراح الصحفيين الشرفاء ينساقون وراء شعارات استغلها بعضهم المغرض حول حرية التعبير وراحوا يكيلون السباب ويطلقون سيلا من الشائعات بسبب وبدون للرئيس بغية تحويله الى "شخشيخة" فى أعين الناس ’ وحينما تتم مطاردتهم قانونيا يعلوا نحيبهم على الحرية الضائعة للصحافة والإعلام ’ مع أنهم أنفسهم أصحاب شعار "هيبة الرئيس من هيبة الدولة " فى زمن الديكتاتور ’نعم نحن مع حرية الصحافة والإعلام وبذلنا عمرنا ننادى بذلك ليكون واقعا ’ ولكن يجب ان يكون إعلاما مسئولا ’ وان لم يكن فمن حق المتضرر اللجؤ الى القضاء.

تباكى المغرضون ضد قيام بعض أنصار الرئيس برفع دعاوي قضائية ضد رئيس تحرير جريدة الدستور ’ واعتبروا ان ذلك  تم  بايعاز من الرئيس ’ وانه تكميم للإعلام ’ يحدث ذلك مع ان ما كتبه محرر الدستور مجرد أساطير الأولين ولا يرقي الى مستوي إعلام ولا يرضاه اى صحفي حر ’ فضلا عن ان الجميع يدرك كيدية ما تنشره لكون هذه الصحيفة كانت قبل الثورة بأشهر قليلة معبرة عن القوي الوطنية المصرية فضاق مبارك بها ذرعا وتمت مساومة رئيس مجلس إدارتها على بيعها لأحد رجال أعمال تابع لمبارك وهو ما حدث وهم من يديرون هذه الصحيفة حتى الآن فضلا عن انها كانت تهاجم الثورة والثوار بضراوة فى فترة ما قبل تنحى مبارك وكان لها السبق فى اختراع فرية ان ثوار التحرير قابضين ويأكلون الكنتاكى.

نكرر اننا لا ندافع عن مرسي ولكن ندافع عن الديمقراطية والمنطق لمجابهة سيل الشائعات التى لا تنقطع ويحتاج الرد عليها الى توافر تنظيم اعلامي متكامل ونشط وفعال ’ يوضح ان ما حدث فى الفترة القليلة الماضية منذ ان تولي مرسي الحكم عملا رائعا ’ الامن استتب بدرجة هائلة وشعر به الناس وشوارع القاهرة صارت انظف واقل ازدحاما مروريا وغيرها من ازمات كنا نعيشها طوال فترة مبارك مثل ازمة ارتفاع الاسعار وازمة السولار والبنزين وازمة رغيف الخبز ’ وهو عمل عملاق فى تلك الفترة القصيرة التى لا يمكن ان تحل خلالها ابسط المشكلات التى يواجهها المصريون نظرا لكون حل مشكلة المرور نهائيا يحتاج الى كباري وانفاق وهو ما يستحيل انجازه فى عامين وليس مائة يوم .

 رسالة الى الرئيس

 احذر يا سيادة الرئيس ’ رجال مبارك يلتفون حولك ويعوقون خطواتك ويقيدون حركتك ويشوهون موقفك ’ حاذر ان تخاف منهم ’ واجههم بقوة وحزم وقتها ستجد الجميع يدافعون عنك وسيكسر الشعب حملتهم الاعلامية ضدك ’اختر من يدافع عن مصر لتدفع به الى الامام ’ ولا تعتمد على تقارير الاجهزة .

سيادة الرئيس ’ ما يحدث فى الشارع الصحفي اكد بما لا يدع مجالا للشك ان رجال امن دولة مبارك هم اصحاب القرار الاول والاخير فى التغييرات الصحفية ’ اكشف حقيقتهم وعريهم واستمع لرأى المخلصين الى الوطن ممن لا ناقة لهم ولا جمل فيما يفضون به اليك .

سيادة الرئيس ’ تم حل مشاكل صحفيين وصحف حزبية لم تصدر قط ’ ولم يكتب اى صحفى منهم خمسة اسطر طيلة تاريخه المهنى ’ ونحن لا نعترض ولكن نطالبك بحل مشكلة صحفيي جريدة الشعب ’ هذه الصحيفة ناضلت فى زمن حالك السواد وكانت لسان حال شعب مصر بأسره ’ حتى اغلقها الديكتاتور بجرة قلم منذ 12 عاما ’ فقد آن الآوان لأن ينقل صحفييها الى الصحف القومية بعدما كبر سنهم ’ بل ان وجب عليك حالا وفورا تكريمهم ’ لانهم هم الاولى بجنى حصاد الثورة بعدما دفعوا ثمن غرسها سجنا واغلاقا وتضييقا على اقواتهم. 

سيادة الرئيس ’حاذر ممن يشيرون لك بخياراتك الاعلامية والصحفية ’ فقطاع كبير ممن تمت ترقيتهم لشغل المناصب القيادية فى الصحف والمرئيات والمجلس الاعلي للصحافة هم من اشد كارهيك وكارهي نجاح برنامجك ’ بل ان بعضهم هم من رجال حملة شفيق الاعلامية ’ ولم يقتصر الامر على القيادات بل انتقل الامر الى شباب ’ فقد تم نقل وتعيين اعداد كبيرة من هؤلاء فى الصحف القومية ’ رغم ان معظمهم ليسوا صحفيين أساسا فى حين أن الصحفيين الثوار الشرفاء لا زالوا يناضلون وتنبذهم الصحف الشائهة.

****************************

 تدوينات فى زمن تجار الدم

نشر بتاريخ 7 كانون الأول (ديسمبر) 2012

 سيد أمين

 تدوينات الفيس بوك :

عقب  خطاب الرئيس 7 ديسمبر

 

لأول مرة فى تاريخ مصر .. نجد الفرعون مظلوما داخل القصر والفراعنة هم من يظلمون خارجه ..وهم لا هو يمتلكون النفوذ والصوت الاعلي ..ويقولون انه يكتم انفاسهم ..ويدعوهم للحوار مائة مرة ويرفضون قائلين لن نجلس معه ..ويؤجرون المسجلين لقتل انصاره او علي الاقل التحرش بهم بدلا من ان يفروا من عساكره ..علامات يوم القيامة!!

اثناء خطاب الرئيس 7 ديسمبر

الطاغية محمد مرسي .. يمد يده لحوار شامل ظهر يوم السبت المقبل .. ونخبة مبارك تستبق خطابه بان الحوار مرفوض ..وتحشد المخدوعين من انصارها لمذبحة جديدة علي يد من تستأجرهم هى ايضا لفعل ذلك!!

قبل  خطاب الرئيس 7 ديسمبر

هيكل فى لقائه مع لميس الحديدى : مرسي يعمل فى اجواء غاية فى الصعوبة .. ومصر بحاجة لقراراته ..واى شخص من معارضيه لو وصل للحكم كان سيلجأ لذلك ..ارجوكم الناصريين مشاهدة اعادتها على قناة cbc

اشتباكات الاتحادية 6 ديسمبر

# الجميع ابناء الوطن ..والف باء الديمقراطية ان نكون مع وحدة الوطن والدفاع عن جميع ابناء الشعب دون استثناء ودون مغالاة ودون تحيز .. فقط نتحيز للحقيقة.

#ارجو من الاخوة الذين يفبركون ويسخنون فى المشهد ويتحدثون عن مجازر ومحارق الهولوكست التى يرتكبها الاخوان لاخوانهم ان يذهبوا لنجدتهم ويفتدونهم بانفسهم او ردعهم عما يفعلونه بدلا من تسخين المشهد ..ام انكم ابطال على الفيس فقط.

# اعلن على الاشهاد تبرئي من الان فصاعدا بفكرة عبد الناصر والفكر الناصري لاننى وجدت ان عدد كبير من المنتسبين اليه نصابين ومخبرين وارزقيه ..واحتفظ باحترامى لفكر البعث العربي الاشتراكى.

#"ناصريون وقوميون شرفاء ضد المؤامرة"بيان تأسيسى لحركة

يدين الموقعون على البيان ادناه من صحفيين واساتذة جامعات ومهنيين فى كافة قطاعات المجتمع ممن ينتمون لفكر التيار القومى والناصري وغيرهم من الشرفاء رفضهم المطلق للمؤامرة على الديمقراطية عبر الاحتيال على ارادة الشعب عن طريق الجريمة المنظمة التى فتحت ميدان التحرير - ميدان الثورة سابقا - على عواصم الامارات والرياض والكويت وتل ابيب وواشنطون ..رافضين نزع الشرعية من رئيس منتخب ومحاولات تطويف المجتمع وتمزيقه عبر احتقار فئة من فئات الشعب ونزع حقوقها السياسية والتحريض ضدها .. واستغلال الاختلاف الايديولوجى بيننا وبين تيار الاسلام السياسى من اجل تحويله الى نزاع سياسي بهدف جر البلاد الى فوضى لا تصب في صالح الوطن وعواقبها لا يعلم مداها الا الله .

اننا رغم اختلافنا الفكري مع التيار الاسلامى الا انه هو الاقرب الينا من بين كافة التيارات الفكرية المختلفة فى وجه الارض نظرا لكون العروبة والاسلام وجهان لعملة احدة .. خاصة ان التيار الاسلامى يقف الان من خلال بنود الدستور المقترح فى صف الحفاظ على هوية البلاد وثقافتها العربية والاسلامية ولغتها العربية ضدمحاولات التغريب والامركة وهو ما يشكل قاسما مشتركا كبيرا بيننا وبين هذا التيار فضلا عن ان الاختلاف الفكرى لا يعنى ابدا ان نخونهم ونشارك فى مؤامرة ضدهم او ضد اى فصيل كان..كما لا يسمح لنفر ممن يلبسون رداء الناصرية الكبير فى استغلاله ضد مصلحة البلاد ومحاولة اعادة عقارب الساعة للوراء عبر تحالفه مع عناصر نظام مبارك الاجرامى الذى باع امتنا العربية قطعة قطعة لاسرائيل .

أمة عربية واحدة ..ذات رسالة خالدة

الموقعون:

دكتور محمد شرف استاذ المواد البشرية بامريكا رئيس جمعية ابطال 25 يناير

دكتور محمود ابو الوفا - الخبير بالجامعة العربية

سيد أمين صحفي- منسق الحملة الوطنية لتوثيق جرائم مبارك

محمد عبد اللاه - صحفي بجريدة الاسبوع

جمال البشبيشى – صحفي فى العربي الناصري

خالد محمد علي- صحفي بجريدة الاسبوع

حنان عبدالفتاح –نائب رئيس تحرير المساء

اسامة الكرم – نائب رئيس تحرير الاحرار - رئيس تحرير حديث المدينة

اشرف خليل - صحفي بجريدة الشعب

سعيد نصر – مساعد رئيس تحرير النبأ

عبدو المعلم – باحث ومثقف قومى جزائري

مجدى غريب - مديرانتاج

عبد الله عمار – موظف

للانضمام

http://www.facebook.com/groups/549775288369640/edit

5ديسمبر

# عبد الرحمن الكواكبي رحمه الله يقول "العوام هم خطر الامة ومصدر نكستها " اتذكر ذلك واعجب..كيف يساق الثائر لينضم فى صفوف الثورة المضادة؟ ..كيف تنطلي عليه الخدعة ؟ وكيف لا يفكر فى العواقب؟..وكيف يرفض العمل الديمقراطى ويمارس نفس اساليب جلاديه؟

# الى اللاهثين خلف امريكا .. من امثال البرادعى وموسي ..امريكا لن تمنحكم حكم مصر .. انتم فقط لديها كومبارسات وادوات لاضعاف الرئيس مرسي والدوله ولا تصلحوا ان تحلوا محله

# قرار احتجاب 11 صحيفة مصرية مستقلة وحزبية - نصفهم اسبوعى لا يطبع فى يوم الثلاثاء اصلا - اتخذ يوم 20 نوفمبر اى قبل الاعلان الدستوري وقبل الاستفتاء على الدستور كما ان هذا القرار لاعلاقة لنقابة الصحفيين به وتأملوا من هم اصحاب الصحف والقنوات المحتجبة وستعرفون من يقود المؤامرة

# للأسف البعض تأخذهم الحماسة والوطنية ليصيروا وقودا او تروسا فى مؤامرة كبري هم لو فهموها لصاروا ضدها واستشدوا في سبيل منعها .. لكن هل ينفع البكاء على اللبن المسكوب؟

ولأول مرة فى تاريخ مصر تتبدل الاماكن ويصير الفراعنة من هم خارج القصر والضحايا بداخله..انها الديمجوجية "انتهازية النخبة" …نقولها للتاريخ ولا نريد جزاءا ولا شكورا

#الشعب ليس فوضويا ..لكن من هم هناك ليس هم الشعب ..من الشعب ثوار ومثقفين للغاية ضد هذه المهزلة ..وفى اى ديمقراطية الصندوق هو الفيصل .. لايجب ان نقف ضد الديمقراطية يجب ان نحتكم للشعب .. وليقل مايشاء ..تلك الافعال تدخلنا فى حلقة مفرغة ..لان من قد يحكم في مرة قادمة سيخرج عليه الناس بنفس الادوات ايضا

30 نوفمبر

# النخبة الفاسدة فى مصر تستغل الشباب لتحقيق مصالحها الذاتية ..وفجأة سيكتشف هؤلاء الشباب المتحمس وبعد اختفاء بريق الشعارات انهم كانوا ضحايا فى لعبة كبري لا ناقة لهم فيها ولا جمل ..انهم مجموعة من القضاة الفاسدين مع نخبة شائهة تحافظ على مكاسبها وتستخدم الشباب كوقود لتحقيقها..وما ان تصل تلك النخبة للحكم حتى ينفصلوا عمن وقفوا معهم .. وربما جعلوهم اول ضحاياهم .. كما يقول ماتوسي تونج مطلقا على تلك النخبة اسم "الوجهاء الاشرار".

 كما يخطىء من يعتقد ان اسقاط مرسي يعنى الاستقرار بل هى بداية الانهيار .. وبداية الفوضى التى لا تبقي ولا تذر .. انا ناصري ولكن لست من الانتهازيين ولا ادافع عن الاخوان ولكن عن العدالة ومتى حادوا عنها قاومناهم كما قاومناهم منذ عام مضى.

# عمرو موسي خادم مبارك .. السكير العربيد ..الذى اعطى شرعية للاحتلال الامريكى للعراق العظيم عام 2005 حينما ذهب فى طائرات الاحتلال هناك تحرصه دباباته من ابناء شعب العراق ..لا يمكن ان يكون وطنيا ..ساهم فى تدمير ليبيا واشاعات عن تقاضيه 5ملايين جنيه ثمنا لدماء الشعب الليبى …وها هو الان يقود نفس المؤامرة فى مصر بوصفه ثائرا!!!!

# المعركة الان ليست بين اسلاميين وقوى مدنية بل المعركة بين ثوار من بينهم اسلاميين وفلول بينهم نخبة فاسدة

 # 4جهات رقابية وسيادية واستخبارية فى الدولة تصدر تقارير عن تلقي 9 فضائيات يملكها رجال اعمال 6.5 مليارات ونصف المليار من اجل احداث حالة فوضى فى البلاد والتربص بالنظام وقيادة الشعب الى الاقتتال الداخلى .. ومن اهم تلك الفضائيات قنوات دريم والنهار ومودرن والبلد وcbc .. ننشر باقى التفاصيل تباعا

28نوفمبر

لا تتنازل يا سيادة الرئيس الشعب المصري معك

27 نوفمبر

# حينما تجد المنطق مقتولا بين الناس اعلم انها الشياطين او المخابرات

# سنظل ندافع عن الثورة حتى اخر رمق .. حتى لو هتف رجال شفيق المتواجدون فى ميدان التحرير بعودة مبارك ..لن نتزحزح قيد انملة ..نؤمن بالديمقراطية وبالثورة .. ونرفض الانتهازية السياسية التى اختارها حمدين صباحى والبرادعى وتحالفهما مع الفلول لتقويض سلطة منتخبة شرعية حتى لو كنا نختلف معها ايديولوجيا .. ولكن بدفاعنا عنها ندافع عن الديمقراطية وحق تداول السلطة ..لان رفضها باستخدام القوة يعنى فتح الباب لرفض اى جديد ويكرس لفوضى لا قبل لنا بها ..ولا ترتضيها مصر الثورة ..ودعونا نتسائل عمن ادخل الفلول ميدان التحرير .. نعم فلول .. والا ما تطابقت مطالب التحرير معهم فى الدفاع عن رموز القضاء الفاسدين العفنين الذين كووا بنار فسادهم ظهر الشعب ..وصاروا عبيدا لمبارك وحاشيته ينطقون بما يحكم هو به .. هل تنكرون ان تطهير القضاء احد اهم مطالب الثورة ؟ وهل تنكرون ان تطهير الاعلام مطلب الكتلة المثقفة من الشعب ؟ وهل تنكرون انكم طالبتم مرسي باقالة النائب العام واعادة محاكمة قتلة الثوار ؟ ماذاحدث اذن ؟

هل تنكرون ان من اهم رموز مظاهرات اليوم هو مرتضى منصور وتوفيق عكاشة واحمد ابو حامد وان حملة شفيق تكلفت بنقل انصارها من كافة المحافظات الى الميدان ؟ وان الذين كانوا يعارضون الثورة ضد مبارك والمجلس العسكري هم من يروجون لمظاهرات اليوم .. فلينظر احدكم الى اصدقائه وليرجع بذاكرته الى الخلف ليكتشف ان من يؤيدون التظاهرات الان كانوا يرفضونها والشهداء يتساقطون بنيران 777 والمجلس العسكرى ومنقبله مبارك ؟انظروا ربما تخرجون بنتيجة انكم مجرد كوبري لعودة طنطاوي للحكم ويقتل منكم المزيد

26 نوفمبر

# لو قرر الرئيس اليوم الغاء الاعلان الدستوري ستنفجر مصر غضبا على هذا القرار لان من يؤيدون هم الاغلبية الكاسحة فالمؤيدن طبقا لاحصاءات صفحة كلنا خالد سعيد 85 و75 حسب صفحة قناة الجزيرة بل ان 90 من المشتركين في مدونتى يؤيدونه

# هناك450 قاض يتقاضون سنويا 5 مليارات جنيه رواتب ..بمعدل 120 مليون جنيه لكل واحد منهم ..بينما الشعب يموت جوعا وظلما باحكامهم الجائرة ..ثم يتحدث البعض عن العدالة

# يعنى مرسي غلط وخلاص ..يعيد المحاكمات يبقي اعتداء على سلطة القضاء ..ما يحاكمش يبقي متواطئ ..يلغي الاعلان الدستوري يبقي رئيس ضعيف .. يصرعليه يبقي ديكتاتور ..يعدله ..يبقي احتيال ..قصة جحا وحماره

25 نوفمبر

# في جميع المصالح والهيئات بل والجمعيات .. انصار مبارك يعودون للظهور مجددا .. ورجال الحزب الوطنى يؤكدون انهم عائدون خلال شهر من الان ..هذه المعلومات جاءتنى من مصادر متعددة

# اقسم بالله العظيم لو اعرف ان ثورة يناير ستنتهى بما نراه الان فى التحرير وعصف بديمقراطية الانتخاب ما كنت وقفت ضد مبارك .. حينما كدت اموت فى منطقة الاسعاف ظهر جمعة الغضب ..وما طالبت ابدا برحيل مبارك

# فضلات مبارك يقودون اكبر معركة لخيانة مصر مرة اخري

# بعض الزملاء يعتبون علي ان اقف بجانب الشرعية ..ويريدون ان اسير فى دروبهم انشد اغانى ساقطة واري الثلث الفارغ فى الكوب .. وانحاز لفصيل من المفروض انه يحمل قناعاتى وادرك تماما انه قيادة اهذا الفصيل تعانى من امراض الانتهازية وانها اشد طغيانا من المخلوع نفسه. # حتى لانتحول الى دجاج وطبول تردد ما يريد الاخرون ان نردده ..انا لست اخوانى ..ولكننى ادافع عن الحق دائما وابدا

 24نوفمبر

# نتحداك يا حمدين .. ان تثبت اخونة الدولة

جوبلز وزير الدعاية النازى كان يقول انه لكى يصدق الناس الكذبة يجب ان تكون ضخمة للغاية  .. وانا اري ان اكذوبة "أخونة الدولة " تطبيق لفكرة جوبلز من قبل تحالف "الوجهاء الاشرار" الممثلين للقوي السياسية الوهمية "التى عدد انصارها لا يتعدى 50 الف ورغم ذلك ضجيجهم صاخب جدا " بالتعاون مع فلول نظام مبارك وروجت له فضائيات رجال اعمال مبارك ..وللرد عليهم نتحداهم ان يذكروا لنا عشرة صحفيين ينتمون للاخوان يحتلون رئاسة تحرير صحف قومية او حتى فى طاقم ادارتها العليا ؟ او عشرة اعلاميين اخوان يحتلون مواقع كبري فى اعلام الدولة ؟ او عشرة قضاة يحتلون مواقع  مهمة فى القضاء ؟ او عشرة فضائيات اخوانية  خاصة ؟  او حتى 20 صحفيا اخوانيا عاديا ؟ او عشرة رجال اعمال كبار  من الاخوان؟ او عشرة مشروعات او شركات يديرها رجال الاعمال هؤلاء ؟ او عشرة  محافظين ؟ اوعشرة وزراء؟ او 10 اشخاص اخوان ادينوا بقضايا بلطجة ؟  اودعارة ؟ او سرقة مال عام؟ وغيرها الكثير الكثير .. يحدث ذلك مع انه من حقهم ان يكون لهم شأن اكبر من هذا بكثير لسببين الاول انهم فئة مصرية لهم حقوق المصريين ولانه ايضا منهم رئيس البلاد الذى من حقه ان يختار حوله من يثق فيه.

وفي كل الديموقراطيات من حق من يفوز ان يختار من ينفذ له برامجه حتى يحقق بها مطالب الشعب ومن حقه ايضا ان يتخذ التدابير اللازمة لحمايةالبلاد فى اطار الدستور والسلطة التشريعية واذا كانت تلك السلطة غير موجوده فمنحقه ان يشرع بشكل مؤقتفى الظرف الاستثنائية كتلكالظروف التى تمر بها مصر بعد الثورة ..وبعدها نقوم بمحاسبته .. اما ما يحدث الان فى مصر فهو الفوضى تحت زعم الديمقراطية ..فهل رأيتم اعلاما ينام ويستيقظ لبث الشائعات حول اعلى رأس فى البلاد وهو رئيس البلاد ثم نجده -اى هذا الاعلام الذى يموله رجال اعمال مبارك سارقي قوت الشعب ويديره رجال مخابرات مبارك يصرخ بان حرية التعبير في خطر .. قالوا عن الرئيس بانه مريض بالصرع وقالوا انه يرسل اموال الدلة لابنه وقالوا له عبر منابرهم انت احمق وانت فاشل وانت غبي وانت "كافر" - لاحظ لو قالها احد الاخوان لاى منهم وليس للرئيس لانقلبت الدنيا ولم تقعد - وانت عميل وانت جاسوس ..فماذا يريدون قوله ومنعه عنهم مرسي ؟

انها الديمقراطية يا حمدين صباحى التى يجب ان تؤمن بها ولا نحرق البلد من اجل ان تجلس انت على الكرسي.

**********************************

 ثورة ضائعة

نشر بتاريخ 25 شباط (فبراير) 2012

سيد أمين

حينما تحدث ثورة فى بلد ما ويتم خلع الديكتاتور الذى خرب الحياة والأخلاق والاقتصاد يصبح تفضلا كبيرا من الثوار أن يحاكموه بطريقة ديمقراطية تضمن له حق الدفاع والتعبير عن رأيه , ولكن حينما نتمادى فى إعطائه هذه الحرية ونفرط فى توفيرها له لدرجة تصل لحد التواطؤ معه ومع دفاعه على حساب شعب من الضحايا, بالقطع نجزم ان هذه الثورة فشلت , خاصة أننا نعامله ورجاله بـ" ليونة" لم نعامل بها أحدا من معارضيه فضلا عن كونه هو ورجاله لم يعاملوهم بها من قبل.

ليت ذلك فحسب بل يتردد ان الهدف وراء تأجيل النطق بالحكم ضده الى 2 يونيو القادم هو محاولة لكسب الوقت حتى يبلغ سن 85 عاما وبالتالى العفو عنه تطبيقا لقانون – وضعه هو – يعفى من بلغ هذا السن من العقوبة .

كل ذلك ولن نتحدث عن هيافة الاتهام , فالرجل الذى فعل فى بلاده ما لم يفعله ألد أعدائها فيها ومفاسده لا تعد ولا تحصى , تركنا كل ذلك ورحنا نحاكمه فى شراء فيلتين بأقل من ثمنهما , وكأننا بذلك نبرئه لا ندينه .

وحينما يقوم رئيس وزراء مصر إبان الثورة بتقنين قرابة 83 ألف فدان فى الطرق الصحراوية لمغتصبيها من رجال الإعمال فى العصر السابق , هنا لا بد ان نقول ان هناك ثورة لم تحدث.

وحينما يقوم وزير داخلية حكومة الثورة بصرف رواتب شهرية لقتلة الثوار من ضباط الشرطة قطعا هذا سيؤكد الزعم السابق , خاصة ان الصرف لم يكن تحت مسمى إعانة إنسانية لآسرهم وإنما جاء تحت مسمى "تقديرا لرسالتهم النبيلة " ولا نعرف اى نبل ذلك الذي يتحدث عنه , والأدهى والأمر ان عددا كبيرا من قتلة الثوار من ضباط الشرطة يحاكمون بينما لا زالوا طلقاء ويمارسون أعمالهم.

وإذا قلنا ان ذلك غبنا للشهداء وأسرهم واستهانة بدمائهم قالوا ان ضباط الشرطة كانوا يمارسون خدمتهم فى حماية أقسام الشرطة من البلطجية مع ان سيل الشهادات الذى لا ينقطع يؤكد ان عددا كبيرا من الشهداء لم يكونوا بجوار أقسام الشرطة أصلا كما حدث فى قسم شرطة بولاق حيث تم قتل الثوار أمام جامعة القاهرة وفى قسم المطرية الشهداء استشهدوا فى بيوتهم .. نعم فى بيوتهم .. فقد هرعت سيدة إلى شرفة المنزل لتستطلع الموقف حينما سمعت طلقات نار فى الشارع ففوجئت بان الطلقة التي سمعت صوتها كانت فى صدر ابنها .. فصرخت طالبة الغوث فعاجلتها هى الأخرى طلقة أخرى فى الرأس وسقطت قتيلة بجوار جثة ابنها.

قطعا لم تحدث فى مصر ثورة ,بدليل ان نحو 90 ضابطا من قيادات جهاز امن الدولة الذي خطط ودبر ونفذ وأوغل فى دم الشعب طيلة عقود مضت تم ترقيتهم بديلا عن الزج بهم فى السجون.

وحينما يصل سعر اسطوانة الغاز الى خمسين جنيها بل سبعين جنيها , فى بلد يعوم على بحيرة من الغاز الطبيعي يصدر جزءا لا بأس به منها الى إسرائيل العدو التاريخى والوحيد لنا بنصف سعره قطعا لم تحدث هناك ثورة.

حينما نتردد فى ان نستغني عن المعونة الأمريكية التى تنتقص من عزتنا , واستقلالنا الوطني ونهرول خلف صندوق النقد لنكبل أنفسنا بمزيد من الديون بينما نغض الطرف عن مئات المليارات التى سرقها مبارك وزبانيته ولا نتخذ إجراءا ثوريا وقويا يخيرهم بين حياتهم وبين أموال الشعب , قطعا لم تحدث بعد ثورة.

وأى ثورة تلك التي تتيح لزوجة الرجل الذي قامت الثورة بخلعه مخاطبة ملوك ورؤساء العالم عبر قيامها بإرسال فاكسات إلى اوباما تطالبه فيها بالحفاظ على حياة زوجها وإلا فإنها ستفضح عملاء أمريكا فى مصر ممن تربوا فى كنفه .. ثم تترك بعد ذلك حرة طليقة , اذن لا توجد هناك ثورة.

وكيف نتحدث عن ثورة قامت من اجل العدالة الاجتماعية بينما هذا البرنامج غائب عن الساحة تماما ,لدرجة لا تجعلنا قادرين على وضع حدين ادني واعلي للأجور رغم ان الحد الأعلى للأجور لن يكلف الدولة مليما واحدا بل سيوفر لها عوائد هائلة, فضلا عن أننا نشاهد الثري يزداد ثراءا والفقير يزداد فقرا ,والباشاوات لا زالوا باشاوات والخدم لا زالوا خدما.

الفقراء فى بلدى دائما متهمون , إذا احتجوا ضد القهر الذى يتعرضون له سنطلق عليهم "دون اكتراث " بلطجية , مع أنهم يقومون برد الفعل وليس هم الفعل ذاته , وإذا استجابوا للقهر ورضخوا له وارتضوا ان يعملوا كإجراء لإثارة الشغب مقابل جنيهات معدودات وعرضوا سلامتهم للخطر , سنطالب بإعدامهم أيضا كبلطجية , مع أنهم هم أيضا ضحايا للجهل والجوع الذي عانوه فحولهم إلى كائنات بيولوجية لا قلب لها.

ومع ان من أسباب تفجر الثورة ,قمع الأخر وتكميم الأفواه الذي مارسه النظام السابق , كان ينبغي للثورة وقد نجحت – بحسب ما يقولون - ان تضمن حرية التعبير السلمي , وحق الاختلاف فى الرأي دون تخوين أو تكفير أو ازدراء أو إقصاء , وان تقبل الرأي مهما كان نزقا او شاردا ,لأن معظم انجازات البشرية كانت أحلاما مخملية تراود أصحابها, رغم كل ذلك إلا ان سياسة الإقصاء زادت وتيرتها واتسعت رقعتها وأصبح كل من يخالفنا الرأي إما عميلا للخارج أو رجعيا أو متخلفا حضاريا , مع ان اللعب على ديدن الفعل ورد الفعل لا يضمن أبدا استقرار لا لحاكم أو محكوم ,بل يزيد من فرص الخداع والتخبئة ولن يكون هناك ضحية بين صراع الأبناء إلا الوطن,وهو الأمر الذي يعيدنا للغرق فى دوامة لا قرار لها وينسخ نظام مبارك ويعيد إنتاجه ,وعلى جميع الأطراف ان تعلم ان الاختلاف فى الأولويات والحاجيات هو احد إفرازات المخ ومن سمات البشر على مر الخليقة.

فى الأسبوع الماضى اطلعت على قرابة أربع شكاوى من أمهات لنشطاء فى الثورة من مناطق مختلفة فى القاهرة يتهمن فيها الشرطة بتلفيق قضايا مخدرات لأبنائهن .. الأمر الذى يطرح تساؤلا مهما للغاية حول الرسالة التى يريدون توصيلها لنا وهى أن ثورة يناير ثورة "حشاشين".

قد يكون الحديث عن أن المجلس العسكرى صادقا فى دعم الثورة صحيحا , ولكن يجب فى ذات الإطار أن نعطى لمن يتهمونه بالتأمر عليها مبررات لهذا الاتهام , خاصة مع تلك الإخفاقات المفزعة التى صاحبت سياساته الأمر الذى فهمه البعض أنه مخطط ممنهج للخداع والتخبئة .

رسالة إلى المشير

سيادة المشير , أمريكا عدو لنا , الجميع يتفق على هذا , هي لا تحبنا ونحن لا نحبها أيضا ولا نحترمها , أوغلت أنصالها فى جسد أمتنا الجريح , استعذبت سرقة ثرواتنا , وتعذيب شعوبنا , والتهاون بأرواح أطفالنا وشرف نسائنا , طعامها دوما مغموس بدم الضحايا , وأموالها مسروقة من حافظتنا , ندعوك بل نتوسل إليك ان ترفض معونتهم , ان تلقى بها فى وجوههم , بل تحت حذائك , قل لهم أن الحرة تموت ولا تموت ولا تأكل بثديها , وقتها ستذوب خلافاتنا وتلتئم جراحنا ,ويظهر معدننا الأصيل ومعدنك , وقتها ستجدنا جميعا توحدنا خلفك , فنحن أمة عريقة لا نأخذ دية صمتنا عن إهانتنا , ونحن امة قال فيها القائل " نشرب ان وردنا الماء صفوا ويشرب غيرنا كدرا وطينا " , وأنت يا سيادة المشير وزير دفاعنا , والادرى بشرف الجندية , لاسيما فى مصر , خير أجناد الأرض , قل لهم نحن لا نريد معوناتكم , لا نريد ان نرتبط بكم , لا نريد ان نكون تابعين لكم, لأننا دائما السابقون , قل لهم لسنا هنودا حمرا جددا , او دمى تحركونها بخيوطكم , لا تبالى بكل ما سيقولونه و يهدوننا به , تذكر ان الطريق لتحرير القدس يمر عبر القاهرة , وتذكر نابليون بونابرت وهو يوصى رجاله بأن من يسيطر على القاهرة يسيطر على الشرق , افعلها يا سيادة المشير , ارفض معونتهم , وانتقل بمصر الى دول الممانعة , الشعب ومجلسه سيقفون معك , ستجعل من نفسك بطلا قوميا ضن الزمان بمثله. افعلها فنحن لا نرغب فى أمريكا ولا عملائها ولا كل من سار على خطاها.

سيادة المشير سيطلبون منك إرسال قوات الى سوريا بحجة حماية المدنيين السوريين من بطش "الأسد " , نرجوك ونتوسل إليك أن تقول لهم أن جيش مصر لا يمكن أن يحارب جيشه الأول فى سوريا , قل لهم جربنا خداعكم فى عام 1990 ضد العراق ولن نخدع مرة ثانية , قل لهم أننا مع اختيارات الشعب السورى مهما كانت ولكننا أبدا لن نوجه سلاحنا إلى جيشه ورصاصات جيشنا لم تصنع لقتل السوريين, قل لهم أننا نحمل الأمانة ومصر ابدا لن تخون.

Albaas10@gmail.com

**********************

 حول موقعة “النائب العام”

نشر بتاريخ  14 تشرين الأول (أكتوبر) 2012

 سيد أمين

جعلتنا الاحداث التى مرت بها مصر اليومين الماضيين من خلال تبعات قرار المحكمة المختصة بتبرئة جميع المتهمين بارتكاب مجزرة موقعة الجمل وما تلاها من استياء شعبي قد يكون دفع الرئيس الدكتور محمد مرسي لاصدار قرار بتكليف المستشار عبد المجيد محمود النائب العام للعمل كسفير لمصر فى الفاتيكان وذلك بهدف اقصائه - نظرا لانه لا يجوز عزله – وما تلاها من اشتباكات فى ميدان التحرير بين مجموعات غير معروفة الهوية , كل ذلك دفعنا لان نعود مرة اخري للحديث عن حالة التربص التي تتبعها قيادات القوي السياسية وما يساندها من قوي الإعلامية.

والمتابع للمشهد , المتجرد من النزوع نحو الانتصار للانتماء السياسي , الميال للانتصار لقيمتي الحق والحقيقة , يستطيع ان يدين جميع أطراف الأزمة "مؤسسة الرئاسة – الإخوان المسلمين – القضاة – القوى السياسية – الإعلاميين" باعتبار الجميع شركاء فى صناعة تلك الأزمة .

فقد اخطأ الرئيس الدكتور محمد مرسي فى إصدار قرار تكليف النائب العام للعمل كسفير لمصر فى الفاتيكان , وخطأ الرئيس هنا ليس كما يريد البعض ان يصدره للعامة بانه اعتداء على السلطة القضائية , ولكن لان الرئيس- وهو صادق النية- حينما قرر اتخاذ قرار إقصاء النائب العام تلبية لضغط الشارع كان يجب عليه ان يدرس الطريقة والوقت والمكان الملائم لاتخاذه , مع دراسة كافة الاحتمالات الممكنة والشعارات التى يمكن لأنصار النائب العام ترديدها وخداع العامة بها مع اتخاذ السلطات كافة الاحتياطات والاجراءات لتفنيدها , الا ان ما حدث اعطى الفرصة للقوي المضادة للثورة للتوحد حول شخصية رمزية جديدة بعد الفريق احمد شفيق ومن قبله الراحل اللواء عمر سليمان يتخندقون حولها ضد من يحكم مصر لا فرق عندهم بين الاخوان المسلمين او حتى الليبراليين.

واخطأ الإخوان المسلمون ايضا حينما لم يستوعبوا المشهد بشكل كبير وراحوا ينظمون تظاهرات مؤيدة للرئيس , لأنهم بذلك صوروا للمتابع غير المدرك بشكل كامل للأحداث بان التظاهرات ضد او مع الرئيس, وهو فى الحقيقة بعيد عنها, بل أنهم أتاحوا الفرصة للطرف الثالث – او اللهو الخفي – الذى لا هو خفى ولا حاجة – للاندساس بين المتظاهرين من اجل إحداث الوقيعة بين الجميع وبالتالي التغطية على الحدث الأهم وهو تبرئة المتهمين فى موقعة الجمل , ولو كان الإسلاميون انسحبوا من تلك التظاهرات او أنهم لم يدعوا لها اصلا لانكشفت حقيقة مقاصد ذوي النوايا السيئة من الأطراف الاخري , حيث كانت هذه الأطراف ستواجه لوما شعبيا كبيرا لو انها هتفت ضد الرئيس فى موضع كان يجب عليها فيه ان تهتف ضد تبرئة المتهمين فى موقعة الجمل نيلا لحقوق الشهداء وتطالب بتطهير القضاء , وحيئئذ سيصبح قرار الرئيس متسقا مع المطالب الشعبية فى حين تأتى مواقف هؤلاء معبرة عن حاجة فى نفوسهم لا علاقة للشعب بها.

كما يجب على قادة عناصر الإخوان المسلمين إلا يظهروا وكأن قرارات الرئيس هى قراراتهم لان ذلك يضعف من موقف الرئيس لا يقويه.

ورغم ان التعميم ليس منطقيا بالمرة , الا انه هناك أزمة لا شك فى البيت القضائي , لدرجة ان مطالب تطهير القضاء خرجت أول ما خرجت من بين القضاة أنفسهم قبل الثورة بسنوات قليلة , ومن مظاهر تلك الأزمة أن عددا كبيرا من القضاة انخرطوا بشكل كامل فى الصراع السياسي , وتنامي لديهم شعور قوي بأنهم شيء مقدس لا يمس ولا ينظر له امرؤ مهما كان إلا بإعزاز وإجلال حتى لو كان مصطنعا , مما خلق انطباعا عند العامة بأنهم عصابة او سوط يجلد به الحاكم من يشاء, بل ان رئيس نادي القضاة المستشار احمد الزند قدم أسوأ الصور التى من الممكن ان يخزنها العقل كصورة نمطية عن القضاة , وظهر فى مواضع عدة كبلطجي وليسا قاضيا يبحث عن الحقيقة ويستوي لديه الناس , كما أن طول عصر الاستبداد والفساد الذي كرث له مبارك وعبرت عنها قوانينه جعلت من القضاة أنصاف آلهة لا ينطقون عن الهوى ولا يعصى لهم أمر , ومهما كانت أحكامهم جائرة وغير موضوعية إلا أنها تعبر عن قدر لا يصح للضحية انتقاده أو حتى التعليق عليه وهو أمر مخالف للمنطق والشرع ولمعايير الدولة المدنية ولحقوق الإنسان فضلا عن أن الكثيرين منا يوقنون تمام اليقين بان الالتحاق بسلك النيابة والقضاء لا يتم فى مصر إلا بإحدى سوئتين "إما رشوة أو واسطة " وكلاهما يجرمه القانون , يضاف الي ذلك ظاهرة توريث القضاء!!

ولابد ان نشير هنا الى ان من رفعوا شعار احترام القضاء واعتبروا قرار مرسي بخصوص النائب العام مجزرة ..لماذا صمتم على قيام رجال شرطة مبارك بتلقين القضاة علقة ساخنة فى عقر نادى القضاة , وكذلك صمتم على قرار اصدره مبارك باقالة قرابة الف قاضي من اعمالهم!!

أما القوي السياسية فقد ابتلعت الطعم وطعنت نفسها , حينما غلبت قياداتها من أقصي اليمين لأقصي اليسار مصالحها السياسية على مصلحة الوطن , وحينما تنكرت لأهداف كانت تنادي بها بالأمس فظهرت للعيان بأنها ليست قوي معنية بقضية الموضوعية بقدر كونها قوي انتهازية.

ورغم انه كان يجب على جميع قوي الثورة بكل أطيافهم بمن فيهم الإسلاميين الخروج للتنديد ببراءة المتهمين فى موقعة الجمل من أجل رد حقوق الشهداء من قتلتهم وهو المطلب الذى لم تتوقف عن المطالبة به منذ خلع مبارك , إلا إننا هنا وجدنا هذا الشعار يغيب لدي التيارات اليمينية واليسارية فى وقت كان الشهداء وأسرهم فيه أحوج ما يكون إليهم , مما آثار شكا ليس فى صدق شعاراتهم عن حقوق الشهداء فحسب ولكن أيضا فى الشعارات الجديدة التى يرفعونها الخاصة بتأسيسية الدستور والمائة يوم وغيرها , خاصة انهم حملوا الرئيس من قبل مسئولية أحكام البراءة لقتلة الثوار .. مما يقودنا فى النهاية لسؤال مهم : ماذا تريدون من الرئيس ان يفعل؟ وكيف؟.

والغريب والشئ العجيب – كما تقول وردة – أن القوى التى خرجت مرارا وتكرارا مطالبة بإقالة النائب العام من مهام منصبه محملة إياه التستر على ملفات الفساد ورموزه وأيضا أحكام البراءة المتتالية لقتلة الثوار مطالبة المجلس العسكري- حينما كان ماسكا بزمام الأمور- بإصدار قرارات استثنائية بإقالته بل ومحاكمته , إلا أنهم راحوا يقلبون ظهر المجن حينما اتخذ الرئيس مرسي قرارا يفهم منه إقالته , وراحوا يتباكون على استباحة استقلال القضاء , واخذوا يعظمون من شأن النائب العام ليحولوه الى بطل على خلاف الحقيقة !!

والملاحظ ان الثوار و القوي المدنية – ومعظمهم من قوى الثورة المضادة – راحوا يعارضون القرار الخاص بالنائب العام بوصفه عملا غير قانونى , مع أن الثورة نفسها أيضا هى عمل غير قانونى , والثوار فى نظر القانون متمردون يتوجب إعدامهم , هذا لو نظرناها بنظرة قانونية , أما لو نظرنا إليها بنظرة ثورية , فالنائب العام هو احد اهم رجال مبارك, والمسئول المباشر عن أحكام البراءة من قتل الثوار بعد الثورة وحماية الفساد قبل الثورة , كما ان القوانين سواء أو الدستور هى من صناعة مبارك , ولا تعبر عن إرادة الشعب الذى هو مصدر السلطات والقوانين.. فعلينا إذن أن نحدد ماذا نريد.. شرعية دستورية ام ثورية .. وإذا ارتضينا واحدة منهما فعلينا إلا نطالب بمطالب تخالف ما ارتضيناه.

أما آخر المتسببين فى الأزمة – وهو فى الحقيقة أولهم – الإعلام , لقد كان الإعلام والإعلاميون غير موضوعيين فى تغطية الأزمة , حيث راحوا يروجون الشائعات ويوجهون الضيوف ويصدرون الإحكام ويركزون بشكل ممل على احد الإطراف ودفوعاته بينما يتجاهلون الأخر حتى لو كان رئيس الجمهورية , لدرجة ان الفائيات لم تبث خطاب الرئيس فى الإسكندرية او حتى تشير إلى انه القي خطابا فى حين تفرغت لنقل كل همزات الزند وعبد المجيد ومن يواليهم , فلم يكن إعلامنا قط محايدا حيث انحازت كل قناة فضائية لمصالح رجل الإعمال الذى أنشأها علي حساب استقرار الوطن الذي كانت تدعو اليه حينما كان مجلس مبارك وشفيق وعمر سليمان قاب قوسين من حكم مصر.

الحقيقة ان ما يحدث فى مصر يكشف عن مؤامرة كبري ليس المقصود منها تجريد الاخوان المسلمين من السلطة التى حصلوا عليها بارادة الشعب ولكن اخشي ما اخشاه ان يكون المقصود هو بث القوضى فى مصر , خاصة ان التظاهرات والاحتجاجات فقدت اى منطق لها وتحولت الى "تلكيك" والسلام.

اقول ذلك وانا واثق تمام الثقة ان "المتلككين" سيعتبروننى قد "تأخونت" وهم لا يعرفون ان الدفاع عن الحق والحقيقة تتجاوز الايديولوجيات".

Albaas10@gmail.com

*****************************

 حتى ندعم مصر و برنامج الرئيس

نشر بتاريخ  30 آب (أغسطس) 2012

سيد  أمين

لم تتح لمصر فرصة للتحديث مثل تلك الفرصة التى تحققت لها بعد الثورة , ويشير الخبراء الى أن هناك قصورا متراكما فى البنية الاساسية فى مدن الدولة كافة بلغ مداه فى عدم تحديث تلك البنية منذ ما يقارب عشرة سنوات كاملة مضت , وانها تحتاج فى سبيل النهوض واداء وظيفتها بكفاءة الى مئات المليارات لكى تنفق عليها دون شح او كلل.

ولو اخذنا القاهرة نموذجا , سنجد أن شبكة الصرف الصحى فى منطقة وسط القاهرة – القاهرة الخديوية والقاهرة الفاطمية علي سبيل المثال – لم يتم تحديث معظمها منذ انشاء نظام الصرف المغطى فى القاهرة منذ ما يقرب من قرن , الامر الذى تسبب فى ان تعوم تلك المناطق على بحر من المياة الجوفية الملوثة , مما يهدد بكارثة بيئية وصحية محققة قد ينجم عنها سيناريو كارثى وهو سقوط وسط المدينة فى الاعماق وهو ما ظهرت ارهاصاته فى تلك الانخفاضات الارضية المتكررة فى مناطق باب الشعرية والجمالية.

واذا كانت ازمة الاختناق المروري فى القاهرة مشكلة عصية على الحل بسبب كثرة اعداد المركبات التى تعج بها شوارعها, فان المشكلة الاصل تكمن فى ضيق الشوارع وعدم وجود تخطيط عملى او علمى لها يمكنها من استيعاب هذا الكم من المركبات التى يكلف اهدار الطاقة فى ساعات انتظارها الطويلة الدولة مليارات الجنيهات متمثلة فى الطاقة المدعومة المهدرة دون ناتج والتى تتبخر فى الجو للتحول الى قنبلة تلوث مفزعة تهدد صحة سكان القاهرة اجمع لا سيما فى منطقة العتبة ورمسيس والاسعاف وهما الاكثر تلوثا فى مصر اجمعها بحسب دراسة لا زلت اتذكرها.

ويقينا , يعد من الاعجاز أن يستطيع احدا كان مهما أوتى من قوة واخلاص ان يحل تلك المعضلة  ليس فى مائة يوم - بحسب برنامج الرئيس – بل فى مائة شهر, اللهم الا اذا كان يمتلك عصا موسى او فانوس علاء الدين .

ولأننا نعلم أن البرامج الانتخابية قد لا تحقق بالمرة فى بلدان عالمنا النامى الا ان الشروع فى تحقيقها وتكاتف الاجهزة المعنية والطلائع الشعبية والتفافهم حولها كفيل بأن يجعلها قابلة للنجاح بغض النظر عن الوقت الزمنى الذى تستغرقه شريطة اخلاص نوايا الجميع.

ولأن نهوض مصر ورعاية مصالحها هو الشغل الشاغل لجميع المخلصين فاننى اوجه دعوة للخبراء لدراسة تلك المقترحات او العناوين وتأصيلها ووضع الاطر العلمية والعملية لانجاحها خاصة ان تحقيق تلك المقترحات ليس مستحيلا :

1 – توسيع شوارع القاهرة وخلق متنفسات خضراء فيها  من خلال عمليات شق طرق ونزع ملكيات خاصة او عامة  وتعويض المالكين بمساحات اخري قد تكون اكبر او مضاعفة وفى ذات المنطقة من خلال انشاء ابراج عملاقة وكخطوة اولي نبدأ من وسطها وهى مناطق الاكتظاظ الكبري.

ومثالا فلو قمنا بنزع ملكيات منتشرة على قرابة كيلو متر مربع فى المناطق المغلقة والعشوائية من وسط منطقة الجمالية  - وهى منطقة لا تزيد احجام الارتفاعات فيها عن طابقين او ثلاثة باقصى تقدير وقمنا بانشاء برجين او ثلاثة ابراج عملاقة عرضا وارتفاعا على نصف الرقعة المنزوعة وعوضنا كل شخص نزعنا منه ملكيته بضعف المساحة المنزوعة فى تلك الابراج بحسب الية ما – ستكون هذه المنطقة قد كسبت النصف المتبقى من الارض كمساحات خضراء وطرق وستكون خدمات الصيانة والامن والمرافق اكثر فعالية دون الاضرار بجميع اطراف العملية , وبتعميم هذه التجربة يمكننا خلق قاهرة جديدة.

   2 – تفنن نظام مبارك فى انفاق مئات المليارات طيلة هذا العهد البائد فى اشياء لا تفيد الوطن بشكل حقيقى , ومن تلك الاشياء قيامه بانفاق اموال الدولة على زراعة الشوارع باشجار لا تحقق اى وظيفة من وظائف زراعة الاشجار , ومنها شجرة "الفيكس" التى تزرع بها شوارع المدن الجديدة والطرق الطويلة , فلا هى مثمرة ولا هى منتجة للخشب ولا طويلة حتى يستظل بها الناس ولا تؤدى وظيفة بيئية لأن اوراقها صمغية , كما انها داكنة الخضرة توحى بالكأبة .

 لذلك فاننا نقترح اقتراحا باستبدال زراعة تلك الشجرة الكئيبة باشجار اخرى مثمرة تساعد فى سد الفجوة الغذائية لاسيما الزيتون الذى يمكنه ان ينبت فى اشد مناطق الجفاف كما انه يمكن ريه بالمياة المالحة ويمتلك منظرا جماليا افضل .

وكذلك يمكن زراعة تلك الشوارع بشجرة المورينجا , تلك الشجرة الطيبة والتى تصلح اوراقها كغذاء مثلها مثل الملوخية , وتساعد فى علاج 300 مرض بحسب التقارير الطبية المؤكدة وذات اخشاب قوية طويلة ويمكنها النمو فى اعتى الظروف المناخية أو تلك الخاصة بالتربة وتمتلك منظرا جماليا مبهرا, ولا يفوتنا ان نقول ان سعر كيلو الاوراق الخاص بها تتلقفه شركات الادوية بسعر 500 جنيه لتعود تبيعه باكثر من 15000 جنيه فى شكل حبوب ومعجون وخلافه , كما لا ننسى ان مبارك منع زراعة هذه الشجرة فى مصر تحت وطأة ضغوط غربية.

3- يقول خبراء الاقتصاد  انه متى توافر سعران لسلعة واحدة انتعشت السوق السوداء , ولعل تفاوت اسعار الدقيق ما بين مدعم وحر ارهق جهاز شرطة التموين نظرا لابتكار المهربين وسائل متعددة لكى لا يصل الدقيق المدعم الى مستحقيه ويجنون هم ثمار دعم الدولة فى جيوبهم المتضخمة من المال الحرام فضلا عن ان قيمة رغيف الخبز المدعم ساءت لدرجة كبيرة فيقوم الكثيرون بشرائه من اجل استخدامه كعلف للحيوان خاصة انه ارخص بشكل كبير جدا من الاعلاف , الامر الذى ضيع دعم الدولة سدى فى الدعم المباشر للدقيق ودعم الطاقة ودعم عمالة التصنيع .

لذلك ينبغى توحيد سعر الدقيق بشكل كامل  وليرفع سعر الرغيف من 5 قروش الى عشرة قروش مع توفيره فى الاسواق الامر الذى سيوفر على الاغلبية عناء شراء الحر الذى يبلغ 25 قرشا ويشعر الجميع  بان هناك دعما يقدم على تلك السلعة.

4-التفكير فى آلية ان تقوم بعض المصالح بالعمل ليلا كبديل عن الفترة الصباحية مما يساعد فى حل مشكلة التكدس المرورى صباحا او عمل العكس بحيث ترغم المحال والشركات على اغلاق ابوابها من الساعة التاسعة مساء .

هذه مجرد مقترحات عساها تأخذ طريقها للتحقيق بعد دراستها بشكل علمى من قبل المختصين.

Albaas10@gmail.com

*************************

 عن قيود مرسي.. وإعلام عكاشة

نشر بتاريخ  3 آب (أغسطس) 2012

 سيد أمين

اعتقد البعض ممن يتابعون ما أدونه - ومنهم أصدقاء بل وأساتذة لا أشك مطلقا فى وطنيتهم وحالتهم الثورية – أنني قد وقعت شيكا على بياض لصالح جماعة الإخوان المسلمين ’ وأننى صرت أبرر كل ما يتخذونه من قرارات حتى لو كانت تخالف مرجعيتي الفكرية ’ واعتبروا ذلك انقلابا منى على الفكر القومي والتجربة الناصرية.

ولعل من يتهمونني بهذا الاتهام لاسيما هؤلاء الرفاق الجادين المخلصين ’ قد فاتهم أنهم ارتكبوا خطأ فادحا بتغليبهم مصالحهم الفكرية وانتماءاتهم الحزبية على إيمانهم بالديمقراطية ’حينما انساقوا وراء مغرضين مخادعين من أزلام مبارك ممن رضعوا الاستبداد وصاروا لا يبصرون الحقيقة إلا من خلال منظاره ’ ورفعوا وهم "أعداء" عبد الناصر صوره وراحوا يتغنون بثورة يوليو وكأنهم كانوا ناسكين فى محرابها ’ وليس من مقوضيها وممن لعنتهم تلك الثورة على تحالفهم مع الفساد والامبريالية حتى أوصلونا لما نحن فيه الآن ’ فأساءوا بمسلكهم ذلك ابلغ إساءة إلى الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر.

دعونا نؤمن بالديمقراطية ’ ونقول أننا نختلف مع الإخوان المسلمين فكريا ولكن مع ذلك نؤمن بحقهم فى اتخاذ القرار الذى يرونه صائبا’ ونؤمن بحق اختلافهم معنا او اختلافنا معهم دون تخوين او ادعاء او تلفيق ’ بمعنى اننا ننادي بوضع قواعد مضمونة وراسخة لتداول السلطة لا يمكن اختراقها او الاحتيال عليها ’ وبعد ذلك نحترم من يختاره الشعب فى انتخابات حرة نزيهة أيا كان’ اعمالا بمقولة الشاعر الفرنسي فولتير " قد أخالفك الرأي.. ولكنني على استعداد لأن أدفع عمري ثمنا لأن تقول رأيك".

قولوا لى بربكم ’ أليس من الديمقراطية ان نعطى الفرصة كاملة للرئيس المنتخب حتى ينجز برنامجه الانتخابي ’ وندعه يختار فريق العمل الذى يختاره ويثق فيه من اجل تحقيق هذا المطلب فى هذه الظروف السياسية الحرجة ؟ أليس من الظلم أن نطلب منه التخلي عن "شخوص" الجماعة التي رشحته ودعمته ليصير اعزلا مجردا من أنصاره الصادقين’ وهو يخوض معركته الناعمة من اجل انجاح برنامجه مع فلول النظام السابق ؟

ودعونا نقولها بصدق ’ من يطالبون مرسي الآن بخلع ردائه الفكري هم يدفعونه دفعا لعقد صفقة مع رموز نظام حكم مبارك الذين يسيطرون على مفاصل الدولة ويعملون بجد لتصدير الأزمات له ’ من ثم الارتضاء باقتسامه السلطة معهم’ وربما هذا الهدف وراء الحملة الإعلامية المسعورة التى تقاد ضد الرجل واستثمار عوائد الضغط المستمر عليه فى صالح الفلول.

ونحن جميعا نرى رئيسا بلا سلطات تجعله يتدخل كمشرط طبيب يستأصل الاورام الخبيثة ’نري رئيسا اختاره الشعب الذي يجب أن نرتكن إلى حكمه جميعا ’ يواجه حربا إعلامية مكشوفة - ندركها نحن كاعلاميين - لتقويض شرعيته ’حربا تعتمد على الأكاذيب وخداع البسطاء ’عبر تكنيك دعائي يعرفه المصريون جيدا يلخصه المثل القائل "العيار اللى ما يصيب يدوش" ’ ونتائجها ليست لصالح الثورة بأي حال من الأحوال ما لم تصب في صالح أعدائها ممن يتربصون بالثورة والثوار.

كنت أتمنى من الرئيس مرسي أن يخرج علينا فى مؤتمر صحفي عالمي ليكاشف الناس بمدلولات تلك الضغوط وأهدافها وإبعادها ’ تلك الضغوط التى جعلته يصدر- على سبيل المثال - بيانا لرثاء عمر سليمان وهم – أى الإسلاميين - أكثر الناس الذين ذاقوا مرارة سجونه ومؤامراته وإجرامه مع غيرهم من أبناء شعبنا المصري بل والعربي عامة ’ وان يقوم بفضحها وتعريتها وتعرية منفذيها ’ فقط وقتها سيجد الناس تلتف حوله من جديد وسيخرج الشعب لإعادة الشرعية للرئيس.

كنت أتمنى من الرئيس ألا يقف مكتوفا إمام الحملة الإعلامية وان تحصر مؤسسة الرئاسة الادعاءات التى يهاجم بها الرئيس وتخرج بمؤتمر صحفي لتفندها فيه ’ والا يستجيب للضغوط التى تجعله يقبل قرارا على غير قناعاته ’ قد يستخدم فيما بعد للهجوم عليه من خلاله ’ ومن نفس هؤلاء الأشخاص الذين مارسوا الضغط عليه.

اعلام توفيق عكاشة:

لقد جعلنى توفيق عكاشة على يقين كامل بقدرة الإعلام الضخمة فى تشكيل أذهان الناس عبر فضائيته التى تصطاد ضحاياها من الاغلبية المسطحة فراح يبنى فى أذهانهم منظومة متكاملة من الأفكار الراسخة المبنية علي الأكاذيب ’ ورحت استرجع تجربة "جوبلز" وزير الدعاية الألماني فى عصر هتلر التى لخصها فى عبارة واحدة " لكى يصدق الناس الكذبة لابد أن تكون ضخمة " .

نحن لم نسمع عن توفيق عكاشة من قبل ثائرا أبدا ’ بل وجدناه شخصا من "الآضيش" جمال مبارك ومداحا فى محرابه ورجلا يعمل فى أجهزته ’ فمنحه فى نهاية التسعينيات خمسة ألاف فدان فى طريق مصر الإسكندرية بمبلغ ستين ألف جنيه فأقام عليها جمعية وهمية تسمي "جمعية الاعلاميين والصحفيين" وقام ببيعها لصحفيين الحزب الوطنى – اعرف عددا منهم - بما يقارب الخمسة ملايين جنيه ’ وهو مبلغ كبير للغاية فى هذا الوقت ’ فضلا عما يتردد عن ان الرجل خصصت له قرابة 150 رخصة استيراد وتصدير قام ببيعها بملايين الجنيهات ’ ثم نجده الان يتحدث عن الشباب ’ ولا ادري عن اى شباب يتحدث وهو واحد ممن سرقهم ’ واغتصب حينما كان عمره لا يتجاوز الثلاثين عاما حقوق الالاف ممن يبحثون عن عشرة أفدنة ليزرعوها ويؤسسون اسرهم البسيطة عليها .

الإجابة ستكون واضحة لو عرفنا ان الحرس العسكرى الذى يحرس بيت عكاشة وبوقه"قناته" قد يفوق الحرس الذى يحرس فيلا الرئيس.

Albaas10@gmail.com

*******************************

جدار مرسي والدستورية

نشر بتاريخ  11 تموز (يوليو) 2012

 بقلم سيد أمين

لو كان يحيط بشقتك جاران , ونشب بينك وبين احدهما نزاع حول ملكية الحد الفاصل بينكما , وكاد الأمر أن يتطور إلى مجزرة لا ناجى منكما منها , فارتضيتما أن تعرضا الأمر على جاركما الثالث لكى يحكم بينكما, على أن يرضى اى منكما بالحكم , ورغم انك تدرك ان هذا الجار يبطن لك العداء ,إلا انك ارتضيت بان يحكم حول ملكية أي منكما للجدار الفاصل بينكما , فراح هذا الجار يخرج عن نطاق الحكم حول الجدار فحكم أن شقتك كلها ليس لك وانها من حق الجار المتنازع معك!!

طبعا أنت اعترضت بشدة , وقلت انك لم تأتى من اجل بيان ملكية الشقة كلها ,  فأنت واثق من ملكيتك لها ومعك حجيتك الدامغة , ولكن فقط جئت من اجل الحكم فى ملكية الجدار , هنا ثارت حفيظة الجار الحكم , ورأى انك حنثت فى وعدك بقبول الحكم مهما كان , ورأى انه يجب عليك ان تترك الشقة  فورا , فسألته عن الأسباب التى دفعته لإصدار هذا الحكم الجائر , فقال انه ثبت ان الجدار ملك لجارك وبناء عليه فالشقة كلها له!!

قلت له إذن كان يجب عليك إن تحكم فقط بملكيته للجدار لا الشقة , فوجدته وخصمك يحتجان بصوت عال ويكابران حتى تجمع الناس في الشارع , وسألوا عن سبب تلك الضجة فاخبراهم أنك وجارك تنازعتما فى أمر ما واحتكمتما  للجار الثالث الذي اصدر حكمه فرفضت تنفيذه , واستغلا ارتفاع صوتهما وأخذا يصمانك بأبشع الصفات وقاما بصحبة بعض من الاهالى الذين لم يفهموا بالضبط حقيقة الصراع بطردك خارج بيتك !!

هنا انتظرت لحين قدوم رئيس اتحاد ملاك العمارة لتشكو له ما حدث , وتحتكم إليه , بصفته صاحب العمارة ويعرف من يملك ماذا , ولما جاء قصصت عليه ما حدث فاقر بحق جارك فى الجدار وحقك أنت فى الشقة , وذهب معك ليمكنك منها مرة ثانية , هنا خرج الجاران يستغلان صوتهما العالي , يتهمانك بأنك تكسر حكما سبق أن صدر بحقك وان تعالى وتتغطرس , وراحا  يشاغلانك ويتهمان صاحب العمارة بالانحياز لك لأنكما تتاجران فى المخدرات ,هنا تناسي الناس اصل المشكلة , لانهم لم يجهدوا ذهنهم لفهمها أصلا , وأخذا ينظران إليك وصاحب العمارة على إنكما محلا للشبهات, وراح ينظران على تعنت جاريك معك على انه بطولة ورفضا لسلوكك "البطال" , وراحوا هم أيضا يتعاملوا معكما بشئ من الجفاء أو "التلكيك", وانذروك ان تترك شقتك فورا والا فسوف ينقضون عليك وعلى صاحب العمارة ويطردونكما منها بالقوة .

ولما وجدت انك غير قادر على توصيل قضيتك بشكل جيد للناس نظرا لعدم وجود عقلاء بينهما يجيدون الاستماع لصوت المنطق, وان وجدوا فلغة المصالح تربطهم بجاريك , هنا طلبت ان تعاد المحاكمة على مسمع من الناس ليعرفوا تفاصيلها ويطلعوا على ما لديك من اوراق , هنا راح جاريك يحرضان الناس ضدك بان تقصد من ذلك المراوغة والبقاء فى الشقة من اجل الاستمرار فى جعلها وكرا لبيع المخدرات .

ولأن جاريك يستعملان معك أسلوب "البلطجة"و"التشويش" واثارة الناس ضدك بكم هائل من الأكاذيب المخلة بالشرف , أثرت السلامة ورحت طالبا منهما ان تبقى فى البيت لحين قيام صاحب العمارة بتدبير شقة ستخلوا بعد اشهر لتنتقل إليها , هنا رفضا وطلبا منك تسليم شقتك فورا لهم ولتسكن فى الشارع لحين تدبير البديل.

هذا هو ما حدث فى مسألة حكم الدستورية بحل مجلس الشعب وما تلاه من قرار الرئيس مرسى بعودته لحين إعداد الدستور , فالمحكمة التى أرسل نظرت الإفتاء بشأن دستورية جزء القوائم من الثلث الفردي فى مجلس الشعب , راحت تصدر حكما منطوقة يقضى بعدم دستورية هذا الجزء من البرلمان , وقفزت لتوصى فى الحيثيات بحل البرلمان بكامله , وزادت وغالت "دون حاجة" واعتبرته انه والعدم سواء , بل واستعانت بالمجلس العسكرى فى العمارة المقابلة لتنفيذ الحكم دون الرجوع لصاحب العمارة او حتى انتظار عودته , رغم انه ليس من حقها تنفيذ مثل هذا الحكم , بل هو من حق الرئيس صاحب العمارة الذى لم يحضر بعد , ولما جاء الرئيس وراح يستخدم صلاحياته فى الفصل فى نزاعات سكان العمارة , راحوا يطالبون بطرده هو نفسه من العمارة.

الغريب ان حكم المحكمة الدستورية بحل مجلس الشعب صدر قرب الساعة الثانية عشر ظهر يوم 14 يونيو 2012 بينما تردد انه تم إرسال الحكم لطباعته فى الجريدة الرسمية فى العاشرة صباح ذات اليوم , اى إن الحكم كان قد صدر مسبقا عن الجلسة ,كما ان الاغرب قيام المحكمة الدستورية بأخذ الأمر على عاتقها بإظهار الخصومة  التى لا يجب ان تتوافر فى القاضى العادل وكشفت تصريحات أعضائها المتداولة عبر الصحف قبيل النطق بالحكم عن ان حكمها سيكون حكما ثأريا لا أكثر, وما زاد الطين بلة تلك التصريحات الهمجية التى أطلقها احمد الزند رئيس نادى القضاة ممهلا رئيس البلاد 36 ساعة للعدول عن قراره دعوة مجلس الشعب للانعقاد , مع انه من المفترض لا علاقة له ولا لناديه بهذا الأمر, وكان قد الزند قد شن قبيل إصدار الدستورية حكمها بحل المجلس هجوما عنيفا غلبت عليه روح "البلطجة" اثر قيام المجلس بالدعوة لمناقشة قانون تنظيم السلطة القضائية , وهو القانون الذى كان يطالب به الثوار على اختلاف مشاربهم الفكرية تطهيرا للقضاء من قضاة مبارك الفاسدين وعلى رأسهم الزند , وكان حال سبيل يقول "اللى على رأسه بطحة".

لقد كشفت الأزمة التى تعيشها البلاد حاليا عن وجود ضرورة ملحة لتطهير القضاء , الذين خلطوا بين العمل السياسى بالقضائي , والمصلحة العامة بالخاصة , وأساءوا للقضاء المصري برمته الذى يشرف بأن فيه من هم أمثال المستشارين الوطنيين المخلصين زكريا عبد العزيز ومحمود الخضيري واحمد مكى وغيرهم .

Albaas10@gmail.com

**********************

 أيها الناصريون .. عبد الناصر منكم برئ

نشر بتاريخ  3 تموز (يوليو) 2012

 سيد أمين

كانت المواقف الصادرة عن "بعض" الشخصيات "النخبوية" التى تنسب نفسها إلى التيار القومى عامة والناصرية خاصة فى مصر مخيبا للآمال فيما يخص الانتخابات الرئاسية سواء قبل جولة الإعادة أو بعد إعلان النتائج , وانحيازهم الى دولة الاستبداد اللاوطنية واللاقومية واللاديمقراطية فى وجه دولة الثورة الثورة وخياراتها ونتائجها,وبرهنت مواقفهم تلك بشكل ثابت على أن الكثيرين منهم فى الحقيقة لا يؤمنون بالديمقراطية ولا الحرية واحترام حق الاختلاف فضلا عما حمله ذلك من إساءة الى الفكر القومى الذى يسعى الى توحيد الأمة العربية والرضاء برغبتها مهما كانت , بل والتعبير عنها وحمايتها.

ورغم اننى أبرئ الفكر القومى وأبرئ الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر من مسلك تلك الطفيليات التى أساءت إليهما وتاجرت باسمهما , واراهن انه  لو كان عبد الناصر موجودا الآن بيننا لوبخهم عليه بشدة , ولاعتبرهم خونة للثورة بانحيازهم للثورة المضادة التى جثم مرشحها الذى انحازوا إليه عشرات السنين حاكما وتلميذا مطيعا لزعيم العصابة التى جثمت على صدر البلاد والعباد .

ومصدر تأكدى من أن عبد الناصر كان حتما سيسلك هذا المسلك انه هو نفسه لم ينحاز الى صف الملك حينما تولى اللواء محمد نجيب المنتمى الى الإخوان المسلمين الحكم , ولا اعتقد أن اللواء نجيب كان سيسلك هذا المسلك كرد فعل عن إقصاءه من الحكم , هذه هى الحقيقة , وهذا هو عبد الناصر يا من تتمسحون به .

يجب عليكم أن تعوا ما وعاه هو , ان عداء الثوار للثورة المضادة هو عداء تاريخى , أما اختلاف رؤى الثوار فيما بينهم فهو أمر حتمي ومبرر ومغفور , وان هذا الاختلاف يمكن ان نحوله إلى مصالحة وتفاهم لا الى دخول فى دوامة الفعل ورد الفعل.

ونظرا لاننى اعتبر نفسى واحدا من اكثر المحبين للرموز التاريخية للقومية العربية مثل الشهيد البطل صدام حسين , والزعيم الراحل جمال عبد الناصر , ومواقفهما الداعية للتحرر واحترام إرادة الشعوب وتضحياتها وحمايتها من كل مظاهر الاختراق , فقد صدمت بشدة من مواقف عدد من المحسوبين معى فى ذات الخندق ممن لم نراهم أبدا من قبل يعارضون مبارك حليف الصهيونية والماسونية والامبريالية وهو ينتهك الحرية ويحولها الى حق فى البكاء , ويحبس العدالة , ويقتل الكرامة القومية التى من المفترض انهم – اى الناصريون والقوميون – يدافعون عنها حينما ساند غزو العراق وضرب غزة وواحتلال جنوب لبنان وضربه عام 2006 وتضامن مع جنوب السودان ضد شماله العربي حتى تم الانفصال , وفرض الحصار على ليبيا والعراق وفتح سجونه لتعذيب المقاومين العراقيين وانتزاع الاعترافات منهم لتقديمه للامريكان – بحسب وثائق ويكيليكس -  وفتح سماءه لاستقبال الطائرات الأمريكية محملة بجرحى الأمريكان ليلقوا الرعاية فى المركز الطبي العالى ومستشفى السلام الدولى بينما يموت ملايين الأطفال والإباء والنساء فى العراق نزفا وحرقا وردما وقتلا وإعداما ونزفا , كل ذلك ولم نجد منكم من يرفع صوته ضد الرئيس مدينا تصرفه , ما لم يذهب الكثيرون منكم لإبراء ساحته والدفاع عنه , تارة بالصمت وتارة بمهاجمة "اللهو الخفي" وتارة بمعارضة تشبه التأييد هدفها امتصاص غضب الناس عليه , فأين عبد الناصر منكم ايها الناصريون؟

كيف تساندون مرشح المستبد المخلوع واحد ابرز رجال حاشيته , مرشح الثورة المضادة فى وجه مرشح احد فصائل الثورة؟ كيف ابدلتم مواقفكم وعداءكم , فانحزتم لعدو مؤكد فى وجه عدو محتمل؟  عدو تاريخى فى وجه عدو مؤقت ؟ كيف ساندتم الفاشية اللافكرية واللا أخلاقية اللصوصية المؤيدة لأمريكا وإسرائيل فى وجه من يختلف معكم فى الطريق ؟ اى سقطة تلك سقطتموها ؟ فانتم لم تستوعبوا بعد عبد الناصر ولم تفهموه حق فهمه ؟ وهذا هو ما ارجو ان تكونوا عليه حتى تتجنبوا الوقوع فى الخيار الخاص بأنكم لا ناصريون ولا قوميون وأنكم صنائع ومكائر أجهزة امن الديكتاتور المخلوع التى زج بها فى معارضته الشكلية؟

وهناك ما يعزز الاحتمال الأخير في أن العديدين منكم انحازوا منذ البداية لصالح الثورة المضادة فى وجه ثوار ميادين التحرير التى تعج بالقوميين والناصريين والشيوعيين والليبراليين والإخوان المسلمين وكل المصريين, بل ان الكثيرين منكم لم ينحز الى حمدين صباحى مرشح التيار الناصري, وقمتم باختلاق الاكاذيب حوله , فضلا عن الكثيرين منكم كانوا رافضين الثورة على المخلوع أساسا , فاى قومية تلك التى تتحدثون عنها واى ثورة تلك تنتقدون وناصر هو زعيم الثوار؟

انصحكم بأن تتطهروا ان كنتم وطنيين فعلا وناصريين فعلا , بان تنحازوا للثورة وتركبوا ركب الثوار , وتدعموا من ارتضاه الشعب رئيسا فى اول انتخابات حقيقية حدثت فى مصر منذ 7 الاف عاما , ادعوكم ان تكفوا عن الاساءة لناصر وتثبتوا للعالم كله ان عبد الناصر لم يكن ديكتاتورا ولكنه كان خيارا شعبيا , ومعبرا عن جموع الشعب , وانه يحترم ارادته مهما كانت .

ارحموا ناصر فهو منكم برئ.

Albaas10@gmail.com

****************************

 الاعلام المصري .. وحرب الأجهزة الأمنية

نشر بتاريخ 28 حزيران (يونيو) 2012

سيد أمين

الآن اتضحت الصورة جيدا , وكشفت جزءا – واكرر جزءا - من مسببات تفجير ثورة 25 يناير المجيدة , انكشف الأمر من خلال تصرفات مجموعة من الإعلاميين الفاسدين , أدعياء البطولات الزائفة الذين كانوا يتصارعون دفاعا عن مصالحهم او مصلحة الأجهزة التى يعملون لحسابها , وراح كل فصيل منهم يحاول خداع الناس وجرهم للاصطفاف للقتال فى خندقه ضد الطرف الأخر أو بالاحري الجهاز الأخر , واهمين الناس بان دموعهم تلك ما هى إلا لأنهم  بأن يتباكون دفاعا عن الوطنية.

وفى أرجح الظن , ان ثمة حربا خفية كانت تدور رحاها بين طرفين اثنين ساهمت- بجوار عوامل أخري داخلية وخارجية -  فى تفجير الثورة , الطرف الأول يمثله الرئيس المخلوع متخذا من جهاز أمن الدولة , ذراعا الباطشة ومنفذه لأجندته بالإضافة إلى بعض الإعلاميين , وقد تضخمت قوة هذا الجهاز وراحت تمتلك أطنان الأوراق من أدلة الإدانة ضد عناصر الطرف الأخر , فى حين كان يتزعم الطرف الثانى اللواء عمر سليمان وعناصر مؤثرة من المجلس العسكري واليتهما الباطشة فى ذلك جهاز المخابرات والشرطة العسكرية وعدد كبير من كبار الإعلاميين فضلا عن قدرته على التفكير الاستراتيجي.

وفى الغالب إن الصراع بين الطرفين قد بدأ حينما استشعر الطرف الثانى حجم الغضب الشعبي الذى قد ينجم جراء سعى الطرف الأول بقيادة مبارك توريث جمال الحكم , مما يقضى على حالة الاستقرار الوهمية التي تعيشها مصر.

ويلاحظ هنا أن الطرف الثانى غير معترض على التوريث ولكنه يخشى على عدم امكانية إتمامه بالأمان اللازم , ويخشى فقط من هول الغضب الشعبى الذى قد يسقط النظام برمته ويفجر ثورة عارمة غير محسوبة التوجهات والتبعات.

استغل الطرف الثاني التوجه الامريكى لإقامة الشرق الأوسط الجديد فى الوطن العربي بزعامة  واجهتها الإسلامية "تركيا " والتى ترتبط ارتباطا وثيقا بحليفها الأصلي "إسرائيل" , وراحت تنفذ مخطط الانقلاب على نظام مبارك وجهازه الامنى , مدعومة فى ذلك برغبة شعبية عارمة للخلاص  من كل نظام مبارك وان كانت هى فى الأصل – اى الطرف الثاني - فعلت ما فعلته ليس من اجل الخلاص من النظام ولكن من اجل الحفاظ عليه , وإنها هدمت الجدار المعوج الأيل للسقوط  ليس من اجل إسقاطه كما توهم الناس ولكن من اجل إعادة بناءه ليكون أقوى وامتن.

وحتى لا يأخذنا الكلام  عن الهدف الاساسى , وهو الإعلام والإعلاميين , فقد صار عدد كبير من الإعلاميين والصحفيين كمجرد  أدوات يسجل بها كل فصيل نقاطا فى سلة الأخر , وأحيانا لكمات وجهه , ذلك كان قبيل احداث الثورة لحين سقوط مبارك الذى سقط معه عناصر الطرف الاول وتمت تعريتهم جميعا فيما فضل بعضهم البحث عن رعاة جدد حتى لو كانوا الطرف الثانى.

راح الطرف الثاني يجند إعلامييه لتزعم تيار المقاومة , وابتلع جميع الشعب الطعم , فظنهم جميعا ينتمون لفصيل أصيل من المعبرين عنه , وحتى عندما راح مبارك يقاضي بعضهم ويسجنهم كما حدث فى قضية "صحة الرئيس ", راح التيار الثانى يعمل على كسب مزيدا من الأهداف مما حدا بمبارك أن يقوم بمحاولة إخراج كراتهم خارج الملعب عبر الإفراج عنهم إلا أن ما ناله وما ارتكبه من خطايا جعلت الجماهير لا تتحمس للعبته الجيدة .

ورغم ان قضية صحة الرئيس كانت تضم "أربعة شخصيات" ثلاثة منهم يعملون لحساب الطرف الثانى فيما يمثل الرابع وهو الدكتور عبد الحليم قنديل الفصيل الوطنى إلا أن عادل حمودة وإبراهيم عيسي كانوا أكثر النماذج وضوحا لتنفيذ تلك الأجندة من بين الصحفيين , ولميس الحديدي وهالة سرحان وتوفيق عكاشة من الإعلاميين.

فقد ذهب الجميع يحرضون بكل وقاحة وافتقاد للذوق ضد الرئيس الدكتور محمد مرسي  الذى جاء دون رضاء الأجهزة التى يعملون لحسابها بعدما استنفدت كل الحيل للحيلولة دون وصوله للحكم , لدرجة تجعل عادل حمودة يطلق على الرئيس لفظ "الفاحش" , فهل هذه هى الصحافة وامانة القلم التى تستخدمونها ضد رجل تعرفون تماما انه محاصر ومشلول الارادة بفعل من تعملون لحسابهم , بل تعلمون ان الحرس الجمهوري المكلف بحمايته هو فى الواقع يحاصره فى قصره ويتجسس عليه.

المدهش أن هؤلاء الإعلاميين الذين يحرضون على الثورة – اقصد الثورة على الثورة - ضد الرئيس الذى لم يجلس على كرسيه بعد , ويتهمونه باتهامات لا تليق بان توجه على الهواء مباشرة وعبر صفحات الجرائد السيارة للرئيس , وهو ما لم يفعلونه من قبل مع مبارك بحيث كانوا يتحسسون الكلمات ويهاجمونه بمنطق "الطبطبة" , المدهش ان دعاة الثورة الآن هم أنفسهم كانوا قبيل أيام من إعلان نتيجة الانتخابات يدعون لانتخاب منافسه الفريق احمد شفيق بحجة الاستقرار والعبور من أزمات الثورة وإننا "عاوزين نستريح ونفوق من المظاهرات والعجلة تمشى".

أقول لزملائي الصحفيين والإعلاميين انه يجب علينا ان نؤمن بالديمقراطية حتى لو أتت بمن يخالفنا الفكر , لأنه لو دامت لمبارك ما وصلت لمرسي , ولو دامت لمرسى فلن تصل الينا , فلطالما ارتضينا قواعد اللعبة فيجب أن نؤمن بنتائجها طالما اتسمت كل حلقاتها بالنزاهة.

أقول لزملائي اخرجوا من لعبة التربيطات واتفاقات الغرف المظلمة , نريد أن نتحرر ونتقدم ونستقل , لماذا تريدون أن يكون هناك أوصياء علينا , لماذا نكون رعايا لهذا أو ذاك بينما نحن مواطنون , فالثورة حولتنا من رعايا الى مواطنين وهذا اول درج التقدم.

أقول لهم انظروا حولكم , هناك أمم كانت تتلقى مساعدات مصرية علمية واقتصادية فى زمن ما , لكنها هى تقدمت بينما نحن نهبط لأسفل , فالهند لم تتقدم الا بالديمقراطية , وكذلك اليابان , واندونيسيا وماليزيا وتركيا وحتى ايران , كل تلك الأمم ارتضت قواعد اللعبة فيجب ان نرتضى بها نحن وننحى مصالحنا الشخصية جانبا .

Albaas10@gmail.com

**************************

محاكمة مبارك .. فضيحة القرن

نشر بتاريخ  2 حزيران (يونيو) 2012

سيد أمين

الآن اتضحت الصورة جيدا , وظهر جليا لمن تشرفت بمتابعتهم لكتاباتي طيلة أربعة عشر شهرا من عمر" الثورة المصرية" صحتها ,ها هو مبارك يحصل على حكم البراءة , براءة لبست ثوب الإدانة , براءة سيحكم بها فى أول جلسة أمام محكمة النقض , لأنه إذا كانت المحكمة "الوهمية" قد حكمت بالبراءة على جميع مساعدي وزير الداخلية ونجلى مبارك  من تهم قتل المتظاهرين , فبالقطع ستحكم بالبراءة على مبارك والعادلى , لأنه لا يعقل أن يكون الرجلين العجوزين قد خرجا بنفسيهما وقتلا ألاف المتظاهرين .

هو حكم سياسي من الدرجة الأولي , لم تراع فيه ابسط قواعد العدالة او حتى المنطق , سبقته شواهد تدل علي طبيعته قبل خمسة أيام من النطق به , أهمها جاءت من خلال تسريبات صحفية متعمدة نشرتها احدي الصحف المصرية الكبري الخاصة علي لسان إحدى الصحفيات وثيقات الصلة بجهاز امني حساس بضلوع جمال وعلاء مبارك فى عمليات تربح وفساد , ثم بعد يوم او يومين وجدنا النائب العام يحيل تلك الوقائع الى محكمة الجنايات , وكان الهدف استخدام تلك القضية لإبقاء المتهمين الاثنين قيد الحبس الاحتياطى المؤقت لحين امتصاص الغضب الشعبى جراء حكم البراءة فى قتل المتظاهرين , وبالقطع من ينجو من أحكام بقتل ألاف المتظاهرين سينجو من أحكام إهدار المال العام!!

ثانية المشاهد , أحكام البراءة التى استمرت فى الصدور فى كل محاكم مصر تجاه قتلة الثوار , الامر الذى يضع تساؤلا كبيرا : اذا كان هؤلاء جميعا براء من قتلة الثوار , فهل تري هناك فضائيون هبطوا من السماء شاهدهم العالم عبر الفضائيات .. هم من قتلوهم ؟

كما ان اختيار المستشار أحمد رفعت يضع تساؤلا اهم خاصة ان شقيقه عصام رفعت رئيس تحرير الاهرام الاقتصادي كان صديقا مقربا للغاية من مبارك واسرته , وانه ايضا كان مشرفا على صفقة تصدير الغاز لاسرائيل.

أظن ان الصورة الآن قد صارت واضحة تتماشى مع ما قلته سابقا , قلت أن ما يحدث فى عالمنا العربي يأتي فى أطار مخطط كوني واحد , مخطط "يرمم" النظم العميلة لأمريكا و"يهدم" النظم المعادية ويستبدلها بآخري موالية له , قلنا أن "ربيعنا العربي" هو استكمال لخطة بوش فى القضاء على " النظم المارقة".

وفى مصر ,هذا البلد الأحق والأولى بالثورة , قلت ان ثورته كلها مسرحية هزلية من أجل ترميم نظام مبارك لا هدمه , من اجل تقويته وتحصينه من اى انهيار مفاجئ غير محسوب العواقب , من أجل إطالة أمد الهيمنة الأمريكية على مصر ,واستمرار ذات العصابة الداخلية والخارجية فى استنزاف مواردها وتحويلها الى الخارج أولا بأول , فضلا عن تجهيل شعبها وتسطيح وعيه  من أجل أن يستمر تخلف مصر عن القيام بدورها العربي والاقليمى والعالمي وتستمر سوطا  يجلد  الراغبين فى الفرار من الحظيرة الأمريكية.

لكنها مسرحية مأساوية وقودها دم الأبرياء الذين اندمجوا فى العرض وصدقوا أن إرادتهم هي التي خلعت وثبتت , وأنها هي التى تغير وتفعل , فراحوا يندفعون داخل المشهد , بينما يتلقفهم محرك "عرائس الماريونت" من خلف ستار ليجعلهم جزءا من عرضه المبهر , تارة أبطالا وتارة كومبارسات , تارة ضحايا وتارة جناة , تارة مظلومين وتارة ظالمين وفى كل الأحوال هم لا يغيرون شيئا , لأن كلمة النهاية كتبت قبل ان يبدأ العرض أصلا.

 لم يحدث فى التاريخ أن ثار شعب من الشعوب الحية على نظام حكم فاسد ثم عاد ليختاره مجددا , اللهم إلا إذا كان ذلك من شطحات المؤلف "الفاسد" للعرض واستعراضا لقدراته الخارقة وتمكنه من أدواته , ومن تنفيذ بنات أفكاره "الجهنمية" , التى تجعله يجري انتخابات لمجلس شعب لم يعترض عليها أحد ليأخذها حجة على نزاهة انتخابات مزورة للرئاسة, ومن خلال الصناديق وبديمقراطية "شكلية" كاملة ونزيهة , وان كانت جوهريا هى مزورة بشكل غير مسبوق , من خلال إضافة أصوات الملايين فى كشوف الناخبين على خلاف الحقيقة .

ورغم ان أصوات الأغلبية ذهبت لتأييد مرشحى الثورة إلا أن تمكن المؤلف من أدواته جعله يسمح بان تكون للانتخابات جولة إعادة بين أقليتين , أحلاهما مر , إما مرشحه وإما مرشح الإخوان المسلمين , وبذلك يكون قد أهدر الثورة وأصوات الثوار.

وأنا فى الحقيقة اعتبر انه من الجور الشديد أن نسوي بين مرشح نظام مبارك ومرشح الإخوان المسلمين , فنحن جميعا ومن بيننا الإخوان ضحايا لهذا النظام , ومن المفروض على الثورى الحق ألا يؤدى عملا يزكى به شفيق على مرسى , فشفيق هو مرشح النظام الذى يعد العدو الأول للثورة , أما مرسى فهو ابن تنظيم يعد مكونا رئيسيا من قوى التغيير فى مصر , حتى لو اختلفنا معه إيديولوجيا , كما ان ثورتنا لم تقم فى الاصل ضد الاخوان المسلمين بل قامت ضد الحزب الوطنى ولجنة السياسات اللتان ينتمى إليهما شفيق.

ولو هدانا رشدنا لعمل الأصوب, فى تلك اللحظات الفاصلة فى تاريخ مصر , والتى تعود بها الى اجواء النكسة 1967 .. لقدم كافة المرشحون الثوريون الذين لم يسمح "المؤلف" بفوز اى منهم ومعهم أيضا الدكتور محمد مرسى اعتذارا للشعب عن خوضهم تلك الانتخابات الرئاسية ومشاركتهم فى تمثيل دور الكومبارس والمحلل لتوصيل تلميذ مبارك النجيب أحمد شفيق الى كرسى الحكم , فى انتخابات لا نزاهة فيها , ولا سلطة لأصوات الشعب عليها .

حال سبيلنا حينئذ كمن يتساءل " إذا كان مبارك الطيار قد حكم مصر أكثر من 30 عاما بالظلم والقهر فتري فكم من السنين وبأى وسائل من القهر سيحكمنا الفريق شفيق الذى بنى المطار نفسه ؟".

الثورة الحقيقية يجب ان تبدأ الآن , فقد انحرفت عن مسارها منذ عام ونصف العام , تكبدنا خلالها الدم والجهد والعرق وفقدان الأمن ويجب ان نستقر بالخلاص النهائي.

لفتة :

بينما كنت اقلب اوراقى القديمة , وقعت يدى على قصاصة ورق تتضمن ابيات شعر كتبتها فىعام 2009 أثناء تصاعد حملة التوريث , ابيات لم تكن مضبوطة جيدا لكننى ارتأيت ان انشرها لكم لكونها تجسد ما يحدث فى مصر الأن .. واعذرونى على عنف الفاظها :

شالوا الملك ..

جابوا الملك.

متورثة ..

وتملى ماشية بزمبلك

متسخرة ومحكومة من برة ..

 بريموت.

واى كلب شوقه يركب ..

 يركبك.

والخلق عايشة ورب العزة ..

عيشة موت.

ورغم ده مملوكة دايما ..

لم تمتلك.

قال أهرامات وحضارة ..

سابقة الكون.

ونسيوا إن إحنا كمان..

بلاد فرعون.

بلاد تاريخها كله ..

مقصلة وخوازيق.

وناس تنفرم لجل غيرها..

يترسم بالذوق.

Albaas10@gmail.com

*************************************

 الثورة .. وأرض النفاق

نشر بتاريخ  16 نيسان (إبريل) 2012

سيد أمين

هل قرأتم قصة " أرض النفاق" للرائع يوسف السباعي والتى تم انتاجها فيما بعد فى عمل درامى قد لا يرقى لدرجة ما تتضمنه تلك القصة من مدلولات عميقة من خلال الغوص فى النفس البشرية وما يعتمل داخل الادمغة والنفوس من صراعات بين الخير والشر وتقديم البعض مصلحتهم الشخصية على مصلحة المجتمع بل والاقدام على تحطيم المجتمع كله ان كان الامر سينتقص ولو جزءا يسيرا من طموحاتهم.

لا أدرى لماذا لا تبارح تلك القصة مخيلتى طوال الاشهر السابقة  بل وتحديدا منذ قيام الثورة فقد تعري الجميع ولم تعد تنفعهم أدوات الخداع التى كانوا يتدثرون بها طوال سنوات طويلة مضت ونزعوا دونما دراية اقنعتهم وصار الجميع عراة دون خجل ولا حياء  وكأن طول خداعهم لمن حولهم جعلهم هم انفسهم صدقوا ما يكذبون به علي الناس.

مع بداية الثورة ظهر جمال الجميل وقبح القبيح حينما تجرد البسطاء من ذواتهم وراحوا يفدون وطنهم بأرواحهم مظهرين جمالا كان مطمورا فى دواخلهم تحت وطأة الظلم والفقر والاستبداد وفى المقابل كشف من يسعى الاعلام تسويقهم كوجهاء عن نفاقهم وانتهازيتهم وخيانتهم للشعب وانحيازهم السافر لمصلحتهم الخاصة فأدرك الشعب ان هؤلاء "الوجهاء الأشرار" من قادة احزاب وهمية أو كرتونية واعلاميين فسدة وفنانين جهلة ساهموا فى الانحطاط بوعى الناس وتغييبهم وبرلمانيين وصلوا للكراسى بتزوير ارادة الشعب ما هم الا وجها اخرا من وجوه الاستبداد التى كان يحكمنا بها المستبد الاكبر الذى خلع غير مأسوف عليه.

ولما انتهت مرحلة خلع الطاغية وظن هؤلاء الوجهاء الاشرار ان ولى امرهم صار فى ذمة التاريخ راحوا يهرولون خلف الثورة بل صاروا اكثر ثورية منهم عل وعسى أن تستمر اقنعتهم فى اداء وظيفتها القديمة لخداع الناس لكن هيهات فاجمل واعظم ما احدثته الثورة انها أعطبت كل أدوات الخداع وصار الناس يميزون من أول وهلة وأول كلمة بين المخادع والصادق الاجير والوطنى الانتهازي والايثاري على النفس.

 حبوب "الحقيقة" التى تجرعها الشعب بعد الثورة جعلتهم قادرون على كشف كل مراحل وأطراف ورجالات الخداع والانتهازية فادركوا بفطرتهم الذكية دور المجلس العسكرى فى قيادة  الثورة المضادة وجهوده الحثيثة والمدروسة للعبث بكل مراحل التطور الديمقراطى وتشويه كل ما يمت للثورة من ثوار وافكار وتقسيمهم الى كتلتين كبيرتين عبر استفتاء دستورى " ثبت فيما بعد انه غير دستورى" ثم تقسيم المقسم الى عشرات الكيانات المجهرية أسماها أحزابا دس بينها رجالاته  واستخدم البعض للهجوم على البعض أعقبها تصنيع ازمات طاحنة فى لقمة العيش والسولار والاسمدة وغيرها ثم تلاها تصنيع حالة انفلات امنى اراقت من دماء الشعب اكثر مما اريق فى احداث الثورة أو ربما فى عهد مبارك كله.

 وكشفت تلك الحبوب عن انتهازية ابداها بعض اصحاب تيارات الاسلام السياسى حينما تركوا الثوار لمفرمة المجلس وتفرغوا هم لجنى المكاسب السياسية للثورة واستجابوا بشكل كبير لدعايات التخوين التى أطلقت تجاه الصادقين من أبناء الحركة الثورية ولكن لا يحيق المكر السئ الا بأهله حينما أدار المجلس العسكرى الذى يتحكم فى الجميع كعرائس الماريونت ظهر المجن لهم فراحوا يسعون للم الشمل مجددا واخذ بعضهم يتطهر من تلك الانتهازية وراح الاخرون يعذرون  بجهلهم السياسى.    

كشفت الاحداث ان حركات مثل "6 ابريل"و"كفاية" و" الوطنية للتغيير" و"الثوريون الاشتراكيون "  كانوا ولا زالوا من اعظم الحركات الثورية فى تاريخ مصر وانهم الوحداء الذين تجاوزوا حدود المصلحة الشخصية الى مصلحة الوطن وان رؤى بعضهم - مع تحفظنا على بعض منها - كانت الاصوب والاصدق رغم ما تعرضوا له من حملات اعلامية تهدف لتخوينهم وتنفير الناس منهم , خاصة ان تلك الحركات لم تغير جلدها قط لا قبل الثورة ولا بعدها فصاروا بحق دليلا على كفاح الشعب المصري من اجل الخلاص من كل معوقات التحرر.

ادرك الناس انه لا يعنى ان يكون الدكتور محمد البرادعى ليبراليا انه عميلا لامريكا فهذا ظلم شديد للرجل الذى ظل يقاوم عملاء امريكا فى اوج قوتهم وفتح بانحيازه الى الشعب ثغرة كبيرة فى جدار الاستبداد الذى شيده وحصنة مبارك وزبانيته , وكذلك لا يعنى ان يكون المهندس الدكتور ممدوح حمزة الاستشارى العالمى منحازا لرؤية ناصرية راديكالية اشتراكية انه محرضا على بلاده فهذه وجهة نظر مقبولة ومعذورة لا سيما انها تأتى عقب استبداد نظام متعفن ومتجذر منذ عشرات السنين وكذلك لا يعنى ان يخلص الدكتور علاء الاسوانى او الدكتور عمار على حسن او الاعلامى القدير يسري فودة والدكتورعبد الحليم قنديل وامثالهم الكثيرون للثورة انهم عملاء فهم يقومون بدورهم الاجتماعى فى تنوير الناس وتحليل المشهد السياسى لهم وان كان ثمة عيب فهو ليس فيهم ولكن فى هذا المشهد السياسي , لقد كان لهؤلاء وتلكم الحركات الثورية الفضل الاول فى احداث تلك الثورة حينما ناضل جلهم - ليس كما فعل المتحولون- فى اعتى عصور مبارك اجراما وليس بعد زواله.            

وكانت أكثر مشاهد الفترة الانتقالية او بالاحرى الانتقامية اثارة حينما زج المجلس العسكرى بالرجل الذى خدم مبارك 22 عاما كوزير للمخابرات اللواء عمر سليمان فى مشهد السباق للرئاسة , هنا بدأ الناس يربطون بين المشهد لا سيما تلك التى جائت مبتورة فى اول الفيلم مثل المادة 28 من الاعلان الدستورى التى تحصن لجنة الاشراف على انتخابات الرئاسة من  الطعن على قراراتها وكذلك المواد التى تحصن القضاء وميزانية الجيش وتحد من سلطات البرلمان لتجعله مكلمة , وتفسر كذلك تلكؤه فى اصدار قانون "العزل السياسى " طوال الفترة الماضية من عمر  الثورة وغيرها الكثير والكثير ليبدو للجميع ان المجلس العسكرى ادار المشاهد كمؤلف سينمائى بارع يتحكم فى الجميع كعرائس الماريونت ومن خرج عن طوعه منهم فهو قطعا خائن وجب تشويهه وتعريض حياته للخطر.. لقد قلت مرارا وتكرارا فى مقالات سابقة  ان تلك  الثورة تحولت الى  ترميم لنظام مبارك وليس هدما له , بطلها المجلس العسكرى يعاونه فى ذلك بعضا من المعارضين المزيفين والنخبويين الشائهين الذين عرفهم الشعب ولفظهم بوصفهم رجالا لكل العصور.

albaas10@gmail.com     

*****************************

لهذه الأسباب .. عمر سليمان يساوى انتخابات مزورة

نشر بتاريخ  11 نيسان (إبريل) 2012

 

 سيد أمين

قبل كل كلام نقول ان اللواء عمر سليمان لا زال يشغل منصب رئيس جهاز المخابرات ولا صحة بأنه استقال منه حيث يتردد على مكتبه يوميا.. هذه واحدة .. اما ترشحه للرئاسة فيعنى ان الناس ستنتخب من تحب ان تصوت له .. وكمبيوتر وزارة الداخلية سيصوت لصالح سليمان .. بمعنى انه لو وفرت الداخلية قرابة الفي شخص فقط فى كل محافظة من محافظات مصر السبعة والعشرين ..سيكون الاجمالى 54 الف شخص  .. ناهيك عن إمكانية زيادة هذا العدد .. وقامت بتكرار كل اسم منهم فقط مائة مرة فى الكشوف عبر لجان كل دائرة  .. سيصبح اجمالى أصواتهم نحو خمسة ملايين و 400 ألف صوت .

ولو أضفنا إلى ما سبق احتمال تكرار ذات الأمر فى أصوات المصريين فى الخارج فقد يحصل على مليون صوت ليصبح الاجمالى ستة ملايين و400 ألف صوت.

ولو أضفنا اسر مجندي الداخلية والشرطة والذين يقدرون بنحو مليونيين ونصف المليون شخص وافترضنا ان لكل فرد أسرة مكونة من أربعة أفراد سيكون اجمالى أصواتهم نحو عشرة ملايين صوت ستذهب بالأمر المباشر إلى سليمان .. ومع إضافتهم إلى ما سبق سيكون اجمالى ما يحصل عليه سليمان 16 مليون صوت و400 ألف صوت .

ومع حالة التفتيت التى تجرى للأصوات ستكون كتلة أصوات سليمان هى الأكبر بين المرشحين.

والحلول تتمثل فى الإصرار على تفعيل قانون  العزل السياسى مع توحيد القوى الثورية فى كيان واحد إن أمكن و المطالبة بمراجعة كشوف الناخبين ومضاهاتها بما سيتم التصويت عليه فعليا والاستمرار فى حالة التظاهر والعمل الثورى.

وفى حال تمكن التيار الثورى من التغلب على الصعاب السابق ذكرها وتفويت الفرصة على الفلول من الالتفاف على الثورة .. من المتوقع حينئذ أن تشهد البلاد حالة من "مفتعلة" من الاضطراب الامنى والسياسي  يصبح لزاما على المجلس العسكرى وقتها إلغاء مجلسى الشعب والشورى والانتخابات الرئاسية ولجنة الدستور والدعوة لإدارة البلاد عسكريا لفترة انتقالية أطول يكون الهدف منها تهيئة المناخ لاستمرار نظام مبارك ولا يستبعد أن يدفع المجلس العسكري بافتعال حرب " وهمية " مع إسرائيل ودفعها لإعادة احتلال المنطقة "ج" فى سيناء, وبالتالى يدعو الشعب للتوحد خلفه لإدارة المعركة التى لن تحدث.

ومن شواهد الدفع إزاء هذا المشهد .. افتعال حادث إطلاق نار من مجهولين ضد مؤيدي عمر سليمان فى العباسية .. وتناولت وسائل الإعلام  ذلك بشيء من الإسهاب بل وقاموا بذكر أعداد للمصابين جراءه .. إلا أن شهود عيان –  من الصحفيين  - أكدوا انه لم يحدث مطلقا اى إطلاق للنار .. بل كانت مجرد العاب نارية .

البعض اعتقد إن تلك الهدف وراء تلك الأكذوبة خلق انطباع بأن هناك قوى من نظام مبارك تعادى "عمر سليمان" وبالتالى تسويقه كرجل ثورة .. ولكن الحقيقة وهى ما أخشاها أن يكون الأمر تصنيعا للهو الخفى .. الذى إذا فشل فى قتل سليمان هذه المرة .. فقد ينجح فى قتل اى من مرشحى الرئاسة فى المرة القادمة لاسيما حازم صلاح أبو إسماعيل أو أبو الفتوح أو حتى حمدين صباحى او عصام سلطان .

ومما يؤكد هذا الاتجاه قيام عمر سليمان باتهام جماعة الإخوان المسلمين بأنها تحاول اغتياله .. وبالتالي فان اى عمل ضد هذه الجماعة سيصبح مبررا , فضلا عن انتشار انباء عن عمليات تسليح تجرى فى عدد من المحافظات لأنصار عمر سليمان.. لاسيما فى قنا  والجيزة .

**********************

 الاحتمالات الأربعة لما يحدث فى مصر الأن

نشر بتاريخ  28 آذار (مارس) 2012

سيد أمين

ما يحدث في مصر الآن وصراع العسكري مع الإخوان المسلمين  لا يتعدى أن يكون واحدا من أربعة احتمالات:

الاحتمال الأول  أن يكون الأمر مجرد  مخطط لإعادة " تحشيد القوي " والاستقطاب  وإعادة الثقة الشعبية بقدرة المجلس العسكرى سواء أو الإخوان كل فيما يخصه على حشد الجماهير المنفضة عنهما مجددا لصالح اى منهما  وان اى قرار لأى منهما لم يعد مبنيا لصالح الفئة الأخرى كما كان .. وهو بالطبع ما يعود بالفائدة على الطرفين.. حيث ستلجأ القوى المدنية "مجبرة" بالوقوف مع صف العسكرى رغم إنها صاحبة النزاع الأطول معه.

الاحتمال الثاني أن يكون الأمر "انقلابا ناعما " من قبل المجلس العسكرى على الثورة مستفيدا فى ذلك من لعبة "ضرب القوى بعضها البعض" وإنهاكها وفض عامة الشعب من حولهم وهى اللعبة  التي قام من خلالها باستعمال التيار الاسلامى لفترة طويلة منذ اندلاع الثورة عبر انحيازه السافر لها فى ضرب القوى المدنية "قوميين ويساريين وليبراليين " وحينما تحقق الحنق الكبير ضد تلك القوي , راح يقلب يديه ويستعملها ضد الإسلاميين وبالقطع وجد التيارات المدنية تقف معه.

الاحتمال الثالث أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية قد غيرت سياستها فى المنطقة العربية وتوقفت عن إنشاء التكتل الاسلامى "المؤقت" فى مواجهة التكتل الشيعى فى الخليج وإيران.

خاصة ان الولايات المتحدة كانت تبغى من إقامة هذا التكتل عمل حائط صد يحول دون التغلغل الايرانى فى المنطقة العربية لحين قيامها بتدمير النظام الايرانى ضمن مسرحية "الربيع العربي" وبالتالي تعود مجددا لتدمير تلك النظم الإسلامية عبر استعمالها كذرائع لإثارة النزعات الطائفية والدينية مما يتيح للقوى الغربى التدخل العسكري لضرب الإسلاميين  وتقسيم العالم العربي.

ولعل الغرب عدل من خطته تلك اثر عدم وثوقه في نوايا الإسلاميين من ناحية او بعد تأكده إن الحلف الذي يجمع بين سوريا وإيران ولبنان عصى على الانهيار مع الصمود الروسي والصيني معهم وهو الحلف الأهم المراد تدميره فى عالمنا العربي .. وكذلك بعدما دعت قوى دولية مناوئة لأمريكا إلى إنشاء دولة كردستان المستقلة  الأمر الذي بالقطع سيضير"تركيا" الحليف الاستراتيجي.

إزاء كل ذلك فكان يجب تعديل المخطط وهو بالقطع ما انعكس على موقف العسكري من الإسلاميين بشكل مفاجئ فى مصر, وما يعزز تلك الرؤية ان فرنسا رفضت دخول القرضاوي إليها وتلاه قيام  دولة الإمارات العربية بشن حملة عدائية ضخمة ضده وضد الإخوان وهو بالقطع موقف حصل على الإشارة الأمريكية الخضراء.

الاحتمال الرابع أن يكون هناك اختلافا بين العسكري والإسلاميين فى مصر على مرشح الرئاسة نجم عنه تخوف الإسلاميين من قيام حكومة الجنزورى بتزوير الانتخابات "عبر حاسوب وزارة الداخلية " لصالح المرشح الرئاسي المدعوم من العسكري وبالقطع سيقوم هذا المرشح بعد فترة من توليه السلطة بحل البرلمان والعمل على منع الإسلاميين من دخوله مجددا بعدما استعملهم العسكري في تفتيت وحدة الثوار طوال العام المنصرم ولما تسنى له ذلك حان الوقت  له يعلمهم درسا من دروس "سنمار" ويلقى بهم فى سلة المهملات.

هذه هى الاحتمالات الاربعة لما يحدث فى مصر الان .. ولكن علينا ان نتأكد من ان المجلس العسكرى لن يترك بأى حال من الاحوال الفرصة لأي مرشح رئاسي غير الذي يرضاه هو بالحصول على هذا المنصب وانه إذا تأكد له صعوبة حدوث ذلك قد يلجأ الى افتعال مشاحنات حدودية مع إسرائيل ينجم عنها اكتساح اسرائيلى لمناطق على الحدود المصرية وبالتالي يقوم المجلس بإلغاء الانتخابات الرئاسية وفرض الأحكام العسكرية وحل مجلس الشعب تحت زعم حماية الوحدة الوطنية وإتاحة الفرصة لمنع الاختلاف والصراع السياسي الداخلي.. وهنا سنصل إلى المشهد الأخير من مشاهد الثورة المصرية التي تم إجهاضها .. حيث سيتم تبرئة جميع المتهمين من رجال مبارك وستلفق التهم لجميع الثوار والنشطاء وهنا سنصل الى المشهد الأخير من مشاهد مسرحية "ترميم نظام مبارك "ولكن بدون مبارك.

ولانقاذ الموقف : فاذا كان الإسلاميون جادون فى مسعاهم الأخير فعليهم ان يتنازلوا عن خطة الإقصاء للاخر , وقتها سنقول عفا الله عما سلف وتبدأ جميع القوى من أول السطر لاستكمال الثورة التى عصفت بها الريح فى حرب القبائل والشيع والاحزاب.

Albaas10@gmail.com

**********************

 الشيعة .. ضحايا التاريخ

نشر بتاريخ  9 آذار (مارس) 2012

سيد أمين

كنت قد فرغت لتوي من قراءة كتاب ثري بالأفكار بل المواقف الدينية والتاريخية الإسلامية والعروبية التى تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه ليس بين الشيعة العرب وأبناء السنة غير الذي بين الشقيق وشقيقه , ولعل عمق اقتناع المؤلف بهذا الاستنتاج جعله يضع تلك العبارة ملحقة بعنوان الكتاب نفسه.

يحمل الكتاب عنوان "ضحايا التاريخ " وهو عنوان شديد التوفيق لكونه يعكس مضمون الحالة التى تناولها المؤلف والتى نجح من خلالها لحد كبير فى إقناع القارئ بصدقية طرحه .

وما يلفت الانتباه بشدة فى هذا الكتاب الرائع أمرين اثنين , أولهما مؤلف الكتاب وهو الشاعر العراقى "أسعد الغريري" ذلك الرجل دمث الأخلاق , رقيق المشاعر , الذى دائما ما ذوبت أشعاره قلوب العاشقين حينما انشدها المطربون لاسيما القيصر "كاظم الساهر" , والذى كانت أحاسيسه متسقة مع مبادئه الثابتة حينما اتشحت العراق بالسواد وسال دم أبنائها الطاهر ليخضب طرقات بغداد وما تلاها من أحدث فى ليبيا وسوريا وغيرها من بلاد "الثورات العربية"  فراح يكتب أروع أشعار المقاومة  انحيازا للمشروع الوطنى والقومى العربى فى مواجهة المشروع الصهيوأمريكى – الصفوى , ومن ثم عبرت المواقف عن تلك القناعات فراح يرفض العودة الى العراق "المحتل إيرانيا بعد الجلاء الاسمي للاحتلال الأمريكي " حتى لو كان المنصب وزيرا للثقافة.

وثانية المفلتات – وان كنا لم نعطه حقه فى وصف الملفتة الأولى – أن الكتاب لم يستقى معلوماته من مراجع خاصة بخصوم " المذهب الشيعى" ولكنها معلومات مستقاة من كتب عبرت عن قناعات "المراجع الحقيقيين " للشيعة العرب والتى تؤكد أنه لا خلاف فى الأصول بينهم وبين السنة ولكن الاختلاف وضع وضعا فقط على يد علماء المشروع الصفوى الفارسى لخدمة إغراض السياسة وهى ما يستنكرها علماء الشيعة العرب وكل شيعتهم.

ولما كان العراق والعراقيون قد دفعوا ثمنا باهظا من دمائهم وأموالهم وأمنهم جراء صراعات الساسة ومن يدور فى فلكهم من رجل الدين شيعة وسنة ’ راح المؤلف يضع اهداءا معبرا ( إلى كل أولئك الذين يقفون الآن على أبواب جهنم (من الإحياء والأموات) وممن أركبتهم كتب التاريخ الشوهاء صهوة جواد الشطط فقرؤوا وتعصبوا ودعوا "مبنى للمجهول" ولم يستجيبوا فضلوا طريق الحق وانتهت بهم رحلة التيه الى ما هم عليه الآن ..ولات ساعة مندم ).

استهل الغريري كتابه بحديث الإمام على "كرم الله وجهه" : لقد نظرت فما وجدت أحدا من العالمين يتعصب لشيء من الأشياء الا عن علة تحتمل تموية الجهلاء أو حجة تليط بعقول السفهاء غيركم , فإنكم تتعصبون لأمر لا يعرف له سبب ولا علة .

الكتاب يتضمن عشرة  مباحث او فصول وبابين , فى المبحث الأول " محاكمة الخبر ومقاضاة الأثر " استعرض المؤلف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المتفق عليها فى المذهبين مضيفا إليهما أقوال الإمام على عن خشيته من تحريف مواقفه وتأويلها على غير مقصده من بعده , ونلفت هنا الى أن الكاتب نجح من الوهلة الأولى عبر الدلائل العقلية والنقلية الثابتة فى تأصيل طرحه تاريخيا عن ان الخلاف بين أنصار المذهبين مصطنع.

وتحت عنوان " الإمامة " رصد المؤلف حرص علماء الطائفة الصفوية على تأصيل "الإمامة وجعلها ركنا من أركان الدين مثلها مثل التشهد بالله ورسوله وإيتاء الزكاة وإقامة الصلاة والحج وذلك خلافا لما يؤمن به شيعة العرب الذين يرون ى ذلك غلوا.

وفى المبحث الثالث " حقيقة ما جري " راح المؤلف يروي تفاصيل المؤامرة التى تعرضت لها وحدة المسلمين على يد المشروع الصفوي عبر التاريخ , مرصعا شهادته تلك بأحاديث وأقوال كبار علماء الدين الشيعة العرب المعتبرين كالصفار والشريف الرضى والنوبختى والشهرستانى والأشعري وغيرهم وهى شهادات حاسمة تنفى الولاية "الإمامة " وتنسب نشأتها الى عبد الله بن سبأ  اليهودى الموتور الذي تنكر فى الإسلام , بل ويشهدون - اى هؤلاء العلماء الكبار - بابي بكر وعمر بن الخطاب وسائر صحابة الرسول.

ورابعة المباحث "مظلومية الزهراء" استعرض فيها الكاتب رؤية "الطائفة الصفوية" حول مظلومية الزهراء وزوجها الإمام على والتى خلص فيها إلى أن الطائفة جهدت فيها الى تبرير الهجوم على صحابة الرسول الكريم , وهنا استعرض الكاتب رؤية تاريخية ودينية معمقة  تؤكد تحريف تلك الروايات والغريب ان هذه الرؤية مستقاة كتب الطائفة الصفوية نفسها فضلا عن كتب عموم الشيعة.

وما جري من تصويب لرؤية الطائفة الصفوية حول مظلومية الزهراء جري أيضا فى تصويب البيعة فى المبحث الخامس "البيعة" وما جري فيها فاصلا الصادق من الكاذب , مذكرا بمئات  الأحاديث التى وردت على لسان علماء الشيعة حول الصحابة ومنها ما جاء فى عيون الرضا لابن بابوية القمى ص313 - الجزء الأول أن الإمام على قال ان أبا بكر منى بمنزلة السمع وان منزلة عمر منى بمنزلة البصر ,وكذلك ما رواه المجلسى فى 2/ 621 من حياة القلوب عن على قال لأصحابه "أوصيكم فى أصحاب رسول الله ,لا تسبوهم , فإنهم أصحاب نبيكم وهم أصحابه الذين لم يبتدعوا فى الدين شيئا ولم يوقروا صاحب بدعة , نعم أوصاني رسول الله بهؤلاء , وكذلك ما ورد عن الإمام محمد الباقر نقلا عن الاحتجاج للطوسى انه قال "لست بمنكر فضل ابى بكر ولست بمنكر فضل عمر ولكن أبا بكر أفضل من عمر".

وفى المبحث السادس "إنما المؤمنون إخوة" عرج المؤلف إلى عشرات بل مئات الأحاديث التي أوردها علماء الشيعة والسنة  الكبار التي تحث على وحدة المؤمنين وحرمة دمهم بعضهم البعض سنة وشيعة , خالصا ان الطائفة الصفوية فقط لا غير هى التي تناصب السنة العداء.

وفى المبحث السابع "إساءات المؤسسة الصفوية لأل بيت النبى" استعرض مواقف تلك الطائفة من أل البيت ولم تكف إساءاتهم حتى الرسول الكريم نفسه فضلا عن الإمام على الذي لقبوه بوليد الكعبة حيث اتهموا والدته بأنها استغاثت بأصنام الكعبة لتسهيل ولادته وغير ذلك من خزعبلات طالت بيت النبى.

وفى المبحث الثامن والأخير "العداء الفارسى للعرب" وهنا استحضر الكاتب حزمة كبيرة من المأثورات الفارسية بل ومن أحاديث علماء الطائفة الصفوية حيث تفوح أحاديثهم برائحة كراهية غير متوقعة وغير معقولة للعرب فها هو المجلسى يقول فى كتابه بحار الأنوار 5/333 اتق شر العرب فان لهم خبر سؤ وقال فى نفس المرجع 52/349 "ما بقى بيننا وبين العرب الا الذبح .

كما امعنوا فى الاساءة الى مصر "60/211 من نفس المرجع " وقالوا انتحوا مصر ولا تطلبوا المكث فيها لأنه يورث الدياثة " وفى 60/208 قال ان ابناء مصر لعنوا على لسان داود فجعل الله منهم القردة والخنازير , وجاء فى تفسير العياى 1/304 "ما غضب الله على بنى اسرائيل الا وادخلهم مصر وما رضى عنهم الا واخرجهم منها الى غيرها.

وفى المبحثين الاخرين استرسل الغريرى فى الحديث عن الدولة الصفوية ومأخذها ومروياتها وامجادها التى بنيت على البغضاء والغل الموجه ضد العرب ونبيهم وسادة حكمهم .

اما الباب الثانى فقد ناقش الكاتب عقائد الشيعة الصفويين والخرافات التى تروج لها ورؤية الشيعة فى  عقيدة التجسيم وربوبية الامام على والولاية التكوينية وتحريف القرأن وعلم الغيب والعصمة والبداء ونور فاطمة وعقيد الطيتة وفدك والمتعة وولاية الفقيه وتعطيل عقيدة الجهاد والقضاء والقدر والخمس وظهور المهدى واحزان عاشوراء والتطبير وغيرها متناولا لها بشىء من التحليل والنقد الذهنى الذى يفضى بعدم عقلانيتها.

دافع "الغريري" لكتابة هذا الكتاب المهم نبع من حالة إيمانية عميقة تجذرت بداخله إعمالا لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم " إذا ظهرت البدع ولعن أخر هذه الأمة أولها فمن كان عنده علم فلينشره , فان كاتم العلم يومئذ ككاتم ما انزل الله على محمد " ويأتي مع حالة البحث عن خلاص من هذا التيه الذى يعانيه عالمنا الاسلامى كافة والذي تجلت أبشع صوره فى حمام الدم العراقى المتواصل بعد سقوط دولته الوطنية عام 2003 , وانتهاج ساسته الجدد أساليب المغالبة وهى بالقطع أساليب لا تضمن أبدا الاستقرار ولا ينتج عنها الا مزيدا من الكر والفر.

**************************

هى لك .. سيادة البلطجي

نشر بتاريخ  6 آذار (مارس) 2012

سيد أمين

الآن صرت على ثقة أن الثورة المصرية فشلت, لعن الله من أفشلها , واقتلع معها أحلام البسطاء فى العيش كبشر لهم ادني الحقوق التى كرم الله عز وجل الإنسان بها ,  الفساد فى الأجهزة الحكومية عاد اشد شراسة وتجاوزا وقسوة , واستأثر البلطجية والمسجلون بحكم مصر , حيث توارت دولة القانون وغابت مراكز الحماية , وتسيدت شريعة الغاب .

أنا فى الحقيقة متأثر بشدة بعدة وقائع عايشتها الأيام القليلة الماضية , وقائع لا تخص النخبة وهؤلاء الذين يبرزون فوق سطح المياه المصرية إلى تبدو صافية وحالمة ورقيقة وتنشد دولة العدالة  والقانون , إنما هى وقائع تدركها بسهولة بمجرد الغوص في عمق تلك المياه , ستجدها مياه أسنة بل عفنة , لا يصلح معها كلام أولئك الذين يتحدثون عن الحلم الثوري فقط ولكن ينبغى ان يتم التخلص منها جملة وتفصيلا وهذه نبذ لنماذج من تلك الوقائع.

هى فوضى

"أم إبراهيم" سيدة تبلغ من العمر نحو الستين عاما , لديها ابنين صغيرين وثلاثة بنات إحداهم مريضة بالسرطان , كانوا جميعا يقطن في إحدى المناطق الشعبية فى حلوان , شاء حظهم العاثر أن يكون جارهم احد أمناء الشرطة , بل بلطجي , راح يتقدم للزواج من ابنتها  الكبرى  , ولما  رفضت تلك الزيجة وراحت تتزوج من احد أقاربها , هنا بدأ "الشايب"- وهذا اسمه-  يعيد تكرار فيلم "هى فوضى" بكل حذافيره ,من تعرض بالضرب لها ولأبنائها , وشكاوى كيدية بالاعتداء على "مسجل خطر" أرسله مع آخرين لترويعهم فى مسكنهم - لاحظ سيدات يعتدين على بلطجى - وتلي ذلك شهود زور بالجملة يشهدن بصحة الواقعة رغم أن كل من يقطنون فى الحارة يؤكدون زيف الاتهام , والأنكى محامون يرفضون الترافع عنها وعن أولادها لأن كل المحامين فى الدائرة يعملون حسابا لأمين الشرطة لكونه يقوم بتوريد الزبائن إليهم من أصدقائه تجار المخدرات .

قامت السيدة بترك بيتها وسكنت فى مدينة 15 مايو القريبة إلا أنها لم تسلم من بطش "الشايب " حيث راح يتعقبهم هناك مستعينا بار تال من المسجلين والبلطجية , ولما ذهبت السيدة لتشكو الى قسم الشرطة فوجئت بهم يقبضون عليها , نظرا لان رئيس المباحث صديق السهرات الحمراء التى يديرها "الشايب" وأصدقاؤه , الذي راح هو يساوم البنت الكبرى على شرفها  نظير أن يكف أذى أمين الشرطة وشقيقة المحامى " المتهم فى عدة قضايا ابتزاز  مجلة بنقابة المحامين" عنها وعن أسرتها .

لما رفضت , صدرت أحكام غيابية بحبس البنت الكبرى سنة مع الشغل , والابن الأكبر سنتين ونصف مع الشغل والأصغر سنة ونصف , والابنة الوسطى المريضة بالسرطان سنة , وأختهم الثالثة  ستة أشهر, كل تلك الإحكام المشددة  صدرت فى قضية مفبركة عن ضربهم لـ "مسجل خطر" رغم ان من قاموا بعمليات قتل تهاون معهم القضاء ولم يصدر ضدهم مثل تلك الأحكام الشنيعة .

ولم تتوقف فصول المأساة إلى هذا الحد بل أن شرطة تنفيذ الأحكام تركت تنفيذ قرابة مليون حكم لم تنفذ فى مصر منذ عدة سنوات , بل تركت  البلطجية والمسجلين الذين يقتلون الناس ويسرقون حاجياتهم , وتفرغت للقبض على تلك السيدة البائسة وأسرتها بعد يوم من صدور الأحكام .

وفى إطار تجسيدي لفيلم "هى فوضى" راح "الشايب" يتصل بالبنت الكبري ويقول لها " اللى ما يحبش الشايب يبقى ما يحبش مصر" , فعلا هى فوضى.

التفاوض مع البلطجى

وفى واقعة أخرى , سرقت الأسبوع الماضي السيارة ماركة "هونداى إكسيل" المملوكة لوالد زوجتي من أمام ثكنات الأمن المركزي بالدراسة , وذهبنا إلى قسم الجمالية للإبلاغ عن الواقعة , ورغم أننا حددنا المشتبه به فى الواقعة وهو حارس السيارات فى هذا المكان إلا أن الشرطة لم تسع لاستجوابه بحجة ان المتهم "بلطجى" ينحدر من أسرة "عريقة " - كلهم مسجلون جرائم نفس ومخدرات وسرقات – ولما سألنا الى من نذهب ليحرر لنا سيارتنا , وجدنا ضباط الشرطة يؤكدون لنا انه لا محالة من التفاوض مع السارق ودفع مبلغ من المال له ليفرج عنها!!

من يحكم من؟

إزاء إنكار حارس السيارات سرقته للسيارة ,  ورفض الشرطة التحرك للتأكد من صحة شكوكنا وطلبها منا التفاوض مع المشتبه به , لجأنا إلى الالتقاء مع نفر من هؤلاء المسجلين ليدلنا على طريق السيارة مع دفع "الدية" والتى تقدر فى قانون البلطجية بربع قيمة المسروقات , راح السيد اليلطجى يحكى لنا تجربته مع الشرطة مؤكدا انه لا يوجد رئيس مباحث واحد فى مصر يستطيع ان يخرج  عن قوانينهم , فللبلطجى حق فى ارتكاب عدد محدد من الجرائم شهريا دون ان يتم القبض عليه , وان تم القبض عليه"لزوم المنظرة"  فيجب على الضابط أن يدمر أدلة الإدانة فى القضية حتى يتم تبرئة المتهم ,  والضابط الذى يخالف ذلك سيقتل على الفور.

من يتجسس على من؟

وحكى سيادة البلطجى المسجل كـ"هجام" أن احد زملائه اللصوص المارقين عن قوانين المهنة تحدى ضابط مباحث إحدى أقسام الشرطة وقام بسرقة سيارته , وبعد رحلة دؤبة وفاشلة قام بها الضابط فى البحث عنها , أسأت له بين زملائه بشدة  , اكتشف أن البلطجية يحيطون علما بكل حركة يتحركها وهنا تأكد له أن من بين رجاله من الأمناء والعساكر من يخبر البلطجى سارق السيارة بكل حملة يتم تجريدها  , فسارع ذات  مرة باستدعاء الأمناء والعساكر إلى مكتبه وقام بمصادرة الهواتف المحمولة حوزتهم , وخرج بهم فى حملة مفاجئة , وقتها استطاع إحضار السيارة واعتقال الجانى.

الجميع يعرف إلا.. الشرطة

من العجائب التى تكشفت لنا أثناء رحلة البحث عن السيارة أن حراس السيارات , وتجارها , والبلطجية , وأمناء الشرطة , بل والشعب بأكمله  يعلم أن ألاف السيارات التى تسرق من شوارع القاهرة أسبوعيا ليس لها مخزن إلا ثلاثة مناطق فى مصر , أما المناطق الجبلية المحيطة بمركز الصف فى محافظة الجيزة أو مدينة النهضة شرق القاهرة , أو يتم تقطيعها وتذهب لتاجر خردة كبير معلوم الاسم فى وكالة البلح , وقليلا ما تذهب تلك السيارات إلى منطقة "عرب الحصار " في حلوان.

الغريب أن من يذهب إلى تلك المناطق يكتشف سوقا كبيرا ورائجا يحج له الناس من اقاصى مصر للتعرف على سيارتهم المسروقة ومن ثم دفع الدية وإعادتها ثانية , كل ذلك والشرطة لم تكلف نفسها بمهاجمة تلك الأوكار حتى ولو باستخدام المروحيات .

ضنا للبيع

ونشرت الصحف يوم 6 مارس الجاري خبرا عن قيام سيدة ببيع رضيعتها بمبلغ 50 الف جنيه , فقط من اجل قتل الجوع الذى الذى عانته ’ هى بالقطع سيدة مجرمة , ولكن الاكثر اجراما هو ذلك المجتمع الذى لا يرحم ’ وتلك العدالة التى جعلت من البشر سلعا تباع وتشترى , العيب فى مصر التى أكلت اولادها , وعرضتهم فى سوق النخاسة للاثرياء ورجال الاعمال والاجانب من كل حدب وصوب , وهؤلاء النخب حكاما ومحكومين الذين تفرغوا للفضائيات وتزيين الوجه القبيح , اننا بحاجة ماسة الى ثورة , ثورة حقيقية تعيد العدالة وتزرع البسمة  فى شفاه حرمت منها منذ ولادتها , ونخلع هؤلاء الذين توهموا انهم انصاف الهة لا يحيدون عن الصواب , من رجال قضاء ورجال دولة .

الهروب الكبير .. والقضاء الفاسد

القاع مليء بعشرات الحواديت التى تكفى عمل مائة فيلم على شاكلة "حين ميسرة" و"هى فوضى" وهو بالقطع ما انعكس أيضا إلى المشهد العلوي بكل مساوئه, لأن العالم يحكمه مجموعة من البلطجية , بلطجية افراد وبلطجية حكام , وبلطجة دول , فخروج المتهمين الأمريكيين فى قضية التمويل الاجنبى بتلك الطريقة التى حدثت يؤكد أن فى مصر قضاء "فشنك" وأننا لا زلنا بحاجة إلى ثورة على الثورة , ثورة تطهر القضاء الذى صار القاصى والداني يعرف كم هو فاسد وعفن , وبدلا من أن يكون قضاء يدافع عن الشعب صار سوطا "طائفيا" يلهب ظهورهم ويدافع عن مصالحه الذاتية ويقنن جرائم السياسيين وسط حالة نفاق رخيص من بعض النخبويين , إن تلك الواقعة جعلتنا نجهر بما كنا نعرفه ونخفيه خشية الاتهام بسبب القضاة والتشكيك فى نزاهتهم , مع الرسل الموحى إليهم من السماء يشكك الناس فيهم , بل أن الله عز وجل الذى خلق وسوى والموسوم بالعدل والقدرة لا زال نصف سكان الكرة الأرضية يشككون في وجوده أو عدالته جل وعلا , فكيف يريد القانون البشرى أن يجعلنا نؤمن بعدالة  أشخاص وان نصفهم بأنهم لا ينطقون عن الهوي , مع أن الرسول الكريم يقول "قاضى فى الجنة وقاضيان فى النار".

Albaas10@gmil,com

******************************

رسالة الشعب إلى نوابه

نشر بتاريخ  29 كانون الثاني (يناير) 2012

سيد أمين

 هذه رسالة الشعب إلى نواب الشعب، رسالة الشهداء وأمهات الشهداء، رسالة عيون فقئت، وأرجل بترت، رسالة استغرقت كتابتها واحد وثلاثين عامًا لكى يوجهها الشعب إلى نوابه الحقيقيين الذين اختارهم فى أول انتخابات حقيقية فى تاريخ مصر.. هى رسالة أم شهيد قضى نحبه فى السجون أو اقتطف القناصة زهرة حياتها، رسالة أب مكلوم قصم سوط الظلم ظهره، وردم الاستبداد ينبوع يقينه بإنسانيته، رسالة أبناء قتلت أو سحلت الماسونية أباهم فى هذا الركن النائى فى صعيد مصر أو دلتاها:

احملوا الأمانة فهى ثقيلة وليس لها إلا الأوفياء، كونوا على قدر المسئولية بألا تساوموا، فقد خان من ساوم على حق، ولا تهادنوا فقد ظلم من هادن ظالمًا، وركن فى وقت المعركة إلى الدعة والراحة، لا تلبسوا رداء الدبلوماسية فقد أفسدت أخلاق من قبلكم، وأوردتهم مهالك التاريخ لا سيما لو كانت البضاعة دمًا.

اعلموا أن شرعيتكم ما كانت لولا دماء البواسل، وأنها مهما سمت فهى أقل من شرعية ساحة الميدان الذى ألبسكم أرديتكم وأقعدكم مقاعدكم، وهو القادر الوحيد على نزعكم منها أو تثبيتكم عليها.

لا تتفرقوا، فالذئب لا يفترس إلا شاهًا شاردة، ولا تبتعدوا عن شعبكم فتنفصلوا عنه، وتذكروا أن من طار فعلا تبدد فى السماء، ثم سقط على الأرض.

لا تغرنكم المقاعد، فما دامت لمن قبلكم، ولا دامت لكم أو لمن بعدكم، وضعوا نصب أعينكم سير الأولين الذين لم يبغوا عرض الدنيا.

اختاروا بين أن يخلدكم التاريخ أو يلعنكم، بين أن يحفر أسماءكم فى ذاكرته بحبر من ذهب إذا ما انحزتم إلى شعبكم وبين أن يسطركم فى قوائم العار إذا انحزتم إلى سلطانكم ومنافعكم وتذكروا أن ما نما من سحت فالنار أولى به.

مصر الآن فى مفترق طرق، إما جنة وإما نار، إما عدل وحرية وتقدم وإما استبداد وعمالة وتخلف، وهذه فرصتنا التاريخية لصناعة دولة المساواة، دولة تقف على قدم وساق مع دول العالم المتقدم، لا تابعة لهم، دولة العلم والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، اختاروا لمصر مكانة تستحقها والتاريخ لا ينسى.

وتذكروا أيضًا أن آية الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر، وإنكم إن أحتكمتم إلى من جاء بكم فقد احتكمتم إلى سلاح أمضى من دبدبة الدبابات وأزيز الطائرات وقرقعة البنادق، ومن رضى عنه شعبه نام قرير العين هادئ البال مرضيًا رب الشعب، كما نام الفاروق من قبلكم آمنًا.

لا تكونوا سوطًا تجلد به العدالة ولا صوتًا يزيف الحقائق، دماء الشهداء لا زالت تسيل والمجرمون ما زالوا طلقاء دون قصاص، وتأكدوا أن المجرمين ليس هم فقط من قتلوا، ولكنهم أيضًا هم من حرضوا ومن كتموا الشهادة ومن صمتوا ومن زيفوا الحقائق ومن فتتوا وحدة الناس الذين قال فيهم الرسول الكريم: «لا تجتمع أمتى على ضلالة»

وكذلك تذكروا قول الله تعالى: «من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا» وقوله أيضًا: «ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب».

يا نوابنا فى البرلمان، نحن لا نريد منكم سوى العدل ولا رجاء فيكم دون العدل، ولا مهلكة لكم سوى ضياع العدل، فقد قدمه الخالق على الإحسان، وجعله اسمًا من أسمائه وصفه من صفاته.

أيها النواب.. ما سالت دماء ولا خربت بيوت ولا ثكلت أمهات أبناءها من أجل مجد شخصى لكم ولكن الضريبة الغالية دفعت من أجل مصر، ومن لا يعمل من أجلها بتجرد وإخلاص هلك ونال سوء المآل.

تمسكوا بالشعب تفوزوا.. تمسكوا بالشعب تفوزوا..

albaas10@gmail.com

******************

التيار القومي في مصر تحت الحصار

 نشر بتاريخ  21 كانون الأول (ديسمبر) 2011

سيد أمين

 المتأمل للخارطة الفكرية في مصر الثورة سيكتشف بسهولة حجم الجور الذي يعانيه أصحاب خط الفكر القومي.

ورغم أن القاعدة الشعبية لمعتنقي الفكر القومي في مصر قاعدة عريضة تضم فيمن تضم هذه الطبقات التي عادت إليها بشكل مباشر مردودات الحقبة الناصرية .. كالفلاحين والعمال والصناع والطلاب وعدد لا بأس به من النخبة المثقفة، إلا أن أنصار القومية العربية تم تغييبهم عن عمد في وسائل الإعلام في زمن الثورة.

ولقد ساهم القوميون ـ أو قل الناصريون ـ المصريون بشكل فعال في إشعال أوار ثورة يناير المجيدة وتصدروا مع غيرهم من تيارات فكرية المشهد الثوري من أجل ازاحة نظام مبارك الاستبدادي وبذلوا علي قدم وساق مع غيرهم الدم من أجل الخلاص إلا أن خطابا إعلاميا منظمًا لافتًا للنظر راح يقصيهم تمامًا من المشهد السياسي.

قسم الخطاب الإعلامي المغرض تيارات الفكر في مصر إلي قسمين عريضين إما إسلاميًا وإما ليبراليًا .. وهو تقسيم خاطيء لكونه وضع جميع التفاح في سلة واحدة رغم التباين الشديد في الروئ.

بل ان هذا الخطاب راح يزعم بل ينكر بهذا التقسيم وججود القوميين أساسًا رغم أنهم يشكلون الطريق الثالث بين هذا وذاك ويشاطرون الاسلاميين قاسمًا كبيرًا من ثوابتهم ولكنهم يمزجون رؤاهم بنكهة خليط من التيار اليساري خاصة فيما يتعلق بفكرة العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروات تارة ومع التيارات الليبرالية فيما يتعلق بالحريات المسئولة. ومن المثير للعجب أن التيارات اليسارية والاشتراكية بجانب القومية وضعت عن طريق الخطأ في سلة الليبرالية رغم التعارض الكبير معها.

لقد ضرب نظام مبارك حصارًا إعلاميًا صارمًا ضد انصار الفكر الإسلامي والفكر القومي علي حد سواء، وضيق عليهم المنابر الإعلامية وقد تبدلت تلك الصورة عقب ثورة يناير حيث خرج الاسلاميون من دائرة الحصار فيما بقي القوميون داخلها.

وكما اخترقت أجهزة أمن مبارك كافة القوي السياسية المصرية علي تنوعها اخترقت فيما بينها التيارين القومية والناصري من جانب والتيار الإسلامي من جانب آخر.

وفي هذا الصدد راح جهاز أمن مبارك يزج بعناصره بينهما بل ويخلق من بينهما زعامات ومرجعيات واحزابًا من فرط تواطئها وهشاشتها وعدم صعودها لسقف التوقعات والطموحات المرجوة منها انفض الناس عنها واعتبروها أكبر طعنة وجهت إلي هذين التيارين.

ويأمل القوميون في مصر وهم علي اعتاب مرحلة جديدة من الخلاص الوطني، ان تكون تلك المرحلة نموذجًا ديمقراطيًا بحق لا تغلق فيه صحيفة ولا يحجب فيه قلم ولا يقصي فيه صاحب رأي بسبب رأية خاصة أن الجاني حينئذ سيكون هو المجني عليه سابقًا، ولا يصح أخلاقيًا أن يجلد الضحية بذات السوط الذي جلده به الجلادون الغابرون.

وليتذكر الاسلاميون علي اختلاف مشاربهم أن التيار القومي المصري وقف مدافعًا بشدة ضد إقصائهم وراح يساند قضية مظلوميتهم.

ويجب أن يتذكر رفقاء نضالنا من الاسلاميين ان مهلكة التاريخ الحقيقية في لعبة تبادل الأدوار وعمليات الكر والفر وذلك لأن كل انتصار يعقبه انكسار وكل قوة يعقبها ضعف ولولا هذا وذاك لبقي المنتصر الأول منذ بدء الخليقة منتصرًا حتي الآن.

*******************************

القدرة والطالع.. رؤية تاريخية

نشر بتاريخ  8 حزيران (يونيو) 2010

سيد أمين

أجدني رغم ما يحيط بنا من أحزان قومية اعتدناها جراء مذابح ‘الحريات’ التي ترتكب ضدنا ليل صباح والتي لن يكون آخرها مذبحة قافلة الحرية علي يد الصهيونية الفاشية، أجدني أميل إلي عدم خوضها لأن الجميع قد تحدث فيها وانتحي بقلمي جانباً للحديث في أشياء بعيدة قد لا يبدو للوهلة الأولي الحديث فيها مستساغاً في تلك الأوقات..

 وعلة هذا الميل يرجع إلي أن أقلام الوطن كثيرة وأقلام الإنسانية أكثر ورب كثرة أفقدت الكلمات وحيها فباعدت بين لفظة ‘الجرح’ وآلام ‘المجروح’ وبين مفردة ‘الموت’ وبين ‘رهبته’ وآلام اليتامي، هنا وجدت نفسي أنأي عن تكرار ما ردده غيري وهو واجب عليَّ وعليهم وأدلف للحديث عن ‘الطالع والقدرة’ ولعل..

مسألة ‘الطالع’ توحي أول ما توحي بأن من يؤمن بها أو حتي يرددها هو شخص غيبي ينكر قدرة العقل ويفضل إلقاء اللوم علي المجهول في كل فشل.

وفي الحقيقة، وبقراءة ولو سريعة في التاريخ قد يتأكد لنا أن لـ’الطالع’ دوراً كبيراً في رسم خريطة العالم.

ويرصد نيقولا ميكافيللي - في كتابه الأمير - قصصاً كثيرة لفشل أو نجاح كان لسوء أو حسن الطالع، الدور الأساسي فيها إلا أن ميكافيللي الذي عاني هو نفسه من حسن وسوء الطالع يؤكد أنه لا جدوي للطالع دون القدرة، كما أنه لا جدوي للقدرة والذكاء دون توافر حسن الطالع.

ويضرب ميكافيللي لنا الأمثال عن صانع الفخار الذي تحول بفعل حسن الطالع في ليلة وضحاها إلي أمير للبلاد، حينما هاجم الأعداء إمارته وقتلوا الأمير ورجاله جميعاً وبعد نهب ثرواتها عادوا أدراجهم، هنا وجد البسطاء أن صانع الفخار هو أكثر السكان شهرة فنصبوه أميراً خاصة لما يمتاز به من قوة وبسطة في الجسم وحكمة في التصرفات.

هنا اختلط حسن الطالع بالنسبة لصانع الفخار وليس شعبه، مع القدرة وهي التي جعلت هذا الرجل من أشهر أمراء إيطاليا القديمة ودام حكمه وحكم أسرته بضعة قرون.

وعلي النقيض يضرب ميكافيللي مثلاً بالأمير الحازم الذي أوتيت له كل إمكانات الدوام والبقاء إلا حسن الطالع فهزم في معركة كان يجب أن ينتصر فيها ولو بربع جيشه، رغم ما عرف عنه من دهاء.

ويقول ميكافيللي أن قدرة بدون حسن طالع تعني فشلاً وأن حسن طالع مع نصف قدرة يعني انتصاراً.

وتأكيداً لهذه الرؤية يؤكد أحمد ميشيل عفلق أنه لا يستطيع أن يصدق أن هذه الأجيال العربية المتعاقبة لم تنتج لنا سوي ابن سينا وابن النفيس والخوارزمي وغيرهم ويشير إلي أن الحياة فرن جبارة احترقت بداخلها ملايين العبقريات والإبداعات وحرمت عالمنا العربي من ثمارهم، وأنه متي هيأنا للمواطن العربي عيشة رغدة جنبنا انصراف جهده إلي تلبية حاجات بيولوجية تحول دونه والإبداع.

ويقصد عفلق أنه ليس بالتأكيد أفضل كتابنا وعلمائنا من هم يطفون علي السطح الآن وأنه لولا سوء الطالع لكان بيننا بدلاً من أحمد زويل ويحيي المشد أو فاروق الباز الآلاف أمثالهم فقط لو تهيأ لهم حسن الطالع من خلال إمكانية في التعليم وتوفير لقمة عيش سهلة وموضوعية في التعيين والتدرج الوظيفي ومناخ عام يساعد علي الإبداع.

وفي التاريخ العربي يلعب حسن الطالع دور الأسد علي مسرح الأحداث، فها هو قطز يفر من آسيا ويباع في سوق العبيد ويرسو به المطاف إلي مصر فيهئ له حسن الطالع كاملاً للقيادة ويصير هذا الفتي المطارد من قبل المغول أميراً للبلاد فيلتحم حسن الطالع مع القدرة ويحقق النصر التاريخي علي المغول في بلد كان يصحو فيه الشعب كل يوم تقريباً علي صليل سيوف الانقلاب والانقلابيين.

وها هو محمد علي الجندي الألباني حاكماً لمصر بعد ثورة شعبية عزيزة في التاريخ المصري، حيث هيأت الظروف السيئة الثورة للمصريين ضد الوالي العثماني خورشيد باشا الذي فر دون قتال ولم يعد رغم أنه كان قادراً علي طلب النجدة فقام المصريون العازفون عن لعبة كراسي الحكم بتقديم محمد علي والياً للبلاد وهم يقصدون جعله قرباناً لغضب الخليفة العثماني إلا أن محمد علي صنع أعظم امبراطورية عرفتها مصر ودام حكم أسرته نحو القرن ونصف القرن وسار مؤسس مصر الحديثة.

وحتي في تأسيس الجيش المصري الحديث قصة عجيبة فالكولونيل ‘سيف’ وهو جندي من جنود نابليون المنهزم عز عليه أن يصير فلاحاً وقاده الشوق إلي حياة الحربية وتنامي إلي مسامعه أن بلاد فارس تؤسس جيشاً حديثاً من المرتزقة فقصد الالتحاق بهذا الجيش ولكن توقفت السفينة التي تقله قبالة سواحل الاسكندرية لعدة أيام، فراح يعرض نفسه علي حاكم الاسكندرية الذي أرسله إلي محمد علي بالقاهرة والذي قام بدعوته لتأسيس الجيش المصري ويكون وزيراً له.

وفي ثورة يوليو المجيدة 1952 يؤكد الضباط الأحرار أنه لو كانوا قد تأخروا يوماً واحداً عن يوم 23 يوليو لكانوا قد أعدموا في المقاصل الملكية بعد افتضاح أمرهم.

وحتي بعد الثورة ما كان للرئيس السادات أن يتصور وهو يعمل ‘حامل أمتعة’ في محطة قطار نجع حمادي في حيلة للتخفي من البوليس السياسي الملكي أن يصير بعد نحو 20 عاماً حاكماً للبلاد.

وحتي الرئيس مبارك ما كان يتصور حينما كان ضابطاً في الكلية الحربية أن يحكم هذه البلاد لولا دوره في حرب أكتوبر.

نعم هناك حسن للطالع ولكن لابد أن يقترن بالقدرة.. فقدرة كبيرة وحسن للطالع تعني خلق زعيم كبير وهو ما حدث مع سايس الخيول خروشوف الذي تحول إلي رئيس للاتحاد السوفيتي أحد قطبي العالم وقواه الضاربة.

نحن لا ننفي القدرة ولكن قدرة بمفردها لا يمكن أن تنجح لولا حسن الطالع الذي هو بالتأكيد التوفيق الرباني، والخلاصة أن حسن الطالع والقدرة التي هيأت للكيان الصهيوني البغيض الولادة في عام 1948 آخذة في الاندثار وأن أياماً مقبلة سيئة الطالع تواجهه ولن تغني عنها قدرتها.

albaas10@gmail.com

***************************************

نقاط العرب واصفارهم

 نشر بتاريخ

سيد أمين

رغم أن  العرب كانوا أول من اخترع "النقطة" فى الأبجدية و"الصفر" فى الحساب إلا أنهم لا زالوا حتى الآن لا يجيدون استخدامه على النحو الأمثل , فنجدهم اما يضيفونه فى غير موضعه او يحذفونه دون حاجة للحذف ,  ويصر أحفاد العرب الفاتحين الوقوف دائما عند حد الصفر فى كل مواقفهم.

ومن العجب أن نجد العرب الذين فتح الأقدمون فيهم الدنيا بحالها وبسطوها لثقافتهم بعدما اصطفتهم مشيئة ربهم فى أن يخرج منهم ومن ثقافتهم أعظم برنامج حضاري متكامل متجسدا فى الدين الاسلامى الذى هو فى الأصل نتاجا مهذبا لتلك الثقافة , فضلا عن ان الخالق جل فى علاه اصطفى أرضهم دون غيرهم لتكون مهبطا لكل ديانات السماء , إلا أنهم - اى الأحفاد –

راحوا يخلعون رداء الإعزاز , ودخلوا حلبة الصراع عراة مجردين من كل الأسلحة  , فما هم راوحوا مكانهم , ولا هم تقدموا , بل بدلوا من أخلاقهم فجعلوا التسامح "تماسحا" . و"التناغم" "تناقما" , وحال سبيلهم يقول ما قاله شاعرهم "أسد على وفى الحروب نعامة .. عار عليك ان فعلت عظيم".

 ورغم أن الفرق بين عرب اليوم والغرب مجرد نقطة , إلا أن تلك النقطة كان لها تأثيرا يقلب موازين الحياة ,لاسيما لو ترافق مع هذه الزحزحة تغييرا لموضوع حرف عن مكان , ومع عبثية النماذج التى سأسوقها إلا انه ما من شك انها  تلاقى صحة , بل ودقة فى توضيح الاختلاف الجذري بيننا وبينهم.

فحينما تختلف النظم الحاكمة فى العالم الغربى فى مسألة ما يلجأ الساسة الى أعمال "المحابرات" و"التفسيرات"  لحل الأزمة بينهم وغالبا ما يتوصلون الى اتفاق يحفظ ماء وجه الخصماء , وإذا لم يتوصلوا تطرح "المبادرة" تلو "المبادرة"  حتى يغير احد الخصمين موقفه , إلا أن هذا النموذج فى النظم العربية مختلف تماما فأعمال "المحابرات"و "التفسيرات" تتحول الى أعمال "مخابرات"و" تفجيرات" , فيما يستصعب بعض من أمراء الخليج اللجوء الى أساليب  الإقناع وطرح "المبادرات" وينتهج أسلوبا يراه فعالا وهو أسلوب "المباذرات" وشراء الذمم .

وبدلا من أن يجيد ساستنا ومثقفينا أسلوب "الحوار" بعضهم البعض كما تفعل اى امة متحضرة , نراهم مغرمين حتى الثمالة  بممارسة فن "االخوار" بكل ما يعتريه من "عوار".

وتسعى  النظم الغربية على "تدليك " مواطنيها و"تزبيط" أحوالهم المعيشية والاجتماعية والثقافية , إلا أن النظم العربية قاطبة - ممالك وجمهوريات وراثية -  والتى هى فى الأصل "مندوبيات تعمل لحساب الخارج " تبذل قصارى جهدها من أجل "تذليل" مواطنيها وتركيعهم و"تربيط" الطرق والأبواب فى وجوههم لأكبر فترة زمنية ممكنة.

ويسعى العقل الغربي بما له من نظرة "متعددة " إلى تفضيل استخدام أساليب "الذكاء" و"الدهاء " وبذل "العرق" لمواجهة الأزمات التى تحيق بالمجتمع نجد ان العقل العربي الحديث "المتمدد" أو "المتبدد" يركن عادة للجمود ويواجه الأزمات عادة بصواريخ "الدعاء " تارة أو إسالة "الدماء" تارة أخري فيما تصبح النتيجة دائما هى "الغرق" كبديل عن عدم بذل المزيد من "العرق".

ولأن الغرب تحكمه نظم ديمقراطية , لا تنحاز لفئة دون الاخري , فهم حريصون دوما على إعادة رسم "المسار" الديمقراطي كلما حاد عن جادة الطريق , بما يحفظ للناس أروحهم وحقوقهم وأموالهم , أما فى عالمنا العربي فحكامنا لا يهتمون كثيرا بإصلاح "المسار " ويرون إن إصلاح "المطار" أكثر نفعا وفعالية حيث يستقلون الأموال ويهربون للخارج متى أوشكت السفينة على الغرق.

والمدهش ان الإنسان العربي المحدث وهو فى الغالب يعانى من "أحادية" النظرة , جراء عملية التجهيل المنظم التى تقودها أنظمة الاستبداد الحاكمة , لا يؤمن مطلقا بحق الاختلاف , فكل من يخالفه الرأي إما "كافرا" أو"عميلا" , ومن يؤيده الرأى فهو قطعا إما "كابرا" - من الكبر والسمو – أو "معيلا" أى لديه أولادا كثر يستحقون الرأفة , فيما أن الإنسان الغربى لا يضع مثل تلك الحسابات فى ذهنه مطلقا ,  لأنه يهتم دائما بان يكون "كادرا" من الكوادر الخلاقة فى تخصصه.

*************************

العدل يريد تطهير القضاء

نشر بتاريخ 21 كانون الأول (ديسمبر) 2011

سيد أمين

ونحن نخطو أولي خطواتنا نحو الديمقراطية.. يجب علينا أن نتلمس الطريق الصحيح جيدًا حتي لا نضل في تشعبات الطرق.. ولما كان التحرر من الخوف هو أولي خطوات الطريق إلي الحرية.. يبقي الأجدي والأكثر إلحاحا أن نحطم كل التابوهات المفروضة علينا.. خاصة أنها مفروضة من غير مقدس.. فرضها بشر علي بشر، وأحيانًا دون رضا رب البشر الذي يجب أن ندين له بكل سمع وطاعة.

وإذا كان رسولنا الكريم ومعلمنا الأول يقول جازمًا بأن »قاضيًا في الجنة وقاضيين في النار« فإنه الأولي بنا ونحن بشر لم يوح إلينا كما أوحي إليه أن نسلم بحكمه ونرفع القداسة التي أضفيناها علي بشر مثلنا لم يوح إليهم فهم يخطئون ويصيبون، ولا علاقة لذلك بمذمة فيهم ولا مدح، فما يندرج علي البشر يندرج عليهم.

في الحقيقة، أكاد أجزم بأننا ونحن نعيش هذا الزخم الثوري الهائل سنخوض عما قريب سجالاً في شأن حصانة القضاء، قد يتطور ليمس شخوص بعض القضاة، أنفسهم، وهو إن حدث سيخسر فيه القضاة جزءًا كبيرًا من مهابتهم.

والغريب أن البعض يصر متعمدًا أن يخلط بين مهابة القضاء وأحكامه، وهو خلط لا محل له من الإعراب، فقد يكون الحكم ظالمًا، وهنا تصويبه لا يأتي في إطار انتقاص القضاء أو الحط من شأن القاضي الذي أصدره، فها هو معلمنا عمر بن الخطاب يطلب من رعاياه أن يقوموه لو أعوج عن الطريق السليم.

إن الخلط بين المهابة الواجب توافرها للقاضي وبين أحكامه هو خلط يقصد منه التبرير لكل ما يصدر عن القاضي وإضفاء العصمة عليه رغم أن القاصي والداني يعلم يقينًا أنه لا عصمة إلا لنبي، وأن كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.

أتصور أن شعار »الشعب يريد تطهير القضاء« سيأخذ زخمًا عما قريب في الشارع وأري أن الأجدي أن يتحول هذا الشعار إلي »العدل يريد تطهير القضاء«. نعم فالعدل والعدالة لا يمكن أن تقبل بأن ينتمي إليها من يرفض التطهير ويكافح الفساد، ولا تقبل بأن تستخدم العدالة لذبح العدالة، بل إنني أتوقع بأن يهب قضاة مصر الشرفاء أنفسهم وهم كثر ليرفعوا هذا الشعار حفاظًا علي مهابتهم ومهابة العدالة وحتي ينضموا إلي طوابير القديسين وذلك لأن القاضي العادل أوتي جزءًا من القداسة الربانية متي حكم بأمر الله.

وأتذكر أنني قرأت ذات يوم خبرًا عن قيام أحد القضاة بإصدار حكم بحبس شاب لمدة ثلاث سنوات لعدم سداد قرض قيمته ٥ آلاف جنيه من أحد البنوك، وأتذكر أيضًا أن سيدة صرخت في اتصال هاتفي بمقدم برنامج تليفزيوني شهير بأن حكمًا بحبس زوجها أضاع مستقبل أطفالها وجعلهم يتسربون من التعليم بعدما عجزت عن دفع مصاريفهم، بل إنهم يتسولون في الشوارع لسد رمقهم وملء بطونهم، والمدهش أن المبلغ الذي حبس عليه الزوج لم يتجاوز سبعة آلاف جنيه كان قد أنشأ بها مشروعًا بقرض من صندوق التنمية الاجتماعي إلا أنه تعثر حتي صدر عليه حكم بالحبس ٤ سنوات أمضي نصفها وتطمح أن يتم العفو عنه في عيد الشرطة.

ولا أخفيكم سرًا أنني تألمت بشدة في بادئ الأمرلسماع وقراءة مثل هذين الخبرين لا سيما أنني أعلم أن المبلغ الذي سجن بسببه الشاب وقضي به علي مستقبله وحرم الأبناء من أبيهم وأذاقهم شظف العيش قد يصرفه طفل من أطفال السادة الحكام في هذا الوقت في يوم واحد دون إكتراث، إلا أنني أقنعت نفسي بأن العدل هو العدل وصرت أقرأ مثل هذه الأخبار دون أن يرجف لي قلب بعدما تجمد وتبلد.

تعالوا نقارنها بالأحكام التي تصدر الآن لمن قتلوا الناس وسرقوا الملايين.. سنكشف أن القضاء يساوي بين من سرق خمسة آلاف جنيه »تحت ضغط الفقر والعوز« ومن سرق خمسة ملايين أو حتي مليارات، الأمر الذي ذكرني بالمثل الإنجليزي الشهير لو اقترضت خمسة آلاف جنيه من البنك وضعك البنك تحت ضروسه ولو اقترضت منه خمسة ملايين وضعت البنك بين ضروسك.

في الواقع، نحن نحترم القضاء ونري ضرورة تهيئة الأجواء اللازمة لكي يحكم القاضي بالعدل، ولكن ليس معني ذلك أن القاضي لا ينطق عن الهوي، فهذا أمر لا يمكن أن يتماشي مع المنطق، خاصة في ظل ظروف كانت سائدة وأظنها مازالت تخضب فيها كل شيء بالفساد حتي القضاء.

وللمصارحة ـ ومع تبديل الكلمة بالكلمة واتخاذ أنمق الألفاظ ـ نتساءل: ألم يمر وقت كان التعيين فيه في النيابة العامة سواء أو مجلس الدولة أو النيابة الإدارية بالواسطة والمجاملة؟ وبتعبير أكثر ثورية وجرأة بل مصارحة ألم يرتكب العديدون من السادة القضاة في مستهل عملهم جريمة الرشوة للتعيين لهذه الوظيفة؟ هل ينكر أحدنا كل في قريته أو شارعه أن »س« أو »ص« دفع رشوة أو قدم مجاملة كبيرة أو وسَّط مسئولاً كبيرًا ليتم تعيينه أو تعيين ابنه ليكون في النيابة العامة؟ أليست هذه جريمة يعاقب عليها القانون؟ وهل يجوز لمن يرتكب مثل هذه الجريمة أن يظل في منصبه أو علي أقل تقدير نضفي عليه القداسة ونقول عنه وعن من عينه إن لا ينطق عن الهوي؟ في ذات يوم قادتني الظروف للذهاب لأداء عمل ما في مكتب الشهر العقاري بمدينة الشروق، تحدث إليَّ الموثق أن أغلب زبائنه من القضاة، يأتون لتوثيق عقود الفيلات والقصور التي اشتروها لهم ولأبنائهم وإخوانهم لدرجة جعلته يجزم بأنه لا يوجد فيلا في مدينة الشروق لم تمر بقاضٍ كمشتر أو بائع، وأن عددًا من القضاة يقومون بشراء أكثر من فيلا بأسماء زوجاتهم.

والأمر المثير للريبة أن تجد أسرة بالكامل يعمل افرادها بالقضاء .. وكأن العدالة خلقت من أجل أن تخصص لهم دون غيرهم .. أليس هذا احتكارا للسلطة ؟!

وداهية الدواهي.. أن تقوم الوزارات بانتداب مستشاري مجلس الدولة للعمل لديها.. الأمر الذي جعل السلطة القضائية تخضع لنفوذ سلطة أقل منها وهي السلطة التنفيذية حيث يتقاضي المستشارون أجورًا خيالية وكبيرة للغاية لو قورنت بأعمالهم، الأمر الذي يشكك في حقيقة دورهم.

نحن لا نسعي لنكأ الجراح القديمة ولكننا يجب أن نغير المفاهيم ونحطم التابوهات، كما أن هذا »الجيتو« المثير للجدل لا بد أن يقنن عبر وضع قواعد واضحة تقضي علي الواسطة والمحسوبية في شغل الوظائف لا سيما لو كانت بمثل تلك الرفعة، فلا يعقل أن نكافئ صاحب التقدير العلمي الأقل لنعينه في القضاء بينما صاحب التقدير الأعلي يبقي محاميًا، يجب أن ننظر لهما كفرعي عدالة وأن نميز بينهما بالعلم ولا شيء سواه اللهم إلا الأخلاق والتي تتضمن فيما تتضمن عدم السعي لأخذ توصية من هذا أو ذاك أو دفع رشوة ليحصل البعض علي حق ليس له.

وتاريخيًا، كان فساد القضاء في أوربا هو واحد من معالم عصور الظلمات فيها، كان الملك يصدر حكما وما علي القاضي إلا النطق به، فاكتوي الناس بالظلم وسادت مظاهر الغبن وفقد الناس الثقة في كل مقدس.

ولو يدري جاليليو أنه سيكون أخلد من القاضي الذي أصدر حكما بإعدامه بناء علي أوامر من الملك وكهنوت الكنيسة لطلب الموت وسعي إليه، فقد مات الملك ومات القاضي ومات كهنة الكنيسة وبقي جاليليو وعلمه خالدين.

**************************

 فلول الثورة

نشر بتاريخ  15 آب (أغسطس) 2011

 سيد أمين

 أتوقع أن تشهد الأيام القليلة المقبلة حالة صاخبة من التخوين لنشطاء حقوق الإنسان ممن كان لهم دور كبير فى تفجير ثورة يناير المجيدة.

وأعتقد أن سيلا من المستندات وإغراقًا فى المعلومات والتفاصيل ستخرُّ علينا من كل حدب وصوب فى وسائل الإعلام المحسوبة على النظام الحاكم، وذلك بهدف تكوين قناعة لدى رجل الشارع البسيط بأن هؤلاء النشطاء الذين يصدعون الرءوس بالحريات هم خونة يعملون لصالح قوى ودول معادية لمصر.

وفى الحقيقة كنت أتوقع حدوث تلك الهجمة ضد الثوار والنشطاء منذ عدة أشهر مضت، وكنت أتلمس بدايات تلك الحملة فى وسائل الإعلام آنذاك وإن كانت قد بدأت على حياء بغية التمهيد لهذا الانقلاب علي الثورة وتهيئة الأذهان له عبر تشكيل قناعة بأن من يطالبون باستكمال الثورة هم يهدفون فى الأساس إلى إسقاط مصر.

وإذا كان المنطق يؤكد أن الحاكم العميل ألصقت به العمالة من خلال ممارساته الموالية للخارج واختياراته المطابقة لإرادة الأعداء ، وأن جميع رجاله هم على شاكلته فانه أمر لا شك فيه لأن رجال مبارك لاسيما فى مؤسسات الدولة الحيوية والمفصلية يسيرون على نفس منواله وإلا فما كان ليختارهم ليكونوا مسانديه طيلة ردح كبير من الزمن.

إن فهما على هذا النحو لما يحدث الآن فى مصر سيجعلنا نقلب الطاولة ونقول إن من يخون الوطن هم من خانوه على مدى سنوات طوال عجاف حكموا فيها البلاد ولا يزالون يحكمونها وليس النشطاء الذين كان لهم دور كبير فى تفجير الثورة والقضاء على رأس دولة الظلم.

وتعالوا نفهم سويا ماذا يحدث فى مصر أو عالمنا العربى – لأن الخطة كبيرة لا تفصل مصر وعالمها العربى - عبر ما أشرت اليه فى عدة مقالات سابقة حملت عناوين "ربيع الشرق الاوسط الكبير " و" فزاعات الثورة .. والدعم الرباني" و"ومبارك يؤيد مبارك ولا عزاء للثورة"و "مخطط تخريب الثورة وتسفيه الثوار" و"انها هى .. نظم بوش المارقة".

لقد خططت الولايات المتحدة الامريكية لإحداث تغييرات جوهرية فى نظم بعض الدول العربية فى خطة أسمتها " خطة الترميم والهدم" وهى خطة تقوم على ترميم النظم الرئاسية الموالية لها بهدف الحيلولة دون سقوطها كما فى مصر وتونس وذلك من  خلال اطلاق ثورة شعبية تتم السيطرة عليها سياسيا ، وهدم النظم المعادية لها بهدف انشاء نظام جديد يدين لها بالولاء كما فى ليبيا وسوريا والسودان والعراق والجزائر واليمن عبر تصنيع ثورة بأيادٍ خارجية سرعان ما تأخذ زخما شعبيا جراء القمع المفرط لها من قبل السلطات.

وتتضمن الخطة فيما تتضمن أن تتولى حركة"الإخوان المسلمون" الحكومات فى كل الدول العربية فيما تنفرد أمريكا وحلفاؤها بالسيطرة على الجيوش العربية والمحافل القضائية على غرار ما تفعله فى تركيا على أن تقوم الاخيرة بتوجيه الحكومات "الاخوانية" والسيطرة عليها من الشطط والمروق واى محاولة للتحرر.

وقد يكون الهدف الابعد بالنسبة لامريكا وصمتها ازاء قيادة "الاخوان" للحكومات العربية أن تستخدمهم – دون قصد منهم – فى اثارة حالة من ململة شعبية لدى جميع الاقليات الدينية والعرقية فى العالم العربي مما ينتج عنه تكريس لحالات انفصالية تتزعمها القوى الغربية وتدعمها عسكريا لاحقا فضلا عن اعطاء صورة عالمية بأن تجربة الديمقراطية فى العالم العربي لم تجلب سوي المتطرفين، الامر الذى يبرر لها – اى لامريكا - مساندتها للنظم الديكتاتورية طيلة العقود الماضية.

وقد يكون هذا الرضا هو محاولة لتشكيل درع اسلامية سنية موازية للتغلغل الايرانى فى المنطقة العربية حال انتهاء لعبة تبادل المصالح بين واشنطن وطهران.

هذا هو المشهد العربى ، ولكن المشهد فى مصر اكثر دهاء ويأتى عن طريق سحب البساط تدريجيا من تحت اقدام الثورة والثوار، ومن ثم اعادة انتاج النظام الذى لم يسقط بعد ، فلقد خططت القوى الغربية بالتعاون مع بقايا نظامه الحاكمة فى مصر الان – بحسب اعتقادي - لانقاذ نفوذها المقبل على الانهيار فى حال سقوط مفاجئ وغير محسوب لنظام مبارك مما يعرضها لفقدان حليف استراتيجي فضلا عن خلق نظام قد يناصبها العداء او يقاسمها المصالح ويخالفها فى التوجهات على غرار ما حدث فى الثورة الايرانية ، لذلك عملت على هدمه واعادة بنائه قناعة بمبدأ بيدى لا بيد عمرو.

وكانت تتضمن الخطة ترك العنان لحدوث ثورة شعبية محدودة مستغلة حالة السخط الشعبى على مبارك وتغييره بعمر سليمان الا أن حالة الغضب الشعبى كانت اكبر من المتوقع فاسقطت سليمان ومن بعده احمد شفيق ولم يتسن اخمادها الا باحتيال المجلس العسكرى عليها ، حيث راح يهادنها ويدعى حمايته لها ، رغم انه يضمر لها العداء ويسعى لتفتيت القوى التى شاركت فيها ، تارة بالاستفتاء على التعديلات الدستورية ، وتارة بالدستور نفسه ، وتارة بالاحزاب ومحاولة ابراز نقاط الاختلاف بينها ، أو بالتخوين وطوابير الجواسيس "المفبركين" ، ومحاولات الاستقطاب ، والعصا والجزرة ، والتلميع والتجهيل ، والاغراق فى التفاصيل والوقائع ، والانفلات الامنى ، والترويع الاقتصادى …الخ.

وانا اتصور ان من خطط لما يحدث فى مصر ، يمتلك حسا دراميا عاليا ، وفعل كما يفعل المؤلف السينمائى البارع الذى راح يربط المشاهد المتنافرة ، ويوجد علاقة بين هذا المشهد الذى ظهر فى اول العرض وذاك الذى يأتى فى منتصفه أو آخره.

ورصد المخططون – ربما قبل اندلاع الثورة – عبر مراكز الاستطلاعات العملاقة التى تنفق فيها ملايين الدولارات القوي الثورية التى سترفض خطة خنق الثورة وستصر على استكمالها ، فراحوا يجهزون لها "عدة" التخوين لفض الناس عنها ، وتم تفصيل التهم وحياكة المستندات لهذا وذاك كلا فيما يناسبه ، فالسلفى يصلح ان يكون عميلا للسعودية والاخوانى يصلح أن يكون عميلا لقطر وتركيا ، والليبرالى عميلا لأمريكا واسرائيل واليساري مناهضا للدين الاسلامى ويتحرك بحقد طبقى ورعونة ، ثم تلوح بتلك الاتهامات فى وجه كل من يرفض النكوص عن الثورة ، فضلا عن الدس ببعض عملائها بينهم وتلميعهم اعلاميا ثم تقوم بكشفهم فى لحظة ما وهو ما يسمى اعلاميا بتكنيك "القطيع" ، وكذلك الزج ببعض عناصرها لتضييع الوقت كما فعل المحامى الذى قام برفع دعوي رد قاضى محاكمة مبارك والذى رفضت دعواه بعد تداول دام اربعة اشهر لسبب بسيط يحمل قدرا من المؤامرة ان هذا المحامى مشطوب من عضوية نقابة المحامين، كل هذا وقد يفاجأ الجميع فى نهاية العرض ان حاميها حراميها.

 وتعالوا نتأمل خبرا نشرته الاهرام فى 23 يناير 2011 وقبيل اشتعال الثورة بيومين مفاده ان عمال قرية البضائع بمطار القاهرة فوجئوا اثناء تحميلهم لطرد مكون من 39 صندوقا بسقوط احدها وتدفقت منه سبائك الذهب ، هنا هرولت قيادات الشرطة وقاموا بحصر محتويات الصندوق واعادتها لمكانها فى طريقه الى السعودية ولم يذكر الخبر من صاحب هذا الطرد .. وتأكد بعد ذلك انه يخص مبارك.

والمتأمل لاسلوب الشرطة فى فض التظاهرات فى الفترة ما بين 25 يناير حتى تنحى مبارك سيلاحظ فيها امرين اثنين ، ان الشرطة قامت بتقطيع الشوارع وحاصرت المتظاهرين من كافة الجهات ولم تترك منفذا ليعودوا منه وهو الامر الذى يعد من ابجديات فض التظاهرات ، بل انها اطلقت الغازات بغزارة غير معهودة وكأنها تحث الناس للخروج من منازلهم للمشاركة فى الثورة.

ولو اضفنا الى ما سبق البطء الشديد فى محاكمة قادة وزارة الداخلية المتهمين بقتل الثوار ، وما تردد عن قيام جهات رسمية بالدولة بمساومة اهالى الضحايا لقبول الدية مقابل التصالح ، يؤكد أن من أمر الضباط بالقتل هو الان يحميهم.

حتى معاملة "العسكر" الرقيقة لمبارك والتقاء قيادات الدولة به فى مشفاه - منتجعه – هو دليل امريكى قاطع بانها لا تفرط فى رجالها ، والمقصود بالقطع ليس مبارك فحسب بل الرئيس القادم.

Albaas10@gmail.com

**********************

الى ايناس الدغيدى ..الى متى هذا العبث؟

نشر بتاريخ  4 تشرين الأول (أكتوبر) 2009

سيد أمين         

حقيقة عانيت كثيرا قبل كتابة هذا المقال, ولكنني وجدت أنه لا فرار من تلك المعاناة إلا عبر كتابتها وتفريغ جزء يسير من طاقة الغضب المعتملة بداخلى وبداخل ملايين المصريين والعرب جراء ما تقدمه شاشة التلفزيون المصرى من حلقات سقوط متواصلة, سواء عبر برامجها المستفزة والتافهة أو درامتها السطحية المزيفة والتى تحاول جاهدة التكريس لخلق واقع بغيض همجى  ينافى الواقع المصرى الحقيقى المعروف عنه تدينه وتمسكه بثقافته العربية.

بصراحة حينما شاهدت بعض حلقات من برنامج "الجريئة" الذى تقدمه المخرجة "إيناس الدغيدى" صدفة, وجدتني اضرب كفا بكف غير مصدق أنه جاء اليوم الذي يقدم فيه التلفزيون المصري هذا العبث والقبح خاصة أن ذلك التلفزيون  العريق يدفع له المصريون تكاليف ادارته وتشغيله من اموالهم وعبر الضرائب المفروضة عليهم ’ فى حين يقوم هو بدفع راتبا ضخما لإيناس الدغيدى بالعملة الأجنبية حتى تتمكن من أن تنفث سمومها فى المجتمع مبشرة بقدوم عصر جديد تسود فيه قيم الانحطاط والفجور وجهالة المتعلمين والدعارة وتمزيق عباءة الثقافة والدين والاخلاق تمزيقا ’رغم أن مشاهدي التلفزيون المصرى هم أناس أنهكهم الفقر والجوع والمرض والاستبداد وهم فى مسيس الحاجة الى من يرشدهم الى كيفية إشباع الأفواه الجائعة واجتثاث الألأم من الابدان وهم فى حاجة أيضا  الى من يحررهم سياسيا واقتصاديا وعلميا وتعليميا ويصعد بهم من التخلف الى التقدم ’ وهم بحاجة كذلك الى من يمد يده لتحريرهم من الهيمنة الأجنبية والى من يدعم المقاومة العربية فى كل الأقطار مجتمعة.. والسؤال أين تقف ايناس الدغيدى من كل هذه المعضلات ؟ لماذا ترفض الحديث فيها مختصرة القضية كلها فى اسفل جسد المرأة لا اعلاه , لا سيما فى اعضائها التناسلية ؟

لكل ذلك  حينما شرعت في كتابة تلك الخواطر رحت اكظم غيظي بقدر المستطاع حتى لا أقع  تحت طائلة قانون لا يفرق بين ما يجب وما لا يجب ويساوى بين من يحب مصر أو يكرهها ,أخذت أبدل لفظ بلفظ وكلمة فيها قدر من الشجاعة بكلمة ناعمة لا حرارة فيها.

وبادئ ذي بدء ’ رحت اتسائل: من يا ترى الذى أعطاها الحق فى أن تطلق على نفسها لقب "الجريئة" خاصة أن الجرأة تعنى على ما أعتقد الإقدام على فعل صحيح لشيء يحتاجه الناس وهنا تصبح الجرأة ذات معنى وقيمة سامية ونبيلة ترادف قيمة الشجاعة ’أما ما تقوله وتذيعه وتعتقده إيناس الدغيدى فهو بعيد عن الجرأة وقريب إلى الشذوذ والبجاحة ’ وذلك لكونها تعتقد أن كمال الحرية للأسرة المصرية هو أن تمارس الزوجة والابن والأم الدعارة وأن يعمل الزوج والابن والاخ والاب كقوادين ييسرون ويسّيرون لهذه المهمة ’ مختزلة بذلك كل قضايا المجتمع فى أعضاء المرأة التناسلية !!! فهل بعد ذلك هناك إسفاف ؟ وهل يمكن ان يتقدم مجتمع تكون مفكرته ومنظرته إيناس الدغيدى قيد أنملة ؟ طبعا لا.

واتسائل  ايضا:لماذا لا تحث إيناس الدغيدى المرأة المصرية او العربية عامة على ان تتعلم حتى نجد من بينهن عالمة الذرة والنووي والهندسة والفضاء والفيزياء والكيمياء – كما هو الحال عند نساء الغرب الذى تدينين له بالولاء- لا أن نجد بينهن عالمة الصالات والبارات والحانات والغرف الحمراء والمرأة التى تخون زوجها مع ابن الجيران كما تطالبين ؟ بئس تلك الحرية التى تطالبين بها.

ثمة أمر مهم يجب أن نتحدث فيه ’ أليست الحرية أن يفعل المرء ما يحلو له طالما انه لا يضر بمشاعر الآخرين ومعتقداتهم ؟ إذن ألا يعتبر هجومك على الحجاب والمحجبات قمع لحريتهن فى ارتداء ما يشئن ؟

نعم لك الحق فى أن تتبرجي وترتدي ما تشائين وأن تسيري كما يقول المثل "على حل شعرك" - طالما ظل الأمر يخصك بمفردك ولا تفرضينه على الناس عبر شاشات التلفزيون - ولكن ليس لك الحق فى انتقاد حجاب النساء الاخريات وعقابهن على سلوكهن " المعدول" القويم ’ ألا تصبحين انت بذلك الطرف الذى يمارس الديكتاتورية وانت السيدة التى تتفرغين تماما للهجوم المكثف على نحو 85 % من نساء المجتمع وهن اللائى يرتدين الحجاب.. وللعلم يمكنك أن تجرى احصاء بسيطا تكتشفى بعده أن معظم نساء المجتمع المصرى محجبات وذلك من خلال قيامك بحصر سريع للنساء اللائى تشاهديهن اثناء سيرك بسيارتك الفارهة فى اى شارع صغير من شوارع مصر.

نساء مصر قبل رجالها يضقن بك ذرعا يا سيدة ايناس .. وهن يشعرن بالخجل والاهانة من الأحاديث التى تدلين بها باسمهن وهن منا براء ؟ فالمرأة المصرية لا زالت هى الأم الطيبة التى تكافح من أجل تربية أبنائها والأخت التى تحلم بتكوين أسرة مبنية على أساس سليم وليست تلك المرأة التى تبحث عن وكر للدعارة.

وفى النهاية يا سيدتي كان يجب عليك وأنت فى سنك الستين  كأم وكسيدة مرشحة لأن تكون جدة ان توفري طاقتك تلك وما تبقى من اعمارنا القصيرة للحث على الفضيلة ومكارم الأخلاق وصالح الإعمال تحسبا ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ولا  وزير ولا سفير ولا خفير فاسد يزين لك سوء عملك ’ ولن يقف بجوارك شخص يطمع فى دور من أفلامك الساقطة’  واعلمي ان زلزلة الساعة لأمر رهيب وأن عذرائيل لا يعرف الوساطة لأنه مكلف من رب العباد جميعا طيبهم وقبيحهم ,  واعلمى أننا نعيش فى زمن انتشر فيه موت الفجأة والسكتات القلبية والكوارث والأوبئة والأمراض بأنواعها حاصدة الناس حصدا وأننا نعيش فى زمن فيه ايضا انتشرت جهالة المتعلمين وعم فيه الظلم والقمع والفقر وأطلت فيه الامبريالية برأسها البشع علينا من جديد فأعملت فينا  سوط عذاب من قنابل البى 52 شبه النووية واليورانيوم المنضب والمخصب قاتلة ملايين الاطفال والاجنة  فى الأرحام بالاضافة  الى الرجال والنساء مغتصبة الصبيان والرجال قبل النساء وبشكل جماعي ومتكرر – كما هو الحال فى سجون العراق الامريكى الآن- اذن أليس ذلك كان اولى باهتمامك بدلا من ان تهتمى بهتك عرض ما تبقى من نسائنا .

امام الواحد منا وقت قليل حتى يصلح ما افسده طول عمره ولكن رحمة الله بنا انه يقبل التوبة الصادقة  حتى لو كان المرء على فراش الموت.

اقول لك ذلك وربما تتخيلين اننى امام فى مسجد او شيخ فى جامع – وهم فى نظرك بالطبع متطرفين- ولكننى انا لا هذا ولا ذاك ولكننى صحفى وشاعر اؤمن بأن الشرف والعدل والشهامة والشجاعة أهم مميزات وسمات الشخصية العربية عبر التاريخ  ولا يجب ان نحيد عنهم مهما كان الثمن .

اقول لك ذلك حتى لا تكتشفين فى أراذل عمرك أنك أفنيتيه فى ما يضر الناس لا ما ينفعهم ..انك أفنيتيه فى العبث.

وقد كتبت هذا المقال لنيل رضا الله القدير.

 

 

مقالات عام النكبة المصرية 2013

 الثلاثاء، 24 ديسمبر، 2013

سيد أمين يكتب عن : ثقافة الفساد الاحمر

اعتدت منذ سنوات طويلة بحكم عملى الذى يقع في منطقة وسط القاهرة ان أسير جيئة وذهابا في واحد من اعرق واقدم شوارعها , بل ان هذا الشارع اقترن تاريخا باشهر مذبحة حدثت فى تاريخ مصر قبل ان تحل مجازر اخري محلها الأن وهى تلك الخاصة بمذابح الحكم العسكرى فى ميدانى الشرف والعز "رابعة" و"النهضة".

هو شارع الدرب الأحمر والذى كان فى الاصل يسمى بالدم الاحمر

نسبة الى دماء ضحايا مجزرة القلعة التى قام بها محمد على للتخلص من خصومه المماليك, لكن تم تجميل الاسم ليكون الدرب الاحمر رغم ان اسمه الاصلى قبل المذبحة هو شارع البيبانى.

وبقدر ما كان يستهوينى اثناء سيري بسيارات النقل العام تذكر التاريخ المزدحم بالصراعات والنضالات والخيانات لهذا الشارع , وقيام نابليون بونابرتا بضربه وضرب رملة بولاق بالقنابر من اعلى جبل المقطم لاخماد الثورة الشعبية اثناء الحملة الفرنسية , وكذا اعدام المجاهد الشامى سليمان الحلبي على الخازوق , ومن قبل ذلك نجد السلطان العثمانى سليم الاول يقبض على الحاكم المملوكى قنصوة الغوري ويعدمه بشكل شنيع ويعلقه على باب زويلة , كان يستهوينى ايضا البحث فى تصرفات الناس عسانى اجد شيئا يفسر لى لماذا اكتظ هذا الشارع بكل هذه الصراعات لدرجة تجعله بمثابة معجما لكل تاريخ مصر.

المدهش ان التكوينة السيكولوجية لسكان مثل تلك الشوارع العتيقة التى تكتظ بالتاريخ او بالدماء " كلاهما واحد فتاريخنا جله دماء" والذين عانوا لفترة طويلة اما القهر السياسي والاقتصادى أو سلطة الفتوات واخيرا سلطة البلطجية والشبيحة والحشاشين , انهم صاروا يبررون للقهر ويعتبرونه جزءا من حياتهم الطبيعية وكأنه لكى يعيش الانسان لابد من ان يكون واحدا من اثنين لا ثالث لهما اما جانى يفوح اجراما او مجنى عليه يطفح استكانة وخنوع, وان هذا هو الامر الطبيعى في الحياة , وما عدا ذلك فهو خروج عن التقاليد.

ومن أشد ما لفت انتباهى , وربما انتباه كل من اعتادوا المرور او حتى العيش فى هذا الشارع , تلك التصرفات التى اعتاد ان يقوم بها احد السكان الميسورين اقتصاديا منذ سنوات طويلة لدرجة انه لما كبر ورثها لابنه ايمانا بفائدته على ما يبدو , وهى النفاق.

فحينما كانت القلوب تغلى وتستشيط غضبا قبيل ثورة يناير 2011 الموئودة كان الرجل يملأ هذا الشارع بل والشوارع المحيطة به بيافطات فخمة كتب عليها عبارات من قبيل"شعب مصر العظيم يبايع بكل فخر واعزاز البطل جمال مبارك زعيما للبلاد لاستكمال مسيرة النهضة..مع تحيات الحاج ابو راندا" ويرفق مع اليافطات صورة كبيرة لمبارك في الوسط وعلى اليمين صورة اصغر منها لجمال مبارك وصورة ثالثة اصغر له, وكان يقيم يافطات عملاقة بحجم واجهات البناية الضخمة التى يسكن بها لصورة جمال مبارك وكتب تحتها اخترناك.

وكان المارة لا يلقون لها بالا , حيث اعتادوا على قيام عناصر الحزب الوطنى وهم اهل رشوة وفساد ومحسوبية فضلا عن يد باطشة لا تنصر الا الظالم ولا تظلم الا المظلوم بفعل ذلك , وان كان الكثيرون من الناس يصدقون مثل تلك الدعايات ويعتبرونها حملات مشروعة.

المهم ان الثورة تفجرت " بفعل المخابرات التى كانت ترفض التوريث" وظهر حنق الناس ضد مبارك وسقط بعضا من شهداء الثورة فى الشارع وبدا حكم مبارك أيل للسقوط فراح الرجل ينزع صور مبارك ونجله من الشارع , ولما تنحى الرئيس مبارك فوجئ الجميع بأن الرجل عاد يهنئ اللواء عمر سليمان بنجاح ثورة يناير عبر صور عملاقة للرجل وضعها في ذات الاماكن التى كانت فيها تلكم اليافطات القديمة , وحينما دشنت وسائل الاعلام ان تلك الثورة ثورة للشباب , راح الرجل يتواري للخلف في اليافطات التى ينشرها , وراح يبارك ثورة الشباب ولكن هذه المرة ليس بشخصه بل ظهر ابنه للمرة الاولى فى المشهد بصفته احد الشباب الذين فجروا ثورة يناير.

وبعد مصرع عمر سليمان نشر الرجل صور مبايعة وتأييد لاحمد شفيق ولما أفل بايع من بعده طنطاوى وعنان ولما فاز الدكتور محمد مرسي فلم نجده يتقدم بأية تهنئة له , بل راح يهنئ عمرو موسي ولما اعلن موسي عدم رغبته فى الترشح للرئاسة احتار الرجل اشد حيرة فاتجه الى الهدف مباشرة وراح يهنئ وزير الداخلية , فوزير الداخلية هو الشخص المهم فى اى حكومة بالنسبة لمثل هذا الرجل , الى ان اتته نجدة السماء وحدث انقلاب 3 يوليو 2013 وهنا برز السيسي فى الشاشات وامتلأ شارع الدرب الاحمر حتى الثمالة بيافطات البطل الذى حرر مصر!!!

ما يدهشنى ان بعضا من الناس التى شاهدت الرجل يدافع عن مبارك صدقت انه من ثوار يناير وانه يدافع عن حامى ثورة يناير عبد الفتاح السيسي مدير المخابرات الذى عينه مبارك.

هذا الرجل فى الحقيقة ليس حالة فريدة بل هو ظاهرة جماعية تعيشها بعض المناطق لا سيما فى القاهرة , حيث لا يصبح هناك اى مصدر للمعرفة وتكوين الثقافة والشخصية بل والرأى العام سوى شاشات الفضائيات المسيطرة على السوق الاعلامى فى مصر وهى فى الغالب قرابة 35 فضائية يملكها خمسة رجال اعمال ينتمون للحزب الوطنى واثروا ثراء شديدا من وراء الفساد.

بل الاغرب ان شبكة الفساد فى مصر جعلت بسطاء يدافعون عنه ويعتبرون التطهير امرا ممقوتا , وذلك لان تلك الشبكةتعمل بشكل متسلسل من حيث القوة وعنقودى من حيث الانتشار , فهناك من فسد ويسرق المليارات وهناك من فسد ويسرق جنيها واحدا او حتى رغيف خبز , وكل يدافع عن فساده.

Albaas10@gmail.com

*****************

الثلاثاء، 17 ديسمبر، 2013

سيد أمين يكتب : على جمعة ..الشيخ المنقوع فى دماء المسلمين

بعد ان قال ان الله يؤيد السيسي .. سمعت المهرج على جمعة "خريج تجارة عين شمس" يقول ان الله يؤيد هذا الدستور "يقصد دستور الشواذ والحشاشين" ولا نعرف كيف عرف ان الله يؤيده .. فهل كلمه الله بذلك كما كلم سيدنا موسي مثلا فيصبح على جمعة كليم الله ؟

ام ان الله ارسل عليه وحيا اخبره بذلك فيصبح على جمعة نبي الله .. وحينئذ لا يكون سيدنا محمد اخر الانبياء؟

ام أن على جمعة صاحب "منامات" ومكشوف عنه الحجاب مثل سيده ومولاه السيسي فأتاه الله فى المنام وقال له انا اؤيد السيسي ودستوره .. يصبح هنا لازما علينا ان نعتبر ان على جمعة قريب الشبه بسيدنا يوسف صاحب الرؤي والمنامات ويجب على المصريين الاستفتاء فى الدستور نائمين.

أم ان على جمعة والذى عينه مبارك مفتيا للديار سابقا رجل مرفوع عنه الحساب لقلة فى العقل والدين وبالتالى يصبح شخصا "هتاشا نتاشا" وبالتالى يجب على دار الافتاء الاعتذار للمصريين وللعالم على توليه هذا المنصب الرفيع وتعتبر كل فتاويه السابقة باطلة شرعا.

واننى أسأل على جمعة : هل كلف الله السيدة الفاضلة "المحترمة "و"الشريفة العفيفة" الهام شاهين بكتابة دستور يؤيده برفقة "العلامة" خالد يوسف و"المفكر" محمود بانجو؟

وهل ارتضى الله دستورا اخرا غير القرآن الكريم ليؤيده .. فأنزل الإلهام على أعضاء لجنة الخمسين وخصهم بما خص به الحواريين والصحابة الافاضل حينما انزل القرآن والانجيل.

فى الحقيقة لا انا ولا معظم شعب مصر يفهمك يا شيخ .. فالله جل فى علاه وضع للناس دينا واحدا هو الاسلام ودستورا واحدا هو القرآن لكنك انت تقول ان الله سبحانه يؤيد السيسي ويؤيد دستوره اللهم الا اذا كان دستور السيسي هو القرآن ونحن لا نعلم فنكون من الجاهلين .. ولا نعرف كيف تتقول على الله دون علم وانت كنت مفتيا للديار .. ففتاويك تجاوزت فى الشطط والاجرام بما ليس لا يتفق مع رجل دين فحسب , بل ما لا يتفق مع انسان اصلا , أنت أفتيت بقتل الاف الابرياء فى رابعة والنهضة وقلت عنهم ان رائحتهم وحشة, وأنهم اوباش , فهل هذه كلمات تخرج من فم رجل يسبح باسم الله ؟ هل اباح الله قتل النفس بهذه السهولة والمشاع أم ان الرسول قال لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من أن يراق دم أمرئ مسلم.

نراك دائما منحازا للسلطان ولمن يملك السيف والسوط , مع ان الحديث يقول ان أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر , ولم نراك تفتى بمعاقبة بمن قتل الناس فى التحرير ومحمد محمود وماسبيرو ومجلس الوزراء لكنك اكتفيت بالصمت وحينما نطقت رحت تدافع عن مبارك وزبانيته انذاك.

لم نراك من قبل قد افتيت بقتل من يغتصبون المسجد الاقصى ثالث الحرمين او حتى الجهاد ضدهم مع انك الاولى باصدار تلك الفتوي؟

نصيحة خذها من واحد يصغرك سنا ولكن يقدر للأمور اقدارها ..ان كنت كبرت فخرفت .. فاستقل من الخطابة ولا تجعلهم يحملونك ما لا تطيق, ولا تجعل من نفسك مطية لهم يمتطونها فوق جثث عباد الله ولعبروا بها بحار دماء المسلمين التى اراقوها , ننصحك بعدم التقول على الله بما ليس لك به علم وان تتقي الله ربك ان كنت من المؤمنين.

لقد نقعت نفسك في الغي , والافتاء باراقة دماء المسلمين , ولا نعرف بماذا تسبح الله وانت تصلى او ماذا تقول له حينما يسألك عن فتاوى اصدرتها تجيز قتل الابرياء , ام انك يا شيخ ليس من الخاشعين؟.

يقولون انه لا دين فى السياسة , والمدهش انك انت تدعى ذلك, ولكننا نراك دائما لا تتحدث إلا في السياسة وانت رجل دين بل كنت المفتى الرسمى للديار المصرية , فاذا كنت محبا للسياسة فاعتزل الكلام فى الدين وتوقف التقول على الله وإلتحق بأى حزب سياسي من تلك الاحزاب التى انشأتها امن الدولة وهى كثيرة وهى كلها تسبح بحمد السيسي ونعمته عليها كما تفعل انت, ثم تحدث في السياسة حتى الثمالة فلن يعاتبك احد , يجب ان تحفظ لدار الافتاء وقارها فى القلوب والعقول ولا تلقي بها الى محافل المهرجين والهوي.

ورغم ان الازهر الشريف كان منارة العلم وقلعة المقاومة على مر التاريخ الا انه في بعض الاحيان كان هناك شيوخا يذكروننى بما هرولت انت اليه , فها هو احدهم يهب ابنته لنابليون بونابرتا واخر يدعو المسلمين للجهاد ضد الاتراك ونصرة جيش الانجليز وثالث يدعو للجهاد في صفوف الانجليز ضد الالمان.

كلمة من القلب : يا شيخ اعتزل الخطابة والافتاء واسترح فى بيتك ولا تحمل نفسك والازهر ودار الافتاء والاسلام كله ما لايطيق.

**************

الاثنين، 25 نوفمبر، 2013

سيد أمين يكتب : ناصريون اساءوا لعبد الناصر - 1

منذ ايام وعدت بأن اكتب تدوينات تفضح بعض ادعياء الناصرية ممن احتضنوا الفساد وتعايشوا معه , ونمت حساباتهم فى بنوك الداخل والخارج على حسابه واستخفوا بعقول الناس , فراحوا يرتدون قناع عبد الناصر هربا من الحساب , او حتى يجملوا صورتهم القبيحة للناس او حينما ينظرون الى انفسهم امام المرآة , استطاعوا أن يخدعوا الناس بعضا من الوقت,ولكن فشلوا فى خداعهم طوال الوقت.

فشتان بينهم وبين عبد الناصر , فعبد الناصر رغم بعض عيبوبه الا انه كان اجمالا بطلا تحرريا يقف مع الفقراء ضد الفساد والاقطاع والامبريالية بينما هم ارتضوا ان يكونوا قناطر تدوسها وتعبر عليها قوى الاستعمار الحديث للبلاد.

فهم يتحالفون مع رجال الاقطاع بل وصاروا هم انفسهم جزءا منهم حيث يملكون المنتجعات والقصور والخدم والحشم , والسلطة والجاه , ونحن والعالم كله لم يكن يعرف من قبل ان النضال يؤدى الى القصور والمنتجعات والارصدة فى البنوك الا اذا كان نضالا مأجورا, مكذوبا.

وامضى عبد الناصر حياته رهنا للقضية الفلسطينية , فى الضقة وفى غزة , بينما ناصريو اليوم يتحالفون مع الامبريالية ويصفقون لخنق غزة , ويألبون ضد السودان , ويغضون الطرف عن التدخل الامريكى السافر والشامل في كل مناحى الحياة السياسية المصرية , لطالما كان الأمر يخدم نفوذهم.

يا سادة من كان يعبد عبد الناصر فعبد الناصر قد مات , وهو منكم ومما تفعلون برئ , ومن كان يحب مصر , فليدافع عن الديمقراطية ’ وعن حق الجميع فى الحياة , فلن تقم دولة على قهر واستبداد ومقابر, وان يقتلع نصفنا حناجر وعيون نصفنا الأخر , ولا كرامة لجيش يفرق بين ابناء شعبه , ويسفك دمه , فهذا ليس من الوطنية في شئ.

لقد أساء البعض الى عبد الناصر , بحيث جائته المذمة من اقرب الناس اليه , وهو ابنه عبد الحكيم جمال عبد الناصر واليكم تلك الواقعة من تدويناتى:

فى عام 1998 اتصل بي مسئولون فى شركة "مصر لأعمال الاسمنت المسلح " يصرخون من قيام المحافظة بسحب تخصيص قطعة ارض قدرها 50 الف متر مربع امام مدينتى النخيل والبارونعلى الطريق الدائرى, كانت تنتوى الشركة - قطاع عام - ان تقوم بعمل مخازن عليها , وقد حدث ذلك رغم ان جميع الاجراءات والاوراق الخاصة بالحجز والتخصيص سليمة 100%.

كتبت عدة تحقيقات وشكاوى بخصوص تلك الواقعة الا ان الصمت التام كان هو المتبع الى ان اتصلت جهات عليا بالجريدة التى كنت انشر بها تطالبها بوقف النشر , والمفاجأة ان السبب وراء ذلك هو ان الرئيس السابق مبارك نفسه أمر باعادة تخصيص تلك الارض لشركة خاصة تسمى "المشرق".

وهنا حدثت مفاجئتان , ان رئيس الشركة صاحبة الارض الاصلية تلقي ذات الاتصال وتوقف فورا عن النشر, والثانية اننى عرفت وقتها ان هناك صلة ما - لا استطيع تحديدها بالضبط - بين الشركة الجديدة وبين عبد الحكيم جمال عبد الناصر.

هنا قصصت القصة الى الزميل محمود التميمى - قبل ان يصبح معدا لبرنامج البيت بيتك ومنها مقدما للبرامج في قناة سكاى نيوز التى يملكها الملياردير اليهودى ميردوخ - فاخبرنى ان والده صديقا لطارق عبد الناصر - عم الزعيم - ويمكنه ان يأخذ منه رقم هاتفه لكى احدثه حول ايجاد حل يعوض خسائر الشركة , وهو ما حدث بالفعل , فوجدت الرجل يستنكر على اتصالى لاتحدث فى هذا الامر وقال لى انا لست مخولا للحديث عن اى شئ.

وماتت القضية وضاعت اموال شركة القطاع العام وتقوم الشركة التى ألت لها ملكية الارض الان ببناء مدينة سكنية عليها , سعر المترفي الشقة يتجاوز خمسة الاف جنيه.

يا سادة هذه نصيحتى .. توقفوا عن الاساءة لعبد الناصر!!!

والى تدوينة اخري باذن الله.

*****************

الجمعة، 15 نوفمبر، 2013

سيد أمين يكتب : حول خدعة التقرب الى روسيا

يبدو ان الامريكان اعجبهم حجم الغفلة التى يعيشها قطاع كبير من المصريين وبراعة السيسي ووسائل اعلامه فى تلبيس العمم على العقول , فراحت تأمر - نعم تأمر لأن امريكا لا تطلب - السيسي باستكمال اللعبة والمضى قدما فى اضحوكة تشبيهه بعبد الناصر , وان يتجه لموسكو - قبلة عبد الناصر وكل قادة التحرر فى زمن الحرب الباردة - من اجل صفقة اسلحة .. وبالتالى يتم تثبيت تلك الصورة النمطية فى عقول المغفلين .. يا سادة روسيا الأن ولاية من ولايات امريكا .. روسيا باعت شفرة الطائرات العراقية للامريكان عام 2003 وابلغتهم بكل مخازن السلاح العراقي .. وروسيا باعت شفرة صواريخ سام 9 العابرة للقارات لدى القذافي"حوالى 500 صاروخ" لأمريكا .. وابلغت الناتو عن مكان القذافي.

لا تنسوا ان امريكا هى من دمرت الاتحاد السوفيتى وجائت بالنظام الحاكم من بعده في روسيا , وان روسيا لو كانت دولة حرة ما تركت الامريكان يسيطرون على المقاطعات التى انفصلت عن الاتحاد السوفيتى مثل كازاخستان واذربيجان وتركمانستان وقرقيزستان وغيرها وهى بالمناسبة كانت مناطق ذات اسلحة نووية ولكن تلك الاسلحة تم تفكيكها بأمر امريكى , والمدهش ان الانقلابيين الان يتجهون للعمل مع تلك الدول بحجة الاتجاه شرقا وهم فى الاصل يغوصون فى حدائق امريكا الاسيوية.

لا تتصوروا ان امريكا التى تغلغت فى مصر وجميع اجهزتها الحساسة حتى النخاع منذ اتقاقية كامب ديفيد 1978 يمكنها ان تفرط في مصر بتلك السذاجة , وانها لم تكن تضع فى حسبانها ان عسكريا قد يرأس الجيش ويسعى للتحرر بالبلاد.

ياسادة يا كرام ..هذه الاسلحة التى ستدفع ثمنها بلدان الخليج العربي التى تعج اراضيها بالقواعد الامريكية هى مخصصة لضرب حماس وليس اسرائيل.

افيقوا .. نحن بلد محتلة .. وتذكروا كلامى جيدا.

ومع ذلك فأنا لا استبعد ان يكون الأمر الأمريكى للفريق السيسي بالاتجاه نحو روسيا يأتى فى اطار " تزيينه" تمهيدا لاحالته للتقاعد وضمان الخروج الامن له , وذلك لكون امريكا تعلم جيدا ان المصريين ينظرون بشئ من الاحترام الى الاتحاد السوفينى ويرسمون عنه صورة نمطية بالغة" الشهامة" في الدفاع عن مصالحهم ضد امريكا واسرائيل اخذا فى الاعتبار حقبتى الستينيات والخمسينيات.

وبالتالى فان اتجاه السيسي الى روسيا – وريثة الاتحاد السوفينى الشرعية – سيعطى انطباعا لدى القطاع الشعبي الذى لا زال اسيرا لأجواء فترات التعددية القطبية فى العالم ,بأن السيسي هو عبد الناصر الجديد الذى يعمل على تحرر البلاد من الهيمنة الخارجية.

ويصبح حينئذ من المفيد للسيسي ان تقوم الولايات المتحدة بالمطالبة "الناعمة" بعودة الشرعية بحيث يصور مرسي ومن معه كحلفاء لأمريكا , ولكن المخاطر التى قد لا يدركها السيسي ومن معه بأنه فى حال اشتعال موجة الغضب المرتقبة لانصار الشرعية ووصولها لدرجة تحتم عليها اتخاذ موقف اخلاقي فانها لن تتردد فى امر السيسي باعادة الشرعية مع ضمان الحماية له او تحريك رجالها واجهزتها من داخل الحكومة فى مصر لاتخاذ موقف اسقاط الانقلاب عنوة وهو ما قد لا يستغرق سويعات تعد على اصابع اليد الواحدة وليس الاثنتين , ورغم ذلك فان امريكا ستكون هنا ايضا حريصة على ضمان حماية الفريق ومن معه من الانقلابيين , وبعد ذلك تبدأ ترتيبات تطويع النظام الذى انقلبت عليه.

Albaas10@gmail.com

****************

الاثنين، 11 نوفمبر، 2013

سيد أمين يكتب : تفنيد مزاعم الانقلاب الواهية

لقد بررت سلطة الانقلاب / الاحتلال في مصر انقلابها على الشرعية بمزاعم مثيرة للعجب يمكن لاى مراقب منصف ان يفندها فى اللحظة الاولى:

فقد قالوا ان الانقلاب كان ضرورة حتمية لحماية البلاد من الديكتاتورية مع ان الرئيس مرسي كان هو الرئيس الوحيد المنتخب شعبيا ليس في مصر بل في الوطن العربي قاطبا منذ الاف السنين.. وهو الرئيس العربي الوحيد الذى لم يوجد في عهده سجينا سياسيا واحدا .. وهو الرئيس الوحيد ايضا الذى كانت تسبه ليل نهار قرابة 50 قناة فضائية منها فضائيات الدولة!!!!!

وقالوا ان الانقلاب جاء لحماية مصر من الجهل وحكم الجهلاء .. رغم ان الدكتور محمد مرسي هو الوحيد فى تاريخ مصر والوطن العربي كله الذى يحمل درجة علمية رفيعة بدرجة "استاذ دكتور" وكل وزراء حكومته كانوا يحملون ذات اللقب , ما عداء اربعة اشخاص فقط كانوا من اصحاب مجاميع الخمسين في المائة وهم وزراء الدفاع و الداخلية والكهرباء والبترول وهم من دبروا للانقلاب عليه.!!!

قالوا ان الانقلاب جاء لان حكم مرسي قسم البلد نصفين, فوجدنا الخطاب الرسمى للدولة يعتبر انصار التيار الاسلامى وهم اكثر من نصف الشعب خوارج يجوز قتلهم ومتهمين بالارهاب حتى وان ثبت العكس.!!!

وقالوا ان الانقلاب جاء لحماية ارواح المصريين وحريتهم وهنا سقط اكثر من خمسة الاف شهيد مصري على يد الشرطة والجيش قنصا وحرقا ودهسا وخنقا وصعقا , فضلا عن عشرات الالاف من المعتقلين السياسيين.

يتهمون الرئيس مرسي بانه باع سيناء والهرم والنيل وحلايب وشلاتين وغيرها وها هو مرسي قد ذهب ولم نسمع صوتا لمن قاموا بالشراء يطلبون حيازة ما اشتروه ؟, ولم يحاكم مرسي بتهمة بيع ما لا يملك!!!!!

قالوا ان الاخوان يستحوذون على الحكم ولم يتركوا لغيرهم اى منصب في الحكومة - مع ان الاصل ان صاحب الاغلبية يشكل الحكومة كاملة - ومع ذلك وجدنا حكومة مرسي لم يكن بها سوى اربعة وزراء اخوان , اما حكومة الانقلاب فلم نجد بها اسلاميا واحدا !!!

يتهمون مرسي والاخوان بالعمالة لامريكا وان امريكا هى من تدعمهم , ومع ذلك لم نسمع من امريكا الا كل حب وتقدير للانقلاب وللانقلابيين كما لم تعترف بسلطة الانقلاب سوى الدول التى تبنى سياستها عامة على اوامر سفراء امريكا لديها , ووجدنا سلطة الانقلاب وليس مرسي هى من تؤجر شركة صهيونية لتحسين صورتها فى امريكا وتتعاقد مع شركة اخري لتأمين قناة السويس , فضلا عما ينشر من وجود اقارب للفريق عبد الفتاح السيسي في اسرائيل.!!!

وقالوا ان الفضائيات التى تساند مرسي تحرض على الارهاب ورغم ذلك لم نجد فضائية واحدة فى مصر تسانده , لأن كل الفضائيات المصرية يملكها ثلاثة اشخاص , هم من خططوا للانقلاب , كما ان القنوات الدينية التى اغلقها السيسي لم تكن قنوات عامة , هى فقط لمن يريدها عكس القنوات العامة التى تفرض نفسها على الجميع والتى كانت تمارس التحريض ليل نهار !!!!!

وقالوا ان الاخوان المسلمين متطرفون وان الاصل في الدين هو الازهر الشريف , فلما قام طلبة الازهر ومشايخه واساتذته بالتظاهر ضد الانقلاب , قالوا ان شباب الاخوان يفجرون الازهر , اذن فمن في الازهر هل هم اخوان ام انهم يختلفون عنهم؟!!!

وقالوا ان لجنة كتابة الدستور المشكلة من جمعية منتخبة في عهد مرسي "سلقت الدستور" رغم انها اعدته على مدار ستة اشهر في نقاشات علنية مذاعة على التلفزيون .. في حين ان لجنة الخمسين التى عينها العسكر دون اى توافق شعبي عليها "طبخت" الدستور في سرية تامة وخلال شهرين فقط , وحذفت كل المواد التى تحافظ على ديمقراطية الدولة وقامت بدعم عسكرتها .!!!!!!!!!!

يتهم السيسي الاخوان بأنهم حركة ارهابية , ولا نعرف كيف قبل السيسي ان يكون وزيرا لرئيس حركة ارهابية, أام أنه اكتشف أنهم ارهابيون فجاءة , الغريب ان التفجيرات "الفشنك" في سيناء كثرت فجاءة بعدما اكتشف السيسي هذا الاكتشلف الخطير !!!!

قالوا ان الانقلاب كان ضروريا من اجل الحفاظ على اقتصاديات المواطن الفقير, فوجدنا اسطوانات الغاز تقفز الى اضعاف ما كانت عليه ايام مرسي , ووجدنا اسعار الخضروات والفواكه والخبز والوقود وغيرها تتضاعف , وللاسف قابل ذلك وجود عدد كبير من المصالح والشركات العامة والخاصة لم تقم بزيادة الرواتب بل خقضتها , ومع ذلك لم نسمع احدا منهم يطالب بالانقلاب على الانقلاب !!!

****************

الثلاثاء، 5 نوفمبر، 2013

سيد أمين يكتب : مصر في قبضة سلطة الاحتلال

كنت من قبل اعتبر ان السيسي وزمرته ومن يحكمون مصر الان هم سلطة انقلاب فحسب , ولكن فيما بعد اتضح جليا لى انهم هم ايضا سلطة احتلال , نعم سلطة احتلال , شأنها في ذلك شأن سلطة الكيان الصهيونى فى ارضنا المحتلة فى فلسطين , او فى افضل الاحتمالات شأنها شأن سلطة الاحتلال الامريكى فى العراق , وهناك قواسم مشتركة بينها وبين هذين الاحتلالين , وان كان الاحتلال في مصر عمليا أشد وطأة واكثر ضرواة عن نظيريه الصهيونى والامريكى.

ونلفت هنا الى ما قاله رئيس وزراء الانقلاب / الاحتلال في مصر لفضائية امريكية بان السلطة التى يترأسها هو صوريا قتلت المحتجين في مصر بنفس الوحشية التى قتل الامريكان بها الفيتناميين!!

فسلطة الاحتلال في مصر والتى كانت تدير دولاب الحياة السياسية سرا على نقيض ارادة الرئيس المنتخب وبهدف إلحاق الضرر به , وأثناء سعيها لخلق شرعية يمكن ان تتواجد من خلالها على الارض علنا والتى كانت حصيلتها انقلاب 3 يوليو , والذى مهدت له عبر تسخير آلتها الاعلامية الجبارة لخلق ارادة مزيفة تنافس ارادة حقيقية واعية وتتغلب اليها , ما ادى بالضرورة الى احداث شق خطير في صف المجتمع المصري وشطره الى فريقين ؟

وتعمدت - أى سلطة الاحتلال - اثارة القلاقل والفوضى تمهيدا لعزل اول رئيس منتخب في مصر منذ آلاف السنين او منذ عرف الانسان الديمقراطية والعمل النيابي - أيهما اقرب – وهى المقدمات التى تذكرنى بحجم ونوعية وشراسة وضخامة الحملة الاعلامية الشرسة التى قادتها الولايات المتحدة الامريكية ضد نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بهدف اسقاطه فى حربي 1990 و2003.

ونلفت هنا الى ان النظام السعودى الذى يتزعم الان الدول المساندة لحكومة الانقلاب او بالأحري الاحتلال في مصر, مع خمسة دويلات خليجيات والاردن , هم ايضا تزعموا انذاك الحملة الامريكية على العراق وصولا الى احتلاله , وهم من مولوا الصحفيين فى كل المنطقة العربية من اجل تشويه النظام العراقي والصاق كل النقائص به.

ويتشابه الاحتلال في مصر بمثيله فى العراق , فى انه اذكى نار الحرب الاهلية واشعل اوارها , ورأينا الاحتلال هناك يقوم بتسخير مجموعات تتبعه لشن هجمات ضد مناطق واهداف واشخاص شيعة او سنة والصاق التهمة بالطرف الاخر , ورأينا ايضا سلطة الاحتلال الامريكى في العراق تقوم بتنصيب رئيس كانوا يسمونه هناك بـ"الطرطور" - يا لها من صدفة – اسمه غازى الياور تلاه شبيه له اسمه جلال الطالبانى ورئيس وزرائه نوري المالكى , وثلاثتهما اتباع للغازى الامريكى وجاءوا للحكم عبر دبابته وفوق جماجم ملايين العراقيين.

كل ما حدث في العراق يتشابه لحد بعيد مع ما حدث في مصر , فقد جاءت سلطة الانقلاب / الاحتلال عبر الدبابة وتحت نفس الزعم الذى جائت به فى العراق وهو تخليص البلاد من الديكتاتور والحنو على الشعب وتحقيق الديمقراطية ,لكن سلطتى الاحتلال فى مصر والعراق حققت كل المخازى وارتكبت نفس المجازر والجرائم والمفاسد ولم تحقق اى من الشعارات التى ادعت انها جاءت لتحقيقها واهمها الديمقراطية والوحدة الوطنية واحترام حقوق الانسان , بل ان تلك الشعارات كانت موجودة عمليا بشكل ما , ومع ظهور السلطتين , ألقي بهم في سلة المهملات.

وتتشابه سلطة الانقلاب/ الاحتلال فى مصر بنظيرتها في العراق من حيث رغبة كل منهما فى التدثر برداء قانونى زائف ,وبطريقة "المستغنى" يتم تقديم غطاء قانونى , سرعان ما نكتشف انه غطاء زائف لا يحمى من برد الشتاء ولا قيظ الصيف , ولا يحقق لا عدالة ولا يحزنون , ولكن صاحب السلطة الذى وصل لحد الاحتراف فى الاجرام في كلا الحالتين صار لا يعنيه مدى تماسك الغطاء القانونى الذى يقدمه وكأنه يخرج لسانه لمن يدعى القوة ويقول "ده اللى عندى عاجبكم ولا نشغل المدفع الرشاش فقط".

ورغم ان سلطة الاحتلال الامريكى فى العراق قدمت الرئيس العراقي الشرعى للمحاكمة الا انها ندمت انها احترمت حقوقه الاساسية, فصار صدام حسين رمزا لكل احرار العالم وحفر اسمه فى وجدان كل شرفاء الكون , وادركت سلطة الاحتلال الامريكى هذا الخطأ متأخرا فصوبته فى النموذج الليبي , وعلى ذات المنوال فعلت سلطة الانقلاب / الاحتلال فى مصر مع اول رئيس منتحب للبلاد , وراحت تحرمه من كل حقوقه الاساسية وتوجه نيابتها له هو ومن معه تهم هو مجنى عليهم فيها بينما الجناة هم من يحاكمونه.

وتتشابه جرائم سلطة الانقلاب / الاحتلال في مصر بنظيرتها ايضا فى فلسطين المحتلة , فالجيش الصهيونى لم يكف لحظة واحدة عن قتل الفلسطينيين والتنكيل بهم واعتقالهم واحيانا بدون تحقيق قضائى وتعقب اسرهم وحرق منازلهم وتجريف اراضيهم ومصادرة اموالهم وذلك منذ ان نشأ الكيان الغاصب فى 48 , واشتهرت مجازره التى قام بها في صبرا وشتيلا وقانا ودير ياسين وسوق حيفا والرصاص المصبوب وغيرها بالوحشية المتناهية , وهى نفس الوحشية التى اتبعها الانقلاب / الاحتلال في مصر في موقعة رابعة العدوية والنهضة والحرس الجمهوري والمنصة ورمسيس 1 و2 والمنصورة والمنشية والسويس وغيرها , حيث اوقعت تلك المجازر الوحشية الاف الضحايا وعشرات الالاف من المصابين ومثلهم من المعتقلين ونسبة ليست قليلة منهم نساء ماجدات فضليات , وتم التمثيل بالجثث والتبول على بعضها وحرق بعضها والقاء بعضها في مقالب القمامة فى المناطق النائية حول القاهرة.

لا فرق اذن بين سلطتى الاحتلال هنا وهناك , فسلطة الاحتلال هناك في فلسطين المحتلة لا تكف لحظة عن شيطنة حماس واهالى غزة وتتفنن فى الحاق الاذى بهم ومحاصرتهم , وهو ما تقوم به سلطة الاحتلال في مصر ايضا , حيث تحرض على حماس وتحكم الخناق على غزة وتسد عليها كل منافذ الحياة , لما قد يوصف بانه جريمة ضد الانسانية , وتماطل وتتباطئ فى فتح معبر رفح , بل وتقيم محطات مراقبة على طول الحدود مع منطقة عازلة بعرض نصف كيلو بطول الحدود مع غزة وتستثنيها من نظيرتها فى صحراء النقب المحتلة!!

بل وكنا نشاهد الجيش الاسرائيلي يقتل الفلسطينيين العزل أو المقاومين المسلحين الذين خرجوا للثأر للشهداء وينكل بهم وكنا نندهش من صمت العالم ازاء ذلك , بل وكنا نندهش من ان العالم بدلا من أن يثأر لدم المقتول وجدناه يبرر لقتله ويؤازر القاتل ويتألم لألمه , لكننا الان عرفنا كيف حدث هذا , ببساطة لأننا صرنا نحن كذلك , صار بعضنا يغنى للقاتل ويرقص له ويدين المقتول ويستحل دمه بل ان احد اعلاميي الانقلاب / الاحتلال قال صراحة بأن يجب ان تدفع اسر قتلى اعتصامات رابعة والنهضة ثمن الرصاص الذى قتل به ذويهم, وبعضهم نزع من الاخوان المسلمين الانسانية بل واطلقوا عليهم صفات حيوانية كلفظ "خرفان" تمهيدا لذبحهم , وهى تقريبا نفس الالفاظ الذى استخدمها جيش الكيان الصهيونى ضد الفلسطينيين قبيل كل مجزرة ارتكبها.

هو الاعلام وادواته وسائل الصهيونية للسيطرة على العالم العربي , وليس من باب المصادفة ان نجد ان من صنع هذه صورة النمطية في مصر وهو من يمتلك قرابة 13 قناة ويدفع الملايين لمقدمى البرامج الذين باعوا ضمائرهم وصاروا يحترفون خطف العقول , ليس من باب المصادفة ان نجده قد استفاد من برنامج المعونة التجارية الذى تقدمه امريكا لمصر نظير صناعة جواسيس.

يا سادة الانقلاب هو الاحتلال في ابغض صوره , ولا مناص لدحره والا فعلى الاسلام والعدل والحريو والمنطق السلام.

ALBAAS10@GMAIL.COM

****************

الخميس، 24 أكتوبر، 2013

سيد أمين يكتب : أنات من دفتر الوجع الوطنى

* في نهاية فبراير الماضى .. اخبرتنى احدى السيدات التى تعمل في مجال "الاعلانات" والتى يعمل زوجها بالأمن القومى أن هناك خطة لخلع مرسي كانت ستجري في يوم 25 يناير من هذا الشهر وان ما افشل الخطة انذاك هو عدم وجود الظهير الشعبي لها .. وان الظهير الشعبي تم التخطيط لاعداده "تقصد حركة تمرد".. ومرسي لن يكون بالحكم مع حلول شهر يوليو .. بل سيكون هو وكل من يؤيدونه في السجون .. ورجحت ان يتم ذلك في ذكري ثورة يوليو.. وكتبت ذلك في تدوينة على صفحة الفيس بوك الخاصة بى يمكنكم الاطلاع عليها والاطلاع ايضا على تدوينة اخري في شهر مارس عن أن احد الاشخاص المندسين على التيار الاسلامى "وكل الصحفيين يعرفون عنه ذلك" أكد انه في شهر اغسطس سيتم ذبح الاخوان المسلمين ذبحا ..وقد يتم تهجير الملايين من المصريين الى مرسي مطروح لاقامة دوبلة اسلامية عليها .. ووقتها كتبت هذا الكلام ووصفته بالهراء .. لكن اتضح اننى انا من كنت اهذى.

ملحوظة: السيدة والسيد كانا يحاولان تجنيدى لصف الثورة المضادة ..والمقابل تعيينى في الاهرام بالكادر الوظيفي.

* حقا مصر ام المعجزات .. فقد شاهدت اليوم في احدى قنوات الفلول .. الاعلان عن انشاء حركة - هى بالقطع وهمية بل وامنية - تسمى نفسها "الشراكة الوطنية بين ثورتى 25 يناير و30 يونيو".. المعجزة ان الحركة جمعت بين الثورة والثورة المضادة في كيان واحد.. واعضائها لن يكونوا الا من الكيان الثانى اى "الثورة المضادة".. لانهم هم الذين بحاجة للاختباء والخداع .. فالثائر لا يكذب ولا يختبئ.

* سمعت ان حمدين صباحى قال انه اذا رشح السيسي نفسه للرئاسة فذلك من شأنه ان يذكى "ادعاء" ان 30 يونيو كانت "انقلابا"..يتزامن مع ذلك ما ذكره صفوت الزيات من ان السيسي يطلب من امريكا تأمين خروجه من الحكم وهو ما اكدته ايضا صحف غربية .. أظن الحكاية كدة صارت اكثر وضوحا .. مطبخ الانقلاب يجهز طبخة تانية.. وسواتر الدخان بدأت .. بالهجمات ضد الاقباط كالعادة .

*يحز في قلبي ان يزج البعض باسم "عبد الناصر " وهو منهم برئ ..للترويج لمخطط "شخرمة " مصر ..وجعلها دولة السداح مداح .. التى لا يصلح معها رتق ولا فلاح .. ويضع هؤلاء المنتسبين للناصرية زورا وبهتانا وجهلا وامنا - من امن الدولة - يدهم في يد الصهيونية التى تخطط للفوضى .. ونرفض الاخوان لخوفها من تمردهم عليها اعتمادا على تنظيمهم القوى .. وهو التنظيم الذى يفتقده اى تيار مصري اخر .. مما يعنى ضعف صمودها امام الصهيونية التى حكمت وتحكم وستحكم مصر.

* هبلا .. يعتقد البعض ان الوزارة التى تمثل عموم المثقفين في مصر .. هى وزارة الثقافة .. لكن الحقيقة ان تلك الوزارة هى فقط مقهى للشواذ والمعتوهين منهم .. اما التمثيل الحقيقي لهم ففى وزارة الداخلية .. فهى التى تقوم بفرز المراد تقديمهم للعامة كمثقفين وهى التى تقوم باعدادهم وتثقفيهم بطريقتها.. وهى التى تقلدهم انواط النجومية والحكمة .. وهى التى تفتح لهم الخزائن والمسئوليات.. يبدو ان مسئوليات وزارة الداخلية فى مصر ثقيلة جدا. . كتر خيرها.

*شهادة لا يصح ان اكتمها: في شتاء 2002 كان لى صديق يدعى محمد يوسف وكان هاويا للتمثيل بشكل جنونى .. جاء لى ذات مساء يقص على حكاية غريبة .. وهى انه اثناء تواجده في مسرح "..." بشارع القصر العينى .. استطاع ان يلتقي الاستاذ "محمد س" اثناء خروجه متعجلا وحصل منه على موعد لمقابلته فى مكتبه بالاهرام - وكان "الرجل الـخـ......" يدير المسرح على ما اتذكر بجانب عمله كصحفي فى الاهرام - وذهب صاحبنا له في الموعد المحدد طالبا منه منحه فرصة "تمثيل" ..لكنه فوجئ بان الرجل العظيم يطلب منه دون حياء او خجل ممارسة "اللو.." معه كمقابل لان يؤهله ليصير نجما مصريا.. انخرط الفتى في بكاء ممزوج بالسخرية والاشمئزاز ..وقرر ان يطرح فكرة التمثيل جانبا بل عاد الى قريته بمركز ابشواى بالفيوم .. ربما لو وافق صاحبي لكان الان فى اللجنة التى تعد دستور البلاد ولصار واسطة لمن هم امثالى.

 

خبر نشر فى المدونة بتاريخ 12 ابريل 2013

تفاصيل خطة الانقلاب على الرئيس المصري فى ذكرى ثورة يوليو

http://albaaselaraby.blogspot.com/2013/04/blog-post_7963.html

****************

الجمعة، 11 أكتوبر، 2013

هل يدخل السيسي موسوعة جينيس القياسية؟ بقلم سيد أمين

 فعلا هو رجل لا مثل له فى التاريخ ..بما يرشحه للدخول في موسوعة جينيس " للاجرام" .. فالسيسي قتل في 100 يوم حكمنا فيهم الاف المتظاهرين "قنصا" في رابعة والنهضة والمنصة والحرس الجمهوري ورمسيس وفي العديد من المحافظات .. السيسي قتل بعض المتظاهرين المصابين "حرقا "في رابعة والنهضة ..السيسي قتل المتظاهرين "خنقا " في سيارة الترحيلات .. السيسي قتل بعض المتظاهرين المعتقلين "صعقا" بالكهرباء .. السيسي قتل المتظاهرين "دهسا" في مظاهرات بالاسكندرية .. السيسي قتل المتظاهرين "حسرة" على ذويهم الذين استشهدوا.

ومن العزف المنفرد الذى يقدمه السيمفونى الكبير الجنرال السيسي انه يقتل البنت او الولد ويعتقل ذويها او ذويه بتهمة قتلها او قتله .. ويعتقل المتظاهرين بحجة اقتحام "الميادين" .. وجنوده ينهبون اثناء تفتيشهم البيوت كل شئ .. سواء مجوهرات أواجهزة اليكترونية .. بل أن الجنود الذين يستشهدون يتم اتهام الاخوان بقتلهم ثم نكتشف بعد ذلك ان الجنود القتلى ايضا كانوا اخوان.

ومن خصال السيسى ايضا انه الرجل "الجامع" .. حيث قام بجمع شمل الاسرالمصرية في السجون والمعتقلات .. ولم يترك حتى الاطفال ..ومع ذلك فهو ايضا الرجل "الخاص" الذى يجب ان يتم سن قانون خاص به يجعل وزارة الدفاع ميراثا له مدى الحياة..هو نابغة هذا الزمان وتاج عزه وفخره..من والاه نجا وربح واشتهر .. ومن عاداه رصاصة طائشة تقصم رأسه الى نصفين.

المدهش ان السيسي هو الوزير الوحيد فى الكون الذى يعين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء اللذان من المفترض انهما يحكمانه .. والاكثر غرابة ان السيسي صاحب القرار الاول والاخير فى التموين والمواصلات والحكم المحلى والرواتب والاقتصاد والاعلام والبترول والعلاقات الدولية مع ان التخصص الذى من المفترض ان يتحدث فيه وهو العسكرية لم نسمع له صوتا فيها.

ولم يسبق ان حدث فى اى عهد من العهود في مصر ان قتل 9 صحفيين في ظرف 100 يوم ,حتى سوريا , التى يقاتل مسلحون يملكون الصواريخ والمدفعية والاسلحة الثقيلة قوات النظام لم نسمع عن مقتل هذا الكم من الصحفيين فى مثل تلك المدة الوجيزة ,فضلا عن اعتقال قرابة 40 صحفي وظهر في عهده اغرب اتهام يوجه لمصور صحفي وهو حيازة كاميرا.

في 100 يوم حكمنا فيهم السيسي السجون صارت اكثر .. والاسعار صارت مرتفعة جدا .. والرواتب اصبحت بلا حوافز ..والاعلام شغال على "ونق" واحد .. والبطالة صارت خانقة .. والحانوتية فقط شغلهم زاد.. والاكاذيب زادت .. وسيل الاشاعات لا ينتهى .. وتوفي المنطق بالسكتة القلبية .. والضمير انتحر .. والاحساس لايوجد .. والسعادة لا توجد ..والرحمة لاتوجد .. والحب لايوجد .. بصراحة السيسي اثبت انه رجل فريد من نوعه ..يستحق الدخول لموسوعة جينيس.

************

الاثنين، 7 أكتوبر، 2013

سيد أمين يقدم :مظلمة الى القاضى العادل

هذه معركتك يا مولاى ..وهؤلاء عبادك

نتقدم اليك يا مولانا بالمظلمة, وانت اعلم بها منا , فقد جارت علينا قوة باطشة , تجبرت وتكبرت واستعلت , واعملت فينا القتل والتنكيل , وقدمتنا شياها شيا في مشارف يوم النحر الاكبر , ويا ليتها لك , ولكن لماسونيتهم التى تحكمت وترسخت وسيطرت في بلادنا, ونحن عبادك وندافع عنك وعن علو اسمك واسم نبيك وأهل نبيك وقوم نبيك.

يا مولانا , هذا فرعون مصر يقتل الناس ويشويهم , ولا يشوى بالنار الا رب النار, ويحرمونهم هواءك الذى اعطيت فيموتون خنقا في سيارة الترحيلات, ويبول جنده علي جثثهم التى كرمتها وجباههم التى سجدت لك تبغى لطفك ورحمتك وكرمك .. وبأسك وشدتك وانتقامك.

يا مولانا , فانت قررت لنا الاسلام دينا , وهم جهدهم الجاهد , وشغلهم الشاغل, ان يقطعوا في دستورهم الذى يسعون كل شعرة تربط بيننا وبينه , وسخروا من كل عبادك , واستذلوهم , واستباحوا دمهم ومالهم وعرضهم وارضهم وكل محرماتك الخمس , وصار يقرر مصير عبادك شاذ او قاتل او لص غير مؤمن بك , فهل هذا يرضيك يا مولانا؟

وانت يا مولانا , احببت العرب , ومن دون العالمين اخترت منهم سيد النبيين , واوصيتنا بتعلم اللغة العربية وتعليمها الناس وقلت انها لسانك الناطق , وهم يا مولاى يعيبون علينا اننا نتمسك بلغتنا العربية , بل ويسخرون منها ومنا , ويسلخون مصر في دستورهم الذى يعدونه فى منتداهم عن وطننا العربي , ويحيون ذكري فرعون فيها.

وانت يا مولانا , اوصيتنا بالفقراء , وقلت وقولك الحق "اما اليتيم فلا تقهر" لكنهم يفننون في قهر الفقراء , ويعتبرونهم من سقط المتاع , مجرد كائنات وفرتها سيحانك من أجل خدمتهم , خدمتهم في قصورهم ومزارعهم ومصانعهم ومراكز تدريبهم ونواديهم ,واذا ماتوا فهم يموتون بلا كرامة ولا قيمة.

لكنهم يتفننون في التنكيل بالفقراء , والتقوت علي دمائهم وعرقهم وكدحهم وجهدهم , وفرعون مصر يقتل الفقراء ويتغول عليهم ويتحالف مع لصوص اموال مصر , بل ويحميها لانه هو كبيرهم , انها الفاشية في ابشع صورها.

يا مولانا , انت احببت العدل وامرت به , بل وقدمته على الاحسان " ان الله يأمر بالعدل والاحسان" ولكن العدالة في بلادنا سقطت . وارتفع صوت الاكاذيب والاباطيل والغي , فانتصر يا ربنا لعدلك.

يا مولانا , اوصيتنا بالوحدة , والاخوة , وقلت "انما المؤمنون أخوة", وفرعون مصر يبذل قصاري جهده لتفريقنا ارضاء لاقاربه في تل ابيب , فجعلنا شيعا وخوارج , ومللا واحزاب , بعضنا يسخر من بعضا ويقتل بعضنا وينكل ببعضنا , وعبادك يا مولانا هم من يقتلون ويحرقون ويقدمون كقرابين لفرعون وحاشيته.

يا مولانا , اوصيتنا بالشوري , وقلت "امرهم شوري بينهم" وها هو فرعون مصر يرفض قسمة الشوري , ويغتصب السلطة , ويرفض ان يرتفع اى صوت للحوار سوى صوت القناصة والبلطجية والمأجورين و"الشمامين" والشواذ والخونة والعملاء.

يا مولانا , نحن نؤمن بأن العزة لك , ولكن فرعون يريد ان يحتكر العزة لنفسه, هو يغلق المساجد ويحرق المصاحف ويقتل حفظة كتابك, ويلفق التهم , وييسعى فى الارض تخريبا , ويقتل جنده كى يقيم علينا بدمهم الحرام الحجة.

يا مولانا فرعون مصر الأن يستعيد سيرة فرعون مصر الذى ذكرت , سحرته يسحرون البسطاء , ويسلبون منهم عقولهم , ويسخرونهم فى حرب معنا , ونحن ندافع عنهم , ونناضل من اجلهم , اللهم ابطل سحر فرعون وسحرته , ورد للناس عقولها , وضمائرها , وانسانيتها.

يا مولانا هان علينا فراق الرفاق والاحبة , والجيرة والخلان , والاهل والولدان , فداء لك , فاجعل اللهم فراقهم هينا على قلوب ذويهم وسيرتهم طيبة وممدوحة في العالمين , وحقق اللهم رجاهم وما خرجوا من اجله فماتوا احرار في دنيا العبيد لغير الله.

يا مولانا هذه معركتك , ونحن عبيدك , وانت قادر على ألا تصبحنا الا منصورين مكرمين , وقد ابلينا بلاء عظيما وجهدنا جهدا كبيرا , وسنستمر نبلى ونجاهد حتى نقيم عدالتك او نهلك , وما بقي لنا الا اللجؤ الى صاحب الفصل . القاضى العدل ليفصل بيننا , ويسترد حقوقنا ممن ظلمونا وتجبروا وتكبروا وبغوا.

هذه معركتك يا مولاى ..وهؤلاء عبادك

****************

الأحد، 29 سبتمبر، 2013

مصل مبارك .. يحكم مصر بقلم سيد أمين

*على طريقة المصل الطبي "حقن الميكروبات الحية بأخري ميتة" مما يسبب وفاتها .. هكذا فعل مبارك حيث حقن الاتجاهات الحزبية والسياسية بالامصال الميتة .. فظهرت وزعامات واحزاب سياسية "تمتد من اقصى اليمين الى اقصى الشمال في الوانها الفكرية " وكلها زعامات فشنك مصنوعة في لاظوغلى .. حيث مقر امن الدولة .. فظهر نادر بكار والبرهامى وامثالهما عن التيار الاسلامى "اسلاميون يؤيدون ذبح الاسلاميين".. وظهر حمدين صباحى وسامح عاشور وامثالهما عن التيار الناصري "ناصريون يؤمنون بضرب غزة والولاء للنظم الملكية " .. وظهر حسين عبد الرزاق وورفعت السعيد عن حزب التجمع الاشتراكى "اشتراكيون يؤمنون بالاقطاع ويتحالفون معه" .. وظهر ايضا السيد البدوى والسادات وامثالهما كليبراليين "ليبراليون يؤمنون بقمع الحرية وينتشون لقتل المتظاهرين وسرقة الحكم".

وللأسف امتد سرطان الامصال الى كل مناحى الحياة .. فهناك صحفيون وما هم بصحفيين ولا يجمعهم سوى الولاء للبيادة .. وهناك منظمات حقوق انسان لا يعنيها حقوق الانسان اساسا .. وهناك رجال قانون وقضاة مهمتهم الوحيدة هى طمس ادلة الادانة ضد الفلول واثباتها ضد خصومهم .. وهناك ايضا اعلاميون مهمتم تجاهل نقل الحقيقة والاجتهاد لصنع واقع مغاير ليتم نقله .. هناك فنانون مهمتهم محو كل ذوق رفيع لدى الناس وليس السمو بمشاعرهم واحاسيسهم.

في مصر مجتمعين .. مجتمع نشأ نتيجة النمو الطبيعى للمجتمع .. وهناك مجتمع اخر يشبه مجتمع الصوبات.. زراعاته تمتلك كل مقومات المزروعات الاصلية فخياره يشبه الخيار .. وبطيخه يشبه البطيخ .. وعنبه يشبه العنب .. ولكن لا علاقة بين الاثنين لا في الطعم ولا المذاق .. ولا حتى المعادن التى يمد أيهما بها الجسم.. بل ان احدهما يشفي مريضا والاخر يسبب له سرطانا.

*من عجائب المرحلة "السيسية" وان شئت " الصيصية" في تاريخ مصر الحديث ..ان كل من تعتبرهم خارجين على القانون يحملون لقب "دكتور" بل "استاذ دكتور" او "مهندس" أو "صحفي" او "محامى" .. ولم نجد بينهم شخصا واحدا ينخفض مؤهلة الى اقل من الجامعى .. يبدو أن "السيسيين" مصابون بالحول فيعتقدون ان الجامعات المصرية هى "غرز" بينما"الغرز" هى مفرخة "المواطنين الشرفاء".

* من يقول انه ناصري الهوى قومى الفكر وانه يدعم السيسي ويشبهه بعبد الناصر اطلب منه ان يقرأ الفاتحة على روح عبد الناصر ويطلب منه العفو والسماح لتلك الاساءة البالغة في حقه.. فالحقيقة ان عبد الناصري امضي حياته في مكافحة من هم مثل السيسي من انصار الرأسمالية المتعفنة وحماة الامبريالية والاستبداد ورعاة الرجعية والتسلط.

* القومى لحقوق الانسان قرر تشكيل لجنة للتحقيق في عملية اقتحام رابعة والنهضة وذلك بعد مضى 50 يوما من وقوع تلك المجازر .. وهى المدة الكافية لمحو كل ادلة الجريمة الشنيعة .. الامر الذى يثير شكوكا حول طبيعة تلك اللجنة "هل هى لجنة تحقيق في الوقائع بغية تمكين العدالة " ام انها "لجنة حصر ادلة الادانة وطمسها من اجل تمكين المجرمين من الهروب من العدالة"؟

انا اعتقد انها لجنة من اجل اعدام الادلة وخاصة ان المجلس طالب كل من لديه معلومات حول تلك المجازر ان يتقدم بها اليه .. حتى يتم طمسها او التخلص من مرتكبيها كما حدث في مقتل قناص بنى سويف وشقيقته.

النصيحة .. قاطعوا تلك اللجنة ولا تمدوها باية معلومات مهمة.. لانها لجنة غير مستقلة ولا محايدة بل كان مجلسها يحرض على المعتصمين..مل لم يكن مشاركا في المجازر

* علق احدهم حول تدوينة كتبتها عن تردد انباء عن قيام عدة دول اوربية وبوازع من ضمير لدى ساستها بوضع السيسي على قوائم الترقب والاعتقال لتقديمه الى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمته على ارتكابه جرائم ضد الانسانية وقتل الاف المحتجين السلميين .. حيث اعتبر هذا المعلق ان ترديد هذه المعلومات فيه خيانة لمصر .. وكأن السيسي هو مصر ومصر هى السيسي .. وكأن 5000 شهيد و10 الاف مصاب و8 الاف معتقل سياسي هم سقط المتاع لا قيمة لهم يجوز سحلهم وقتلهم وحرقهم واعتقال ذويهم وسبى نسائهم واستحيائهم " راجع ما قاله صحفي المانى اعتقل بالخطأ حول التحرش بالمعتقلات".

وحينما نطلب القصاص الذى اوصى به الله فى قرأنه ..نصبح خونة ..يا سيدى لا تحمل نفسك وزرا ..فعدم القصاص هو الخيانة لمصر ولله ..فعلا ان لم تستح فافعل ما شئت.

* ضربت لجنة الخمسين "غير الدستورية" التى كلفتها سلطة الانقلاب بتعديل "الدستور" رقما قياسيا في تمثيل الشواذ جنسيا والشمامين .. ضمت قرابة خمسة اعضاء .. من الشواذ " م.س" و "خ.ي" و " ع.ش" و"م.ع" و" ج.ن" فضلا عن "م.ب" و"ع.ص" و" م.ع" عن الشمامين .. ويوجد ايضا تمثيل واسع لرجال محسوبون على المخابرات..وحتى امن الدولة ايضا شملت تمثيلا واسعا ضم خمسة شخصيات.. الغريب ان الاثنين الممثلين للتيار الاسلامى في اللجنة ينتمى احدهما لامن الدولة .. والاخر يرجح انتمائه للمخابرات.

Albaas10@gmail.com

******************

الأحد، 11 أغسطس، 2013

عن الشبه بين عبد الناصر والسيسي؟ بقلم سيد أمين

روجت ألة الدعاية السياسية التابعة لجبهة الانقلاب العسكري الذى حدث في مصر في 3 يوليو 2013 أن ثمة تشابها بين قائد هذا الانقلاب وهو الفريق أول عبد الفتاح السيسى وبين جمال عبد الناصر , وبرهنت في سبيلها لايجاد هذا التشابه المزعوم , بأن عبد الناصر انقلب على شريكه في ثورة يوليو اللواء محمد نجيب حينما اقصاه من الحكم في انقلاب في 1954 , ورغم ذلك استمرت مشروعية حكم عبد الناصر , بل وتحققت على يديه اعظم "نهضة" شهدتها مصر في تاريخها بعد تلك النهضة التى تحققت في عهد محمد على..وبالتالى يصبح انقلاب السيسى مبررا ومغفورا وقد يحقق هذا الانقلاب نهضة مشابهة للتى حققها عبد الناصر.

والحقيقة ان هذا الطرح هو فى الواقع طرح ملفق جملة وتفصيلا , يقصد منه احكام لف العمائم على العقول لقبول انقلاب السيسي , وذلك لأن المتخاصمين في انقلاب 1954 جاءوا للحكم جراء شراكتهم في انقلاب عسكري سابق حدث في 23 يوليو 1952 , وهذا الانقلاب لاقي قبولا شعبيا واسعة فتحول الى ثورة تعبر عن ارادة الشعب لكونه جاء ضد ملك مستبد وأسرته التى لا تنتمى للبلاد وحكمت البلاد قرن ونصف القرن , وكان حكم هذا الملك حكما وراثيا كما هو معروف فى النظم الملكية , بل وتخضع ارادته لمحتل اجنبي يجثم على انفاس البلاد وبجوار هذا المحتل هناك كيانا صهيونيا يقف على الحدود ويريد التهام كل المنطقة العربية , وفى هذه الاجواء صارت ثورة 1952 عملا وطنيا بامتياز خاصة لوجود تمثيل بين الضابط المنقلبون لكافة فصائل المجتمع.

فيما اصبح انقلاب 1954 الذى قام فيه جمال عبد الناصر بسلب السلطة من اللواء محمد نجيب وان كان عملا قد ينافي الاخلاق الا انه قد يكون مبررا نظرا لكون المتصارعين سواء أكان نجيب او ناصر جاءا نتيجة انقلاب على ملك غير "منتخب شعبيا" وتم تعيين اللواء محمد نجيب رئيسا للجمهورية ايضا بطريقة غير "منتخبة شعبيا" ثم حدث الانقلاب وجاء عبد الناصر في 1954 بطريقة "غير منتخبة" ايضا , وبالتالى لم تحدث خيانة للارادة الشعبية التى لم تستشر اصلا انذاك , وهو عكس ماحدث فى انقلاب السيسى 2013 الذى حدث ضد رئيس منتخب شعبيا , وكان الاجدى للسيسي ان اراد ان يقف كحكم عدل بين متنازعين احدهما مؤيد والاخر معارض للرئيس د. محمد مرسي ان يطرح امر ولايته للاستفتاء الشعبي , بما يمثله ذلك من عودة لأخذ رأى الشعب صاحب القرار الاول والخير وهو من عين مرسي رئيسا للبلاد.

ورغم توارد المعلومات من الشرق والغرب بأن السيسي دبر لأمر الانقلاب قبل حدوثه بنصف العام تقريبا , وكانت وسيلته في ذلك حركة "تمرد" , الا انه اراد ان يعطى ديكورا شعبيا لهذا الانقلاب الا ان هذا الديكور سرعان ما ثبت زيفه , لأن مبرر الاحتكام لرأى الجماهير الذى راح يسوقه كمبرر للانقلاب , هو نفسه ما تجاهله وتلك الحشود المليونية المعتصمة في ميادين مصر منذ سبعة اسابيع رفضا للانقلاب , وبالتالى فان مبرر الانقلاب تآكل تماما ’ خاصة ان من وقوع حمامات دم وهو المبرر الثانى الذى ساقه السيسى لتبرير انقلابه , هو بالضبط ما حدث بعد الانقلاب.

ومع اهدار للمنطق ’ راحت الدوائر الاعلامية المرتبطة بالمجلس العسكري تربط لجماهير البسطاء محدودى الوعى بين عبد الناصروالسيسى فى ان عبد الناصر اعدم وسجن الاخوان المسلمين وان ما فعله ناصر قديما يفعله السيسي الان وبالتالى فثمة تشابه بين "البطلين" وان الاخوان المسلمين بالقطع صاروا اعداء للوطن’ والحقيقة ان تلك الدوائر اختارت اسوأ خطايا عبد الناصر وراحت تقدمها كبطولة , وهى خطيئة تخوين فصيل عريض واسع من المجتمع كالاخوان المسلمين وتهميشهم وسلب ارادتهم واقصائهم سياسيا واجتماعيا.

وتجاهل هؤلاء الادعياء مزايا عبد الناصر الحقيقية التى بنيت عليها اسطورته التاريخية وهى كونه معاديا لاسرائيل ومن وراء اسرائيل وهى امريكا وفرنسا وبريطانيا , وكذلك مشروعاته العملاقة وغيرها ’ كما كانت شعارته الاجتماعية قائمة على تحالف قوى الشعب العامل دون تمييز على اساس عرقى او دينى او جغرافي او ايديولوجى على خلاف ما يحدث الأن.

ونحن نقولها صريحة , اننا ممكن ان نقبل بانقلاب السيسي شريطة ان يقم بالغاء اتفاقية كامب ديفيد’ وسحب الاعتراف بدولة اسرائيل , واغلاق السفارات الاسرائيلية والامريكية , وتنويع مصدار تسليح الجيش , ونقل 100 الف جندى مصري باسلحتهم الثقيلة لاقصى نقطة في الحدود مع الكيان الصهيونى في سيناء , وان يقم ايضا بتأميم اموال كبار رجال النظام السابق ورجال اعماله امثال ساويرس ومحمد الامين واحمد بهجت ومنصور عامر وحسن راتب وغيرهم , وان يطبق نظاما قائما على العدالة الاجتماعية وحسن واعادة توزيع ثروة البلاد على مواطنيها , وعدم اقصاء اى مصري من العمل السياسي والمهنى والوظيفي لاى اعتبار كان , وقتها سنعترف بانقلابك يا سيسي ’ فهذا ما فعله عبد الناصر , ومن يرد ان يكون كعبدالناصر فعليه ان يعمل "عمايله".

وبالقطع لن يفعل السيسى اى شئ مما سبق , خاصة انه لا واشنطن ولا تل ابيب بعيدتين عن الانقلاب والادلة تملأ الشبكة العنكبوتية موثقة ومصوره.

الخلاصة ان عبد الناصر كان زعيما تحرريا ووطنيا بامتياز ’ اخطأ واصاب ولكن من اجل الوطن , ولو كان بيننا الأن لوقف موقفنا ..مع الشرعية ..وضد امريكا وتل ابيب حتى وان تبنى بعض لابسي عمامته موقفا مغايرا ’ فهو فى الاصل يسئ له.

ALBAAS10@GMAIL.COM

*************

الجمعة، 19 يوليو، 2013

أصل حكاية ثورة مصر بقلم سيد أمين

مشكلتنا اننا حلمنا بأن هناك عصرا جديدا توزع فيه ثروة بلادنا بشكل عادل علينا بدأ.. ويعتلى المصريون الوظائف في بلدهم بشكل ديمقراطى ومنصف .. مشكلتنا اننا حلمنا باختفاء زوار الفجر والمتنصتين والمتجسسين .. وحملما بان يكتب كل منا ما شاء دون خوف من رقيب او حسيب الا فى حدود القانون .. حلمنا بدولة قوية ومستقلة لا تتبع احد ومتقدمة نتباهى بها .. وعشنا في هذا الحلم شهورا طويلة .. حتى صدقنا احلامنا وتجذرت فينا .. وفجأة اكتشفنا اننا نعود لابشع مما كنا علينا .. واكثر ظلما وجورا مما كان.

وكأن ما حدث فى 25 يناير 2011 ثورة شعبية خالصة ..وكأن الجيش والمخابرات والشرطة وأمن الدولة ورجال اعمال و اعلام مبارك انصاعوا لإرادة الشعب واحترموها..وكأن امريكا احترمت رغبة شعبنا فى التحرر من قيودها .. لكن الاحداث تؤكد انهم ما انصاعوا لارادة الشعب بل جعلوا الشعب ينصاع لارادتهم ويصير جزءا من لعبتهم فى ترميم نظام مبارك وليس اسقاطه.. حينما لعبوا على امنياته فى التحرر من الاستبداد ورموزه واعوانه وادواته.. فراح الشعب يهدر ويحطم قيود استبداد مبارك وعصابته .. وهو لا يدري انه جزء من مخطط كبير اطرافه تتوزع بين المخابرات الغربية والمصرية وقيادات فى الجيش والشرطة واعلاميون لترميم نظام مبارك عبر اقتلاع الرأس واستبدالها باخري مع الحفاظ على الجسد كاملا وذلك استباقا لثورة شعبية عارمة غير محسوبة تطيح بالجميع وتؤسس لمصر القوية الحرة المستقلة .. الا ان رغبة امريكا في اظهار الجانب الديمقراطى لهذا التحول جعلها تقبل باجراء انتخابات حرة في مصر رغم علمها بأن اى لجؤ للصندوق في مصر سيجلب الاسلاميين للسلطة .. ولما جاء الاسلاميون للسلطة ونجحوا عبر اربعة انتخابات متتالية .. اتبعت نفس الاسلوب الذى مارسته للاطاحة بنظام مبارك ابان ايام الثورة الثمانية عشر .. طوال عام كامل هى عهد الدكتور محمد مرسي حتى تخلعه في 30 يونيو بما يبدو للوهلة الاولى وكأنه ثورة شعبية ومع التعمق نكتشف انها مرفوضة شعبيا نظرا لكونها ثورة فوتوشوب صنعتها وسائل الاعلام وعناصر اجهزة الامن والجيش والمخابرات التى اسست حركة "تمرد" الهلامية .

وعموما وعام بعد عام وشهر بعد شهر ويوم بعد يوم يثبت التاريخ ان:

"قفا" عدد كبير من نخب أمن الدولة بمصر يزداد عرضا .. واخلاقهم تزداد حقارة .

ويثبت التاريخ أن شعب مصر هو الوحيد فى الكون التى "ثار" قديما على "الوالى العثمانى" فاستبدله بـ"الوالى الالبانى".. وان مؤسس جيش مصر العظيم ..هو أحد الضباط الفرنسيين تعرف عليه والى الاسكندرية صدفة اثناء ذهابه للتطوع فى الجيش الايرانى فقدمه لمحمد على.

ورغم ان الحملة الفرنسية قصفت البيوت بالقنابر واقتحمت الازهر بالخيول وحرقت المصاحف وهتكت اعراض الناس وسلبت اموالهم وابادت 70 ألف مسلم فى عكا وابتدعت اسلوب القتل على الخازوق ..الا ان نخب المصريين تناسوا ذلك ولم يعلق في ذهنهم سوى المطبعة وراحوا يحتفلون بالاحتلال الفرنسي مع ان المطبعة كانت ستدخل مصر عن طريق الدولة العثمانية .

ويثبت التاريخ أن "احمد عرابي" البطل المصري الأول الذى قاوم الاحتلال البريطانى لمصر ومع ذلك ظل المصريون لردح طويل من الزمن يعتبرونه هو سبب احتلال مصر وكان حاكم الزقازيق يتجه فى كل صباح لبيت احمد عرابي ليبصق على وجهه.

ورغم ان غالى باشا "والد بطرس غالى" رئيس وزراء مصر في العهد الملكى وافق على قانون "دانلوب" لتغريب مصر ومسح هويتها العربية والاسلامية الا انه بعد ثورة 1952 لم يتم الوقوف ضد تمدد اسرته بل ورث ابناؤه الوزارات المتعاقبة في مصر كابر عن كابر.

ورغم ان تاريخ الشعب المصري يأسف بشدة لمحاكمة دنشواى الشهيرة واتخذوها كدليل على وحشية الاحتلال البريطانى لمصر .. الا ان من يجب ان يدان هم القضاة المصريين الذين قضوا باعدام الفلاحين الابرياء وللأسف ترأس القضاة بطرس غالي وأحمد فتحي زغلول باشا، الأخ الأكبر للزعيم سعد زغلول!! هل بعد ذلك كلام.

وفي صباح يوم 4 فبراير 1942 ورغبة من بريطانيا في حماية ظهر وجودها فى مصر اثناء مجابهة الجنرال الالمانى روميل القادم لمحاربتها من بلدان المغرب العربي وجه المندوب السامي البريطاني سير مايلز لامبسون انذارا للملك من ” إما القبول بتشكيل النحاس للوزارة أو التنازل عن العرش” مع ان حزب الوفد الذى كان يتزعمه النحاس لم يحصل على الاغلبية التى تجعله يشكل الحكومة وكان خطابه الاعلامى للداخل يصدر نفسه وكأنه بطل تحرر وطنى.

وتعالوا نقرأ المشهد المصري الان قراءة جيدة وعميقة ومحايدة .. ورغم أن اليسار والمفروض انه يدافع عن المساواة بين الناس ورفض الاقطاع والتفاوت الطبقي .. الا ان يسار مصر ابتدع امرا جديدا فهو تحالف مع الاقطاع وتناسي امر التفاوت الطبقي ..بل سارع رموزه ليقتسموا مع الفاسدين الغنائم .

ورغم ان الليبرالية تتباهى باحترامها لكل دعائم الحرية بكل اصنافها وانواعها .. الا اننا نجد زعيم الليبراليين المصريين محمد البرادعى يتولى منصبه كنائب لرئيس انقلب على الشرعية ونجده وكل الليبراليين المصريين ليس يصمتون على تكميم الافواه واغلاق الفضائيات والصحف وقتل الصحفيين وحبسهم ومراقبة الحسابات الاليكترونية للمعارضين.. وسحلهم واعتقالهم وتلفيق التهم لهم وقتلهم  ..بل هم يبررون لها ..ومنهم من زاد وطالب بالتوسع فيها.

 أما السادة الذين دنسوا ثوب عبد الناصر بانتمائهم اليه وهو منهم برئ نظرا لكونهم شلة من الافاقين ولارزقية والامنجية بل والعملاء لاعداء عبد الناصر .. فمن المفروض انهم يؤمنون بالوحدة العربية .. وبالقضية الفلسطينية .. ومع ذلك تحالفوا مع من يعتبر القومية العربية هراء فاشى يجب مقاومته .. مثل البرادعى الذى دمر العراق وعمرو موسي الذى دمر ليبيا .. وتحالفوا مع اعداء عبد الناصر ومشروعه مثل السعودية والكويت والامارات.

نعم فالمشاهد كلها هزلية في مصر ..وبطولاتنا فى اغلبها  دون كيشوتية والنماذج لا تعد ولا تحصي.

 اننى اخلص الى طرح سؤال توجهه لى زوجتى كل يوم وصرت افكر فيه جديا  : هل يستحق هذا الشعب النضال من أجله؟ وهل صحيح أن من يتغطى بالشعب عريان؟

اقول لكهنة وعباد انقلاب 30 يونيو "الفاشل باذن الله":

هل سمعتم عن ثورة تستمر خمسة ساعات فقط ؟.. وهل سمعتم عن ثورة لم يخدش فيها شخص واحد ؟..وهل سمعتم عن ثورة خططت لها كل اجهزة الدولة وليس الثوار ؟ هل سمعتم عن ثورة تقوم بها الشرطة وأمن الدولة؟ هل سمعتم عن "ثورة" يغتصب فيها "الثوار" نحو 180 "ثائرة" فى يوم واحد فى ميدان"الثورة" ؟ هل سمعتم عن ثورة مدفوعة الاجر ؟ هل سمعتم عن ثورة "شعبية" تعزل رئيس منتخب لتأتى برئيس معين ؟ وتلغى دستور مقر به شعبيا وتستبدله بدستور كتبه اشخاص ؟ هل مات العقل والعقلاء؟

Albaas10@gmail.com

*****************

الاثنين، 3 يونيو، 2013

عن زهايمر العدالة بقلم سيد أمين

بعض الناس لديهم طاقة عجيبة لأن يتحولوا الى ببغاوات ..يرددون ما لا يفقهون ..ويدافعون باستماته عن وجهة نظر هم حتى لا يفهمونها..يدافعون عنها لدرجة تدهش من احتال فاطلقها .. وربما لو فهموها حقا لتحولوا الى أشد أعدائها .. الحقيقة أن الشعب المصري بحاجة الى تثقيف سياسي عاجل.

فقد أضفي بعض الساسة الانتهازيين القداسة الواجبة على القضاة واحكامهم فى غير محلها, وهم يقصدون باضفاء تلك القداسة ليس الانحياز نحو تقديس احكام القضاء بوصفها عنوان الحقيقة الكاملة كما يقولون ولكن لأنها انحازت اليهم فى معركتهم مع خصومهم , وما ان تتغير معادلات القوى , او طبيعة القضايا , فتقتص منهم ,حتى نجدهم يعودون لسيرتهم الاولى يقلبون ظهر المجن للقضاء.

وكان الاولى لهم حتى لا يقعون فى نقيصة مدح ما ذموه , وذم ما امتدحوه , أن ينحازوا للحقيقة بوصفها عنوان العدالة , وان يكونوا عند حسن ضمائرهم بهم قبل حسن ظن الناس.

والحقيقة أن االحكم الذى اصدرته المحكمة الدستورية مؤخرا بحل "الثلث" الفردي لمجلس الشوري وارجأت تنفيذه .. كشف غطاء الجريمة التى ارتكبتها في حكمها السابق بحل "كل" مجلس الشعب في ذات الدعوى الحاصة ببطلان الثلث الفردي فقط .. وهنا نجد انفسنا نطرح سؤلا :لماذا اختلف الحكمان مع ان السبب واحد ومصدرهما أيضا واحد ؟

قطعا .. حكم الدستورية يعد اعترافا واضحا منها بالخطأ الذى ارتكبته في حل مجلس الشعب مما يفتح المجال للحديث حول امكانية تطبيق الحكم بأثر رجعى على مجلس الشعب ليتم انتخاب الثلث الفردي فقط محل الحكم واعادة انعقاده, احتراما وتقديرا لأصوات ثلاثين مليون مصري ذهبوا للجان الاقتراع واختاروا نوابهم.

المدهش أن ممارسات المحكمة الدستورية وأحكامها صارت تذكرنا بألاعيب الحواة ,فما أن حسم الفريق عبد الفتاح السيسى الامر بأن الجيش منحاز الى الشرعية وليس طرفا فى صراع سياسي حتى استخدمت المحكمة الاعيبها لاجبار الجيش للدخول مرغما فى اللعبة السياسية.

ورغم أن البنود الخاصة بمن لهم حق التصويت لم تتغير فى كل الدساتير المصرية منذ ثورة يوليو 1952 حتى الأن , وجميعها تمنع ضباط وجنود الجيش والشرطة من حق التصويت فى الانتخابات العامة بوصفهم رجال نظام , إلا أن المحكمة الدستورية بقدرة قادر ارتأت أن تصدر حكما بحقهم في التصويت فى الانتخابات , والأنكى انها قامت بإلقاء المواد الخاصة بالجيش والشرطة فى الدستور خلف ظهرها وراحت تحكم على مادة عامة روتينية موجودة فى كل دساتير العالم الحديثة بأن جميع المواطنين متساوون فى الحقوق والواجبات , وبالقطع اعتبرت ان من ضمن تلك الحقوق التصويت فى الانتخابات.

ولو كان الأمر كذلك فى فهم مساواة الحقوق والواجبات , ما وضعت امتيازات خاصة بسبب العمل لقاضى ولا لدبلوماسي ولا لشرطى ولا لصحفي وغيرهم , ولصار تنفيذ احكام القضاء اختياريا عند المتهمين.

ثمة أمر خطير , بقصد به شق الجيش المصري فى هذا القرار المريب , فماذا لو صوت صف الجنود لمرسي ,بينما انحاز صف الضباط لشفيق مثلا , وحدث ما حدث امام الاتحادية فى ديسمبر 2012 للتدخل لفض الاشتباكات , فهل سيدخلون جنودا وضباطا كمصريين في فض الاشتباك ام سينحاز كل منهما لجماعته؟.

ومع تزايد حملات الخطف والارهاب والترويع والبلطجة فى المجتمع , وما يقابله من تقاعس او عجز واضح - بقصد او بدون - من الشرطة فى تقديم أدلة اتهام حقيقية وقوية ضد هؤلاء الأثمين , كان الأمل الأخير معقود على ان يتم اعتقال بعض العناصر شديدة الخطورة بموجب قرار رئاسي , هنا سارعت المحكمة الدستورية بغل يد الرئيس , واعطاء المجرمين متسعا من الوقت , ومتانة فى تحدى قوة الدولة , مع أن المادة الخاصة بهذا الأمر كانت موجودة فى دستور 71 واستغلها مبارك اسوأ استغلال , بحيث سجن كل معارضيه وهم بالألاف – وليس البلطجية – ومع ذلك لم تنتبه المحكمة الدستورية لتلك المادة طيلة 30 عاما واكثر , واستدركتها فى عصر الرئيس مرسي الذى لم يكمل عامه بعد وهو بأمس الحاجة لمثل هذه المادة لصنع وطن مستقر.

هل نقول أن المحكمة الدستورية تعانى من "زهايمر" أم ان العدالة نفسها التى تعانى منه.

Albaas10@gmail.com

****************

الخميس، 23 مايو، 2013

بلاغ الى عدالة السماء بقلم سيد أمين

أحيانا يصادف الواحد منا عددا من الاشخاص هدفهم الاساسي تحطيم المعنويات والتأثير فى حالة اصحابها المزاجية العامة , وهى التى تعرف عسكريا باسم "الحرب المعنوية" او النفسية .

وفى اكتوبر الماضى .. اتصل بي احد الزملاء الصحفيين وطلب منى ان انضم اليهم فى حملة مهاجمة الرئيس محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين .. بالطبع استفزنى هذا الطلب الاقصائى الانقلابي التآمري فرفضت بشدة .. فوجدته يخبرنى ان " الأمور متظبطة والراجل ده ماشى ماشى" – يقصد الرئيس - وقال لى أيضا "خليك مرة واحدة فى الطرف الكسبان وبص لنفسك ولمصلحتك ومصلحة اسرتك شوية" فزجرته .. ولما راح يسئ ادب الكلام قمت بحظره علي الفيس بوك.

وفى نوفمبر .. جزم لى ضابط شرطة برتبة عقيد ويعمل مأمورا لقسم شرطة بالقليوبية - فى الجزء الداخل فى نطاق محافظة القاهرة - أن اياما معدودات باتت تواجه مرسي كحاكم لمصر , وانهم يعتزمون اعتقاله فى القصر الجمهوري واعادته وجماعة الاخوان المسلمين الى السجون , وحدثت بعد ذلك احداث الاتحادية وكان صاحبنا هذا يؤمن المسيرات التى جاءت من شبرا !!

وفى ديسمبر ومع اشتداد احداث الاتحادية اتصل بي زميل اخر وكرر نفس ما قاله سابقه فزجرته ولكننى لم احظر صداقته لأنه صارحنى بعد طول حوار بأن "اكل العيش خلاه اخد موقفه ده ثم حيي موقفى" مؤكدا انه يخشى على من كيد أجهزة أمن مبارك التى سامتنى كل صنوف الاقصاء والتجاهل والتهميش والتنكيل قبل الثورة وقامت باقصائي من "المسائية" قبل وبعد الثورة أيضا.

ومنذ عدة أشهر وجدت احد الاشخاص ويسمى نفسه "محمود المراغي" يرسل لى رسالة تحمل احتراما كبيرا واخبرنى انه ابن المرحوم الاستاذ محمود المراغي القطب الناصري الكبير وانه لديهم وديعة مالية كبيرة وهم بحاجة الى اصدار صحيفة تعبر عن التيار الناصري والقومى وان صحفيين - ذكرهم لى - رشحونى لرئاسة تحرير هذا الاصدار الكبير خاصة لما امتاز به - فى نظره - من وسطية فكرية تمزج بين التيارات القومية .. فرحبت على الفور.. ولكنه عاد ليطلب منى مهاجمة مرسي ..فقلت له قطعا سأهاجمه حينما يخطئ وسأمتدحه حينما يصيب ..فوجدته يتحدث معتذرا عن امكانية شغلى لهذه الوظيفة قائلا يبدو ان من رشحونى لذلك خدعوا في شخصي..وانسحب من الحوار بأدب جم..وبعد ذلك عرفت ان اسرة المراغي الشريفة العفيفة تعانى شظف العيش- حال كل أسر مصر المحترمة التى لم تتقاسم لقمة الفساد مع المفسدين فى الأرض- وان الاستاذ محمود المراغي لم ينجب ابنا .. واتصلت بمن قال انهم رشحونى له فاخبرونى بانه اخبرهم باننى أنا من رشحتهم معى كمدراء للتحرير.

وفى مارس, التقيت احد الاشخاص "الملتحين" والذين عرف عنهم فى المحيط الصحفي عملهم "كمرشدين لأمن الدولة" وكان يعمل بشكل مباشر في حملة توريث جمال مبارك , مع أنه دائم الظهور فى الفضائيات كأحد المفكرين الاسلاميين "لا اقصد الهلباوي ولا الخرباوي" , المهم , التقيت هذا الشخص فى نقابة الصحفيين بصحبة احدى المنتقبات , وفتح معى حديثا حول الرئيس , فوجدته يخرج عن المنطق ويقول انه شهرا او شهرين وسيخرج الاخوان المسلمين من مصر نهائيا والا فسيقتلون بمئات الالاف , فقلت له مندهشا الى اين سيخرجون؟ ومن سيقتلهم ؟ فقال لى الى مطروح وسيقتلهم الشعب .. فقلت له الاخوان ايضا جزء من الشعب .. طبعا حينما رأنى اسخر من طرحه , قال لى أن غدا لناظره قريب , ووافقته القول ..المهم اكتشفت بعد قليل أن المنتقبة التى كانت معه هى "عاهرة" وانهم يقدمونها فى الاعلام كناشطة اسلامية ترفض حكم مرسي , وتظهر بشكل مستمر فى مظاهرات الفلول في مصطفى محمود .!!!

وفى منتصف ابريل اخبرنى صديقي من "المحلة" ان "هاتفي" مراقب" فنفيت له ذلك وطلبت منه الافصاح عن مصدر معلوماته فأقسم لى بكل الايمان انه تأكد بنفسه من ذلك وانه سيخبرنى بالتفاصيل شفاهة حينما يلتقينى ..ولم يلتقينى حتى الآن .. والاسبوع الماضى اتصل بى احدهم هاتفيا واخبرنى انه يخشى علي من مواقفى وان جهازا سياديا لن يرحمنى بعد اسقاطه لمرسي.. ومع ذلك اقول سيكفينى الله شر الجميع ..فمن حمانى من كيد مبارك واجهزة أمنه سيحمينى من تلك الاجهزة الأن.

ولكن لى عتب اجهزة أمن بلادى..هل صنعت هذه الاجهزة للتنكيل بأفراد شعبها, نصرة طرف على أخر..ام ان سبب انشائها- كما هو الحال فى جميع بلدان العالم- هو حماية شعبها كله..معارضته ونظامه..دون تمييز .. لأن هذه الاجهزة صنغت لحماية الاوطان .. وليس لحماية لصوصها.

Abaas10@gmail.com

mubcrime@gmail.com

**************

الثلاثاء، 21 مايو، 2013

هواجس حول أزمة الجنود المختطفين بقلم سيد أمين

رغم اننى استشعر طعم "الثورة المضادة" فى حادث اختطاف الجنود الستة فى سيناء نظرا لما رافق هذا الحادث الاجرامي الجبان من تكثيف اعلامى "مشبوه " ابتعد عن جوهر المشكلة المتمثل فى أن هناك جنودا مصريين اختطفوا في تلك البقعة المصرية التى غيب فيها الأمن قسرا بفعل اتفاقية كامب ديفيد وراح يصب جام غضبه على الرئيس وحركة حماس ولم تشفع عنده التصريحات المتكررة التى يطلقها قادة حماس بأنه لا شأن لهم بما يحدث في مصر مطلقا , بل وراحوا يغلقون الحدود والمعابر واعتبروها مناطق محظورة لحين تمكن الجيش المصري من تحرير الجنود المختطفين , واستباقا لاتهامات قد توجه اليهم بأن الخاطفين توجهوا بالمخطوفين الى غزة.

ومصدر شكوكى حول تورط "الثورة المضادة" في هذا الحادث , ذلك التكثيف الاعلامى المشبوه المبادر فى تصدير الاتهامات للرئيس وحماس, فضلا عن تساؤلات حول كيفية حصول وسائل الاعلام على الفيديو الذى أظهر الجنود المخطوفين يتوسلون لاطلاق سراحهم فى مشهد قد يتسبب فى احداث حالة من الاستياء لدى الجيش الذى خرج  قائده العام المتمثل فى الفريق محمد السيسى وزير الدفاع قاطعا الطريق على كل متآمر مؤكدا انحياز الجيش الى الخيار الديمقراطى بما يعني انحيازه الى الشرعية التى ترفضها الثورة المضادة , ونقصد أن هذا الفيديو كان يجب ان يصل الى مفاوضي الخاطفين في "اجهزة الدولة الامنية" اولا وليس وسائل الاعلام ,  الا اذا كان الهدف منه احداث تاثير استنكاري لدى افراد الشعب والجيش على حد سواء رغم أن واقعة اختطاف جنود مصريين حدثت نحو 19 مرة عقب ثورة يوليو حتى الان.

ومن الاشياء الملفتة ايضا انه فى ظاهرةغير مسبوقة فى تاريخ مصر أن نجد "جنودا" يتظاهرون احتجاجا على أى حادث يقع لهم فى سيناء, بل ويغلقون معبر رفح – فى اشارة ضمنية الى ادانة حماس- وهى التظاهرات التى لم تحدث حينما اقتحم مسلحون –فى زمن طنطاوي - وحدة امنية وقتلوا فيها قرابة 16 جنديا اثناء تناولهم طعام الافطار في رمضان.

ويعزز كل تلك القرائن , دليل قد يترك علامة استفهام كبري حول تزامن وقوع هذا الحادث مع بدء مؤتمر تنمية محور اقليم القناة , وهو المشروع الذى تخشاه دوائر دولية ومحلية متعددة , فداخليا قد يعزز نظام حكم الرئيس محمد مرسي بما يحققه من عوائد مالية عالية وتوفيره لقرابة المليون فرصة عمل , اما خارجيا , فالمشروع كفيل بأن يسحب بساط النجومية من دبي , بل وقد يقتل نهضتها الصناعية ويمحوها حينما يجذب الاستثمارات منها إليه , فضلا عن أن نجاح مشروع تنمية قناة السويس يعنى ضربة نووية وجهت الى تل ابيب بحسب ما صرح به ساسة صهاينة بأن تنمية سيناء تعنى انفجار قنبلة نووية في اسرائيل.

وما يلفت انتباهى ايضا , ذلك الانقلاب الفكري الذى جعل هؤلاء الذين كان يحلو لهم اتهام الداخلية "عمال على بطال" بالعودة للممارساتها القمعية في عصر مبارك, ويطالبونها بضبط النفس , رغم ما شاهدناه من انكسار شديد لها , لدرجة جعلتها هى التى تضرب بقنابل المولوتوف والغاز من قبل المتظاهرين وليس العكس ,وجنودها يسكب عليهم البنزين ويحرقون وليس العكس , رغم كل ذلك , وجدنا دعاة الرأفة واللين هنا , دعاة بطش وقوة هناك , الامر الذى يشى بمكيدة تدبر بليل للوقيعة بين مؤسسة الرئاسة واهالى سيناء.

وللحقيقة ..أن ما يزعجنى اننى لم اسمع صوتا واحدا من بين جميع "المتقولين" في هذه الازمة يرفع مطلبا تأخر كثيرا بأنه لا تنمية لسيناء دون الامن , ولا امن لسيناء ومصر لا تسيطر عسكريا الا على 58 كيلو متر من اجمالى مساحة عرضية قدرها 210 كيلو متر , وذلك بسبب بقاء اتفاقية كامب ديفيد اللعينة, تلك الاتفاقية التى تسمح للجندى الصهيونى بالوصول لاعماق سيناء قبل ان تصل لها قواتنا المسلحة.

Albaas10@gmail.com

mubcrime@gmail.com

*************

الجمعة، 17 مايو، 2013

تدوينات فى زمن الهلس بقلم سيد أمين

*هذه هى بعض التدوينات التى قمت بتدوينها علي صفحتى فى"الفيس بوك" وبناء على نصيحة صديقى عبدالله عمار اسميتها هذا الاسم.

*سنعبر حاجز الايديولوجية وننطلق الى افق العدالة الرحيب .. سنقف مع الشرعية - اى شرعية - طالما جاءت تعبيرا عن ارادة شعبية ..ولن نلتفت الى اى نقد غير بناء يوجه لنا..لأن الاتهامات غير المبررة ستذوب دون تدخل منا مع أول ضؤ لشمس النهار .. ولن نندم أبدا على موقف اتخذناه باملاء من ضمير حى .. نصرعلى أن يبقي دائما حيا .. ومع ذلك .. سنكون أشد الناس انتقادا لمن وقفنا بجانبهم فخانوا الامانة او حادوا عن طريق الحق والصواب.. ونكصوا عن الايمان بالديمقراطية.

*بالعمل الدءوب وسهر الليالى امام شاشات الكمبيوتر ..يستطيع اعضاء حملة "تمرد" جمع قرابة توقيع "مليار مصري" على سحب الثقة من الرئيس مرسي .. الأمر لا يحتاج إلا لتوظيف نحو ألف شخص من بتوع "الانقاذ" و"الاتحادية" – وطبعا فلوس الامارات موجودة - وهات "تركيب" اى ارقام واى اسماء .. وسجل .. وانا بنفسي سجلت استمارة لعباس ابن فرناس واخري لادولف هتلر وثالثة لجابر بن حيان .. بوصفهم يرغبون فى سحب الثقة من مرسي.!!! وجرب بنفسك على الفيس.

*من غرائب المعارضة المصرية .. انها تشكك وبشكل مفرط وغير منطقى وبلا سند فى كل انتخابات او استفتاءات حدثت فى عهد الدكتور مرسي وتستفز الناس بالجزم على انها مزورة .. وعلى النقيض بالغت فى مدح مشروعية توقيعات حملة "تمرد".. مع ان كل الانتخابات والاستفتاءات التى حدثت تمت عبر استخدام الرقم القومى واشرف عليها القضاة الذين يصرون هم وليس مؤيدو الرئيس بأنهم "شامخون" وكذلك منظمات المجتمع المدنى والفرز تم امام أعين الناس ومع رقابة منظمات المجتمع المدنى وبحضور مندوبي مرشحى الانتخابات ..بينما "تمرد" فرغم انها غيردستورية وغير موثقة .. وسهل تزييفها ..ومدفوعة الأجر في الأحياء الشعبية .. الا انهم يصرون على نزاهتها.. افلاس.

*من المدهش ان التهمة الجاهزة التى تلاحق كل من يرفض الانصياع الى ضغوط دعاة "الثورة المضادة" وصمه بأنه "اخوانى".. الامر الذي يجعل من "الاخوان" هم "الثورة" بمفردهم .

أنا ادعو كلا منا أن ينظر حوله .. ويعود بذاكرته الى ما قبل عامين مضيا .. سيدرك ان كل من هاجموا الثورة انذاك ممن كانوا يعملون "امنجية" لاجهزة أمن مبارك هم من يتشدقون الأن باسم الثورة .. بالقطع هناك نسبة شرفاء ساءتهم تداعيات الوضع الاقتصادى فانخرطوا لرفض الرئيس وهؤلاء مقدرين وان كانوا قلة مخدوعين.

* عشرات الصحفيين يعانون اشد المعاناة من بطش وتهديد وقطع ارزاق وتوجيه واوامر بـ"الفبركة"و"السبهللة" في صحف الوفد "السيد البدوي" والدستور "رضا ادورد" والتحرير "ابراهيم عيسي" والصباح "وائل الابراشى واحمد بهجت" ورغم ذلك لانجد صحيفة او فضائية واحدة او حتى كاتب واحد تحدث بكلمة واحدة عنهم .. وماتت فى حلوق "الثوار" العدالة.

*رغم تزايد حدة الحملة " الصهيونية -الاستخبارية- الفلولية -الخليجية -الانتهازية- الجهلوية" لخلع اول رئيس مصر منتخب منذ 7000 عام وصاحب اول ديمقراطية وليدة فى مصر منذ ان خلق الله الخلق وتزايد احلام الحالمين بعودة زمن الاستبداد والنهب بعد توقف دام اكثر من عامين .. رغم كل ذلك لا يساورنى الشك من يمينى او يساري ..ان الرئيس سيبقي لينهى مدته .. وسيحقق انجازات مشهودة رغم محاولات تعطيله ورغم الميراث الثقيل.

*شاهدت صحفي من "المقربين من أجهزة امن مبارك الحساسة " يضحك ساخرا بقوله مرسي بين فكي الرحى وسيسقط خلال شهر على الاكثر ..سألته عن السبب .. فقال ان الولايات المتحدة تسعي للاطاحة به .. والغرب يرفض تمويل مشروعاته.. ولذلك سيسقط قريبا.

قلت له ..والله انك دون ان تدري اعطيتنى برهانا جديدا علي وطنية هذا الرجل..واذا وقف الله مع أحد ..فلتتخلى عنه امريكا واوربا والسعودية وكل بلدان الطواغيت فى العالم. . انه اختبار للاعجاز الالهى.

*انا مشفق على معارضى الرئيس .. فقد استهلكوا في ثمانية اشهر الملايين على تأجير البلطجية ..ومع ذلك الرئيس المنتخب لم يسقط .. انهوا كل الحجج والمبررات لاستمرار الاضطرابات .. والرئيس المنتخب لم يسقط ..استنفذوا مخزون الشائعات فى العالم .. والرئيس لم يسقط .. راهنوا على ان يقوم الاعلام بخداع وعى الناس سريعا فيحدث هبة شعبية تطيح بالرئيس ..الا ان ما حدث ان الشعب لم يثر بل تبلد .. والرئيس لم يسقط ..اشعلوا الاضطرابات والتظاهرات الفئوية والطائفية والجغرافية والعمرية والنوعية .. والرئيس لم يسقط .. استهلكوا مخزون الاسماء التى يسمون بها جمعهم العبثية .. والرئيس لم يسقط ..تري كيف سيمضون فترة الاربعة سنوات وكل حيلهم نفدت ؟..حقا هم يستحقون الشفقة

albaas10@gmail.com

*****************

الأربعاء، 1 مايو، 2013

تويتات في زمن الفرز - بقلم سيد أمين

*يبدو ان الثورة المضادة نجحت لحد ما في خداع البعض بالانقلاب على الثورة عبر استخدام شعار "مكافحة الاخونة" الوهمى.

* من معالم مصر الخالدة على مر التاريخ .. الجامع الازهر , اهرامات الجيزة , برج الجزيرة , اثار الاقصر , اغلبية مغيبة , قضاء فاسد , نخبة مأجورة.

* كل الدلائل تشير الى أن معركة ازاحة مبارك ..كانت أسهل معارك الثورة .. وأن هناك "عشرميت" مبارك لا زالوا يتحصنون في قلاعهم .. الثورة عاوزة رجالة .. كى تصل الى بر الامان.

* المعارك الهلس , هى فى الاصل معارك لحساب الغير , يقاد الواحد منا فيها اقتيادا , ظنا منه انه يحسن صنعا , بعض القوميين او بالأدق الناصريين اعتبروا ان معركة القادسية الخاصة بهم فى المقطم وليست فى القدس .. أخص.

* بعد مهرجان البراءات الذى يدشنه قضاة مبارك ..نناشد رئيس الجمهورية بسرعة مناقشة قانون السلطة القضائية فى مجلس الشورى وتطهير القضاء من امثال هؤلاء الفاسدين قبل ان تحكم الدستورية فى 12 مايو القادم بحل مجلس الشورى

* مؤامرة قضاة مبارك توشك على الاكتمال ..اشهر قليلة وبعده لن نجد لا دستور ولا شورى ولا رئيس وسنعود الى ما قبل الثورة ..واخشي ان نبحث عن مصر فلن نجدها

* القضاء احد اهم معالم الفساد فى مصر .. حاجة فى الفساد كدة زى الهرم مثلا

* مرسي لا يحكم فى مصر اكثر من 10% والباقي يحكمه شفيق واجهزة امن مبارك .. وعلشان كدة بيضربوا فى الراجل ضرب موت علشان يسيب العشرة فى المائة اللى سيطر عليها كرئيس منتخب وشرعي

* لا يمكن ان نكون قد قمنا بثورة ثم نتعامل مع "مبارك" طبقا للقانون الذى هو وضعه ليحكم فيه القاضى الذى هو عينه بأدلة جمعتها أجهزة أمنه التى قتلت المتظاهرين وحمت الفساد طيلة 30 عاما او يزيد ..ونأتى بعد ذلك نتحدث عن ثورة .. ولو كان الامر بالقانون لتساءلنا :هل الهبة الشعبية - المخلصة وغير المأجورة - التى حدثت منذ 25 يناير حتى 11 فبراير 2011 كانت عملا قانونيا.. أنا اخشي ان يحكم قضاء مبارك بعدم شرعية الثورة.

* تحاول عناصر الثورة المضادة ايهام الناس أن الرئيس محمد مرسي يتحكم فى كل مفاصل الدولة .. والحقيقة ان مصر لها خمس رؤساء ..الرئيس الشرعى الوحيد فيهم هو محمد مرسي .. وهم : محمد مرسي - رئيس المخابرات - وزير الدفاع - احمد شفيق رئيس الثورة المضادة - جبهة الانقاد والسفارة الامريكية , والأربعة الأواخر يمكن أن يتلاقوا إلا مع الأول.

* فليعذرنى رفاقي ان لم يشاهدوا ما اشاهده فى المشهد السياسي المصري.. فالتيار الاسلامى هو من يرفع لواء الثورة الأن وهو من يحميها .. والثورة المضادة التى يغذيها الجهاز "الحساس" لأمن مبارك تتخذ من عنوان مقاومة "الأخونة " شعارا لها حتى تخدع به عقول البسطاء ..ولكن للاسف انخدع به بعض "الثوار"..نأمل أن يدركوا الحقيقة التى صارت واضحة كشمس يوليو.

* الزميل الاستاذ خالد داود المتحدث الرسمى باسم جبهة - لا مؤاخذة - الانقاذ .. كان له سجل نضالى بارز ضد المخلوع مبارك .. لذلك قام مبارك بتعذيبه وتعيينه فى مؤسسة الاهرام - وما ادراك ما الاهرام ورواتبها وهداياها - وليس ذلك فقط بل نكل به وقام باعطائه موقع قيادى فيها وزاد فى التنكيل فأرسله الى واشنطن - وما ادراك ما واشنطن لدى مبارك - ليكون مندوبا لصحيفة البلاد الرسمية الاولى وليتقاضى راتبه بالدولار ..بخلاف عمله في جمعية الصوت الحر الممولة من امريكا.. يا عينى على العذاب اللى تعذبته يا خالد يا ابنى

* اتفق مع كل ما ذكرته افتتاحية القدس اللعربي ..ان ازلام مبارك يقودون الثورة المضادة وان اجهزة الدولة تعمل ضد الرئيس خدمة للنظام البائد ويستأجرون البلطجية لاشاعة الفوضى والانحدار بمصر الى الهاوية وان هناك حالة تطهير ايديولوجى ضد الاسلاميين وانه يجب على الرئيس ان يخرج على الشعب ليقول الحقائق كاملة ويحتمى به.

* جبهة تخريب مصر ورجال اعمالها الذين يمولون تأجير البلطجية .. يقتلون المنطق والفكر ..ويبررون البلطجة ويرتكبون الجرائم .. ويخدعون الناس ويزيفون الوعى .. ويؤخرون البلاد .. وينشرون الفوضى .. واقول لمن يدافعون عنهم وعن مصالح اعضائها الشخصية .. لو كان مقر جماعة الاخوان بالمقطم غير شرعي ويجب حرقه فلنحرقه؟ بشرط ان نحرق كل ما هو غير شرعي فى طول البلاد وعرضها واولها جبهة تخريب مصر..

*غدا ..سيضحى رجل الأعمال  والجنرال الهارب ببعض من النقود ليعطيها للبلطجية لمصاحبة بعض المخدوعين من اجل ان تسال الدماء فى المقطم .. فى جمعة جديدة من جمعنا العبثية التى لن تضيف جديدا ولا تغير واقعا ..الغريب ان الدماء التى ستسال هى دماء هؤلاء المخدوعين بوهم الثورة؟ وفى المقابل ستزداد ارصدة ثوار ما بعد الثورة البنكية "الحنجورية نجوم الشاشات" وسيزداد الفقراء معاناة..ولن يتغير شئ.

albaas10@gmail.com

*****************

الثلاثاء، 23 أبريل، 2013

حول سياسة "الضحك على الدقون" - بقلم سيد أمين

لم تكن عبارة "الضحك على الدقون"الشائعة مثالية الاستخدامات فى تاريخها كما هى الأن , فتصرفات جميع اللاعبين فى المشهد السياسي المصري سواء كانوا قوي خارجية , أو معارضة داخلية , او حتى حلفاء تاريخيين , توحى بأن الجميع يمارس لعبة الضحك على الدقون , والاستخفاف بإرادة الشعب والسخرية من المنطق.

ومن علامات الضحك على الدقون أن أمريكا "كوصي تقليدى على مصر" راحت ترسم شعورا وجدانيا فى اذهان الناس بأنها تدعم التيار الاسلامى لحكم مصر, وأنها هى صاحبة الفضل في " توصيل" الاخوان لحكم هذا البلد , وخرج محللوها الفضائيون "المصريون" يزيدون ويزبدون عن علاقة التيار الاسلامى لا سيما "الاخوان المسلمين" بأمريكا , ويروون القصص التى ترقي لمرحلة "الأساطير" عن شرود "الأخوان" عن التيار الوطنى وارتمائهم فى الحضن الدافئ لأمريكا منفذين لأجندتها محققين لطموحاتها فى المنطقة.

والغريب ان من يروجون لمثل تلك الأقاويل يضربون عصفورين بحجر واحد , فهم يهاجمون الرئيس مرسي ويجردونه من أدوات مقاومته للهيمنة والتبعية الامريكية , وكذلك يدافعون عن مبارك ونظامه ويصورون للناس وكأن مصر مبارك كانت تقف في صف "دول الممانعة" لأمريكا وليس" الموالاة والانبطاح" لها , وأن مبارك كان يقوم بدور الصقر المدافع عن البلاد وليس العراب الصهيونى , الذى يسلم بلداننا العربية دولة تلو الاخري لأمريكا واسرائيل.

ونحن نسأل مرددى مثل تلك المغالطات : هل كانت مصر دولة حصينة عن التبعية لأمريكا واسرائيل قبل مجئ مرسي ؟ واذا كانت حصينة فلماذا اتهمنا مبارك بالعمالة لإسرائيل اثناء الثورة وهى اعتبرته كنزها الاستراتيجى ؟ وكيف نفسر قراراته الخارجية والداخلية التى لا تعد ولا تحصي والتى تصب فى اطار الاتساق التام مع مطالب أمريكا واسرائيل؟ واذا لم تكن حصينة , فإلى اى مدى تغلغل النفوذى الصهيونى فى مفاصل الدولة وأجهزتها على مدار ثلاثين او اربعين عاما ؟ وما الجديد الذى طرأ على هذا النفوذ فى عصر مرسي ؟ وما مدى تمكن مرسي من السيطرة على أجهزة الدولة فى الأشهر التسع الماضية ؟ وما العلاقة بين الاضطرابات التى تشهدها البلاد الان ومحاولة الرئيس تحطيم تابوهات الاجهزة وفك طلاسم الاختراق ؟ وهل إذا رحل مرسي عن الحكم ستنفلت قبضة أمريكا عن مصر؟ وما هى الدلائل؟ وما هى الضمانات؟

والمدهش أن من يتهمون التيار الاسلامى الأن بالأمركة هم فى الواقع من ظهرت عليهم علامات "العفريت" وليس التيار الاسلامى , وهم من تنفذ الولايات المتحدة الامريكية من خلال "بعضهم " أجندتها في مصر لاسيما فى منظمات المجتمع المدنى والجمعيات الاهلية, وهم الأقرب لها ثقافيا واجتماعيا.

ولعله ليس من المصادفة أن يحمل هؤلاء نفس المبادئ والشعارات البراقة والفضفاضة التى تختبئ خلفها الامبريالية الامريكية خاصة والغربية عامة مثل حقوق الانسان والمرأة والطفل والاقليات, وهى فى الواقع شعارات معتبرة ولها تقديرها الا أن التجربة اثبتت ان أمريكا ما رفعت قط تلك الشعارات ضد اى نظام حكم إلا وكانت هى اول من انتهكها في شعبه ودمرته تدميرا , ولنا فى النساء المغتصبات والاطفال اليتامى والاقليات المضطهدة في العراق وافغانستان وفلسطين والصومال وحتى فيتنام عبرة.

ومن هنا فنحن لا نستغرب الهجمة الغربية الشرسة على مجلس الشورى ومحاولة ارغامه على الابقاء علي "ثغرة" شرعنة التمويل " الأجنبي" للجمعيات الاهلية ومنظمات المجتمع المدنى , ولا نستغرب ايضا أن يهب اصحاب "بوتيكات" المجتمع المدنى بمحاولة لى ذراع لمجلس الشورى الذى يرفض اضافة هذه المادة فى القانون وكيل الإتهامات له بأنه غير شرعي وغير وطنى ولا يعبر عن المجتمع المصري وغيرها , كما يتهمون الرئيس الدكتور محمد مرسي بأنه يمارس "ديكتاتورية" ويقمع "الحريات والأقليات والمرأة".

وها هى الدكتورة فايزة أبو النجا "ونعرف جميعا من هى" تصرح للاهرام العربي في 22 ابريل الجاري بأن الولايات المتحدة الأمريكية دعمت نشر الفوضى والاضطرابات ووسائل إعلام في مصر بـ 150 مليون دولا "حوالى مليار جنيه مصري".

ولعل تصريح وزيرة التعاون الدولى السابقة يفضح اصحاب هذه البوتيكات الحقوقية بل ويفتح الباب للنظر على السلوك السياسي الذى تتبناه المعارضة المصرية ككل , لا سيما تلك التى اتخذت من "المولوتوف" شعارا لها ولم تبرع في شيء سوى فن الرفض والانتقاد ورؤية النصف الفارغ من الكوب والتركيز عليه والتشهير به ومحاولة سكب النصف الممتلئ , أليس ذلك من قبيل الضحك على الذقون؟.

أليس تدليسا أن تتحدث بعض أحزاب المعارضة عن ديمقراطية الانتخاب , وحينما يفوز من لا تهواه , تنقلب على المبدأ وترفع شعار " الحكم الائتلافى" , وحينما يجدوا من يدعوهم للحوار حول سبل تحقق هذا الحكم الائتلافي , يطلبون منه ألا يدعوهم للحوار قبل ان ينفذ شروطهم الهلامية غير المبررة , ألا يعد ذلك اهانة لارادة الشعب حينما ينتخب" زيدا" ليرأسه فنجد الساسة فرضوا عليه معه "عبيدا" , وإلا فسيف الاعلام المنحاز , مسخر على رقاب من يرفض دفع الاتاوة , ويكاد يثق فى انه سيصنع تحولا فى وعى "الاغلبية المغيبة" ويضمهم للقتال في صفه.

وليقل لى أحدهم , هل يستدعى أمر بقاء النائب العام الجديد المستشار طلعت عبدالله او استقالته كل هذا الضجيج وتعالى الصيحات والامتعاضات المفتعلة, وكيل الاتهامات غير المنطقية ضده , وهم من صبروا عشرات السنين على المستشار عبد المجيد محمود ويعلمون يقينا وليس شكا او احتمالا – نظرا لكون معظمهم صحفيين - انه فاسد حتى النخاع او يزيد , وحال سبيلهم يقول"أسد على وفى الحروب نعامة" فأين كانت حساسيتهم ووطنيتهم تلك طوال السنوات الظلماء التى عاشتها مصر, أم ان ظلام تلك السنوات كان نتاجا لتحالفهم مع فساد المخلوع؟.

كيفيطالبون الرئيس بالقصاص للشهداء وحينما يشكل لجنة تقصى حقائق يسارعون بتسميتها لجنة مرسي الاخوانية لطمس الحقائق , وحينما يرفعون الصوت بتطهير القضاء واقالة نائب عام مبارك , ويستجيب مرسي لمطالبهم يقولون أخونة القضاء , وحينما يمارس التطهير فى الشرطة يقولون أنه يأخون الشرطة وهلم جرا, يزعمون ايمانهم بحرية الاعتقاد ولكنهم يتباكون بكاء التماسيح تضامنا مع التيار السلفي الذى تصور ان التقارب المصري الايرانى يعنى "تشييع مصر"بل أن هذا التقارب كان مطلب للتيار الناصري منذ عدة سنوات , ولكن لا مانع من تغيير البوصلة مؤقتا واذكاء نارالخلاف طالما كان الامر يعنى انقساما فى التيار الاسلامى , فأين انت يا حمرة الخجل؟.

أنا والله لا يهمنى من يحكم , ولا مرجعيته الفكرية, طالما الجميع مصريون وطنيون , فقط يهمنى فيه ان يأتى بطريقة عادلة وبارداة شعبية حقيقية , وأن يضمن الاستقلال الوطنى ويعمل على نهضة البلاد ويحقق العدالة فيها.

Albaas10@gmail.com

**************

السبت، 30 مارس، 2013

الثورة وأوهام الثوار العشرة

 بقلم سيد أمين

وضعت الثورة المضادة التى تشتعل في مصر عدة اوهام في طريق الباحثين عن الخلاص وعمدت الى الجنوح نحو ازدراء الاخر والتشكيك فيه والاهتمام بعالم الاشياء والاشخاص قفزا دون المرور بعالم الافكار وغيرها , ونحن هنا نرصد عشرة اوهام رئيسية تذكرنا لحد بعيد بالاوهام الاربعة "السوق والمسرح والكهف والجنس" التى كنا نستذكرها فى مراحل التعليم الثانوى.

ومن اخطر الاوهام التى وضعتنا امامها الثورة المضادة الساعية لافشال كل حركة تطهير.. انها اقنعت بعضا من الناس ان حماس لا اسرائيل هى العدو الحقيقي لأمن مصر القومى , وان كل فلسطينى متهم بالتآمر على مصر حتى تثبت براءته , وان كل فلسطينى شكله "وحش" يبقي من حماس , هذا اولا.

كما نجحت قوى الامبريالية العالمية لحد ما على المستوى القومى العربي فى نقل العداء العربي للامبريالية الامريكية الى عداء طائفي بين الشيعة والسنة , هذا ثانيا.

اما ثالث الاوهام التى تسعي الثورة المضادة الى تأصيلها في الوجدان المصري اقناعه بان تأشيرة المثقف لابد ان تمر عبر تزكية العداء للتيار الاسلامى بوصفه تيارا رجعيا , بحسب وصفهم , ليس ذلك فحسب بل ان المثقف القومى لاسيما الناصري يجب ان يكيد كيدا للتيار الاسلامى عامة وللاخوان المسلمين خاصة وذلك حتى يثبت وفائه للقومية العربية او عبد الناصر كاحد رموزها , وخطورة هذا الوهم انه يضع المتحمسين الوطنيين فى قوالب جامدة لا تناسب الطبيعة المرنة للسياسة ولا الفكر بل انها تجعلهم يحكمون على الناس حكما مسبقا وبأثر رجعى , وبالقطع هذه "الشِرَاك" في اساليب التفكير لا تجعل المرء مفيدا للمجتمع بقدر ما تجعله مشعلا للحرائق.

وللرد الشافي على مثل تلك الادعاءات نقول انه لا خلاف بين التيارين الاسلامى والقومى بكافة فصائلهما مرجعيا , فكلاهما يعتبران ان العروبة والاسلام وجهان لعملة واحدة , وكلاهما يعانيان من صلف التآمر الغربي ضدهما ودفعا بمفرديهما -  احيانا - فاتورة النضال باهظة , وها هو ادوارد ماكميلان سكوت، احد نواب البرلمان الأوروبي يقول في منتدى اوربي حضره قادة جبهة الانقاذ المصرية بأن اوربا لن تسمح للفاشيين امثال دعاة القومية العربية او الاصوليين من الاسلاميين بحكم مصراو اى من الدول العربية , فالغرب يري فينا كلينا ما لا نراه نحن فى انفسنا.

واتخذت الثورة المضادة من "الكراهية الايديولوجية " لدى البعض تجاه الاخوان المسلمين خاصة والتيار الاسلامى عامة ذريعة لمحاربة الثورة ذاتها وهدمها من داخلها بحجة مقاومة "الاخونة" ..وتقويض منطقياتها ومكاسبها ومنعها من اتمام مطالب التطهير .. بل ان ذلك يأتى وسط تأييد اعلامى كاسح.. لدرجة انه جعلهم يعتقدون فى مشروعية اعتبارهم بان مطالبة الدولة عددا من رجال الاعمال - وهم موالون لمبارك- بدفع مديونيات ضرائبية ضخمة للغاية مستحقة عليهم حال الفساد طيلة عصر مبارك من تحصيلها لصالح خزينة الدولة الخاوية عملا عدائيا للاستثمار.. وصار "ثوار ما بعد الثورة" يدافعون عن رجال مبارك الذين كانوا يطالبون بمحاكمتهم منذ أشهر قليلة مضت.. مع ان الغاية من تشجيع الاستثمار فى اى دولة سواء فى العالم المتحضر أوالنامى على حد سواء هى ان تحصد خزينة الدولة الخاوية حقها في الضرائب من المتهربين وليس الحرص على امتلاء خزائنهم فى بنوك اوربا حتى الثمالة والدفاع عنهم وعن حقهم فى التهرب الضريبى هذا رابعا.

وبدلا من اننا كنا نعتبر حتى وقت قريب ان الحوار هو الوسيلة العاقلة والوجيهة لحل النزاع بين متنازعين شركاء في كل شئ تقريبا .. قام البعض باستعجال القفز فوق خط الرجعة وقطع شعره معاوية.. وراح يكرس كل جهده لتأكيد رفضه للحوار وكأن هذا الخيار عملا من اعمال الشيطان التى يتوجب التوبة منها وانكارها فور طرحها هذا خامسا .

وسادس الاوهام التى يسعى البعض الان جعلها معادلة منطقية القول بانه يجب على الحاكم ان يستشر الناس فى كل كبيرة او صغيرة يقوم بها وانه اذا لم يفعل فارادة الميدان اعلى من ارادة البرلمان .. ومنطقيا نجد ان ارادة الميدان - ويقصد بها ميادين التظاهر - لا تعبر عن الشعب الا اذا خرج الشعب بجميع فصائله ضدها ومصرا علي رفضها وهذا بالقطع صغبا للغاية ولكنه ليس مستحيلا .. بل ان شرعية الميدان يشترط فيها ان تأتى كعمل واع وعفوي وتراكمى - اى تكونت عبر فترة طويلة من الزمن - وان تكون اعتراضا علي عمل سياسي وليس خصومة فكرية وألا يكون احتشادها احتشادا مصطنعا ومأجورا ..وان تأتى فى ظل فراغ نيابي او برلمانى او فى ظل برلمان تأكد للجميع تزوير ارادة الامه فيه.

والواقع ان ارادة البرلمان هى سيدة الارادات وذلك لان هذا البرلمان متى جاء بانتخابات نزيهة وتحت اشراف قضائى عادل فسنضمن تمثيلا عادلا لارادة كل قوى الشعب.. اقلية قبل الحكومة ..ومعه لا يجب ان ترتفع اصوات اخري ..وهناك ايضا مشكلة اخري فى فهم شفافية القرارات تتعلق بالامن القومى ..وذلك لأنه من غير المعقول ان تبقي خلفيات كل القرارات معروفة للرأى العام مع ما يتضمنه ذلك من خطورة .

ومن اخطر الاوهام وسابعها الاعتقاد بان هناك حصانة ممنوحة لاحد على الدوام وفى كل الاحوال والاخطر منها اضفاء صفة الشرعية عليها بشكل مطلق .. بمعنى انه من حق الصحفي كنموذج مثله القاضى والشرطى وصاحب التمثيل النيابي وغيرها ان ينقل الاحداث ويكتب ويعب عن رأيه بكل حرية ولكن يحظرعليه ان يصنع الاحداث .. وتلغي حصانته الصحفية اذا شارك فيها.. وعلينا ان نتخيل ان صحفيا شارك فى مظاهرة من مظاهرات "المولوتوف" هنا يصبح قانونا واخلاقا مدانا لان دوره ان يصورها وينقل ما جري فيها بشفافية وصدق وليس ان يشارك فيها.. وبمشاركته سقطت حصانته الاعلامية مباشرة.. ويعامل معاملة المشاغبين .. كما يجب على الاعلامى عامة ان يفصل بين عمله كاعلامى وموقفه السيشاسي ولا يجوز له ان يخلط بينهما.

وثامن تلك الاوهام ..الاعتقاد بأن الثورة المضادة انتهت .. مع ان ذلك لا يعقل اصلا وذلك لأن عناصر النظام القديم التى تربت طيلة 40 عاما على المراوغة والمناورة وامتلكت الثروة والنفوذ الذى تستطيع بهما ان تصنع واقعا ممانعا مع ما تحقق سلفا لها من شبكات مصالح فولاذية مؤمنة ومتماسكة , بالقطع هذه القوي ستظل عائقا قويا امام الثورة لجزء كبير من الزمن وقد تنجح في اجهاضها اذا لم تجابه بتنظيم قوي ومتماسك ومؤمن بحتمية الانتصار.

وتاسع الاوهام واهمها على الاطلاق اعتقاد الجميع "عدا النخب" اننا بحق دول مستقلة , ولو كنا حقا دولا مستقلة ما اعتادت تلك النخب ترديد مطالبها فى الاتحاد الاوربي وامريكا لا القاهرة فى حلم لمواصلة احتلاله لهذا البلد الذى يسعي الان للتحرر..ويكفي هنا اشير الى ضرورة الرجوع الى " الكتالوج الامريكى الذي يحكم مصر بقلم محمد عصمت سيف الدولة" على شبكة الانترنت.

فضلا عن اعتقاد البعض ان الثورة المصرية نجمت بشكل عفوي, رغم وجود ما يبرر حدوثها , وهنا قد اختلف مع كثيرين , لكننى لن اعود للخوض فى تفاصيل كيف حدث ذلك فقد ذكرته مرارا وتكرارا ويمكن البحث على شبكة الانترنت عن مقالى " الاعلام المصري .. وحرب الأجهزة الأمنية "

 ولكن يكفي ان نقول ان الثورة العفوية لا يمكن ان تعامل خصومها بطريقة انتقائية, انها ثورة مخططة ولكن ضلت طريق مخططيها ,وهذا هو الوهم العاشر

albaas10@gmail.com

**************

الأربعاء، 20 مارس، 2013

الثورة واعلام الحرب النفسية بقلم سيد امين

 يعرف خبراء الدعاية العسكرية سلاحا مبتكرا يسمونه الحرب النفسية , ويستخدم هذا السلاح من أجل خفض الروح المعنوية لجنود العدو وارباك قواته والتشويش على قيادته واضعاف قدرتها على التركيز والانجاز , فضلا عن اعطاء وثبة قوية لعزيمة الجنود فى الجانب المهاجم , وتسهيل المهام الحربية عليهم , وتتمثل خطورة هذا السلاح فى انه يحقق نتائج مذهلة ما كان لمئات الالاف من الجنود ان يحققونها , فضلا عن ان تأثير نتائجها على الجانب المعتدى عليه وفقدان ثقته فى قدرات قواته قد يمتد لفترة طويلة بعد انتهاء المعركة .

ويقول خبراء علم النفس السلوكى , ان اى مواطن مهما كانت رباطة جأشه وشديد ثقته بنفسه , حينما يشعر بأن ثمة احدا يراقبه فى كلامه او مشيه او تصرفه عموما , حتما سيصاب بالارتباك والتلعثم , وقد يتعرض لسلسلة متتالية من الاخطاء الجسيمة.

واستغلالا لهذه السيكولوجية , قام خبراء الحرب النفسية بابتكار "تكنيك دعائى" يسمونه " تحطيم الخصوم" وهذا التكنيك يعتمد بدرجة كبيرة على الدعاية السوداء المستمدة من التركيز الاعلامى الشديد علي العنصر المستهدف مع الانتقاد المتواصل له لدرجة تخلق حالة عامة من الرفض المطلق له حتى فى اقرب الحلقات شديدة الثقة به مما يصيب الشخص المستهدف نفسه بحالة فقدان ثقة وشك مطلق فى كل الثوابت .

وهذا التكنيك غير الاخلاقي .. استخدمه العرب الاقدمون فى حكايات سمرهم , مثل الحكاية التى نعرفها جميعا عن جحا وابنه وقصتهما مع طريقة امتطاء الحمار , وكذلك القصة الاخري التى ابتدع فيها جحا اكذوبة الفرح فى الحارة المجاورة من اجل ان يصرف اطفال يلهون ولما بالغوا فى تصديقه , اقتنع هو ان هناك فرحا بالفعل وذهب فى اثرهم.

ومن التكنيكات الدعائية الاخري التى يستخدمها الاعلاميون الأن , تكنيك "التكرار" فى ترديد المبررات والاتهامات لدرجة مملة بهدف خلق شرخ وجدانى عميق ووضع بذرة للتخوف والشك سرعان ما تنمو رويدا رويدا حتى تصبح "مسلمة" يقينية لا يجوز تكذيبها , كأن يكرر احدنا اتهام شخصا ما بأنه لصا رغم ما عرفه الناس عنه من التزام وامانة , فى البداية سيرفض الناس قبول الاتهام له ولكن مع اصرارنا على تكرار توجيه الاتهام اليه فى كل المناسبات يبدأ الشك يساور بعضهم فى صحة اتهامنا ويبدأون فى تأويل كل تصرفات الرجل ليتماشي مع هذه التهمة.

وهناك تكنيك "التضخيم" ويقوم فيه رجل الدعاية - ولا نقول اعلام لما يتوجبه من موضوعية - بتضخيم الاحداث البسيطة والصغيرة وتهويلها , كأن يتظاهر مئات الاشخاص فى مكان فنقوم بنقل التظاهرة وكأن الملايين شاركوا فيها , او ان يتشاجر بعض الناس بعضهما البعض فى مشاجرة عادية تحدث كل يوم منذ قديم الازل فنسميها حربا اهلية, ويقابل ذلك تكنيك "التجاهل" ويقوم على تجاهل كل امر مفيد يفعله الطرف الاخر بينما نقوم بالتركيز على حسناتنا ومميزاتنا .

ورغم ان التعميم من الاخطاء فى منطق التفكير الا ان هناك تكنيكا يقوم على مبدأ "التعميم" كأن نعتبر كل من هو ملتحى شخصا ينتمى للتيار الاسلامى , مع ان الرهبان اليهود وقساوسة المسيحية يلتحون ايضا , بل ان بعض شباب الهيبز ملتحون ايضا.

وهناك تكتيك "الترغيب والترهيب" وبالقطع كلنا نعرف مثل هذا النوع من وسائل الدعاية , ويقابلة تكنيك "الترغيب والتنفير" ويقوم بلصق ما هو جيد وطيب ومفيد باحد الاشخاص بينما يلصق عكس ذلك على الطرف الاخر لدرجة تجعل احدهما يبدو كملاك واخر كشيطان.

ويوجد ايضا تكنيك " تجريح الخصوم"ويهدف للنيل منهم واضعاف حالتهم المعنوية ويقابله تكنيك " التبجيل" كأن نضفي احتراما ومراتبا علميا على انفسنا وعلى فريقنا وعلى من يؤيدوننا , فى حين نتهم الاخرين بالجهل والتفاهة والسفه.

وهناك تكنيك "الشعارات الوطنية" كأن نضفى على كل ما نفعله شعارا وطنيا حتى ولو كان عملا تخريبيا , كأن نحرق مؤسسات الدولة لمنع الاخونة , وأن نستمر فى تظاهرات غير مبررة بهدف الحفاظ على مدنية الدولة - مع اننا نحن لا هم من يدعون لسيطرة الجيش علي الدولة بل أنهم هم لا نحن التيار المدني الداعى لمدنية الدولة فى هذه الحالة .

لقد اردت ان اسرد ذلك من اجل ان اضع للقارئ توصيفا علميا لحالة الانفلات الاعلامى الذى تشاهده مصر الان , ولأؤكد له انه ليس انفلاتا بما يحمله من علامات الفوضى ولكنه عملا مخططا وممنهجا من اجل تنفيذ هذه الحرب النفسية , مع ان المتحاربين هنا ابناء وطن واحد وثقافة واحدة, بل وجسد واحد واى محاولة لفصلهما عن بعضهما البعض تعنى موتهما معا , وبالقطع مصر ستبقي بكليهما لأبد الأبدين , فما هى الا سحابة صيف ستنقشع بمجرد ان يزول نظام مبارك وادواته واجهزة اعلامه التى تزفر الأن زفرتها الاخيرة قبل ان تفارق جسد مصر , هذا الجسد الذى اصابته بالهزال واخرته عن سائر الامم

 

*************

السبت، 9 مارس، 2013

تفاح الجن..وثوار ما بعد الثورة - بقلم سيد أمين

 منذ زمن بعيد , كتب الدبلوماسي الايطالى الشهير نيقولا مكيافيلليى كتابا لم يرقى لشهرة كتابه الأشهر "الأمير" ,عنون هذا الكتاب النادر باسم "تفاح الجن" وسطر فيه فصولا من حيل واعاجيب مارسها جن القيلولة للايقاع بضحاياه من الشاردين والتائهين وضعاف النفوس في تلك البقاع النائية.

درس هذا الشيطان الماكر نفسية ضحاياه من هؤلاء المعذبين وتعرف على مخابئها اكثر مما هم يعرفونها فى انفسهم وراح يمتطيهم كما تمتطى الجياد والحمير والبغال ويقودهم الى حيثما يحب ويهوي بشغف منهم واصرار فيهم فيلقي بهم الى التهلكة.

فصور هذا الشيطان الماكر لهم الرذايا وكأنها مزايا.. وثمار الحنظل وكأنها تفاح ناضج يفتح الشهية طعما ويسر الناظرين عينا.

والهدف من وراء استدعاء افكار هذا الكتاب الان , التذكير بأن ثمة هوة كبري بين النظرية والتطبيق , والقدرة والامنية, والظاهر والباطن , خاصة ان البعض يطرحون افكارا ورؤي بالغة "البهرجة والزركشة " لكنها تفتقد فى احيان كثيرة الى المنطق ..وهم يسعون من وراء ذلك الوصول الى نتائج اخري غير التى تقولها ألسنتهم , الا أن هذه الاطروحات الظاهرة صدقها بسطاء مسمطون بلا خيال, فرسخت فى مخيلاتهم , واعتبروا عينها عين اليقين , لا يمسها زيف او خداع او حول , رغم انها هى بالكامل مجرد زيف فى خداع فى حول وما كانت الا للتخديم على منطقيات الجلاد وليس الضحية.

ومروجو تلك اللا منطقيات الشائهة والدعاوي العبثية من قلة من الاعلاميين ارتضوا ان يعملوا كسحرة فرعون يزيفون الحقائق ليحيكوا غطاءا منطقيا يغطى ترهات ثوار ما بعد الثورة , اصحاب البطولات الورقية وصناع "ذوابع الفناجين" وهى البطولات التى تذكرنا لحد بعيد ببطولات اسماعيل يس وعلى الكسار.. الا ان الفارق هنا هو حسن نيه الممثلين الاثنين ورغبتهما فى اضحاك الناس وهو عمل حميد لحد ما, بينما الاخرون يفعلون ذلك بسؤ نيه واضح وافتقاد كبير للوطنية سواء أوشرف الخصومة السياسية , ويكيدون كما تكيد النساء حيث توافر لديهم الاستعداد لخرق السفينة والغرق فيها , طالما غرق بينهم من يكرهون.

والمشكلة ان هناك بسطاء صدقوا هؤلاء السحرة عارضي تفاح الجن , حينما اخبروهم انه لو سقط مرسي ستنتصر مصر , وفى الحقيقة انه لن تكون هناك مصر اصلا , بل ان الحسابات البنكية المتخمة باموال الشعب المسروقة هى فقط التى ستنتصر وستبقي , واللصوص سيستمرون فى اداء مهمتهم المقدسة فى امتصاص حليب البقرة الهزيلة البكماء الخرساء العمياء بمفردهم بعد توقف دام عامين من عمر التاريخ.

البسطاء صدقوا ان هؤلاء السحرة هم الثوار ولم يدركوا انهم فى الواقع ليسوا ثوار ما بعد الثورة فحسب ولكنهم ثوار على الثورة , هم لم يدركوا انه ما كان لمبارك واجهزته ان تمكن احدا ليعمل فى اى اقل المهن شأنا بالدولة ..ما بالك الاعلام .. الا بعد اداءه القسم واتخاذ ضمانات تجهيزه بان يكون كومبارسا لا دور له الا ما يلقن به , وكان الاكثر حظا وحظوة عند تلك الأجهزة هو هذا الذى يتم تقديمه للناس بوصفه معارضا للنظام , فيبدأون تدريبه على مهمة التمثيل او خداع الشعب , وسرعان ما ينجح فى اداء الدور فيصبح بطلا وطنيا وقف ضد النظام , مع انه هو قلب النظام ,لكنه اجاد مهمة الخداع واستطاع ان يصنع من الشعب مليون برئ كبراءة احمد زكى في فيلم البرئ .

وينسج هؤلاء البسطاء خيوط الاحلام ويبنون قصور تناطح السحاب بينما هى من رمال , املين فى وطن يكبر وينمو بينما هو ينهار , يعتبر الواحد منهم انه امتلك صندوق المعرفة بينما لا يعدو ان يكون ببغاء.

ويروج هؤلاء السحرة ضمن ما يروجون ان الاسلاميين الذين يحكمون "اسميا" مصر يريدون تسليم مصر لامريكا , وهم بذلك يمتدحون سيدهم ومولاهم مبارك ويعطونه صك الوطنية وكأن مصر كانت في عهده دولة مستقلة حقا , مع ان اى مراقب سياسي يعلم يقينا ان مشكلة الشعب العربي كله وعلى رأسه مصر انه صدق اكذوبة استقلال بلدانه؟.

بل ان المصريين صدقوا انهم وقعوا اتفاقا للسلام بينهم وبين اسرائيل يقوم على الندية وفى الواقع هو يقوم على الاذعان وعلى جعل مصر كلها وليست سيناء رهينة لدى اسرائيل.

ويحضرنى هنا دراسة مكثفة وقصيرة للدكتور محمد سيف الدولة ذلك المفكر القومى المخلص عنونها باسم "الكتالوج الامريكى الذى يحكم مصر" حيث اكد فيها ان اتفاقية السلام مع العدو الصهيونى انتجت خمسة محاور لهدم الدولة المصرية اولها جعل سيناء رهينة دائمة لاسرائيل وثانيها تدمير القطاع العام الذى يقوم بالصرف على المجهود الحربي واستبداله بمعونة عسكرية ثالثها صناعة طبقة من رجال الاعمال وبالتالي الاعلام الذين يدينون بالولاء لامريكا ورابعها صناعة منظومة حزبية وسياسية شاملة تقوم على الاعتراف بالدور الامريكى في مصر وخامسها عزل مصر عن محيطها العربي والانفراد بكليهما.

هل فهمتم الأن ماذا يحدث في مصر أم انكم لا زلتم تحتاجون المزيد ؟

هل فهمتم ان السادات قد صدق حينما وصف نتائج ما جنته يداه بقوله ان 99 % من اوراق اللعبة في يد امريكا؟

هل فهمتم ان الجميع بلا استثناء يذكر من صنائع هذا الشيطان الماكر يهرولون الى امريكا , وانه يجب علينا ان نختار بين من يمتلكون نصف ارادة للاستقلال بوازع من دين مقارنة باخرين لا يمتلكون اى ارادة ولا يوجد لديهم ما يحفزهم اليها ولا يوجد انصار لهم يقفون معهم وقت ان يحتاجهم الوطن.

هل فهمتم ان استقلال البلاد يحتاج لقوة منظمة تقودنا اليه؟

هل عرفتم ان المسلمات الاصطناعية الزائفة , كالقول بأن الفكر العلمانى التقدمى يقف حجر عثرة امام الفكر الدينى الرجعى المتخلف هى مجرد تفاحات يقدمها الجن لخداع ضحاياه وهو يقودهم نحو الرذيلة ؟

هل شاهدتموه وهو يشق صفنا ويثير موروثات ماضى لو كان ابطاله موجودون الان بيننا لوبخوهم عليها توبيخا , بالزعم بأنه لكى تكون ناصريا فاذن يجب عليك ان تسب الاخوان, والعكس صحيح؟

مع ان نزاع الاقدمين كان الانتصار لاستقلال البلاد , اما نزاع اليوم فهو مضيعة للاستقلال وليس دفاعا عنه.

 

****************

الأحد، 3 فبراير، 2013

مرسي وصدام .. وحرب الاعلام الفاسد - سيد أمين

لحد بعيد .. تذكرنى الحملة الدعائية السلبية التى يتعرض لها الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية بتلك الحملة الدعائية التى تعرض لها الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين ابان حربى "ضم الكويت" عام 1990 وغزو العراق عام 2003 , وذلك من حيث التكنيكات الدعائية وكثافتها ومنطلقاتها واهدافها ووسائلها ومبرراتها.

ولعله ليس صدفة ان يكون عدد كبير ممن روجوا لتلك الحملة الدعائية السوداء انذاك طرفا فى الحملة الدعائية الثانية الأن , فها هو عمرو موسي وزير خارجية مصر الذى هندس عملية خنق العراق اثناء الحرب الاولى واضفى شرعية على الاحتلال الامريكى لهذا البلد فى الحرب الثانية من خلال موقعه كامين عام الجامعة العربية , ها هو موجود فى الطرف المخطط للحملة ضد الرئيس.

وها هو الدكتور محمد البرادعى الذى التزم الصمت المميت تجاه قول كلمة حق واضحة انتظرها منه مليار مسلم فى العالم وتوقفت عليها حياة اكثر من مليوني طفل وشيخ وسيدة وشاب عراقي لقوا حتفهم بأفتك الأسلحة وأكثرها اجراما , ها هو احد اركان الحلف المناوئ للدكتور محمد مرسي ويدير للأله الدعائية ضده.

وها هو حزب الوفد يمارس ذات الدور الذى مارسه عام 1990 بايعاز من حكام السعودية والكويت , حيث صار معقلا لكل القوي المناوئة ومركزا لتجمعهم , كما انه فى كلا الحالتين صار ايضا محطا للسفير الامريكى ووزير خارجيته.

وها هم رجال الاعلام - بقي من بقي ورحل من رحل وتاب من تاب - قبضوا انذاك الملايين واستلموا السيارات الفارهة من سفارات امارات الخليج وعرابيها وراحوا يبدعون فى اطلاق الشائعات والاكاذيب ضد العراق ورئيسها , وخنقوا كل كلمة حقا او حتى تتحلى بلمسة منطق اوعقل او دين او عطف او شفقة يمكن ان تقال هنا او هناك , وهم الأن لا زالوا يقبضون , لانهم لا يعرفون سوي القبض واستلام الشيكات.

والملفت ان منتجات ماكينة الدعاية التى يديرونها تتميز بكثافة الانتاج لدرجة تجعل المتلقى بل والضحية نفسه يقف عاجزا عن تفنيدها وبيان مواضع عدم منطقيتها , لكن الغريب ان المتلقي في قطاع ليس بقليل من الشعب يبتلع الدعاية السوداء حتى اخرها دون ادنى فحص او تمحيص , مع ان الكثير من تلك المنتجات الدعائية سيئة الصنعة لا تتوافرل فيها ادنى شروط توافر المنطقية في الحبكة وهو الامر الذى تسبب فيه تعجل المدبرون فى الحصول على المنتج من اجل تشتيت انتباه دفاعات الضحية , واستفادة من التكنيك الاعلامى الذى يؤكد ان شيئا سلبيا سيعلق فى اذهان الجمهور تجاه الضحية جراء اطلاق سيل من الاتهامات الكاذبة ضده حتى لو ثبت كذبها جميعا .

وتعرض الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية لحملة متواصلة من الدعاية السوداء غير المبررة منذ ان نطق قضاة لجنة الانتخابات بفوزه بالمنصب , بدأت الحملة من خلال اطلاق ارتال من الشائعات غير المنطقية بان الانتخابات زورت "ودبروا" فى ذلك عشرات الاسانيد الواهية , ثم قالوا انه مريض بالصرع "ودبروا" عشرات الاسانيد الواهية وتحدثوا عن "الاستبن" وتدخل الجماعة فى شئون الرئاسة, والنفوذ القطري تارة والسعودى تارة والامريكى تارة والاسرائيلى تارة ,الى الاخونة وجماعات الامر بالمعروف وفرض النقاب وبيع قناة السويس , وغيرها ما لا يمكن لاحدنا ان يحصره .

ولكننا هنا سنتعرض  فقط لما حدث بعد الذكرى الثانية للثورة , فدعاة الديمقراطية عبر الشاشات رأيناهم  ينقلبون عليها بعدما صنعوا الاكاذيب وصدقوها , فقالوا ان الرئيس فقد شرعيته ويجب الاطاحة به , ولا نعرف لماذا ؟ هل لأن من انتخبوه ماتوا مثلا ؟ ام انهم تابوا ؟ وقالوا ان الشعب يطالب باسقاطه , بينما من نراهم على الشاشات لا يتعدون عشرة او عشرين الفا , نعرف من اين جئ بمعظمهم ؟ وكم دفع لهم؟ ومن دفع ؟ وعلى اى حال هم لا يمثلون الشعب مطلقا , ثم نراهم يدافعون عن ميليشيات محمد ابو حامد وحركة اسفين يا ريس بعدما غيرت اسمها الى "بلاك بلوك" و"ارتدت الاقنعة"  , رغم انهم ابتدعو اكذوبة ميليشيات الاخوان وراحوا يبحثون عما يمكن اعتباره تدليلا على وجودها .

ثم ان دعاة دولة القانون راحوا يعتبرون ان من يهاجمون السجون فى محاولة لافلات عشرات المجرمين المتهمين بقتل اكثر من 70 شخصا فى مباراة لكرة القدم والمحكوم بالاعدام على بعضهم , ثوارا , ويدافعون عنهم , مع ان ذلك ينافي تحقيق العدالة ويهدم دولة القانون , فاقتحام السجون فى كل مكان بالعالم مجرم والقتل عقوبة من يقدمون عليه مهما كان عددهم , وتعالوا بنا نتخيل ان هؤلاء المجرمين نجحوا فى اقتحام السجون وافلتوا المحكوم عليهم , تري كيف كان رد الفعل ؟ ألم يقيموا الدنيا ولايقعدوها  ضد الرئيس!!!

وحينما استمرت الاشتباكات فى مدن القناة وعاب بعضهم على الرئيس تأخره فى اصدار قانون الطوارئ ومفرض حظر التجول حقنا لدماء الناس , رأيناهم يغيرون مواقفهم ويدينون قرارات الرئيس ويحرضون عليها بل ويطالبون بمحاكمة الرئيس بحجة قتل "الثوار" الذين ذهبوا لاقتحام السجون فى مدن القناة الثلاث.

ورغم انه لم يمر يوم واحد على الوثيقة التى شهدت توقيعها مشيخة الازهر حول رفض و ادانة العنف واستخدام القوة, عقب الاضطرابات التى نتج عنها التحرش بل واغتصاب 32 فتاة فى ميدان التحرير اثناء الاحداث - بحسب منظمات نسوية وصحف اوربية - وكذلك اقتحام وحرق عدد من المدارس وسرقة المحال والفنادق اهمها فندق سميراميس وقطع خطوط المترو والسكك الحديدية والمياة والكهرباء واختطاف ضباط شرطة كبار وترويع الامنين بالسنج والمطاوي والطبنجات , رغم انه لم يمر يوم واحد من توقيع هذه الوثيقة الا ان "جبهة الانقاذ" دعت الى تظاهرات ومسيرات الى قصر الاتحادية وهناك قاموا باشعال النيران فى بوابات القصر والقوا قنابل المولوتوف على من هم بداخله من قوات الحرس الجمهوري التزمت اقصي درجات ضبط النفس وما ان كشرت الشرطة عن انيابها وكاد صبرها ينفد حتى راح بعض عناصر الجبهة بنفوون صحة البيان الذى يفيد بانسحاب الجبهة من التظاهرات حول القصر.

وكانت اخر حوائط مبكى اعلام مبارك تلك الخاصة بشخص قيل ان الشرطة جردته من ملابسه تماما رغم انه نفي صحة ذلك وقال ان من فعلوا ذلك هم المتظاهرين لاعتقادهم بانه كان يعمل مرشدا للشرطة , واكدت صحة اقواله شهادتان احداهما لاحد القضاة والاخري لاثنين من الاعلاميين احداهما براديو مصر والثانى فى قناة الجزيرة , ويبدو ان قناة "الحياة" لصاحبها السيد البدوي ارادت ان تساير شقيقاتها on tv   و cbc  وراحت تصنع الخبر بدلا من ان تنقله فقط.

لقد اظهرت الاحداث التى مرت بها مصر طوال الفترة الماضية انه يننا وبين الديمقراطية سنوات طوال , وان تحرر نخبتنا "المعينة" علينا , من امراضها هو محض هراء , وذلك ان من عينها اراد تعيين امراضها وليس تعيينها.

Albaas10@gmail.com

mubcrime@gmail.com

****************

الأحد، 13 يناير، 2013

عن الاخونة والقضاء والاعلام ومعارك التطهير - بقلم سيد أمين

فجأة قد يجد الواحد منا نفسه أمام أحد خيارين , اما ان ينحاز لولاءاته الفكرية والايديولوجية وينخرط للقتال فى صفها مدافعا بالحق والباطل , واما ان ينحاز لفكرة العدالة ويدافع عن الحقيقة حتى لو كانت بيد من هم ليسوا من نهجه , وهنا تظهر معادن الناس , ومدى قدرتهم على خدمة البشرية وتحملهم سهام النقد غير المنطقية من اجل العدالة .

ولاننى وقعت بين احد خيارين اولهما عبر عنه الرئيس الامريكى المجرم جورج دبليو بوش "من ليس معى فهو ضدى" والاخر للفيلسوف الفرنسي فولتير الذى قال"قد أختلف معك فى الرأى و لكنى مستعد أن أدفع حياتى ثمنا لحريتك فى الدفاع عن رأيك" لذلك اخترت ان انحاز للعدالة , حتى لايقال ذهب العدل من الناس.

وسألنى احد الاصدقاء حول توقعاتى عما قد يحدث فى 25 يناير القادم وهو اليوم المناسب للذكري الثانية للثورة وعما قد تنتهي اليه عمليات الحشد المريبة التى تتم من قبل جماعات واحزاب واجهزة امنية توالى نظام مبارك , وقلت له اننى سأكتب مقالا حولها وعزمت ان اكتب عن مغامرات وبطولات ومعارك "دون كيشوت" , واعتبرتها هى الاقرب والاكثر تعبيرا عن طبيعة المرحلة , لانها معارك لاقيمة لها , وبطولاتها مفتعلة , ومغامراتها مخجلة , وستنتهى بمزيد من سكب الدماء دون وصول لهدف لا اكثر ولا اقل , فى معركة غير معروفة الاسباب ولا المبررات ولكن يعرف منها الهدف وهو تقويض نظام حكم الرئيس محمد مرسي , وستنتهى كما انتهى امر "دون كيشوت" بانه يكتشف انه كان مسخا , ضيع وقته ووقت الناس معه.

والحقيقة ان هناك ملفات منها القديم ومنها المستجد كان يجب ان اتطرق اليها , القديم هو الخاص بتطهير القضاء والسلك الدبلوماسي , والمستجد منها الاخونة .. بينما يبقي الملف القديم الجديد هو سلطة الاعلام.

ومنذ عدة سنوات والمجتمع المصري برمته من النخب ومن غير ذى النخب , ساخط بشدة على الفساد فى هذا الملف المهم , سواء من ناحية ألية تعيين وكلاء النيابة وباقي الاجهزة القضائية او من ناحية عدالة الاحكام وموضوعيتها , وكلنا يعلم – ولا ينكر ذلك مصري واحد الا اذا كان لا يعلم او فى نفسه مرض – انه طوال فترة الرئيس المخلوع لم يعين فى هذا المجال الا واحد من اثنين الا فيما نذر وهم قليلون للغاية , اما راشي , والتسعيرة كانت تصل لمئات الالاف من الجنيهات , واما محسوب على هذا المسئول وذاك القاضى الكبير, وكلاهما جريمة يعاقب عليها القانون لاهدارها مبدأ تكافؤ الفرص , وتهدر نظام الكفاءة كمعيار وحيد لهذه المهنة بالغة القدسية والخطورة , ونجم عن ذلك ظهور وكلاء نيابة وقضاة لا يعرفون شيئا عن القانون الذى يحكمون به , وعادة ما تصدر احكامهم هائمة تعبر عن الهوي والانطباع بل والمصلحة , فتأتى قاتلة للعدل وعكس ما ينبغي ان تكون.

وسر لى صديقى الصحفي "الناصري" عن خشيته من ان يمثل ذات يوم امام احد وكلاء النيابة في اى تهمة كانت ثم يعرف هذا الوكيل انه كان مؤيدا للدكتور محمد مرسي فيصدر عليه حكما قاسيا , وقال انه اصبح الان حينما تذهب للقضاء ,  فالقاضى لا يعمل جهده فى فحص ما لديه من مستندات ليصدر حكما بخصوصها , ولكنه يبذل قصاري جهده لمعرفة ولاءك السياسي ليصدر عليك حكمه.

ولنا فى حكمين صدرا مؤخرا ضد شخصيتين بارزتين برهانا واضحا , الاول خاص بالاعلامى توفيق عكاشة الذى كان يوالى الرئيس المخلوع ومن بعده المجلس العسكري حيث خرج فى برنامج يقدمه على احدى فضائيات الفلول يسب ويلعن رئيس الجمهورية ولما تمت مقاضاته تمت تبرئته على الفور, والثانى مع الشيخ عبدالله بدر الذى انتقد عبر قناة الحافظ الدينية الفنانة الهام شاهين - التى توالى نظام مبارك ايضا – بسبب ما اسماه ظهورها شبه العاري فى الاعمال الفنية التى قدمتها وهنا صدر الحكم باغلاق القناة ومنع الشيخ من الظهور اعلاميا لمدة شهر , والسؤال هل هيبة الفنانة يجب ان تكون اكبر من هيبة الرئيس.!!!

وقال لى رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة فى سؤال له حول تفشى ظاهرة العشوائيات فى تلك المدينة الحضرية , ان جهاز المدينة يقوم مرارا وتكرارا بتحرير محاضر الازالة ضد المعتدين على اراضى الدولة والمخالفين في منطقة التجمع الثالث ويرسلونها الى النيابة فيفاجئوا بانها تقوم باخلاء سبيلهم مقابل غرامة مائة جنيه دون ان تأمر بازالة المخالفات , الامر الذى حول تلك المنطقة الى منطقة عشوائية معبرا عن رغبته فى توصيل صوته الى المشرعين بضرورة تغليظ العقوبات فى القوانين الجديدة والا لن تصبح فى مصر منطقة حضرية واحدة , ولعل الانتقادات التى وجهت للقضاء هى ذاتها الموجهة للسلك الدبلوماسي من حيث المحسوبية والرشوى كمعيار للتعيين , فضلا عن عدم تفاعل تلك السفارات مع الجاليات المصرية فى الخارج ان لم يكن السفراء القائمون على امر تلك السفارات ارتضوا ان يعملوا كممثلين للدول التى هم بها فى مصر وليس العكس وهو ما يعرفه المصريون جليا فى سفاراتنا بدول الخليج , فضلا عن الامر لا يعدو عند اكثر سفرائنا عن مجرد نزهة طويلة  وفرتها له مصر للفسحة والاستمتاع بما حرم منه فى بلاده.

وثانى الملفات هى تلك التى تخص "الاخونة" ودعونى انتقد المصطلح جملة وتفصيلا , فمن المعروف فى البلدان المستقرة ديمقراطيا , ان من يفوز بالاغلبية يحكم , منفردا , وله وليس لغيره القرار فى ان يستعين بمن هم ليسوا من حزبه , وان فعلها فهذه مكرمة منه , وان لم يفعلها فلا غبار عليه ,هذه هى الديمقراطية ونظام حكم الاغلبية كما نعرفها وكما عرفها سارتر وبرتراند راسل وادم سميث وغيرهم ممن ارخوا لها من فلاسفة الغرب , هذه اولا , وثانيا ما مبرر القلق من ان يحكم الاخوان , أليسوا هم ومن يوالونهم فصيلا مصريا واسعا تم اقصاءه ظلما وتجبرا فى الفترات السابقة ؟ ألم يأتوا بنظام انتخابي ؟ أليس من حقهم ان يحكموا بالطريقة التى تناسبهم فى اطار الدستور الذى ارتضاه الشعب ؟ هل وجود وزير او خفير او رئيس اخواني يعنى انهم سيخلدون فى مناصبهم ولن يبقي احدهم لمدة اربعة سنوات فقط  ثم يحل محله من يفوز فى الانتخابات التى تليها؟ ثم انه لو كان بمقدور الاخوان ان ينالوا الاغلبية فى كل الانتخابات الديمقراطية , اذن , فمن حقهم ان يحكموا لانهم يحوزون على ثقة الشعب او ربما لانهم هم الشعب , ايهما ؟ كما انهم لو كانوا بتلك الكثافة التى تمكنهم من بسط سيطرتهم على البلاد فوجب ايضا ان نعترف بقوتهم وحقهم فى تقرير مصير بلادهم؟

ثمة , سؤال مهم ايضا , لماذا كلما يقترب مرسي من اى حركة تطهير – وهى من مطالب الثورة وثوار "عام 2011"  اصلا – نجد تنفجر نبرة الاخونة فى ابواق اعلام مبارك , ألا يعنى ذلك ان نظام مبارك المتجذر وليسوا الاخوان يرسلون رسائل لنا نحن لا نقرأها بانه اما هم او الاخوان ولا ثالث بينهما ؟ ام انها رسالة لترهيب الاخوان ودفعهم دفعا نحو الرضاء بتشكيل تحالف مع الفلول تحت وطأة دعاية ألة علامية شرسة يمتلك رجل اعمال واحد من رجال مبارك وهو محمد الامين قرابة عشرة قنوات فضائية ينفق فيها مئات الملايين شهريا كرواتب(!!) حيث انشأ (فى أول رمضان بعد الثورة قناة CBC ثم تبعها بقناة ثانية CBC دراما ثم ثالثة +CBC وفى سبتمبر 2011، اشترى 85% من قناة النهار وقناة النهار دراما، ثم اشترى مجموعة قناة مودرن (مودرن سبورت – مودرن كورة – مودرن حرية) ثم وكالة الأخبار العربية AUA من ورثة محمد الخرافي، حيث ينشئ قناة إخبارية بتكلفة قناة الجزيرة القطرية، التى تقف وراءها دولة كاملة، ثم صحف الفجر واليوم السابع والمصري اليوم , وتجرى الآن مفاوضات لشراء مجموعة قنوات بانوراما التى تضم قناتين للدراما وقناتين للأفلام إحداهما للأفلام العربى وأخرى للأفلام الأجنبي، وأيضاً "موجة كوميدى").

لقد سقط الاعلام سقوطا مدويا , فهذا الاعلام الذى كان يسبح بحمد مبارك ليل نهار ويبكى ويتباكى على ان سمعة الرئيس مبارك من سمعة مصر وهيبته من هيبتها ضد اى زفرة ألم مكتومة تنطلق هنا او هناك ضده , هو ذاته هذا الاعلام والاعلاميين الذين يستبيحون شخص مرسي شهيقا وزفيرا , وفى الليل والنهار , وبكرة واصيلا, ويقولون انه حرية الاعلام لدرجة انهم اعتبروا ان حرق قرابة 40 من مقار حزب الحرية والعدالة امرا مشروعا وتكسير زجاج حزب الوفد عملا بربريا , واعتبروا ان الاعتداء على المستشار صبحى صالح عملا ثوريا وان الاعتداء على محامى مبارك شوقى السيد عملا فاشيا , واعتبر ان حصار مبنى الاذاعة والتلفزيون عملا ثوريا وحصار مدينة الانتاج الاعلامى عملا بربريا , واعتبر ان دعوته لحصار وزارة العدل عملا ثوريا اما حصار الدستورية فاعتبره عملا بربريا , واعتبر ان مسألة رئيس تحرير الدستور فى جرائم تحريض اعتداءا على حرية الصحافة ورحب باغلاق قناة الحافظ .. والامثلة لا تحصى من تلك الازدواجية , لدرجة ان احدهم وهو واحد ممن سخرهم جهاز حساس لمعارضة مبارك من قبل رأيناه فى احداث الاتحادية يقوم باذاعة عناوين منازل قيادات الاخوان المسلمين داعيا متظاهري احداث الاتحادية للذهاب اليهم وقتلهم ,, فهل هذا يقع ضمن حرية الاعلام.

خلاصة : اما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث فى الارض , انها الثورة الربانية.

mubcrime@gmail.com

albaas10@gmail.com

***************

الجمعة، 28 ديسمبر، 2012

 

يد الله الباطشة .. جبهة إنقاذ مصر الحقيقية بقلم سيد أمين

سيد أمين

الحمد لله ظهر وجه شعب مصر الحقيقى فى اللحظة الحاسمة حينما كانت مصرتقلب وجهها الى السماء بحثا عن مخرج وضعتها فيه نخبة من بنيها  لم يراعوا فيها دينا ولا ذمة, هذا حقيقة ما عاشته مصر طوال عدة اشهر مضت.

وكانت "جبهة إنقاذ مصر" الحقيقية ويد الله الباطشة فوق ايديهم هم هؤلاء الكادحين الذين انخرطوا فى ميادين العمل , الصانع فى مصنعه, والزارع فى مزرعته , والتاجر في سوقه أو متجره , والذين ما ان استدعتهم مصر ليقولوا كلمتهم حتى أسرعوا فحسموا الجدل وأنقذوها من خراب بين ودمار كاسح وسط حالة لا متناهية من اللغط والشك المتبادل والممنهج .

أراحت يد الله الباطشة الصدور بعدما نزعت فتيل قنبلة ألقاها ساسة النخب فى وجه التاريخ والحاضر والمستقبل كانت توشك ان تنفجر.

ويخطئ من يعتقد أن الريفيين هم عبارة عن اناس بسطاء لا شأن لهم بالسياسة ومسالكها وطرق فهمها أو ان الريفي كما صوره فيلم "العتبة الخضرا" عبارة عن إنسان بسيط موجه بهرته أضواء المدينة واعتقد ان كل صندوق احمر هو صندوق بريد , هذا هراء كبير , فالريفيون – ونحن منهم – لم تلوثهم بعد أضواء المدينة والمنهج النفعي الذى يسيطر علي بعض أهلها دون اكتراث بتراث وتاريخ وإحقاق حق وإبطال باطل وشهامة ونجدة وإغاثة ملهوف او مظلوم , كان بعضهم أكثر عمقا وبداهة فى فهم العمل السياسي من أساتذة الجامعات المتخصصين.

من بينهم وجد ما يطلق عليهم علماء الاجتماع "قادة الرأى", بسطاء يفصلون بين الخير والشر والحق والباطل بكلمة واحدة ناجزة بوعى اكتسبوه ليس من مدارس ولا جامعات فحسب ولكن من تراث متوارث من الجدود للآباء للأبناء للأحفاد, ومن فطرة سليمة واتساع أفق لم تشوشه حسابات خاصة او إعلام يسكب في العقول الخطايا سكبا ويحمل المواقف فوق ما تحتمل بحسب رغبة صاحب هذه الفضائية او تلك , بعضهم يحملون شهادات جامعية ولكنهم يعتبرونها مجرد أوراق قدر لها ان تحبس فى الإدراج من ضآلة علمها , وقلة قيمتها.

هؤلاء هم من قاوموا إعلام رجال أعمال مبارك ونخبته ومعارضته الوهمية , وفعلوا كما يفعل الجراح الماهر الذى يحدد السرطان بدقة متناهية ويقوم باستئصاله قبل ان يتفشى فى الجسد كله فيدمره , وراحوا يصوتون على الدستور ليعلنوا للعالم كله انه لا وصاية لأحد علي عقولهم.

ومن شدة وقع الصدمة , راح بعض النخبويين فى محاولة منهم لحفظ ماء الوجه جراء الكلمة التى أدلي بها الشعب الذى نصبوا من أنفسهم متحدثين باسمه , راحوا يهرتلون ويتنابذون , وتمادوا في غيهم وتعاليهم فقللوا من شأن أبناء الريف لاسيما فى الصعيد ووصفوهم تارة بقلة الوعى وتارة اخري بان قرارهم جاء نتيجة الفقر والحاجة والعوز .. وهى اتهامات لا أساس لها من الصحة .

وأقول أن منطقاتهم – اى لمن نصبوا أنفسهم كنخبة للمجتمع - تخالف المنطق والواقع فى عدة أمور:

أولها : انه اذا كان حقا أن أبناء الحضر المثقفين صوتوا برفض الدستور بينما أبناء الريف الجهلاء صوتوا بقبوله , فلنسألهم لماذا اذن صوت أبناء الإسكندرية والإسماعيلية وبورسعيد والسويس والبحر الأحمر بقبول الدستور رغم ان هذه المناطق مناطق حضرية وتقريبا لا يوجد فيها ريف؟

ثانيها : المحافظات التى صوتت بنعم فى كل ارجاء الجمهورية كان لها مدن كما كان لها ريف ايضا .. فلماذا صوت اهل مدن تلك المحافظات لصالح الدستور ؟ ام انتم فقط تنظرون الى ان المدن هى القاهرة والغربية والمنوفية وما عداها فمجرد ارياف؟ بل ا ن اهل منطقة الجيزة فى القاهرة الكبري – واغلب هؤلاء النخب ينتمون اليها – صوتوا لصالح الدستور ؟ أم ان هناك مناطق ريفية واخري مدنية كتلك التى تقطنوها فى المدينة ؟

ثالثها :ان أبناء الأقصر وجنوب سيناء والبحر الأحمر صوت للدستور مع ان هذه المناطق تعتمد بشكل أساسي علي السياحة ويتحدث أبناؤها عدة لغات أوربية اكتسبوها من خلال تعاملهم مع السائحين الغربيين؟

رابعها : أن ما ادعوه من عمليات تزوير فى الاستفتاء كانت مبنية على مجرد أقوال مرسلة , وما كان موثقا منها فهو لا يصيب مصطلح "تزوير" فى العمق ولكنه يأتي فى إطار عمليات توجيه للناخبين , وهو المسلك الذى اتبعه معارضو الدستور أيضا , كما ان هناك دلائل تؤكد وجود مخطط نفذه الرافضون للدستور – الا انه فشل – يقضى بقطع التيار الكهربائي عن عدة لجان فى وقت واحد من ثم يقومون بعدها بالدعاية بأنه أثناء هذا الانقطاع حدثت عمليات تزوير لصالح تمرير الدستور إلا أن هذا الشق من المخطط أفشلته المولدات الكهربائية التى كانت جاهزة لهذا الطارئ, اما الشق الثاني من المخطط فكان يقتضى قيام بعض المصوتين بسرقة أوراق الاقتراع بدلا من وضعها فى الصناديق المعدة لها من ثم يقومون بعرضها على وسائل الإعلام للتدليل على حدوث عمليات تزوير كما ان نقص عدد الأوراق عن عدد المصوتين فى اى لجنة قد يقضى بإلغائها والشق الثالث والأخير فيقوم على شراء بعض الذمم من حرس اللجان والمصوتين للشهادة بانهم شاهدوا عمليات تزوير.

خامسها : ان منطق تقسيم المعرفة بحسب البيئة الجغرافية هو منطق خاطئ وعنصري , فقد يكون أهل الصعيد عموما اقل فى الحالة الاقتصادية عن وجه بحري لحد ما , ولكن ذلك لا يعنى ابدا أنهم جهلاء , والتاريخ يشهد ان محمد "صلى الله عليه وسلم " صنع من العرب الحفاة العراة أعظم أمه أخرجت للناس , وانتم تعلمون ان مروض الخيول صار زعيما للاتحاد السوفيتى العظيم , وماو تسي تونج كان ابنا لفلاح صينى , وسقراط لم يحصل على تعليم يذكر , ومحمود عباس العقاد لم يحصل على الابتدائية .

فى الحقيقة , أن تعارض فهذا أمر ديمقراطى ومحمود ولا شك انه من حقك ان تعترض علي ما تراه يضر بوطنك , ولكن معارضة اليوم تعرض امن الوطن للخطر وتجازف به فى لعبة قمار, وذلك لأن استقرار الوطن فى هذه الأثناء مع عوار فى الديمقراطية أفضل من ان نجد ديمقراطية ولا نجد لها وطن - هذا ان كان الأمر متعلق حقا بقضية الدفاع عن الديمقراطية - وأصول المنطق تقول ان يجب عليك ان تدخر النضال للقضايا الجوهرية , ولا تستنزفه في معركة خالية من اى قيمة تذكر , مع التذكير بان السياسي الحقيقى هو من يتعامل دائما مع فن الممكن وانها كما يعرفها الماركسيون حديث مكثف فى الاقتصاد , وعلي المرء ان يقتنص الفرص ويعمل بكد من اجل تنمية مكاسبه منها .

 

ALBAAS10@gmail.com

 

 

 

جميع مقالات عام 2014

سيد أمين يكتب: قبيل انكسار الثورة المضادة

الأربعاء، 5 نوفمبر، 2014

يخطئ من يتصور أن حركة الاخوان المسلمين قد تضررت في العمق جراء الحملة الامنية التى استهدفتها بها سلطة الانقلاب العسكري, سواء من حيث الفكر او التنظيم او من حيث العدد والانصار.

لقد استطاعت عمليات التشويه الاعلامى المتعمد والمستمر والمكثف للحركة أن تحول بالفعل قطاعا كبيرا من المجتمع الى اعداء لها , ولكنها في الوقت ذاته اكسبتها انصارا جددا من هؤلاء الذين رفضوا الانقلاب العسكري وهم اكبر عددا من اولئك الذين يؤيدون الانقلاب ويتجاوبون مع الدعاية الاعلامية الهادفة الى شيطنة الحركة.

وهؤلاء الرافضون للانقلاب من غير اعضاء حركة الاخوان المسلمين متنوعون فقطاع منهم ينتمى الى فصائل التيار الاسلامى عامة وقطاعات كبيرة منه تنتمى لحركات ايديولوجية مختلفة فمنهم القومى والناصري والاشتراكى والليبرالي فضلا عن قطاعات اخري غير مؤدلجة ولكنها ادركت وجود مؤامرة غير اخلاقية وراء الاطاحة بالرئيس المنتخب.

واطلع هؤلاء بشكل يقينى على صنوف عمليات التلفيق التى تستهدف رافضى الانقلاب عموما , والاخوان المسلمين خصوصا , وعاصروا بأنفسهم تفاصيل الكثيرمن المظالم التى لفقت لقطاع واسع من المجتمع.

فضلا عن أن كثير من هؤلاء ينتمون للطبقة المثقفة في المجتمع المصري, ذات التعليم المرتفع وقدرتهم على التأثير في محيطهم الاجتماعى ونقل تجاربهم للاخرين اكثر تصديقا ومنطقية ممن اتخذوا موقفهم جراء دعاية اعلامية تفتقد في كثير من الاحيان للحبكة المنطقية والقابلية للتصديق.

لهذا فأن حركة الاخوان المسلمين لم تفقد انتماء اعضاء لها جراء تلك الحملة الاعلامية والعسكرية ولكنها كسبت تعاطف قطاعات اخري نابهة لم تكن تتصور أن للاخوان المسلمين كل هذه القدرة على التضحية والصمود وتحمل المظلومية دفاعا عن فكر تعتقده ظهر جليا انه يدعو للسماحة لا للعنف.

بل ان هذه الحملة التى تتعرض لها الحركة اعطت فرصة نادرة لتصويب الكثير من الامور التى اعتبرت في يوم ما من المسلمات منها مثلا محاولة الاخوان قتل جمال عبد الناصر وهو ما كذبه استدعاء وإلقاء الضوء على شهادات مهملة لعدد من الضباط الاحرار منهم زكريا محيي الدين الذى اكد انها كانت مجرد "تمثيلية" لتبرير اعدام قيادات الاخوان , وكذلك دورهم في حرب فلسطين قديما وصد العدوانات الصهيونية على غزة حديثا.

واذا كانت الحملة الدعائية والعسكرية كشفت عن مدى صلابة الاخوان وعزيمتهم فانها في المقابل قامت بتعرية كل التيارات السياسية في مصر وأظهرتها لقطاعات كبيرة من المجتمع بانهم مجرد "تجار" مدلسون و"شاويشجية" طائعون يعملون جميعا كـ"خدم" لدى "العسكري" , وانهم يقومون بمجرد "دانتيلا" تزين "حلته".

ومن اللافت ان الحرب التى اعلنتها قوى الثورة المضادة - وهى التى تملك الاعلام والمال والسلاح - على الاخوان المسلمين في مصر أصابت مصر كلها بالاضطراب والخلل وعدم الاتزان الذى لا تخطئه عين دون ان تحقق حسما او نجاحا يذكر, فصارت كميكنة طحن معطوبة تصدر طنينا كبيرا ولا يري لها طحينا , ما يدلل في زاوية مقابلة على مدى تجذر وتماسك وتأثير تلك الحركة في المجتمع , وان نزولهم الى الميادين في ثورة يناير كان يعنى باختصار انتصار تلك الثورة.

وفي زاوية بعيدة فأن الازمة التى عاشها "الاخوان" وعاشتها بالضرورة مصر معهم بعد الانقلاب العسكري اعطت لهم درسا قويا ومؤثرا يستدعى فتح نقاش تنظيمى داخلى يتصدره الشباب ولا مانع من مشاركة قوى خارجية محبة للاخوان في وقت لاحق ايما كانت سواء اسلامية اوعروبية او ليبرالية اوحتى يسارية وذلك لرصد اماكن الخلل التى جعلت حركة بمثل هذه الوزن والزخم تفشل في ادارة العمل السياسي منذ ثورة يناير 2011 , وكيف استطاعت قوى الثورة المضادة, وهى تملك امكانيات بشرية اقل بكثير مما يملكه الاخوان ان تسحب جزءا كبيرا من بساط التأييد الشعبي الواسع الذى كانت تحظى به الحركة , تحت وطأة عمل دعائى بحت من المنطقي انه لا يرقي لما كانت تقدمه هذه الحركة من خدمات اجتماعية ملموسة للمجتمع؟.

ولست ادري لماذا دائما يستهوينى الحديث عن المؤامرة الامريكية على مصر والوطن العربي , وهو حديث جد عاقل , وجد موضوعى, وقلت في ذلك قولا كثيرا من قبل ولكنى نسيت أن اقول ايضا ان الولايات المتحدة لا تحب ان تري في وطننا اى تنظيم قوى ومتماسك حتى لو كان هذا التنظيم حليفا لها , فهى تريد وطننا العربي يعيش افراد اقطاره حالة من التشرذم والتفتت والانعزال لا تسمح بوجود تنظيم متماسك قوى يستطيع ان يقول "لا" للسياسات الامريكية في اى وقت من الاوقات , والامريكى لا يأمن في ذلك أحد.

بقي شيئا لابد ان نذكره وهو أن المايسترو الامريكى لا يأمن وجود أى تنظيم لأى فكر في عالمنا العربي خاصة لو كان مبنيا على قاعدة من الوطنية غير الشعبوية او ذلك النوع من الوطنية العابرة لتلك القطريات التى فرضها علينا المستعمر , فهو لا يأمن الاخوان المسلمين وايديولوجيتهم الراغبة في الوحدة الاسلامية السنية , ولا يأمن البعث الراغب في الوحدة العربية بشتى مكوناتها العرقية والدينية , ولا يأمن حزب الله الموحد للاسلام الشيعى, هو لا يأمن أيا منهم ويضربهم واحدا تلو الاخر او واحدا في الاخر.

واعترف اننى كنت في يوم ما من أشد الكارهين لحركة الاخوان المسلمين وبلغ بي اليقين اننى لم اكلف نفسي حتى بالسعي للتحقق من الادعاءات التى وصمهم بها اعلام العسكر تاريخيا, فاخذتها كمسلمات لا تقبل الجدل , ومنها انهم عملاء لامريكا وقوى الامبريالية الغربية , ولكن فائدة هذا الانقلاب انه جعلنى اعيد النقاش في تلك المسلمات مرة اخري واكتشف زيفها , فلو كان الاخوان عملاء لامريكا وللغرب, ما حدث الانقلاب اصلا وما سجن رئيس منتخب, وما قتل الاخوان وحرقوا ونكل بجثث الشهداء في ميادين التظاهروالاعتصام , وهى للحقيقة كانت ميادين في غاية الحضارية وغاية التنظيم وغاية السلمية..وبالطبع ما لمسته أنا لامسه غيري ممن تحروا الحقيقة , وتخلصوا من الكراهية غير المبررة.

albaas10@gmail.com

*************

سيد أمين يكتب : نحو تأريخ منطقي حديث لمصر

الخميس، 9 أكتوبر، 2014

أحيانا يقف الواحد منا حائرا وهو يفكر في المنحنيات الكبرى لتاريخنا العربي لاسيما الحديث منه , ويصل جراء ذلك إلى نتائج مرعبة نأمل أن تكون خاطئة , خاصة أن التاريخ كما هو معروف يكتبه المنتصرون , حيث صبغ تاريخنا بنكهة صناعه وهم فيما يبدو مدلسون, فلو كانت نخبة حكمنا تنتصر دوما لإرادتنا كشعب , ما صار حالنا هكذا.

فبريطانيا الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس , فجأة ودون سابق إنذار تخلى مستعمراتها في الشرق وخاصة في وطننا العربي على وقع أنفلونزا انقلابات تأخذ شكل ثورات هزلية – على غرار ربيعنا العربي الهزلي أيضا الأن - وهى الانتفاضات التى لطالما مرت بها بريطانيا طوال تاريخها الاستعماري , وسحقنها باستخدام القوة المفرطة المعروفة بها , والسؤال لماذا لم تستخدم قبضتها الحديدية المعتادة لسحق تلك الثورات بضربة واحدة كما كانت تفعل من قبل ؟ ولماذا ظلت تلك المستعمرات المتحررة وفية لبريطانيا وربيبتها أمريكا وتدين لهما بالولاء حتى الآن؟

وهل لتطبيقات النموذج الثالث من نماذج مكيافيللي في الاستعمار شأن فيما حدث ولا زلنا نتجرع كأسه المر حتى الآن حينما نصح مكيافيللي أميره بأنه لو أراد غزو بلدا ما وضمان دوام السيطرة عليه فيجب بعد احتلاله تنصيب حكاما تواليه من أهل هذا البلد يختارهم دون إرادة الأغلبية من أقليتهم بل من أحقر الناس فيهم ثم يرحل حيث سيظل هؤلاء الحكام الجدد يحتمون به من شعبهم ويسلبونه ليعطوه.

ففي مصر, ماذا كان المانع من أن يقوم الجيش البريطاني الذي يستولى على كل مقدرات البلاد , وكان يتحكم في القرار السياسي للملك, من اعتقال أو قتل كل "الضباط الأحرار" البالغ عددهم قرابة المائة ضابط ؟ وهو يدرك جيدا أن تسليحهم يكاد يكون بدائيا بالنسبة للسلاح الذي يمتلكه, وكانت كتيبة واحدة من كتائبه تكفي لإنجاز هذا الأمر, أم إن الانجليز كانت لديهم رغبة في التخلص من هذا الملك الذي كان يتوق لانتصار الألمان في الحرب العالمية الثانية لدرجة أنهم حاصروا قصره بالدبابات في نوفمبر1942 من اجل تمكين حزب الوفد الخاسر في الانتخابات والموالى لبريطانيا من تشكيل الحكومة والبرلمان بالقوة من أجل تأمين ظهرهم في مواجهة قوات القائد الألماني روميل بليبيا.

أم أن أمر تشكيل تنظيم "الضباط الأحرار" جاء في إطار التجهيز للنظام الجديد الذي تعتزم أمريكا الوريث الجدد إنشائه في مصر بعد جلاء الانجليز منها دون طلقة نار واحدة عام1954, في إطار اتفاقية أبرمت عام 1951 بين بريطانيا وأمريكا تتنازل فيها بريطانيا عن مستعمراتها القديمة لأمريكا حيث ابتكرت الأخيرة استعمارا حديثا يتماشى مع طبيعتها ومع روح عصر التقنية المتطورة خاصة في الاتصالات والمعلومات يقوم على الاحتلال من خلال التصنيع والتجهيز والتحكم الدقيق في النخب العسكرية النافذة ,كعوض عن الاستعمار التقليدي؟.

وما يعد قرينة تدعم هذا الزعم , أن مصر بعد 23 يوليو 1952كانت تتجه سياسيا نحو أمريكا وظل الأمر كذلك حتى مطلع الستينيات حيث توجه عبد الناصر بمصر شرقا نحو الاتحاد السوفيتي بعد "أزمة تمويل السد العالي" فيما قد يفسر بـأنه انقلاب حميد قاده عبد الناصر ضد الراعي الأمريكي ودفع حياته ثمنا له بعد ذلك.

ومن القرائن أيضا , انه في إطار وصم "السادات" بالتاريخ النضالي المشرف ليكون حاكما لمصر – حسب اعتقادي الشخصي - تم توجيه السادات لقتل الورقة البريطانية المحروقة "أمين عثمان" ولم يتم القبض عليه حتى قيام الثورة المزعومة , لا من الانجليز ولا الشرطة المصرية الموالية لهم , وظل يتنقل هنا وهناك دون خوف أو وجل , بل انه هذا الرجل "المطارد" راح يتعرف على جميلة الجميلات جيهان السادات ذات الأصول البريطانية ويتزوج بها رغم انه من المفترض أنه هارب من الشرطة ومن الانجليز, ورغم أنه فقير, ورغم أنه معاد للأغنياء وللانجليز والباشاوات , ورغم أنه أصلا متزوج ولديه أطفال , ورغم أنه ليس بالفتى الوسيم الذي يمكن أن يكون حلما لفتاة أرسطوقراطية كجيهان السادات.

ثم حينما ينقلب عبد الناصر على الإرادة الأمريكية يجري تصعيد السادات بشكل متسارع بين رفقائه من الضباط الأحرار حتى يصبح نائبا للرئيس عبد الناصر , وهنا يسقط عبد الناصر ميتا ويتولى السادات حكم مصر وبدلا من أن تتحرر سيناء بعد حرب 6 أكتوبر نجده سلم مصر كلها لإسرائيل في كامب ديفيد , وما تلاها وارتبط بها من التزامات حددها المفكر القومي محمد سيف الدولة في "الكتالوج الأمريكي الذي يحكم مصر" والذي يتضمن جعل سيناء رهينة دائمة لإسرائيل - وبيع القطاع العام لضمان عدم الإنفاق على الجيش , وإنشاء نظام اقتصادي موالى لأمريكا وإسرائيل من خلال المعونة التجارية الأمريكية وبرنامج صناعة الجواسيس , وصناعة مناخ سياسي يشترط في لاعبيه الاعتراف كامب ديفيد , وعزل مصر من محيطها العربي!!

ومن اللافت .. أننا نجد لجيهان السادات ومن بعدها سوزان مبارك جذور نسب بريطانية , فضلا عما يشاع - ولا ندري مدى صحته - بان للرئيس عبد الناصر جدة يهودية وأنه تربي في حارة اليهود بالجمالية قبيل سفر الأسرة للإسكندرية , ومن المعلوم أيضا أن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي تربي أيضا في نفس الحارة وكان يسكن بجوار البيت الذي كان يسكنه شيمون بيريز رئيس وزراء إسرائيل الأسبق؟

والحقيقة ان المرء الغيور على جيش بلاده الوطني قد يجد نفسه مستاء من أن هذا الجيش لم يحقق أي انتصار حقيقي يذكر في كل معاركه , ففي حرب فلسطين عام 1948 وجد جنودنا البواسل أنفسهم يحملون أسلحة تنفجر فيهم عند إطلاقها, وكان قادة الجيش في مصر سواء أو الأردن والعراق متواطئون من أجل تحقيق النكبة وقيام دولة إسرائيل وليس العكس , وفي العدوان الثلاثي عام 1956 لم يجد المصريون في مدن خط القناة لجيش بلادهم أي وجود يذكر , حيث تركوا نهبا للعدوان الثلاثي , ولولا المقاومة الشعبية التي شكلوها هناك والموقف الروسي لسحقوا سحقا, وفي 1967 انتكس جيش مصر نكسة ما كانت تليق بتاريخها خاصة أنها تأتى من جيش دويلة عمرها 19عاما فقط , وفي أكتوبر 1973 حقق المصريون نصرا تاريخيا - تاريخيا بسبب كثرة الهزائم التي تعرضوا لها - سرعان ما سلب منهم قبيل انتهاء شهر أكتوبر ذاته , وبعد أن سلب هذا النصر حدثت عملية تسليم مصر لإسرائيل في كامب ديفيد.

وهزيمة مصر في نهاية حرب أكتوبر هو ما قاله حرفيا المشير سعد الدين الشاذلي بطل هذه الحرب وغيره الكثيرون وهو ما قاله من الناحية الأخرى الكثيرون وكان أخرهم رئيس الأركان الحالي، بيني غانتس، الذي كان رئيس الأركان الأول بعد عام 1973 حيث لم يشترك بهذه الحرب، فقد كان في المرحلة الإعدادية من دراسته أثناء نشوبها. حيث صرح بشكل قاطع قائلا: "إن حرب تشرين بدأت كوسيلة دفاعٍ لصد العدو، وتحولت، فيما بعد، إلى انتصار كبير للجنود"وهو بالتالي ما يلقي بظلال من الشك حول هذه الحرب ودور السادات فيها وفي الانتكاسات السياسية الرهيبة التي حدثت بعدها , وكذلك يطرح شكا كثيفا حول السبب الذي جعل قادة الجيش الجديد "جيش كامب ديفيد" يتخلصون من السادات وعما إذا كان هذا الفعل يأتي في إطار إنقاذ البلاد من التوغل في اتفاقية الاستسلام أم الدفع نحو مزيد من التوغل في تطبيق هذه الاتفاقية وتثبيت للمشهد على صورة كامب ديفيد لمدة ثلاثين عاما تالية؟

وفي الحقيقة التساؤلات لا تقتصر حول أركان النظام السياسي بعد 1952 فقط , ولكن تمتد أيضا لتشمل كل قادة تاريخنا المصري في مطلع القرن العشرين وما قبله بدء من أحمد عرابي الذي اعتبره شخصيا الرمز المصري الوحيد الذي مجده التاريخ بما يستحق وان كانت ثورته "الثورة العرابية "خرجت في الأصل لمطالب فئوية خاصة بالجنود المصريين في الجيش وكانوا آنذاك قلة تمثل الطبقات الدنيا من الجيش إلا أن عرابي استطاع أن يأخذ منصبا كبيرا بسبب كونه الجندي الوحيد الذي نجا من الموت في حرب غير مبررة أرسلهم الخديوي إليها في الحبشة , لكن تلك الغضبة تطورت لتكون ثورة للدفاع عن استقلال مصر, ثم خسرت القوى الوطنية المعركة , وسقطت مصر تحت نير الاحتلال بسبب خيانة الخديوي والبدو والأجانب فضلا عن الجهل المتفشي آنذاك بين المصريين.

فخذ مثلا سعد زغلول باشا تم ترسيمه بالزعامة ليقودوا من خلاله طوائف المصريين , فالرجل الذي فوضه الطلاب للحديث باسم مصر في طلب الاستقلال بعد الحرب العالمية الأولى بعدما رأوا نفوذه عند سلطة الاحتلال وتقديرهم له , وجدناه يذهب للمفاوضات ويعود خاوي الوفاض , ولما صعد الطلاب مطالبهم بدستور جديد بنص على الاستقلال التام لمصر, وجدنا دستور 1923 الذي يعلن استقلالا اسميا لمصر دون ترجمة ذلك على ارض الواقع , وبدلا من تصاعد الحراك المنادى بتحقيق "الاستقلال التام أو الموت الزؤام" وجدنا الحراك الطلابي يكتفي بمعارك تشكيل الحكومات تحت نير الاحتلال.

كما أنني لا أفهم كيف يكون الواحد منا مناضلا بينما يكون شقيقه هو القاضي الذي لبي مطالب الاحتلال في إعدام فلاحى دنشواي ,أليس هذا الرجل تربي معه في "بيت الأمة" حتى أن هذه التسمية لبيته كانت كما وردت في عدة مصادر شعار رفعه طالب تشاجر مع طلاب آخرين أثناء اجتماع طلابي أمام منزل سعد زغلول وحينما طالبهم زغلول بالانصراف, راح الفتى يتخلص من الحرج صائحا "هذا ليس بيتك ولكنه بيت الأمة" هنا التقط زغلول وأنصاره الخيط ليكرسوا الشعار لإتمام مراسم الزعامة.

وهناك أيضا مصطفي كامل باشا ومحمد فريد باشا حيث نجد كتب التاريخ تعج بإضفاء مراسم النضال عليهما دون اى مبرر لذلك فكلاهما مع سابقهما مترفون مقربون للسلطة الحاكمة في الداخل فتكرمت عليهم بالبشرية ومقربون للاحتلال فسافروا ليناضلوا في ضيافته , وأتيح لهم من النعيم ما لم يتح لملايين من المصريين الذين ناضلوا وعانوا وماتوا في صمت , دون أن يذكر التاريخ حرفا واحدا عنهم.

و"للحديث بقية"

albaas10@gmail.com

******************

سيد أمين يكتب:تكنيكات العسكر الدعائية

 

الجمعة، 1 أغسطس، 2014

كنت انتوى الكتابة عن غزة هاشم الباسلة التي روض أبطالها وهم قلة محاصرة النمر الذي ظل يكتسح جيوش العرب بعدها وعتادها مجتمعة مرة تلو الاخري ولم يحققوا انتصارا حقيقيا واحدا عليه سوى عبر الأغاني والمهرجانات , وهالني وهال كل شرفاء مصر وهم كثيرون ما رأوه في إعلام بلادهم من سقوط يصل لدرجة الخيانة العظمى أو يتخطاها , الخيانة للتاريخ والجغرافية , وللدين والثقافة , وللوطن والوطنية , وللعروبة والإسلام , وللإنسانية وكل شيء مقدس, حينما نجد شراذم القوم وشذاذهم يتصدرون المشهد الاعلامى ويحرضون على قتل أبنائنا وبناتنا وأمهاتنا وأخواتنا وإخوتنا وإبائنا وأمهاتنا في غزة.

هالتنا تلك الآلة الدعائية البغيضة التي لا تتوقف والتي حولت بسطاء المصريين إلى ببغاوات يرددون ما تلقيه لهم دون اى وعى وحولتهم إلى أنعام تلقي بنفسها في بئر الخيانة دونما تجري , وتشارك في الدم دون ان تحمل مسدسا وعلى عكس ما تريد وتعتقد.

ورأيت أنه من الأوقع أن اسرد أهم تكنيكات الدعاية السياسية التي رصدها الباحثون - وهى ليست من اجتهادى - والتي جري استخدامها من قبل النظام العسكري في مصر إعلاميا وهى التكنيكات التي أدت إلى السماح بسقوط المشهد الاعلامى المصري لهذه الدرجة من الدونية والحقارة والخيانة دون أن نجد غضبة شعبية تتناسب مع حجم الجريمة, ويأتي هذا الرصد بعد اجتهاد خاص قمت به في مقال سابق رصدت فيه "تكنيكات العسكر لتطويع المعارضة".. ويجب الإشارة إلى انه سيرد ذكر اسم الجيش كثيرا في تطبيقات هذه التكنيكات وأننا نعتز بجيش مصر فهم إخوتنا وأبنائنا لكننا نختلف مع قادته الذين قادوا الانقلاب.

* التكرار :

التكرار المستمر لفكرة عادة ما تكون في صورة شعار بسيط أو لفظ جذاب وبالتكرار تتحول إلى ما يمكن اعتباره جزء من الحقيقة على طريقة المثل الشعبي "الزن على الودان أمر من السحر" ,ومن النماذج عليها تكرار "الاعتصامات والمظاهرات المسلحة" و"السيسي المنقذ" و"الإخوان الإرهابية" و"محاولة القضاء على الجيش المصري".

* الاعتماد على السلطة :

ذكر أشخاص أو مؤسسات بارزة ذات مصداقية عالية لتأييد القرار.. ومنها مثلا التمجيد في الجيش بوصفه "الجيش الوطنى الذى حمى الوطن واستجاب لارادة الشعب في /ثورة/ "30 يونيو"".

* الاستفادة من الشخصيات اللامعة :

وهو أسلوب شائع وشديد الخطورة، ولا نقصد به هنا الاقتصار على جذب مشاهير الفن والرياضة لدعم الموقف ، مع ما في ذلك من تبعات سيئة على الجيل الناشئ الذي يتخذ من هؤلاء قدوة في السلوك، ولكن الأمر قد يصل إلى حد الخداع بالاستفادة من بعض الانتهازيين من المفكرين والعلماء الذين لا يتورعون عن الممالأة وتقديم بعض الآراء في قوالب فكرية مصطنعة، مع التأكيد على إبرازها تحت أسماء هؤلاء المشاهير بما يحملونه من ألقاب قد تصاغ خصيصاً لإضفاء المزيد من التأثير.. وخير مثال "على جمعة" و"احمد الطيب" و"برهامى" و"هيكل" وبالقطع معظم الفنانين.

* التخويف :

حشد الرأي العام عن طريق إثارة الفزع أو الذعر من تحول مصر الى المسار الليبي او السوري وكذلك التخويف من عمليات للقاعدة في مصر والاقناع بضرورة دعم الجيش والشرطة للوقوف ضد دعاة "التخريب والارهاب" من المتظاهرين.

* الأحكام المسبقة :

استخدام عبارات دالة أو وإشارات تضيف قيمة أو تفضيل أخلاقي لمتبع الرأي مما يشوه متبعي الرأي الآخر مثل "الجيش الذى خاض الحرب ضد الاحتلال الإسرائيلي يجب إتباعه وتأييد قرارات قائده والتوقف عن دعم الارهابيين".

* القطيع :

هو ادعاء ان الرأي الذى نتبناه هو رأى يؤمن به الجميع لذا يجب إقناع الأفراد خارج القطيع بالانضمام إلى طريق النصر المحتم والحفاظ على من هم داخل القطيع بتأكيد حتمية النصر , فضلا عن اثارة الغريزة البشرية الخاصة بـ "الانضمام إلى الحشد والجانب المنتصر" من خلال التأكيد أنه لا يمكن مقاومته ومن الأفضل الانضمام إليه.

والتطبيق على ذلك القول بأن الله يؤيد جيش مصر فهم "خير أجناد الأرض " وان غالبية الشعب يقف خلفه .. ويتجاهل هذا الخطاب ان السيسي لا يمثل جيش مصر .. وان حديث خير أجناد الأرض حديث "موضوع" والفقه فضلا عن حقائق التاريخ بينت ذلك بجلاء.

* مغالطة الخطأ والصواب / الأبيض والأسود

تقديم اختيارين فقط لا بديل عنهما. إما معنا الصواب أو ضدنا الخطأ .."إما مع جيش مصر وقرار السيسي أو مع الإرهابيين الخونة المجرمين الذين سيهزمون".

* الأشخاص السعيدة:

الدعاية عن طريق تصوير الشعب مجموعة من السعداء .. مثل سباق درجات السيسي .. والاحتفالات الراقصة التي حدثت في التحرير التى حدثت بينما كان يقوم السيسي بذبح الآلاف في ميدان رابعة والنهضة ورمسيس.

* الكذبة الكبيرة :

تكرار ذكر مجموعة من الأحداث المركبة للتدليل على صحة القرار, يعتمد هذا الأسلوب على ذكر الأحداث بصورة صادقة مع مزجها بكذبة كبيرة أو تعميم هذه الكذبة بحيث يمكن خداع الرأي العام والتحايل على كيفية تفسيرهم لهذه الأحداث.. مثل استخدام حقيقة "اقتحام السجون في أحداث الثورة" ولكن مزجها بكذبة أخري اكبر مثل "الاقتحام تم من قبل حماس والإخوان لتهريب المعتقلين الإخوان".."أجهزة الدولة العميقة ترسل رسالة لبيريز وتدعيه بكلمة "عزيزى" واستخدام تلك الرسالة فيما بعد الانقلاب للتدليل بأن مرسي عميلا لإسرائيل..وهكذا.

* رجل الشارع :

يعتمد على إقناع الرأي العام على أن هذا الرأي هو رأي رجل الشارع وهو الرأي المنطقي ويعتمد هذا الأسلوب على استخدام اللغة الدارجة ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية..و ذلك من خلال إجراء لقاءات متلفزة مع رجال وسيدات بسطاء وبسيطات الثقافة يدعمون قرارات السيسي.

* الشيطنة:

يعتمد هذا الأسلوب على تشويه صاحب الرأي المخالف بجعله من طبقة أدنى / غير ذي قيمة / عديم الأخلاق والقيم عن طريق الإتهامات الباطلة.. من يعارض قرارات الانقلاب فهو خائن وعميل ومغيب ولا يحب مصر ويجب بتره وهكذا.

* الأمر المباشر:

يعتمد هذا الأسلوب على تبسيط عملية اتخاذ القرار باستخدام صور أو عبارات توجه الجمهور للفعل المطلوب مباشرة وإلغاء أي خيارات أخرى متاحة .. مثل خطاب التفويض الذي ألقاه السيسي.

* النشوة :               

يعتمد هذا الأسلوب على نشر حالة من السعادة / الانتشاء أو افتعال أحداث تؤدي إلى رفع الروح المعنوية ومن أمثلة هذا الأسلوب : منح أجازات رسمية، نشر وسائل الترفيه، العروض العسكرية، الخطابات الحماسية ، تقديم مواد تموينية جديدة.

* التضليل :

يعتمد هذا الأسلوب على اختلاق أو إخفاء المعلومات من الوثائق الرسمية عن الرأي العام بهدف نشر معلومة خاطئة عن حدث معين أو مجموعة معينة من خلال تزوير / تشويه الصور والمستندات والتسجيلات..وتم استخدام هذا النموذج بشكل واسع جدا خلال الانقلاب من قبل اذرعه الإعلامية بحيث عادة ما يتم إخفاء أهم تفاصيل من اى واقعة والتركيز على ما يشين الخصم.

*تلويح الأعلام:

يعتمد هذا الأسلوب على تبرير الأحداث بأن القيام بالتظاهر في التحرير بذكرى 30 يونيو يزيد من الوطنية اعتمادا على أن الإحساس بالوطنية يلهي الفرد عن الحكم على القضية بشكل موضوعي.. وكذلك دعم "الجيش الوطنى" في مواجهة"الإرهابيين".

* التعميمات البراقة:

الاعتماد على تعبيرات وألفاظ براقة دون أن يكون لها تحليل أو تفسير موضوعي.. مثل القول بأن 30 يونيو أعادت للمصري كرامته وحريته ..وأنقذت مصر من الضياع.. وان مصر بصدد نهضة عملاقة حقيقية.. وأن مصر انتقلت إلى مصاف الدول العظمى .. وان مصر تقف في علاقة ندية مع أمريكا.

* أنصاف الحقائق:

الإعتماد على نشر خطاب خادع /مغلوط ممزوج ببعض الحقائق أو يعتمد على التورية وقد يكون الخطاب مزيج بين الحقيقة والأكاذيب أو بحتوي على بعض الحقيقة فقط أو يحتوي على ألفاظ تحتمل أكثر من وجه لتفادي اللوم..ونتذكر هنا ما قاله السيسي بأنه لن يكون هناك إخوان بعد توليه الحكم ولكنه عاد ليقول بأن لن يكون هناك تنظيم للإخوان وذلك بعد ما أثير حول ما سيفعله بالإخوان.

* الغموض المتعمد:

الاعتماد على نشر تعميمات غامضة / مبهمة من الممكن يؤولها الجمهور حسب ما يرى الهدف هنا هو تحريك الرأي العام دون استخدام أسلوب فج وصريح .. وتطبيقا سنجد ذلك في خطابات السيسي الخاصة برفع أسعار الوقود..وكذلك حول أحاديثه الإعلامية أثناء الترشح والتي غاصت بالغموض غير المبرر.

* تحفيز الاستنكار:

يعتمد الأسلوب على إقناع الجمهور بنبذ فكرة الحكم الديني مثلا لأنها تلقى قبول عند جماعات مكروهة وإرهابية مثل الأخوان المسلمين وبالتالى يتم الهجوم على التيار الاسلامى ككل.

* التبسيط المخل / المفرط :

الاعتماد على تعميمات لمنح إجابات مبسطة لمسائل اجتماعية أو اقتصادية أو عسكرية معقدة.. مثل القول بأنه اينما وقف الجيش وقفت الوطنية معه, وأينما كان الإرهابيين كانت إسرائيل .

* النقل خارج السياق:

اختيار وتعديل الاقتباسات خارج سياقها لتغيير المعني وعادة تستخدم في السياسة لتشويه الخصم.. وهذا النوع استخدم على نطاق واسع جدا في إطار الدعاية العسكرية ضد التيار الاسلامى .. وكنموذج تم اجتزاء التصريحات الخاصة بمحمد البلتاجي القيادي الاخوانى الخاصة بتوقف العنف في سيناء بتوقف الانقلاب .. حيث كان حديث الرجل يدور في انه حينما تتحقق العدالة في الكون سيتوقف العنف وانه لو توقف الظلم في مصر لن تجد إرهابيا يفجر نفسه .. وللأمانة أنا نفسي شاهد عيان على ما كان يقصده البلتاجي لأننى بالصدفة كنت موجودا أثناء تصوير هذا المشهد.

* إطلاق الأسماء :

يعتمد على إطلاق أسماء تحض على الكراهية ونبذ الطرف الآخر ونشر أحكام مسبقة عن الطرف الآخر ورسم صورة سلبية عنه ويعتمد هذا على إثارة الاستنتاجات بدون تحليلها. ودأبت الانقلاب ومن قبله الأمريكان على نعت" الإسلاميين بالإرهابيين" و"القوميين بالديكتاتوريين" و"الاشتراكيين بالملحدين".

* التعليل :

يعتمد على استخدام التعميمات البسيطة لتعليل أحداث أو أفعال أو قناعات معينة وعادة ما يتم استخدام ألفاظ غامضة أو جذابة للتبرير.. مثل "لما واحد مسلح من الأخوان الإرهابيين يرمى علي الشرطي الذي يقوم بواجبه قنبلة مولوتوف فلابد للشرطى أن  يسبق بقتله" وذلك لتبرير قتل المتظاهرين يوميا.

* الإلهاء / الرنجة الحمراء *

عرض بينات أو موضوعات أو أسباب جاذبة ومشتتة للانتباه و خارج عن الموضوع لقطع الموضوع الأصلي.. كأن نصرف انتباه اى احد يتحدث عن تدخل الجيش في العملية السياسية فنقول ..هذا الجيش العظيم الذى حمى مصر في كل حروبها ليس مسموحا أن تقول عنه ذلك.؟

* التصنيف / التقسيم :

يستخدم هذا الأسلوب عند محاولة زيادة مصداقية أو تشويه فكرة فعلى سبيل المثال إذا أردت ذكر محاسن العسكر فنهون من مساوئهم ونكثر من ذكر الحسنات والعكس .. كأن نتشدد جدا ضد الإخوان حينما يقتل شرطي أو جندي هنا أو هناك .. بينما نتساهل في قتل آلاف الناس في رابعة والنهضة وغيرها.. مع ان هنا القاتل معلوم وهناك القاتل مجهول.

* إطلاق الشعارات:

الشعار هو جملة رمزية قد تتضمن صورة نمطية وقد يكون هدفها نشر فكرة معينة ولكن في جميع الأحوال تعتمد على استثارة المشاعر.. مثل الجيش يد تبنى وأخري تحمل السلاح..وكذلك  صور الجندي الذي يحمل طفلا والتي تنتشر في الميادين العامة.

* التنميط :

تعتمد على نشر أحكام مسبقة من خلال تصنيف وقولبة الرأي المخالف في صورة مكروهة / مرفوضة من الجمهور ويعتمد هذا الأسلوب بشدة على ذكر وقائع أو حقائق استدلالية أو نوادر.. مثل التعميم بأن الإخوان إرهابيين وكل من هم ضد الانقلاب أيضا هم  إخوان أو إرهابيين أو خونة وعملاء يقبضون من قطر وتركيا  ويتم سرد حكايات مفبركة عن ذلك.. وكل ملتحى ارهابي وكل منقبة ارهابية وهكذا.

* الاستشهادات :

هو استخدام الاقتباسات اللفظية سواء كان كاملا أو مقتطع أو سواء كان في محله أو غير محله بهدف تعضدي/ نقد فكرة أو هدف أو حدث أو شخص معين ويعتمد هذا على سمعة ومصداقية المنقول عنه للتدليل على قوة الاقتباس وصلاحيته للموقف.. واشهر تطبيقات هذا النموذج الاستشهاد بالخرباوى والهلباوي بوصفهما اخوانيان "تائبان".

* الربط :

هو إسقاط صفات إيجابية أو سلبية على فرد أو مجموعة أو قيمة معين ويهدف إلى استثارة الرأي العام تجاهه سلبا أو إيجابا.. مثل القول بأن السيسي تربي تربية عسكرية فيها انضباط والتزام أما مرسي فتربي على العمل السري وأكل الفتة والتهليب والشحاذة!!

* الفروض الغير معلنة :

يستخدم هذا الأسلوب عند عدم الرغبة في التصريح بالسبب خوفا من فقدانه مصداقيته إذا ذكر بصراحة في هذه الحالة يفترض وجود هذا المبدأ / السبب بشكل غير مباشر أو ضمني في الرسالة.

* ألفاظ الفضيلة / الوعظ :

استخدام ألفاظ ذات مضمون إيجابي في منظومة القيم الخاصة بالجمهور عند الرغبة في نشر صورة إيجابية عن فكرة ما.. مثل إسباغ الفضيلة على شيخ الأزهر وكل من أيدوا الانقلاب.

* تسمية الأشياء بغير مسمياتها :

بما أن وسائل الإعلام تمسك اليوم بزمام الرأي العام وتعمل على توجيهه وصياغته على النحو الذي تريد، فإن ذلك يستتبع بالبداهة تحكمها في المفاهيم والمصطلحات التي تتداولها وتسعى لتدويلها بين الناس، إذ تتجنب غالباً التعرض المباشر للقضايا التي ترغب في تحويرها أو تغييرها، وإنما تعمل على إعادة صياغتها بلغة جديدة تتناسب مع سياساتها وبثها بين الناس الذي يتقبلونها لا شعورياً على المدى الطويل.. فالبلطجية الذين تستخدمهم الشرطة لقتل المتظاهرين هم مواطنون شرفاء , والمظاهرات الشعبية هى مظاهرات مسلحة, واى رأى مخالف لما تنادى به هو رأى ارهابى وهكذا.

* الاعتماد على الأرقام والإحصائيات ونتائج الاستفتاء:

وهذا الأسلوب يضفي الكثير من المصداقية على الخبر المراد ترويجه، إذ تعمد وسائل الإعلام .. ولكى تقوم الآلة الدعائية للانقلاب باستخدام هذا التكنيك راحت تدعى وجود مؤسسات أصدرت إحصاءات ما , حيث نسبت إلى شركة جوجل العملاقة إصدارها بيانا يفيد أن من تظاهروا في ميدان التحرير 33 مليون وراح  إعلاميوها يروجون تلك الكذبة بلا ملل حتى راحت جوجل تكذب ما نسب إليها .. علما بأن ميدان التحرير لا يتسع إلا لنحو 800 ألف شخص فقط بكل الشوارع المحيط به بحسب مقاييس جوجل ايرث , فضلا عن ان سكان القاهرة ألكبري الممتدة من مدينة أكتوبر إلى بدر ومايو الى الخانكة والقناطر لا يزيد عددهم عن 12 مليون نسمة.

* عدم التعرض للأفكار السائدة :

يؤكد الباحثون في مجال الدعاية على ضرورة تجنب الصدام مع المتلقي، حيث فشلت الكثير من المحاولات السابقة في فرض بعض التوجهات والآراء على الرأي العام عنوة، المدهش ان هذا التكنيك تم تجاهله كلية لأن تطبيقه يعنى تجاهل كل التكنيكات السابقة .. وعلى النقيض عمدت الدعاية العسكرية  فرض وجهة نظرها فيما حدث بالقوة.. وهذا ما سبب رفضا ظاهرا ومكبوتا واسعا لها.

* التظاهر بمنح فرص الحوار والتعبير عن الرأي لجميع الاتجاهات:

مع أن الحرية الفكرية أمر محمود ومطلوب في كل المجتمعات، إلا أن هذه الدعوى قد تبدو كلمة حق أريد بها باطل، حيث يمنح أصحاب الآراء والتوجهات الشاذة فرصة الظهور على مسرح الأحداث وكأنهم أصحاب تيار حقيقي كامل، يملك الحق في الوجود والتعايش مع الآخرين، وهذا النمط شاهدناه في دعاة الإلحاد والبلاك بلوك والاحتفاء بهم للتجهيز للانقلاب مع كسب تعاطف المتلقي عبر تقديم هذه التوجهات العنفية الغريبة في صورة عاطفية تداعب الأحاسيس، بدلا من طرحها كعمل غير ديمقراطى للتغيير.

* التأكيد بدلاً من المناقشة والبرهنة :

بالرغم من تساهل وسائل الإعلام مع أصحاب الآراء الشاذة في عرض وجهات نظرها، إلا أنها غالباً ما تغفل الآراء التي لا تتفق مع مصالحها بشكل شبه تام، فتقدم وجهات نظرها على أنها من المسلمات التي يتفق عليها الجميع دون نقاش، وتتجنب حتى الرد على الرأي الآخر خشية تسليط الضوء عليه والمساعدة على انتشاره بلفت الأنظار إليه. . وهو ما جعل الاعلام المصري برأى واحد.

* عدم التعرض للقضايا الحساسة *

امتداداً لما سبق، فإن الإعلام الموجه يتجنب غالباً التعرض للقضايا المثيرة للخلاف، بل يتجاوزها إلى ما هو أبعد منها ليتعامل مع الواقع من حيث هو، مما يؤدي لا شعورياً إلى ترسيخ هذا الواقع في وجدان المتلقي إلى درجة التعايش معه وتقبله دون التساؤل عن صحته وحقه أصلاً في الوجود فضلاً عن الاستمرار , ومن أهمها إغفال حقيقة دولة الكيان الصهيوني واغتصابها للأرض والمقدسات، والتعامل معها على أنها دولة موجودة على أرض الواقع وتملك كافة مقومات الوجود، دون التعرض لحقيقة قيامها المصطنع، وكذلك التعامل مع الانقلاب وخيانة الإخوان لمصر كمسلمات.

* إثارة الغرائز وادعاء إشباعها :

لعل إثارة الغرائز في وسائل الإعلام هي من أكثر الأساليب وضوحاً لدى المتلقي، مثل القول بانتا بحاجة الى "الاستقرار وتوقف المظاهرات " من أجل "بناء مصر الجديدة .. مصر الرخاء.. ايجاد فرص عمل للشباب المتعطلين عن العمل وإيجاد مساكن لهم كي يتزوجوا وينجبوا مصريين جدد".

Albaas10@gmail.com

********************

سيد أمين يكتب : تكنيكات العسكر لتطويع المعارضة

 

الخميس، 3 يوليو، 2014

من أخطر المشكلات الأمنية التي تعترض سلطة الانقلاب في مصر , هو أن الانقلاب حرق الغالبية العظمى من أرصدته وتكنيكاته ورجالاته الأمنيين في فرن الانقلاب هادفا لإنجاحه , فانكشفت حيله وانكشف رجاله واستوعبت غالبية الشعب تلك التكنيكات , ومع ذلك لم ينجح الانقلاب بالطريقة الديمقراطية كما خططتها له دوائر الاستخبارات الغربية والعربية, وأصبح الطريق الوحيد لنجاحه الآن هو طريق المدفع والرشاش واصطناع التفجيرات لتخويف البسطاء الذين حرموا من الوعى السياسي واستمرار ربطهم به كملجآ أمن أخير لهم.

وكلنا نعرف منذ فترة طويلة التكنيكات السياسية التي تقوم بها النظم السياسية من أجل استمرار بقائها , لكن الجديد الذي انكشف من خلال هذا الانقلاب هي تلك التكنيكات التي يدس بها النظام في صفوف معارضيه أنفسهم ساعيا من خلال ذلك تمزيق الجبهة المناوئة له , وان تمزقت يسعى لإبقائها صوريا كديكور ديمقراطى.

هذه بعض تلك التكنيكات نرصدها عسي أن تتمكن الأحزاب الجادة في مصر والعالم العربي من تطهير نفسها حتى نتمكن من إقامة حياة سياسية سليمة وديمقراطية.

 

الأمصال:

تقوم هذه النظرية على ما يقوم به الأطباء والكيميائيون من حقن المريض المصاب بأي "فيروس" حى , بـ"فيروس" أخر ولكن ميت , ما يؤدى إلى تسمم الفيروسات النشطة وقتلها.

وبناء على هذه النظرية ارتأى ساسة كامب ديفيد الأوائل في مصر , صناعة مناخ سياسي واسع التنوع ولكنه تنوع مسموم خانع ومهادن , يقوم بالتخديم على ديمومة السلطة الحاكمة في الحكم ولا يفكر في منافستها ولا أن يصل إلى الحكم بدلا منها أصلا , ولا حتى يحمل أفكارا سياسية أو اجتماعية يرغب في تطبيقها , ولكنه تنوع يكتفي شخوصه فقط بما يلقي عليهم من فتات السلطة فيوزعونه بينهم وبين أسرهم وحاشيتهم.

ودعوني أتصور السادات حينما كان يدشن لتطبيق هذه الفكرة , حالما بأن يقيم حياة سياسية تبدو كأنها متنوعة ولكنها في الحقيقة كلها تدين بالولاء المطلق له ولنظامه الديكتاتوري غير الوطنى وغير الديمقراطى.

دعوني أتصوره ينثر المخبرين والمرشدين الأمنيين , وما أنتجته مفارخ أمن الدولة , هنا وهناك حينما أطلق عملية المنابر طالبا أن يكون هناك منابر لليمين ومنابر لليسار ومنابر للوسط تتطور جميعها في مرحلة لاحقة لتصبح أحزابا, ودعونى أتصوره وهو يأمر رجاله بأن يشكلوا منابرا وأحزابا تخلو جميعها من أنصار الفكر الحقيقي , فتأسست أحزاب يسارية بلا يساريين , وقومية بلا قوميين , وناصرية بلا ناصريين , وليبرالية بلا ليبراليين , وإسلامية بلا إسلاميين , وقامت هذه الأحزاب بادعاء تمثيل هذه الألوان الفكرية في المناخ السياسي دون وجود حقيقي للمتلونين بتلك الأفكار.

ولا عجب إن قلت أن الغالبية المطلقة لأحزاب ما بعد ثورة يناير الموءودة والتي تبلغ تقريبا 93 حزبا كانت من هذه النوعية من الأحزاب الوهمية.

 

الفتائل :

تقوم هذه النظرية على "الفتائل" التي يقوم الطبيب بغرسها للمريض الذي يعانى من الدمامل والبثور والتجمعات الدموية الفاسدة , بحيث يتم غرس الفتيل القطني , بين أنسجة الجرح المتقيح , وتركه لمدة وجيزة حتى تتجمع بقايا المواد الفاسدة عليه ثم يتم سحبه مجددا وإلقاءه في القمامة.

ويأتي إنشاء حزب النور السلفي كواحد من أشهر التطبيقات لهذه النظرية وأكثرها وضوحا , فالحزب غرسته أجهزة الأمن بين فصائل الإسلام السياسي , ولقد تجمع هواة العمل السياسي من الإسلاميين حوله نظرا لما اتخذه من مواقف سياسية متشددة من مسألة تطبيق الشريعة في محاولة لإيهام قطاعات الإسلاميين بأنه الحزب الأكثر حرصا وصدقا في الدفاع عن العمل السياسي الاسلامى مما مهد لوثوق غلاة الإسلاميين به , وبالتالي تم حصرهم وتصنيفهم أمنيا , فضلا عن أن الحزب يعتبر واحد من أكثر التيارات السياسية التي أسأت للإخوان المسلمين ونسبت جميع شطحاته إليهم , "راجع فتوى إرضاع الكبير , وانف البلكيمى , والأذان في البرلمان , والتحرش في السيارة , وغيرها".

وفي حين أن معظم قاعدة الحزب المستهدف إحصائها هي الآن في السجون , وهناك مؤشرات أن الحزب يهيئ نفسه للحل بعدما أدى دوره , في الإساءة للإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية وتيار الإسلام السياسي بشكل عام , كما نجح في حصر الإسلاميين الراغبين بالعمل السياسي , وبالتالي مكن السلطات من حصرهم والتعرف عليهم لتمكينها من القضاء عليهم وهو ما حدث بعد الانقلاب إما قتلا أو سجنا أو نفيا , وبالتالي لا يكون مدهشا أن ينقلب تشدد قادة حزب النور قبل الانقلاب إلى تسامح بعده , بعدما عرفنا الدور الحقيقي لإنشاء هذا الحزب.

ولا استبعد أن يكون السماح بتأسيس كل الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية بعد ثورة يناير ,كان فقط بهدف إحصاء أعضائها خاصة حزب الحرية والعدالة الذي لم تكن أجهزة الأمن تعرف منه سوى القيادات.

 

القطعان:

وتنبع هذه الفكرة من قطيع الأبقار , فقد لاحظ الساسة أن الراعي الأمريكي الواحد كان يسوق بمفرده بضعة مئات من الأبقار في الغابات , من خلال تدريب بقرة أو عدة أبقار على إشارات يصدرها لهم بالتوجه يمنى أو يسري أو التوقف وغيرها , وحالما توقفت تلك الأبقار المدربة التي تتصدر القطيع فان القطيع كله يحذو حذوها.

وبناء على هذه الطريقة راح نظام مبارك" نظام مبارك هو نفسه نظام السيسي" يصنع معارضيه , ويعطيهم أدوارا سياسية واجتماعية , ويقدم لهم تنازلات تجعلهم يبدون كما لو كانوا قيادات رأى شعبية , تضحى من اجل تحقيق مبادئ فكرية تتعلق بالقيم الوطنية , وتناصب النظام السياسي العداء انتصارا لقيم العدل والحرية, وأن النظام السياسي القائم يخشى تلك "النخب" ويحسب لها الحساب , ويسمح لفرد القطيع مثلا بمهاجمة الوزير والخفير بكل حرية دون مهاجمة الرئيس , أو مهاجمة هؤلاء الذين يديرون المشهد السياسي بشكل حقيقي , بل أن النظام السياسي لو تعرض لازمة عنيفة مسته في مقتل نجد هذه النخب تنحاز تلقائيا للنظام وبالطبع ينحاز معها القطيع الذي هو عبارة عن قطاعات واسعة من الشعب تعانى أمية سياسية وتعتبر أن هذه النخب هي معيار الوطنية والوعي السياسي.

ونستطيع أن نقول أن بكري وقنديل وعيسي ومعظم عناصر جبهة الإنقاذ بل معظم النخب المصرية هم يندرجون تحت هذا النوع من النخب.

 

شق الصف :

لا ادري طبيعة الاسم الذي من الممكن أن يطلق على هذا التكنيك , ولكنه تكنيك معنى بتفريق الحشود الضخمة من خلال الزج بعناصر كثيرة من رجالات الأمن ومنتسبيهم والذوبان بين تلك الحشود , وما أن يحدث اى تنازل من قبل السلطة مهما كانت ضئالته يقومون بالانسحاب في محاولة لخلق انطباع عند عدد اكبر من المتظاهرين بانتفاء الحاجة للاحتشاد والتظاهر وقد تحققت المطالب التي خرجوا من أجلها.

ولقد رأينا هذا النوع في عدة تظاهرات في ميدان التحرير وغيرها , كما بدا ذلك ظاهرا جليا في عمليات تفجير الأحزاب من الداخل , وهو ما حدث مع أحزاب مصر الفتاة والعمل والقومى والأحرار وغيرها.

 

السمَّاوي :

"السمَّاوي" هو الرجل الذي يقوم باصطياد الكلاب الضالة من خلال تقديمه وجبة شهية لها ولكنها مسمومة , وهذه الوظيفة عرفت في مصر منذ عشرات السنين , لكن السلطة الحاكمة ارتأت تطبيق هذه الوظيفة في العمل السياسي , من خلال الزج بأحد عناصرها المعروفين بالحكمة والبلاغة في الكتل أو الأحزاب السياسية الكبري ويمكنوه من اخذ دور قيادي عبر أنواع أخري من العملاء في هذه الكتل أو الأحزاب , فيقوم هذا الشخص بإصدار قرارات من شأنها انفضاض الناس عن الحزب أو الإساءة إليه .

Albaas10@gmail.com

*****************

سيد أمين يكتب : دولة "كأن"

الاثنين، 23 يونيو، 2014

كأنها دولة حقيقية قرارها مرهون بإرادتها وليس بإرادة عصبة "كامب ديفيد" ومن يدور في فلكها , وكأن رئيس البلاد انتخبته الجماهير العريضة في انتخابات نزيهة وحرة وليست تلك الانتخابات التي قاطعها الشعب عيانا وعلى الأشهاد والعالم كله يعرف ذلك , بل ومن يؤيده ومن يعارضه يدرك ذلك تماما , وكأن هؤلاء الذين يتراقصون في الشوارع من حين لآخر كلما تم استدعائهم ليفرحوا بالعهد الجديد المخضب بالدم هم شعب مصر , وليسوا مجموعة من المنتفعين وكثير ممن استغل الإعلام ثقافتهم الضحلة فتم تغييب عقولهم ونفر غير قليل من الساقطات والبلطجية والخارجين عن القانون.

وكأن المتظاهرين السلميين الذين يشاهد القاصي والداني سلميتهم خارجون عن القانون يجب مطاردتهم وقنصهم بالرصاص الحي ومن يتم الإمساك به على يد الشرطة أو البلطجية الذين يبدون كأنهم مواطنون شرفاء , يسلم إلى أشخاص آخرين يبدون وكأنهم نيابة عامة تستقصى الحقائق مع أنها لا تقوم بالتحقيق مع المقبوض عليهم مطلقا ولكنها تقوم فقط بإصدار أمر الحبس ثم تمارس تجديده كل 45 يوم , ومعيار الحرية الوحيد المتروك للمقبوض عليهم أن يختاروا من بين قائمة تقدم لهم التهم التي يحبون أن يتهموا بها , فيخيرون بين القتل والشروع في القتل والتخريب والشروع في التخريب, وحمل الأسلحة وقنابل المولوتوف, والتظاهر , وقطع الطريق, والتحريض , وقد يتم الشفقة بهم فينصحونهم باختيار اخف التهم عقوبة, ومن يجبر على تهمة غليظة تتبرع الشرطة بصناعة قنابل المولوتوف أو إحضار أسلحة ليتم تحريزها له.

كأن التظاهر جريمة , وكأن الاحتجاج ممنوع , وكأن هؤلاء المتظاهرين والمحتجين ليسوا بشرا من الأساس فضلا عن أنهم ليسوا مصريين , رغم أنهم الأغلبية في الشارع المصري. ثم يحال المتهم إلى آخرين كأنهم قضاة العدل , فإذا بنا نجدهم لا يستمعون للمتهم ولا دفاعه بتاتا , بل ولا يقرءون القضية أساسا , ثم نفاجئ بأحكام تسلبهم الحق في الحياة. ولا يزال توقعنا بأن تهتز الضمائر , وأن يتخلى البعض عن الإيغال في الدفاع عن الظلم قائما , لكننا نجد إعلاما كأنه ينقل الحقيقة , يدافع باستماته عن حرمان حق الآخرين من الحياة , بل ويطالبهم أن يصمتوا في انتظار الموت, بل ويقوم بدور المحقق مرة ثانية فيقوم بتلفيق ما اعتبرها أدلة وبراهين تجعل من حكم سلبهم الحق في الحياة حكما عادلا ويخنق كل صوت يبرئ ساحتهم. نقول أن منظمات المجتمع المدني ستثأر, فنجدها هي الأخرى تلتزم الصمت المطبق , ولو تحرجت نجدها تدين مسلك السلطات وكأنها تؤيده , ولو تبرمت نجد تبرمها يأتي كشهادة ضد المتظاهرين الأبرياء.

وعلى غير يقين نقول أن المجتمع الدولي سينصف هؤلاء المتظاهرين, لكننا نجده يغمض عينيه وأذنيه تماما عنهم , بل نجده شريكا في كل هذا الظلم. لم يصدق مصطلح "دولة كأن" على دولة في العالم كما يصدق على مصر الآن , شأنها شأن عدة أقطار عربية , استهدفتها الآلة الصهيونية بالتجريف و التبوير , عبر عملائها الذين يحكموننا , والذين يتحدثون بألسنتنا ويعيشون بيننا , ولكن عقولهم تم تجريفها فصارت تخلط بين خدمة إسرائيل وقوى الإمبريالية وخدمة شعوبنا , بل إنها حينما تقوم بعمل فلا يعنيها من هو المستفيد طالما أن النفع يطال جانب من جيوبهم.

وكلنا يذكر قصة القيادي الكبير في الحزب الشيوعي السوفيتي الذي عمل جاسوسا لأمريكيا وكانت مهمته الوحيدة هو اختيار الرجل غير المناسب ليشغل قيادة الموقع الحساس فيقوم بتدميره , وبالطبع فهذا المسلك أدى لتدمير معظم مؤسسات الدولة مما عجل بنهاية الاتحاد على يد جاسوس أخر تم تصعيده لرئاسة البلاد وهو ميخائيل جورباتشوف. وطالما مررنا على عالم الجاسوسية فلابد أن نذكر أيضا كمال ثابت والذي استطاع إن يصل إلى مرتبة رئيس الأركان في الجيش العربي الأول"سوريا" إبان الوحدة بين مصر وسوريا وكان على بعد خطوات ليس من اعتلاء منصب الوزير بل رئيس الوزراء نظرا لحماسته القومية التي أثارت إعجاب كل من عرفوه ثم اكتشفت المخابرات السوفيتية انه جاسوس صهيوني وانه يهودي يدعى ابلي كوهين , وتمت محاكمته وإعدامه في 1965. كل ما يحدث في مصر الآن أشعر ملايين المصريين أنهم أسرى , أو ربما أحط شأنا منهم , بعدما تعززت الوطنية والكرامة الإنسانية في قلوبهم طيلة ثلاثة سنوات مضت منذ ثورة يناير الموءودة , وهو الأمر الذي يذكرني بمسلسل "لا" لكاتبه الراحل مصطفي أمين , حيث نشكوا القاتل لنفسه .ونستغيث بمن ظلمنا إليه.

ودعوني هنا أعرج على بعض النقاط أو الإشارات للفت الأضواء إليها :

*سألني صديقي عن تفسيري للإفراج عن عبد الله الشامي بعد اعتقاله لمدة 10 أشهر بدون أي تهمة أو محاكمة , قلت له إنني أتوقع أن تكون الجزيرة قد هددت السلطات المصرية بحرمانها من الحصول على بث مباريات كأس العالم الذي تحتكره الجزيرة في العالم حصريا ما لم يتم الإفراج عن طواقمهم المحتجزين بدون تهمة أو أي جرم , وبالطبع نظام السيسي بحاجة ماسة لإلهاء الشباب عن الاشتغال بالشأن السياسي كما كان يفعل مبارك , فقرر الموافقة على الصفقة وكان عبد الله الشامي أول ثمارها , رغم انه تم التجديد له 45 يوما لم يكملهم. عود حميد عبد الله الشامي وكل طواقم قناة الجزيرة البطلة , التى شهد العالم بمهنيتها.

*النشطاء "الحنجورية المتحركون بالريموت كنترول من لاظوغلي" الذين كانوا يتظاهرون ضد السعودية أيام موضوع احمد الجيزاوي , وملئوا الدنيا ضجيجا بسبب مشاهدتهم لعلم السعودية يقوم بعض السلفيين "الأمنجية " أيضا برفعه في التحرير , اختفوا نهائيا بعدما كان ضجيجهم يملأ الفضائيات رغم أن احمد لم يخرج من محبسه بعد, لماذا ؟ وأن ما كنا نشك فيه من علاقة التبعية من قبل مصر إلى النظام في السعودية صار الآن واضحا كالشمس بل حولته آلة دعايتهم إلى أمر محمود؟ أم أن الأوامر العسكرية أخبرتهم أن مهمتهم انتهت؟ وان السعودية قررت تمويل الثورة المضادة.

*نصيحتي لكل شباب مصر والعرب الذين يريدون أن يعرفوا الطريقة التى تحكم الصهيونية العالمية بها عالمنا العربي , أن يقرءوا فقط كتابا "الأمير" لمكيافيللي , و"طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" للكواكبي .. صدقوني ستجدون أنفسكم جهابذة في علم السياسة, وحيلهم لن تنطلي عليكم بعد ذلك , وبهذه الطريقة ستفهمون ما يحدث لنا الآن فهما صحيحا , وإذا فهمتهم سيتحرر عالمنا العربي بل والإسلامى. لا يوجد حاكم على وجه الأرض "عدا محمد مرسي" لم يقرأ كتاب الأمير وبعضهم حفظوا الكتاب حفظا. ملحوظة : "يمكن تحميل الكتابين منِ خلال النت"

*ما يحدث في العراق الآن هو لحظة تاريخية لتوحد كامل لجناحي الأمة العربية "التيار الاسلامي والتيار القومي" .. فهذه تجربة رائعة ندعو للتأمل فيها من أجل إطلاق مشروع حضاري كبير يعيد أمتنا العربية إلى سالف مجدها بوحدة الإسلاميين والقوميين .. مع تجنب الأمنجية والدخلاء من الطرفين. وهنا يجب التأكيد أن ثورة العراق هى ثورة كل أبناء الشعب بكل طوائفه ومذاهبه و أعراقه ضد الظلم والقهر والطغيان الذى جلبته حكومة الطوائف التى عينها المحتل الأمريكي , وأن أيِ صراع بين السني والشيعي هو صراع بين الشقيقين لا يجنى ثماره إلا الغرباء

Albaas10@gmail.com

**********************

سيد أمين يكتب : عن حقيقة صراع العالم والجنرال

السبت، 14 يونيو، 2014

كثيرا ما ثارت في ذهني تساؤلات حول ماهية الرد الفعل الأمريكي حيال ما إذا قام الفريق أول آنذاك عبد الفتاح السيسي برفض الطلب الامريكى له بالانقلاب على أول رئيس اسلامى منتخب ديمقراطيا في مصر؟ وهل كان توقف الأسطول السادس الامريكى أمام شواطئ الإسكندرية أثناء وبعد بيان الانقلاب في 3 يوليو 2013 هو من أجل مؤازرة الانقلاب وقادته أم من أجل مؤازرة الإخوان المسلمين كما تدعى دوائر إعلامية عرفت بقربها من أمريكا ومن قادة الانقلاب؟ وهل نحن كدول عربية فعلا دول نالت استقلالها فى منتصف القرن الفائت؟.

ودعونا نقول انه في علم السياسة , تكون العبرة دائما بالنتائج وليست بالإجراءات, والنتائج تقول أن الانقلاب يمضي في صنع شرعية تحكم بقوة الرصاصة والإعلام العسكري الموجه وفي المقابل هناك أيضا شرعية ديمقراطية لا تحكم ولا زالت بعد مرور قرابة العام صامدة ويافعة استطاعت استلاب استمراريتها اعتمادا على حالة سخط شعبي حقيقي قد لا تمثل المظاهرات سوى 10% منه ولا يظهر إلا إذا وجد مناخا أمنا - تفتقده مصر الآن - يتيح لكل المعارضين الإعلان عن أنفسهم فكانت الانتخابات الرئاسية تربة خصبة له ليظهر من خلالها , فقاطعها معبرا عن رفضه لها رغم حملات الترويع بالغرامات المالية للمقاطعين , فوصلت أعداد المقاطعين لنحو 90% ممن لهم حق التصويت.

ولعل ما سبق يؤكد أن البوارج الأمريكية التى وقفت على سواحل الإسكندرية إنما جاءت لمؤازرة قادة الانقلاب وليس العكس خاصة أن الإدارة الأمريكية تعلم أن الغالبية الساحقة من المصريين ضد الانقلاب أو أنهم صوتوا في السابق بنسبة تزيد عن 52% لمحمد مرسي وأنهم شغلوا قرابة 75 % من البرلمان , كما أن هذه البوارج لم تقدم اى شئ لمنع الانقلاب ان كان هذا مقصدها, حتى أن الإدارة راحت توقف المساعدات العسكرية لمصر وقدرها مليار و300 مليون دولار بينما قدمت قرابة 20 مليار دولار من خلال حلفائها فى الخليج , وهم الذين ما كانوا ليجرئوا على تقديم هذا الدعم إلا بأمر امريكى مباشر.

فضلا عن أن التبعية المصرية لأمريكا لا تمثلها المساعدات فقط فهي لا تمثل إلا النذر اليسير للغاية , لأن معالم تلك التبعية وصلت ربما إلى قواعد عسكرية أمريكية في مصر , وهو ما أكده الدكتور على الدين هلال وزير الشباب في عهد مبارك الذي قال في مؤتمر لمركز أعداد القادة بحلوان عام 2009 انه يوجد في مصر ثلاثة قواعد أمريكية إحداها قرب القاهرة ونشرت جريدة الوفد آنذاك تلك التصريحات في صفحتها الأولى بينما قامت صحيفة الكرامة التي تتبع حزب الكرامة برئاسة حمدين صباحي آنذاك بالاستفاضة في الموضوع وأكدت وجود 11 قاعدة في مصر وراحت ترسم عبر ثلاثة أعداد متتالية خرائط تفصيلية لهم.. والمسئولية هنا على القائل.

كما أن المركز الطبي العالمي الذي كان يتشفي فيه مبارك في طريق الإسماعيلية بنته القوات الأمريكية لنقل جرحاها إليه أثناء غزوها للعراق عام 2003 وحينما تسنى لها احتلاله تنازلت عنه لمصر.

وكلنا نتذكر أيضا إن "وثائق ويكيليكس" كشفت أن هناك آلاف العراقيين ساقتهم القوات الأمريكية إلى "قواعدها" في مصر واليونان وألمانيا لنزع معلومات واعترافات منهم عن المقاومة العراقية , وراحت تظاهرات الاحتجاج تجوب ألمانيا واليونان بل وأمريكا نفسها ولكن لا حس ولا خبر في مصر.

وإزاء ذلك صار واضحا أن رفض الانقلاب كان يعنى هجمة أمريكية لانجاز الأمر وتحقيقه بيد الغرب نفسه , وان البوارج الأمريكية كانت مجرد نقاط إغاثة في حال حدوث تطورات عسكرية أو شعبية غير مرغوبة أمريكيا.

والواقع أن المعركة التي يشنها "الجنرال" وأنصاره ضد "العالم" وأنصاره , هي معركة غير متكافئة القوة , وغير شريفة , وغير مقدسة , فالفكر لا يمكن أن تمحوه الدبابة أو تقصفه الطائرة , حتى وان قتلت كل من يعتنقونه , وذلك لأن الفكر هو نتاج عصف الأدمغة , كما انه فى أي زمان أو مكان حررت فيه الأدمغة ستصل حتما إلى خلق أفكار جديدة ومن بينها هذا الفكر , فالفكر موجود ما وجدت في الأدمغة عقول , وما قصف فكرة قط حتى عادت أقوى مما كانت.

ولعل السادات حينما قال أن 99% من أوراق اللعبة في يد أمريكا كان يقصد أن يقول أن بلادنا ليست مستقلة كما نتوقع , وأننا لا زلنا بلادا مستعمرة انتقلت من طور الاستعمار العسكري المباشر الى الاستعمار غير المباشر.

والاستعمار غير المباشر هنا ليس محصورا في التحكمات الاقتصادية الغربية فحسب بل يتعداها لمستويات اخطر بكثير , فالاستعمار هذه المرة نَصَّب بعضا منا يحكموننا لصالحه نيابة عنه.

ولما تنازلت بريطانيا عن مستعمراتها القديمة لأمريكا عام 1951 ارتأت الأخيرة أن نظام الاستعمار العسكري القديم لم يعد مناسبا لروح العصر فضلا عن أنه باهظ التكلفة المادية والأخلاقية فراحت تتبنى هذا النوع من الاستعمار الحديث فيما يعرف بـ"النفعية والواقعية السياسية" بحسب مؤسسه "نيقولا ميكافيللي".

وكان مكيافيللي قد سرد لأميره ثلاثة وسائل لغزو إحدى الإمارات المجاورة , وسرد مع كل وسيلة عيوبها.

نصحه بتجريد قوة كبري لغزو تلك الإمارة , لكنه حذره من حدوث انقلاب عليه فى الداخل فيكون قد كسب أرضا جديدة وخسر أرضه القديمة.

وعرض عليه أن يجرد حملة كبري بقيادة قائد الجيش ليغزو تلك البلاد , لكنه حذره من ان ينشق هذا القائد فيكون قد انفق أمواله وجيشه على جيش العدو الجديد.

وفي ثالثة الاقتراحات ,عرض عليه إن يذهب بجزء من قواته ليغزو تلك الإمارة فيستذل أكارمها وأغلبيتها, ويدلل حقراءها وأقليتها وينصَّب منهم حاكما على البلاد بعد أن يجهز لهم حامية عسكرية تتبعه للتدخل وقت الحاجة , وقال له أن هؤلاء الأقليات سيناصبون شعبهم العداء , وسيقمعونه بأبشع ما يمكن أن تقمعهم أنت به , وسينهبون ثرواته ويعطونها لك تقربا إليك لأنهم سيحتاجونك دوما لقمع شعبهم, فضلا عن أنهم لو انتكسوا بفعل ثورة عارمة فلن يطالك من الانتكاسة شئ ويتحمل هؤلاء الخسارة كلها.

هذا هو الشكل الذى يستعمر الغرب به عالمنا العربي , فالإسلاميون لا يحكمون وإذا وصلوا للسلطة سيحدث ضدهم انقلاب وينكل بهم كما حدث في مصر والجزائر.

والقوميون لن يحكموا وإذا حكموا سيقتلون وينتكسون كما حدث مع عبد الناصر وصدام والقذافي , والأغلبية ممنوعة من الحكم في بلادنا على عكس نواميس الحياة.

Albaas10@gmail.com

***************

سيد أمين يكتب : عن الربيع المفزع والإعلام وصباحى

الاثنين، 2 يونيو، 2014

منذ ثلاثة أعوام تقريبا عقب انطلاق قاطرة الربيع العربي بدءا من تونس ومصر إلى ليبيا واليمن وسوريا , كنا نحذر من أن هذا الربيع قد يتحول إلى كابوس مفزع يرمم استبداد دول الموالاة ويدمر دول الممانعة , ما لم يكن الهدف الأساسي منه هو التحرر من الهيمنة الغربية وان يأخذ هذا الربيع مسألة الاستقلال الوطني غاية له تتوازى وربما تسبق غاية القضاء على الاستبداد وان يرفع شعار التحررالوطني تماما مع شعارات الديمقراطية وحكم الأغلبية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.

وطالما الأمر كذلك كان ينبغي على الربيع العربي أن يخص بظلاله البلدان العربية التي تتوافر فيها سمتا عدم الاستقلال الوطني , والاستبداد , إلا أننا وجدناه يمر على الدول الاستبدادية التي تمانع سياساته فيسقط نظامها إسقاطا كاملا ويتركها أرضا خرابا ,ويمر على بلدان أخري تفتقد الاستقلال الوطني فيرمم نظام حكمها ويعيده أكثر استبدادا مما كان.

وظهر للعيان أن الربيع العربي المزعوم سار بالفعل على الرجل العرجاء لطالما حذرنا من أن يسير عليها , وبدا واضح أن المحرك الوحيد لما يحدث في عالمنا العربي هى تلك الأصابع الأمريكية المتشابكة مع المؤسسات العسكرية والاستخبارية في دول الموالاة كمصر واليمن وتونس, في حين جري ذلك بالاتفاق مع عناصر ممولة من الخارج استغلت حاجة الناس لتنسم ريح الحرية فقامت بتدمير البلاد في معركة كارثية حرص مخططها الامريكى ان يجعل المبنى ينهار فيها على الجميع , المستبد والثوار معا رغم أن جزءا منهم حلفاء له , كما هو الحال في ليبيا وسوريا .

وبكل وضوح , وحتى لا يجادلنا احد عن عفوية انطلاق الربيع العربي , نقول كان ينبغي إذن عليه أن يطال دويلات الخليج التي تعج بالقواعد الأمريكية وتفتقد نظم الحكم فيها إلى اى إرادة وطنية حرة , واى شكل من أشكال الديمقراطية أو الرشاد , كان يجب أن يكون هذا مطروحا.

لكن هذا لم يحدث مطلقا , بل أن الثروات التى وهبها الله للعرب كى يستبقوا العالم بها علما وحضارة وتحررا , سخرت على أيدي تلك النظم العميلة من أجل ذبح الشعب العراقي ثم الشعب الليبي ثم الشعب السوري ثم الشعب المصري.

فما وجدناه أن تلك الدول ضالعة في تدمير سوريا حكومة وشعبا وثوارا , كأنها راغبة فى إطالة أمد الصراع من أجل القضاء على ما تبقي من الشعب وبقايا الدولة , وهو ذات ما حدث من قبل في العراق, في حين ترجلت السعودية والإمارات ورأيناها تدعم وأد الثورة المصرية بشكل علني تتفاخر به بينما نجدها على المقربة تدعى دعمها للثورة في سوريا, وما أن سقط القذافي في ليبيا حتى استدارتا هاتان الدولتان ضد ثوار الأمس ونعتتهما بالإرهابيين ثم راحتا تدعمان انقلابا عسكريا يقوده جنرال امريكى الجنسية يقول عنه الجميع انه رجل أمريكا في ليبيا, الأمر الذى يتضح منه أن الدعم الاماراتى السعودي للثورة في ليبيا كان الهدف منه مجرد تسليمها للأمريكان , لا أكثر ولا أقل , وما ينطبق على ليبيا ينطبق أيضا على دعمهما لسوريا.

ففي الواقع ان الربيع العربي هو ربيع امريكى بامتياز ليس لأنه لم يقضى على نظام مبارك وبن على ولكن لأنه حافظ عليهما من الانهيار المفاجئ , فقد رمم الأمريكان نظامهم في مصر وتونس وهدموا سوريا وليبيا وحيدوا اليمن وسلموها للسعودية , وجعلوا مصر تشارك اسرائيل في حصار حماس ومن قبلها غزة , وهدمت أنفاق الإغاثة للشعب الفلسطيني دون اى احتجاج شعبي مصري أو عربي بل رأينا المهللين والراقصين , وتمت تصفية سيناء من المقاومة , وسمعنا من يفاخر بأن هناك تنسيق مصري اسرائيلى طوال الوقت فى كافة المجالات , ورأينا طائرات إسرائيلية تدخل سيناء وتقتل من المصريين ما تشاء وتعود إدراجها سالمة, بينما يقول لها النظام الرسمى تسلم الايادى, كما صارت مصر تصدر الغاز لإسرائيل بدولار وتعود تشتريه منها بدولارين ,

* سألني صديقي عن السبب الذى جعل الإعلام المصري ( التلفزيون الرسمي، الأقنية الخاصة، الصحف الرسمية وغير الرسمية وغيرها ) الذى يأتمر بأمر جهة واحدة يتخذ موقفا موحدا في اليوم الأول والثاني من انتخابات الرئاسة المزعومة بأن الإقبال كان ضعيفا وأخذوا يكيلون الشتائم للشعب المصري لعدم تفاعله مع الانتخابات مما أضعف موقف السيسي , ثم تغيرت الصورة فجأة وفي توقيت واحد أيضا في اليوم الثالث للانتخابات معلنين أن الإقبال أبهر العالم وغير مبالين بهذا التناقض الفج.. فما السبب ؟

قلت له أن الأمريكان الذين نصبوا السيسي رئيسا لمصر أرادوا أن يتركوا خط الرجعة مفتوحا عن هذا التنصيب من اجل إجباره على استمراره في الإذعان الكامل لهم ومنعا من أن تأخذه الحماسة يوما ما فيخالف مطالبهم منه تحت زعم وجود شعبية له كتلك التى يملكها مرسي فيخرج عن الحظيرة الأمريكية خاصة انه يمتلك الجيش الذي لم يكن يمتلكه مرسي.

كما أن الأمريكان يخشون أيضا أن يستمر الحراك الشعبي المناهض للسيسي أو تزداد وتيرته أو تحدث له تطورات كبيرة وسريعة في لحظة ما فقرروا دق مسمار جحا الذي يمكنهم من العودة عن دعم السيسي وهو ضعف الإقبال وبالتالي تزوير الانتخابات ثم عدم الشرعية.

وقلت لصديقي لا تنسي أن هناك 35 فضائية مصرية يشاهدها اغلب المصريون للأسف أنشئت من أموال المعونة التجارية الأمريكية .. ورجال الأعمال الذين يملكونها هم من صنائع أمريكا ويأتمرون بأمرها, حالهم حال النظام المصري برمته.. فأمريكا بهذه الوقائع وقعت عقد تنصيب السيسي متضمنا شروط الرجعة وشروط المستقبل

* قبيل أيام من انتخابات رئاسة الدم المهزلة كتبت أنه ليس أمام حمدين صباحى سوى فرصة واحدة وحيدة لاستمرار بقائه ضمن خط المعارضة المصرية ومنع حرقه بالكامل .. ثم إلقائه في مزبلة تاريخ الوجدان المصري ..هو أن ينسحب من مهزلة شرعنة استمرار حكم العسكر لمصر.

قلت له إن فزت فهم سيحكمون بدلا منك ويأخذون هم المغانم ويحملونك أنت وحدك جرائمهم ويلقون بك في السجن .

وان قبلت بمنصب كبير في حكومة الجنرال فسيحملونك أنت مسئولية فشله ويلقون بك أيضا في السجن.

ولو لم تفز وهذا هو اليقينى وحاولت تمثيل دور المعارض فسيلقون بك في السجن أيضا , فرصتك في الحرية هو أن تنسحب وحينما يحاولون إلقاءك بالسجن ستتطهر من نقائصك وتنجو بنفسك.

لكن حمدين لم يستمع لما كتبت وها هو أحد المحامين إياهم يتقدم ببلاغات ضده يتهمه بالتخابر مع دولة اجنبية.

حتى دور المعارض المدجن حرموك منه.. وجعلوك مزحة سيرددها الناس على مر الزمان , انك دخلت انتخابات وهمية جرت بين اثنين فخرجت فيها الثالث.

* الغريب في الشعب المصري أن هناك قطاعا لا بأس منه يعرف ان السيسي هو الذي يحكم مصر فعليا منذ 3 سنوات وانه أزاح مرسي بأمر من أمريكا ومن اجل امتيازات خاصة للعسكر وانه سيخرب مصر وأنه اجرم في حق شعبها ..ومع ذلك يؤيده ليس لشئ إلا لإيمانه بأن الشعب المصري بحاجة الى سفاح ليحكمه.. منطق ليس فيه اى منطق

Albaas10@gmail.com

************************

سيد أمين يكتب : السيسي وحمدين .. وجهان لحكم العسكر

الجمعة، 16 مايو، 2014

عرف الكثيرون وبكل وضوح ان السيسي وحمدين .. وجهان لحكم العسكر.. وقد يتساءل احدنا أنه من البديهى أن يكون السيسي وجه من أوجه حكم العسكر وأن خلعه بزته العسكرية لات يعنى انه صار مرشحا مدنيا بينما كل أجهزة الدولة وعلى رأسها الجيش يقفان خلفه, بل أن من راحوا ينتخبون السيسي في الخارج عبروا بصراحة أنهم انتخبوا الجيش في صورته.. ولكن ماذا عن حمدين وهو شخص مدني كان ممن ينتمون للمعارضة ؟

في الحقيقة أن حمدين صباحى يمتلك مميزات هائلة ترشحه ليرتدى بذلة رئيس جمهورية مصر العربية ولكن بالمواصفات الأمريكية .. أول هذه المميزات أن الأمريكان الذين دائما يعتمدون على التحالف مع العسكر في مصر يحاولون تحسين هذا التحالف مجاراة للديمقراطية الغربية وخجلا منها بأن يكون رأس هذا النظام شخص مدني غير محسوب على العسكر .. على أن يكون العسكر هم الحكام الفعليون على الأرض وبتحقيق هذه المعادلة يكون الأمريكان قد كسبوا الحسنتين حكم عسكري حقيقي يحقق لهم مصالحهم , وحاكم مدني لزوم التضليل الغربي.

ويشترط في الحاكم المدني الذي يتم الإتيان به على هذه الأرضية أن يكون بلا شعبية حقيقية في الشارع , وان تكون شعبيته مجرد شعبية إعلامية لا أكثر ولا اقل وذلك ضمانا لعدم خروجه عن إرادة العسكر احتماءا بشعبيته كما فعل الدكتور محمد مرسي .. ولعل حمدين صباحى يتميز بتلك الميزة بل ويزيد عليها بأنه صاحب نضال.

فهل يتخيل أحدكم أن يأتى مرشح رئاسي يقول انه ناصري النزعة لينافس مرشح رئاسي أخر يشبهه عبيده بأنه ليس ناصريا فحسب بل عبد الناصر نفسه - مع ان هذا المرشح لم يذكر عبد الناصر بحرف واحد ولم يفعل اى شئ مما كان يفعله إلا عيوبه دون مميزاته - ثم نجد ان كلا منهما - أى هذا الناصري وعبد الناصر الجديد – لا يفوتون فرصة واحدة إلا ويتوعدون بقطع ايادى وأرجل وألسنة حماس .. ولم ينطق واحد منهما بكلمة واحدة ضد إسرائيل .. بل وجدنا عبد الناصر الجديد الذى كان وزيرا في حكومة يقودها رئيس منتخب اسمه أ.د محمد مرسي يقول انه ابلغ الأمريكان في مارس 2013 أن وقت حكم رئيسه انتهى.. بماذا إذن نسمى هذا الأمر ؟ ..أليس هذا عمالة وتخابر لصالح دولة أجنبية وخيانة عظمى وتدبير لقلب نظام الحكم؟.. أم انه أمر يستحق ان نقول لفاعله تسلم الأيادى.

ومن الأشياء التى تلفت الانتباه بشدة فى هذا اللا صراع الحميم بين اللا متنافسين .. السيسي الحاكم الفعلى للبلاد من وجهة نظر كثيرين ليس منذ انقلاب 3 يوليو 2013 ولا حتى منذ تنحى مبارك فى 11 فبراير 2011 ولكن منذ أن عينه مبارك – إن كان هو من عينه فعلا ولم يتم فرضه عليه – لرئاسة جهاز المخابرات الحربية .. وبين حمدين صباحي المصل الناصري الذى يهدد بقطع لسان حركة المقاومة الإسلامية حماس ولم نلمح منه ولو تلميحا أى كلام يفهم منه سعيه للاستقلال الوطنى من تلك القوى التي كانت تناصب عبد الناصر العداء , فضلا عن غيبوبة موقفه من القطاع العام والعمال والمزارعين والفقراء , اللافت انه ومنافسه يتفنان فى استفزاز قطاع ضخم للغاية من الشعب من معارضى الانقلاب العسكري أو هؤلاء الرافضين للمسلك الاستبدادي للسلطة العسكرية في ثوبها المدنى وهى السلطة الحاكمة فعليا الآن والتي ستحكم مستقبلا إن قدر لهذا الانقلاب النجاح.. وان كلا منهما يصر على التحدث باسم الشعب والفقراء.. مع ان الفقراء هم من يقتلون في الشوارع دون مصمصة الشفاه من الكومبارس او وخزة خجل عند المشير , فضلا عن أن كلا منهما يلبس رداء ناصريا أو قوميا لا يليق به مطلقا ولا توجد إمارة واحدة على أحقية ارتدائه له.

ودعوني أعود إلى وقائع عايشتها بنفسي ترتبط بشكل كبير بما يحدث لمصر المغتصبة الآن فعقب أحداث المقطم التي دبرتها أجهزة الأمن في يناير 2013 ..أخبرتني زميلة صحفية متزوجة من شخصية في موقع امني كبير أن المخابرات كانت تنتوى الانقلاب على الرئيس في تلك الأحداث ولكنها لم تجد الظهير الشعبي .. وبعد اقل من شهر تقريبا عادت تلك الزميلة تؤكد لى أن الانقلاب تحدد موعده في شهر يوليو 2013 وان مسألة الظهير الشعبي قد حلت .. ولم تمر أسابيع حتى ظهرت حركة "تمرد"..وأنا كتبت ذلك في حينها.

وكتبت آنذاك أيضا أن احد الأمنجية المدسوسين على التيار الاسلامى - والذين يعرفون اننى اعرف حقيقتهم تماما - اخبرني في هذا التوقيت أيضا أن الإخوان ومن يؤيدهم سيقتلون في الشوارع دون رأفة أو رحمة في نهاية العام "عام 2013" وان هناك خطة شاملة للتخلص منهم نهائيا بالتصفية مهما بلغ عدد الضحايا ثم تهجير أنصار التيار الاسلامى الى منطقتى مرسي مطروح والسلوم وبنغازى .. وكتبت ذلك وقتها على اعتبار انه هرطقات لا يمكن تصديقها ..لكن المدهش اننى سمعت أن الاعلامى محمود سعد يقول بأنه يجب تهجير الإخوان من مصر.. وبالطبع خبرتنا مع تلك التسريبات الإعلامية يجعلنا نتخوف .. فخبرتنا تقول أن كل ما تريد الأجهزة العسكرية تنفيذه تسبقه تسريبات إعلامية تمهد الأذهان له.. وترفع عنه صفتي اللا منطقية والإجرام.

وقبل ذلك وفي نوفمبر 2012 وبعد وصول الرئيس الدكتور محمد مرسي لكرسي الرئاسة بخمسة أشهر تقريبا اتصل بي شخص يدعى "عبد السلام . ع" وهو من جيران حمدين صباحى , بل وهو احد أقاربه الموثوقين جدا.. وكان هذا الشخص وهو طالب جامعى واحدا من المحبين لى ..فلما رأنى أدافع بشدة عن المسار الديمقراطي آنذاك خاف علي من عقبات ذلك خصوصا بعد ما سمعه من حمدين صباحي في مجلسه الخاص .. فقال لى انه سمع حمدين يقول ان مرسي لن يكمل عدة أشهر في الحكم.. وان هناك مذابح ستحدث ضده وضد كل من يؤيدونه .. بل وسيختفي الإسلاميون نهائيا من المشهد السياسي في مصر.. وان الجيش سيؤسس لدولة علمانية كاملة على غرار علمانية أتاتورك العسكرية في تركيا.. وان حمدين سيحتل موقعا كبيرا فيها.

هذا ما قاله جار حمدين قبل الانقلاب بسبعة أشهر كاملة.. فهل تصدقونني أن حمدين شريك أساسي فى المؤامرة على الديمقراطية في مصر , وانه قد يكون هو المقصود بـ"أمير الشعب" الذي راح يعظ احمد ماهر مؤسس حركة 6 ابريل بالمشاركة في المؤامرة على المسار الديمقراطي.. ولما رفض هدده بحظر الحركة تماما .. خيوط المؤامرة تتكشف تدريجيا لدى من يجهلونها .. وما كنا نجتهد في محاولة توصيله للناس والتدليل عليه منذ قرابة نصف العام ..صار الآن أمرا واضحا لا يحتاج إلى تدليل.

يا سادة .. مصر تدخل الآن نفقا مظلما ولا يمكن لها أن تخرج منه إلا إذا وجد بين النخب عقلاء , يسعون لنصرة الوطن , ولا يبالون بنصرة أهدافهم ومعاركهم الخاصة ..اللهم أحفظ مصر.

Albaas10@gmail.com

*********************

سيد أمين يكتب : مبارك الفلتر

السبت، 19 أبريل، 2014

حينما كان الاعلام يقول عن مبارك انه صمام أمان لمصر فهو لم يكن مخطئا.. فمبارك كان بالفعل صمام أمان .. يقوم بمهام فلاتر الكاوتشوك العازلة للصوت والاهتزازات.

دور مبارك كان يقوم علي فلترة الضربات او الاوامر التى يتخذها مجلس العسكر والمخابرات وهم الحكام الفعليون لمصر منذ عصر صلاح نصر وربما منذ استقلال مصر - وهو الاستقلال المشكوك فيه وسنخصه بمقال أخر مستقبلا باذن الله - واعادة انتاجها وكأنها قرارات صادرة منه مع شئ من التنقيح والتحسين.

ولو اعتمدنا نظرية "الفلتر" فبذلك يمكننا ان نقول ان وظيفة مبارك المحورية الوحيدة طوال الثلاثين عاما الماضية .. هى فلترة قرارات المخابرات والمجلس العسكري ..وبذلك يمكننا ان نقول ان مبارك لم يحكم بل كان فقط يفلتر القرارات ويتلقي الهجمات والطعنات والاعتراضات الشعبية عليها.

ولما اراد مبارك ربما بمشورة من"جمال وسوزان" الانتقال من اداء دور الفلتر الى ممارسة الحكم بالفعل من خلال ترشيح جمال مبارك واعتمادا على سرطانية انتشار الحزب الوطنى وفولاذية جهاز أمن الدولة .. دبرت المخابرات ثورة يناير عليه مع توفير قدر من الاحترام له كـ"فلتر" خدمهم طوال 30 عاما.

مشكلتنا الان ..اننا نواجه حكام مصر الفعليين دون وجود هذا الفلتر ..الامر الذى يشعرنا بحجم الضجيج البالغ والاهتزاز المفزع..والاندهاش المتزايد في حين ان من هم في السلطة الآن لا يشعرون بقدر ارتباكنا.. وربما سبب ذلك انه لم يتغير بالنسبة لهم اى شئ كونهم حكام فعليين "منبع اصدار" ولكن نحن من نشعر بهذا التغير لاننا "مصب تلقي".

وقد يقول البعض ان ثورة يناير لم تكن ابدا من تدبير العسكر والمخابرات .. اذن فدعونى اسرد لكم رؤيتى وهى رؤية قد لا يدلل عليها بالاشياء المادية ولكن يدلل عليها منطقيا.. وهي ان جهاز المخابرات قد يكون خطط لثورة يناير قبل حدوثها بفترة ظويلة فراح يصنع اذرعه الاعلامية التى تمكنه من استخدامها حين البدء في الاجهاز على مبارك الذى كان يتحصن بالحزب الوطنى وجهاز امن الدولة الموالى له والذى تغول فصار مهددا رئيسيا للعديد من قيادات المخابرات والمجلس العسكري ويملك اوراق ادانة عليهم وهو ما قد يكون دفع المخابرات بعد ذلك لاقتحام مقر أمن الدولة الرئيسي والاستيلاء على تلك الاوراق وحرقه بعد ذلك.

وفيما يبدو ان جهاز المخابرات استمال معظم مساعدى وزير الداخلية حبيب العادلى فيما بقي هذا الرجل هو الشخص الوحيد المخلص لمبارك .. وندلل على ذلك ان مساعدى العادلى جميعهم بل وجميع الضباط والامناء الذين تلقوا اوامر اطلاق الرصاص على المتظاهرين من تلك القيادات قد حكم لهم بالبراءة بل وتقاضوا مكافآت ورواتب بعد خروجهم عدا العادلى الذى يتم تغليظ العقوبات عليه.

ويلفت النظر ايضا ان الشرطة هى من كانت تقوم بمحاصرة الميادين من جميع الجهات بل واطلاق قنابل الغاز على الشرفات وذلك بهدف تحفيز الناس القابعين فيها على الانخراط فى المظاهرات.. ومن المعروف ان من ابجديات استراتيجية فض التظاهرات هى ان تهاجم المتظاهرين من جانب واحد او جانبين بغية دفعهم فى اتجاه مسار الهروب الأمن وهو ما لم يحدث وبقي الهجوم من كل الجهات.

ولما خفتت حدة التظاهرات بعد الخطاب العاطفي لمبارك .. استشعرت المخابرات الخطر وراحت تسلط على المتظاهرين الخيل والبغال في مشهد ارادته ان يكون دعائيا بما يكسبهم تعاطفا..وهو ما حدث بعد ذلك بالفعل وراحت الجماهير تجلف الى الميدان انذاك .. وفي هذه النقطة نقول ان العسكر لو ارادوا فض التظاهرات لفعلوا ولاستخدموا نفس الوسائل التى استخدموها في فض رابعة والنهضة ولكن نظرا لانهم هم دعاة تلك التظاهرات ولغرض في قلوبهم لم يسلكوا هذا المسلك.

ومن الدلائل على ان المخابرات هى من فجرت الثورة ان عددا من الاعلاميين الذين فتحت لهم المنابر الاعلامية وتم تصديرهم بوصفهم ابطال مناوئين لمبارك .. لم يتم ايذائهم في عصر مبارك مطلقا ..بل صاروا نجوما ولما قاضاهم مبارك صدرت احكام بتبرئتهم .. وما ان حدثت الثورة حتى انحازوا بعد ذلك الى حكم السيسي وكل من هم معه.. رغم ان هؤلاء جميعا من المفروض انهم من رجال مبارك واعداء لهؤلاء الاعلاميين الثوار.

ومن اللوافت ايضا .. ان عددا كبيرا من مقدمى البرامج في الفضائيات المصرية راحوا يغيرون مواقفهم فجأة اثناء احداث ثورة يناير وينحازون للثورة ..بل ويضخمون من خطايا مبارك وامن الدولة في مشهد تحريضى كان الرجل يستحقه ولكن جاء من اناس مشكوك في نيتهم .. وهو الامر الذى لا يمكن ان يحدث دون وجود ضوء من جهة سيادية يثق فيها هؤلاء الاعلاميين ولا يهمهم من تكون بقدر ما يهمهم ان يكونوا "مسندوين" .

وكلنا يتذكر المشهد الذى قام فيه احد الفنانين بمهاجمة اثنين من مقدمى البرامج اللذين كانا يتبعان ولائيا جهاز امن الدولة على الهواء مباشرة .. واعتزلا العمل الاعلامى لفترة حتى عاد احدهما ولكن لم يسمح للاعلامية الثانية بالعودة للعمل الا مؤخرا وذلك لانها كانت وثيقة الصلة بمبارك.. هذا المشهد كان تجسيدا واضحا للصراع بين اعلاميي امن الدولة واحد نجوم المخابرات الذى يفتخر بأنه كان ابرز دعاة 30 يونيو التى صنعتها المخابرات ايضا.

ودعونى ابوح لكم بسرين اولهما اننى قبيل ثورة يناير كنت اعرف عميد شرطة في احدى نقاط شرطة "الاتصالات" القريبة من مسكنى وكنت اقوم بتدريب ابنه في الموقع الذى كنت اديره الامر الذى انشأ بينى وبين هذا الرجل صداقة ما , وكان يدور بيننا حديث مطول حول مبارك .. فوجدت الشرطى اكثر كراهية منى لمبارك .. وكان كثيرا ما يطمئننى بأن الشعب سيثور قريبا علي مبارك .. وكنت أأخذ الامر بدون اكتراث ولكن لم تمر عدة اشهر حتى حدثت الثورة وتذكرت كلمات هذا الرجل الذى يعمل بشرطة "الاتصالات"ومعلوم بالقطع نوعية من يعملون بهذه الشرطة.

السر الثانى في الجزء المعلوم منه ان الموقع الرسمى لجريدة الاهرام نشر خبرا في يوم 24 يناير 2011 وقبيل الثورة بيوم واحد يفيد ان سلطات مطار القاهرة ضبطت قرابة 39 صندوقا من الذهب اثناء تهريبها الى دولة الامارات..وجاء في الخبر انه اثناء قيام العمال بنقل 39 صندوقا الى طائرة متجهة الى الامارات ..سقط احدهم وسقطت منه سبائك الذهب ..هنا جاءت قيادات أمنية كبري وقامت باحصاء السبائك التى سقطتها ومقارنتها بكشوف عن تفيد رقمها المسلسل وتم بعد ذلك السماح للشحنة بالنقل الى الامارات ..والاهم ان الصحيفة اكدت ان مرسل تلك الشحنة "مسئول كبير جدا في البلاد" في اشارة واضحة جدا الى مبارك.

وفي يوم 25 يناير كنا نقف في تظاهرة على سلالم نقابة الصحفيين ففوجئ الجميع بمشاركة احد الكتاب المعروفين بقربهم من جهاز أمن الدولة ومبارك وكذلك جهاز المخابرات والعسكر والذى كان قبلة لكل الذين تم تصديرهم بوصفهم ثوار كى يتوسط لهم عند مبارك للصفح عنهم..كان الرجل مرتبكا وغير مستوعبا للحدث وسألنى عن وجهة نظرى فيما يحدث فقلت له ان ثورة ضد مبارك تحدث.

هنا الرجل فهم ان هناك ثمة صراع بين الحهازين الامنيين في الدولة لكنه بقي مختفيا لفترة طويلة حتى مالت كفة الحسم لصالح المخابرات فذهب الى ميدان التحرير مع رهط من الهتيفة الذين كان يقوم بتأجيرهم في معاركه الانتخابية بالبرلمان .. وتحول الى ثائر!!

هذه بعض الاسباب من اسباب اخري كثيرة تجعلنا نؤكد ان ثورة يناير كانت صنيعة المخابرات ولكنها حادت عن هواهم في مرحلة ما .. وانقلاب 30 يونيو كان تصحيحا لهذا المسار من وجهة نظر العسكر.

ِalbaas10@gmail.com

*******************

الاخوان والانقلاب .. وبيض الهند .. بقلم سيد أمين

الأحد، 23 مارس، 2014

بعض ممن يستجيبون بسرعة للاعلام الاسود الذى تبثه 35 فضائية من فضائيات "المعونة التجارية الامريكية" في مصر يكاد يصدق أن حركة الاخوان المسلمين انتهت تحت وطأة الضربات العسكرية العنيفة التى توجهها لهم سلطة الانقلاب / الاحتلال من خلال قتلها اكثر من 6 الاف متظاهر واعتقال 23 الف و20 الف مصاب معظمهم من الاخوان.

والواقع ان ما حدث هو العكس تماما , فالحركة لم تضعف بل قويت حيث تعاطفت معها قطاعات كبيرة من الجماهير التى كانت تنظر لها من قبل بنظرة تشوبها ريبة , ولكن الأن قدم الاخوان لمصر وللعالم شهادة حقيقية بأنهم :

1- تيار متسامح :

ثبت لجميع المراقبين المنصفين ان الاخوان ينبذون العنف رغم محاولات جرهم اليه - انهم اهل فداء وتضحية وصبر - لا يهابون السجن او حتى الموت او حتى الحرق بعد الموت على يد قاتلهم.

2 - تيار مقاوم:

هو احد ابرز التيارات التى تساند المقاومة العربية في غزة لدرجة ان رئيسه المختطف أتهم "بتهمة" غير موجود الا في اسرائيل وهى التخابر مع حركة المقاومة الاسلامية حماس..وهى المنظمة التى تتضامن مع قضايا المسلمين في العالم بشكل سريع.

المدهش ان الاخوان الجهة المصرية الوحيدة التى نددت بما يحدث من قتل للمسلمين في افريقيا الوسطى رغم اعمال البطش التى يتعرضون لها في مصر.

على طريقة عنترة وهو يقول "لقد ذكرتك والرماح نواهل ..وبيض الهند تقطر من دمى"

3 - تيار فكري مؤمن بالديمقراطية:

يدافعون عن مؤسسات ديمقراطية تم سلبها منهم بالقوة - ينتهجون لغة التوافق الوطنى ويقابلون بصلف استبدادى - يتم تشويههم بشكل غير ديمقراطى وغير منطقي ولا يتاح لهم حق الرد وحرموا من كافة وسائل التعبير.

4 - تيار يمثل الاغلبية في مصر :

رغم التعتيم الاعلامى ضدهم الا ان انصارهم يشكلون الاغلبية على الارض ولانهم جماعة عقائدية تفعل ما تقول .. فيما تبقي شعبية خصومهم شعبية مزيفة لكونها بنيت من خلال تضليل البسطاء..ولو كان هناك اعلام حقيقى ما بقي لخصومهم اى اثر من التأييد لدرجة جعلت رموز سلطة الانقلاب بانفسهم يقولون انهم فوجئوا بقوة الاخوان.

5- تيار ليس عميلا للغرب بدليل:

أ- ان قوى التخلف والرجعية التقليدية الموالية لامريكا واسرائيل في العالم العربي تقف ضدهم بقوة

ب- ان الغرب لا يمكن ان يترك رجاله ليذبحوا على يد العسكر , فمن أمن عقوبة ذبح الناس هو عادة الموالى لامريكا فامريكا ترعى الديكتاتوريات.

ج - انهم الاصدق فى الدفاع عن القدس ولذلك نجد حماسا صهيونيا كبيرا ضدهم.

6- وحدة ونضج الفكر السياسي للتيار الاسلامى :

من اعظم مكاسب الازمة الجارية التى تعرض لها الاسلاميون في مصر وفي القلب منهم الاخوان المسلمين اولا انهم تخطوا الخلافات الفكرية البسيطة التى بينهم واجتمعوا لمجابهة خطر واحد يهدد وجودهم وثانيا انهم تجاوزوا الطريقة المثالية للتفكير السياسي حيث اخذوا درسا عمليا كبيرا وعصيبا في مجابهة قوى الغدر مما قد يمكنهم مستقبلا من الحذر تجاة تجارب مشابهة واجادة طرق اسرع للحسم معتمدين على شعبيتهم في الشارع, مما ينذر أن المستقبل للتيار الاسلامى وليس العكس كما يتصور البعض..سيحدث ذلك حتى ان خسروا هذه الجولة من المعركة.

7 - تقارب التيار القومى والاسلامى:

يمتاز التياران الفكريان القومى و الاسلامى بعدة مميزات توحدهما :

انهما كليهما محظوران من تولى الحكم في اى من الدول العربية بأمر الصهيونية.

انهما كليهما يسعيان للوحدة بمفهوميها الاصغر في القومية العربية عند القوميين والاكبر للعالم الاسلامى عند الاسلاميين.

انهما كليهما تعنيهما المحافظة على ثوابت الثقافة العربية وفي القلب منها ثقافة التى احدثها القرءان الكريم في العرب.

انهما كليهما يواجهان عدوا واحدا وهو العدو الصهيونى الذى يغتصب الاراضى العربية والمقدسات الاسلامية.

ويجب الاشارة هنا الى اننا نقصد التيارات الفكرية القومية والاسلامية الحقيقية المبنية على اسس فكرية .. وليست تلك الاحزاب "الامصال الميتة " التى اسستها اجهزة الامن لقتل هذين التيارين في العالم العربي.

ملحوظة :

قنوات المعونة الامريكية هى القنوات التى يعتقد ان اصحابها اخذوا منحا من المعونة التجارية الامريكية ابان توقيع كامب ديفيد من اجل صناعة مناخ اقتصادى وثقافي مواتى لامريكا وتشمل cbc , النهار , القاهرة والناس , الحياة , دريم , on tv , المحور , بانوراما وغيرها.

albaas10@gmail.com

****************

سيد أمين يكتب : همسات عن زمن الانقلاب

الثلاثاء، 25 فبراير، 2014

 

* حكم العسكر

- من خانوا عرابي كانوا قيادات العسكر - لا نقول جيش مصر العظيم - وبهم استعمرت مصر قرابة سبعة عقود

- ومن جلبوا الاسلحة الفاسدة فى 48 كانوا قيادات العسكر وضاعت منا بسبب خيانتهم القدس

- المقاومة الشعبية هى من خاضت العدوان الثلاثي في 56 والجيش المصري لم يشارك اصلا فى المعركة وجلاء العدوان كان بسبب ذلك مع التوازن الدولى

- ومن خانوا مصر كانوا قيادات العسكر وجلبوا لنا النكسة فى 67 وضاعت سيناء

- ومن تسببوا فى ثغرة الدفرسوار فى 73 كانوا قيادات العسكر الذين تركوا الجنود وفروا للغرب

- ومن تسببوا فى ضياع مصر كانوا قيادات العسكر ووقعوا اتفاقية تسليم مصر لاسرائيل "كامب ديفيد" في 78

- ومن شارك أمريكا واسرائيل فى ضرب العراق في عام 1990 هم قيادات العسكر

- ومن شارك في حصار ليبيا فى التسعينيات هم قيادات العسكر ومن مصر تم توجيه الضربه العسكرية لسرت.

- ومن شارك أمريكا واسرائيل فى غزو العراق 2003 هم قيادات العسكر

- ومن صنع مذبحة رابعة والنهضة فى قلب القاهرة عام 2013 هم القيادات العسكر

* اردوغان

الى من يقول انه يجب على اردوغان ألا يتدخل في شئون مصر فتقديري ان السبب يعود لكونه مسلما .. ولكن بوتين واوباما واشتون واولمرت وكل الاستعماريين واذنابهم في السعودية " 5 قواعد امريكية" والامارات "قواعد امريكية وفرنسية وبريطانية"والكويت "ثلث مساحتها قاعدة امريكية" يتدخلون ..عادى ..انقلاب

 

*اللهو الخفي

الجنرال الذى يحكم الأن هو من نفذ كل الجرائم فى حق مصر ..بدءا من خطف رضا هلال الى جمعة الغضب الى موقعة الجمل الى فتح السجون الى محمد محمود ورئاسة الوزراء ومجزرة بورسعيد الى مجزرة الاتحادية الى مجازر رابعة والنهضة ورمسيس وكرداسة .. العقلاء الان عرفوا من هو المجرم الحقيقي الطرف الثالث او اللهو الخفي .. الذى هو الطرف الأول فى الاصل

 

*جرابيع

بعض "جرابيع" و"ارزقية" الناصرية .. الذين ملأوا الدنيا صياحا وعويلا لسنين طويلة حول سعد الدين ابراهيم ورواقه "رواق ابن خلدون" متهمين اياه بالجاسوسية لصالح امريكا واسرائيل . لدرجة جعلت احدهم لا يسمى هذا الرواق في صحيفته الا بـ"مأخور سعد الدين ابراهيم "..خفتت الان أصواتهم بل اصطفوا في نفس الخندق مع هذا الجاسوس ومأخوره وراحوا يشيدون بتقاريره ويقدسون كلماته.. يبدو ..ان الدولارات هى اعظم طاقة تحويل في الكون

 

* أيات عرابي

في الحقيقة أحمل بداخلي احتراما كبيرا للاعلامية أيات عرابي .. لعدة أسباب اولها انها انتصرت للعدالة وانحازت الى بقاء الانسان بداخلها في صراع سياسي وفكري وانتهازى يسود المشهد العام في مصر , فراح قطاع كبير من النخبة ينحازون لمصالحهم الانوية الذاتية البغيضة حتى لو كان المقابل قتل الاخر دون أن يرمش لهم جفن. الامر الذى يؤشر الى سلامة شعورها الانسانى.

ثانية الاسباب ان أيات عرابي تنتمى الى المدرسة الليبرالية , وهى المدرسة التى لم يأخذ مرتادوها في مصر منها الا الاسم , فصاروا اكثر طغيانا وكبحا للحريات من اعتى الديكتاتوريات ورغم ذلك نجد أيات تنحاز لليبرالية الحقة بمفهومها الحضاري والفكري والمثالى

ثالثة الاسباب ان الاعلامية والصحفية والمذيعة أيات عرابي متمكنه من ادوات القلم وادواره وتملك حصيلة معرفية قوية ونادرة قد لا تجدها عند كثير من المصريات اللائى احتللن الشاشات المصري بوصفهن المثقفات المصريات.

رابعة الأسباب ان أيات عرابي تعيش بجسدها في امريكا ولكنها تسكن بروحها في مصر وتتألم مع المصريين بالداخل ذات الامهم التى يتألمون بها بعد عودة الفاشية .

خامسة الاشياء ان أيات عرابي تقدر ان لها دورا تنويريا يلزم القيام به لمنكافحة الفاشية خاصة انها تعرف ان من هم بالداخل من كتاب وصحفيين يخايرون انفسهم بين رصاصة القناص أو ذهب وفضائيات المعز.

 

* الحنجوري

قد نختلف في كثير مما قالته الاعلامية القديرة أيات عرابي حول سيرة الزعيم جمال عبد الناصر .في مقالها  "الزعيم الحنجور". الا اننا فى ذات الوقت نؤمن بأنه ارتكب اخطاء جسيمة فى حق مصر .. اهم تلك الاخطاء موقفه من الاخوان المسلمين وقضايا الحريات فى الداخل رغم اهتمامه بقضايا التحرر فى الخارج ..ونحن على يقين ان الحياة لو عادت مجددا لعبدالناصر لاصلح تلك الاخطاء ..لا ان يستمر فيها كما يفعل ادعياء الناصرية الذين اساءوا للرجل اكبر اساءة..وضيقوا المسافة بين ان تكون صحفي وان تكون مخبر امن دولة

ايها المغيبون .. سحقا لكم .. تجاوزكم التاريخ وتجاوز جهلكم ..تجاوز اصراركم دائما على تقسيم المجتمع .. وتمييزه بين اناس تحكم واناس تسجن.. اناس تدلل واناس تقتل وتحرق ..لعنكم الله ولعنكم عبد الناصر .. اسرائيل لم تفعل بنا كما فعل هؤلاء الحمقي دعاة الناصرية.. التى لا نعرف ما هى وبماذا كانت تنادى .. الاصل فى الاشياء الوحدة ..لكنكم صرتم عارا على الوطن .. نحب عبد الناصر .. لكننا قطعا نحتقركم فانتم صهاينة مصر وعارها..انتم رعاة الاستبداد .. افيقوا قبل الانقراض.

فلم يساء الى عبد الناصر اكثر مما اساء له الذين ينتمون اليه .. لقد استطاعوا ببراعة منقطعة النظير تحويل عبد الناصر الى شيخ منصر..اقول الي حملة بيارقه وخاصة ابنته وابنه ارجوكم لا تظهروا فى الاعلام ولا تناصروا السفاحين فبكم انخفضت شعبية الرجل الى الحضيض .. فى مصر والعالم... ونحن نشاطر المناضلة ايات عرابي موقفها المبدئى من قضايا الحريات وتمسكها بالنهج الليبرالي القويم .

 

*عبد الناصر والسيسي

في الحقيقة أحمل بداخلي احتراما كبيرا للاعلامية أيات عرابي .. لعدة أسباب اولها انها انتصرت للعدالة وانحازت الى بقاء الانسان بداخلها في صراع سياسي وفكري وانتهازى يسود المشهد العام في مصر , فراح قطاع كبير من النخبة ينحازون لمصالحهم الانوية الذاتية البغيضة حتى لو كان المقابل قتل الاخر دون أن يرمش لهم جفن. الامر الذى يؤشر الى سلامة شعورها الانسانى.

ثانية الاسباب ان أيات عرابي تنتمى الى المدرسة الليبرالية , وهى المدرسة التى لم يأخذ مرتادوها في مصر منها الا الاسم , فصاروا اكثر طغيانا وكبحا للحريات من اعتى الديكتاتوريات ورغم ذلك نجد أيات تنحاز لليبرالية الحقة بمفهومها الحضاري والفكري والمثالى

ثالثة الاسباب ان الاعلامية والصحفية والمذيعة أيات عرابي متمكنه من ادوات القلم وادواره وتملك حصيلة معرفية قوية ونادرة قد لا تجدها عند كثير من المصريات اللائى احتللن الشاشات المصري بوصفهن المثقفات المصريات.

رابعة الأسباب ان أيات عرابي تعيش بجسدها في امريكا ولكنها تسكن بروحها في مصر وتتألم مع المصريين بالداخل ذات الامهم التى يتألمون بها بعد عودة الفاشية .

خامسة الاشياء ان أيات عرابي تقدر ان لها دورا تنويريا يلزم القيام به لمنكافحة الفاشية خاصة انها تعرف ان من هم بالداخل من كتاب وصحفيين يخايرون انفسهم بين رصاصة القناص أو ذهب وفضائيات المعز فيختارون الذهب.

 

* قطر

اذا كانت قطر لديها قاعدة امريكية فالسعودية بها خمسة قواعد امريكية والامارات بها مجمع قواعد امريكية وفرنسية وبريطانية والكويت نصف اراضيها قاعدة امريكية والاردن واسرائيل شئ واحد..وهؤلاء يدعمون الانقلاب

 

*علم المجازر

سألنى صديق عن الفرق بين مذبحة رابعة ومذبحة النهضة ومذبحة رمسيس.

فقلت له ان المجرمين قاموا بقتل الناس بالرصاص في رابعة ..ثم حرقوهم.. ثم اذعوا بيانا يطالبهم بالخروج الأمن.

أما فى النهضة .. فكل تلك المراحل تم اختصارها .. القوا القنابل الحارقة على الخيام ..فحرقوهم احياء.

اما في رمسيس .. فالناس قتلت بالطائرات .. ومن احتمى بالمسجد احاله نائب عام الانقلاب للجنايات بتهمة قتل من هم بالخارج..علم المجازر يتطور في مصر بشكل مذهل.

 

*شقة مفروشة

السعودية تشترى اراضى الاوقاف والامارات تشترى المستشفيات والمناطق الاثرية .. مصر تباع لرعاة الخليج كشقة مفروشة ..والخليجيون يشترطون اخلاءها من الثوار والاحرار.

 

* ساكسونيا

البراءة والتكريم والمكافأت للقتلة .. والحبس والغرامة لمن يرفع اى حاجة صفرا.. قوانين دولة ساكسونيا ..وقضاة ساكسونيا .. واعلام ساكسونيا..تعقيبا على احكام "براءة رجال مبارك وسجن رجال مرسي"

 

* روحانيين

فى 20 نوفمبر 2011 كلمنى احد الروحانين من مدينة اسوان واخبرنى ان كل ما يحدث مجرد اوهام وان مبارك لا زال يحكم مصر وان العسكر ينفذون كل شئ بأومر منه ومن عناصر اسرائيلية تحضر جميع مجالسهم ..وكتبت ذلك ولاقي استهجانا كبيرا من المتابعين لى الذين اتهمونى بالتشكيك فى المجلس العسكري "الوطنى "الذى حمى الثورة.. ولكن ثبت بعد ذلك صحة ما قاله الرجل ..

وهاهو يعود مجددا فيتصل برقم هاتفي المنشور في مدونتى وعلى صفحة الفيس بوك ليخبرنى بمعلومات خطيرة اهمها ان السيسي اختطف قبل الانقلاب ..وان دوبليرا يقوم بدوره الان وان هذا الدوبلير وثيق الصلة باسرائيل وانه سيحكم مصر لفترة وجيزة للغاية لعدة شهور وسيفتضح امره.. وان الاسلاميبن سينتصرون فى نهاية المطاف ..ومرسي سيعود ليحكم عدة شهور وبعدها سيحكم مصر بعده اسلاميون

واترككم لقراءة ما نشرته من قبل ويعنينى الاطلاع على التاريخ.

في موقع كلنا غزة

http://kolonagaza7.blogspot.com/2011/11/blog-post_1708.html

فى مدونتى

http://albaaselaraby.blogspot.com/2011/11/blog-post_20.html

في مجموعتى البريدية

https://groups.google.com/forum/#!msg/arab-bloggers/_Wx94DqTDZA/9cpTgaYdb1QJ

*****************

سيد أمين يكتب : أبانا الذى فى المخابرات .. سئمنا فرط وصايتك علينا!!

الجمعة، 24 يناير، 2014

أبانا الذى فى المخابرات , عظمت أعمالك وجلت , وتجبرت واستذلت, نراك فى كل مكروه , وكل عمل مشبوه ,في التصويبات والتفجيرات, وفى كل هم , أو نزيف دم, والتى بفضل جهودك العظيمة في سهر الليالى وحياكة المؤامرات, صارت انهارا , لذلك فنحن نراك وراء نساء ثكلت وزوجات ترملت وابناء تيتموا وشباب اهينوا, نراك تصنع قطيعا من المغيبين , وتجتهد فى تسطيحهم وتجهيلهم , حتى يتسنى لك لتقودهم , ثم توجههم يمنى ويسرى كيفما تولى وجهك فيولوا كما القطيع , دونما يرونك بينهم , لأنك صرت فيهم , نراك تستذل من تشاء وتعز من تشاء , ونسيت انه لا يوجد سوى الله هو المعز المذل.

ابانا الذى فى المخابرات , نشتم رائحتك فى الاعلام والاعلاميين وفى الهواء وعبر الاثير , نشتم رائحتك فى نشرة الاخبار , وفى البرامج والاغنيات , نراك بين المذيع وبين الضيوف , وفي الكاميرا وفى الميكرفون , بل نراك بين الجمهور والمشاهدين , بل وبين الخصوم المتناحرين.

نراك تتربع فى ميزان العدل , وفوق منصة العدل , وبين الدفاتر والاوراق , وفى جيوب القضاة , وبين المحابس والمكابح.

نراك فى منظمات حقوق انسان ترعي كل شئ, دولارات ودينارات وريالات وشيكالات , الا حقوق الانسان , واحزاب منزوعة الدسم , عديمة المعنى , يعمل راكبوها بكل شئ الا السياسة , وبدلا من ان تمثل تلك الاحزاب والمنظمات الناس رأيناها ورأها الجميع تمثل عليهم.

أبانا , نراك فى معارضة لا تعارض الا فى كل دنية , ولا ترتدى ابدا رداء البهية , ومواقفها كلها تعد طبقا لارقام فى دفتر شيكات , او تعيينات فى وظائف تعلق فيها رقاب العباد. ابانا , عرفنا كم انت عظيم , تفوقت على ابليس , فزرعت الكراهية بين ابناء الشعب الواحد , وجعلت الأخ يعادى أخاه , والجار يعادى جاره , بذرت بذور الشقاق والفتنة فى المجتمع , وقلبت المنطق والحقائق , فصارت الاتجاهات متداخلة , والهمم والشهامات متخاذلة , والضمائر عفنة , والعقول صغيرة , والاعمال حقيرة.

أبانا , توقعنا منك ان تكون سوطا ليجلد من يعادينا , وان ترعي فينا ذمة او دينا , لكننا وجدناك تفعل اكثر مما يرجوه المعادى فينا , وصرت سوطا يجلدنا بل ويتفنن, واعجزتنا الاعيبك وحيلك, وبانت كل دفينة. ان كنت تعتقد انك تحسن فينا صنعا , وانك تلقى بحمولة السفينة كى لا تغرق , فرجاء اليك وتوسل , ان تدعنا لحالنا نغرق, ان تجلى عنا رداءك الذى يخنقنا وتقول انت انه يحمينا . فما عاد لدينا خطر الا انت, والمهم المهم هو ان ترحل , فبعدك قطعا سنكون الافضل.

albaas10@gmail.com

*******************

سيد أمين يكتب :عن أهبلة الدولة!!

السبت، 18 يناير، 2014

يبدو ان السلطة الحاكمة في مصر فقدت كل الخيوط التى تربط بينها وبين المنطق والعقل , وراحت تقوم باستبدال مصطلح "اخونة الدولة" باخر يعنى" أهبلة الدولة" وجملة قراراتها صارت تتسم بالتشنج الواضح , التشنج الذى يصل الى حد الملهاة السوداء , خاصة ان افراز تلك الملهاة "الكوميديا" ليست ضحكا وتسلية كما هو معروف ولكنها دماء تسيل وامهات تفقد فلذات اكبادها , وحرائر تغتصب او على الاقل يتم التحرش بهن جنسيا فى المعتقلات التى اتسعت رقعتها في مصر بعد انقلاب / احتلال / نكسة 30 يونيو 2013.

* فقد نشرت مجلة الإيكونوميست البريطانية، إن الفريق عبد الفتاح السيسي تعاقد مع شركة علاقات عامة عالمية بريطانية لعمل فيلم دعائي للترويج للانقلاب في الخارج والتأكيد على أنه لا يتم اعتقال أحد بدون تهمة،ولا يوجد انتهاكات لحقوق الإنسان، فقامت قوات الأمن باعتقال فريق التصوير فور وصولهم إلى مصر بدون تهمة، للاشتباه فيهم أنهم يبثون للجزيرة.

*ألقت قوات الجيش القبض على موظف بمستشفى جامعة أسيوط وذلك على خلفية صعوده على سطح مستشفى أسيوط الجامعى وتلويحه بإشارة رابعة إلى طائرة حربية أثناء تحليقها لمتابعة عملية اﻹستفتاء وتأمين زيارة الفريق صدقى صبحى قائد أركان الجيش المصرى لتفقده لجان اﻹستفتاء.

*وقررت "النيابة العامة" بمركز البرلس بمحافظة كفر الشيخ ، حبس خالد بقرة الطالب بالصف الاول الثانوي بالمدرسة الصناعية لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق، بتهمة حيازة مسطرة عليها شعار ‫رابعة العدوية .

وكان مدرس بالمدرسة قد ضبط الطالب وبحيازته المسطرة فقام بإبلاغ الادارة التي قامت بإبلاغ مركز الشرطة الذى قام بالتحفظ على الطالب والمسطرة وتم عرضه على النيابة التي قررت حبسه.

* قررت إدارة جامعة القاهرة إيقاف أحد المصممين التعليميين عن العمل، وأحالته للشئون القانونية بسبب قيامة بعمل لايك وكومنت على إحدى البوستات التى كتبها أحد زملائه على جروب العاملين بمراكز التعليم الإلكترونى بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك".

وقال منير حسنى، الموظف الذى تم إيقافه عن العمل وإحالته للتحقيق، أنه اعترض على عدم وجود تأمين للعاملين بالجامعة، وخصم جزء من المرتبات طبقا للائحة الجديدة المرسلة من إدارة المشروعات بالجامعة، وتسبب ذلك فى إيقافه عن العمل بالجامعة بعد أن عمل بها فى مجال التصميم التعليمى منذ ما يقرب من 5 سنوات.

*واعتقلت قوات الامن الطالبة جهاد الخياط وقال لها أحد الضابط "خلى ربك يحميكى مننا", واوسعها تعذيبا , وتعرضت لاختبار كشف العذرية واصيبت بكسور فى الفخذ وكف اليد والفك , وقامت بتركيب نحو خمسة مسامير فى ركبتها , وتقرير المستشفي قال ان سبب كل تلك الاصابات سقوطها من اعلى السرير!!.

* اعتقال كل محامى يدافع عن المعتقلين الاخوان حيث بلغ عدد من تم اعتقالهم حتى الان 52 محامى , هؤلاء المحامون يبحثون عن محامين يدافعون عنهم ولم يجدوا بالقطع.

* اعتقلت قوات الامن احد المعاقين المصابين بالشلل فى الايدى ويدعى هانى الزفتاوى واتهمته باتلاف المنشئات والتعدي علي الأمن وخطف وحيازة سلاح وحبسته "النيابة" 15 يوما , كما قامت قوات الأمن باعتقال الدكتور أحمد محرم، أستاذ الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر بأسيوط، بتهمة التحريض علي العنف واعتقلت ايضا الشيخ ربيع ابو عيد المتحدث باسم "علماء ضد الانقلاب بدمياط وهو شيخ ضرير بتهمة التحريض على العنف.

* وذكر موقع مصر العربية كتب موضوعا عن ان قوات الامن ذهبت لاعتقال احد المحامين المدافعين عن المعتقلين يدعى هانى الارنأوطى وبعدما كسروا باب الشقة بحثوا فلم يجدوا المحامى بل وجدوا والدته 70 سنة التى فزعت مما حدث فسبت الضباط فقام احدهم بضربها بكعب المسدس على رأسها فسقطت صريعة, وقام الكاتب الصحفي بلال فضل بتأكيد هذه الواقعة فى مقال له بجريدة الشروق , المدهش ان المنظمات الحقوقية ومنها منظمة "النقيب" بدلا من ان تبحث لتتحري الواقعة راحت تدافع باستماتة عن كذبها لكونها "غير عقلانية"..يبدو ان الاسم على مسمى.!!

* ومن ضمن فصول الكوميديا السوداء ان الاعلام اقنع قطاعا عريضا من الناس الذين لم يكونوا علىدراية بالفهم السياسي من قبل , ان ضحايا مجزرتى الحرس الجمهورى والمنصة حدث بسبب ثيام المتظاهرين بقتل بعضهم حتى يثيروا شفقة العالم عليهم , وان محمد البلتاجى القيادى فى تنظيم الاخوان والمضرب حاليا منذ 3 اسابيع فى سجون الانقلاب قتل ابنته حتى يستحوذ على تعاطف العالم؟!!

* وتقوم الحكومة بعمل استفتاء على دستور ثم نجدها تقوم باعتقال من يقاطعونه او يصوتون بلا فى انتخابات ذات توجه واحد هو نعم او السجن وربما القتل..

واذا تفرغنا لسرد اعاجيب الانقلاب ورواياته والتبريرات التى يسوقها للقتل والسحل والاغتصاب والفصل من العمل والاعتقال ربما نكتب مجلدات طويلة لا وقت ولفا جهد عندنا لكتابتها وانما سردنا ما سردناه على سبيل العينة.

*وتبدأ تلك الكوميديا ليس وليد اللحظة الحالية بعد مرور عام من الانقلاب ولكنه فى الحقيقة بدأ تماما مع بداية الانقلاب فى 30 يونيو حينما راحت وسالئل الاعلام تصور كأن 33 مليونا ربعضهم قال 40 مليونا نزلوا الى ميدان التحرير والاتحادية بالقاهرة لاسقاط حكم "الخرفان".

والمضحك هنا انه لا ميدان التحرير- الذى لا يستوعب بشوارعه المحيطة والمؤدية اليه من ميدان الدقى او الفلكى او طلعت حرب او عبد المنعم رياض والاسعاف الا مليون شخص و200 الف متظاهر طبقا لمساحات جوجل بحيث يكون 4 فى كل متر مربع - ولا ميادين القاهرة قاطبة تستوعب خمس هذا العدد من المتظاهرين وذلك لشئ بسيط واحد وهو ان القاهرة بكل سكانها ووافديها لا يتجاوز عددهم 12 مليون , وان ميادين كثيرة فى القاهرة كانت تكتظ بمؤيدى مرسي , وان جل اهل القاهرة سمعوا من الاعلام كما سمع غيرهم عن تلك التظاهرات.

Albaas10@gmail.com

******************************

سيد أمين يكتب : حول اكاذيب ترشح السيسي للرئاسة؟

الأحد، 5 يناير، 2014

الاخبار المنسقة والمتواترة حول رغبة السيسي فى الترشح لرئاسة الجمهورية وكذا ترشيح المجلس العسكري للواء صبحى صدقي ليكون وزيرا للدفاع تؤكد على الارجح بأن الفريق السيسي مات فعلا ..وان تلك الحملة الاعلامية مجرد خطوة تكتيكية لانتقال آمن لصبحى صدقي لقيادة الجيش فضلا عن المرور من مرحلة الاستفتاء وذلك بغية الاستفادة بشعبية السيسي لدى المغيبين مؤقتا وبعد ذلك يعلنون وفاته.

ومن مميزات هذا التكتيك ان يستفيد صدقي صبحى اثناء ادارته للبلاد فى تلكم الفترة الحرجة من الزخم الذى وفره الاعلام للسيسي وهو الزخم الذى يعجز الاعلام عن توفيره له هو نفسه فى تلك الفترة الوجيزة .. واتوقع خلال الفترة القليلة القادمة سيتم رفع التركيز تدريجيا عن اخبار السيسي فى الاعلام ويتم استبدالها باخبار القوات المسلحة بشكل عام و"ثم" صبحى صدقي بشكل خاص فى مرحلة لاحقة قصيرة لتصديره كبطل.

ويدعم هذه الرؤية ما بثه الاعلام الرسمى من تنبؤات فلكية "مفبركة" عن ان السيسي لن يكون رئيس مصر القادم , وهو ما يعد على ما يبدو تمهيد لحملة دعائية اخري قادمة بان السيسي تراجع عن الترشح للرئاسة من اجل افساح المجال للقوى المدنية .. يعقب ذلك تزوير الانتخابات لصالح واحد من اثنين اما عمرو موسي وهو المرشح الامريكى الذى كانت تعده لخلافة مبارك او حمدين صباحى الذى قدم منذ اشهر قرابين الطاعة فى تل ابيب .. واهمية الاثنين فى انهما بلا شعبية حقيقية ..وسيكونان ديكورا يحكم من خلفه المجلس العسكري مصر .. وبالطبع من خلف هذا المجلس امريكا واسرائيل.

ويصبح بهذا الشكل قد تحققت رغبة العسكر فى السيطرة على مصر من خلال دستور يجعل القوات المسلحة دولة ليس داخل الدولة ولكن فوق الدولة .. ومن خلال رئيس صوري لا يحكم هو ولكن تحكم مصر من خلاله عبر اجهزة الاستخبارات واللوبي الامريكى فى مصر.

وانا خائف بشدة من أن يقوم المجلس العسكري - ان صدقت صحة الاقاويل التى تتحدث عن وفاة السيسي وان هناك دوبليرا يقوم بتمثيل هذا الدور - باعلان اغتيال السيسي على يد مسلحين ينتمون الى الاخوان المسلمين وذلك بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية مما يخلق ازمة عاتية فى مصر قد تذوب معها او يتم غض الطرف فيها عن الاف الضحايا الين قتلوا فى رابعة والنهضة وغيرها على يد العسكر.

ولكن عن ماذا يكشف ذلك ؟

يكشف ذلك ان المجلس العسكري والمخابرات هو من يحكم مصر منذ مقتل السادات وحتى الان.

مع احتمال كبير ان يكون المجلس العسكري هو من خطط لقتل السادات و ان مبارك كان مجرد ديكور لا حول له ولاقوة .. وربما كان يحذرنا منهم فى اخر خطاب له قبل التنحى.

وان ثورة يناير 2011 كانت من اعداد العسكر من اجل القضاء على سعي مبارك لتصعيد نجله وتدمير جهاز أمن الدولة الذى تنامت قوته.

وان كل الاحداث التى حدثت فى مصر بعد منذ يناير 2011 هى من اخراجهم

ولكن ماذا نحن فاعلون؟

من المعتقد ان اطالة الفترة الانتقالية وعدم تمكين سلطة الانقلاب -عبر ابتكار وسائل سلمية جديدة وفعالة - من اتخاذ خطوات يمكن لداعميها فى الخارج تسويقها كمسوغ يضفي شرعية عليها هو خير وسائل لمقاومة تلك السلطة , خاصة ان تلك السلطة اعتادت على اتخاذ خطوات غير مشروعة بل وعير منطقية وما تلبث وبدعم من حلفائها الخليجيين والامريكيين تضفي عليها مشروعية ومنطقا , مثل انقلاب 30 يونيو بحجة الثورة وذبح المعتصمين بحجة كونهم مسلحين , والاعدام للمتظاهرين بحجة منع التخريب , وقتل وتجريم وحبس معارضيها بحجة الارهاب وهكذا.

والمفيد فى اطالة الفترة الانتقالية انه مع مرور الزمن سنجد ان تماسك نسيج الانقلاب يزداد تفسخا وهالته السحرية على المغيبيبن والسوقة والدهماء تخف حدتها , ويعزف الكثير من البسطاء عن تصديق دعاية قادة الانقلاب فى الرفاء والخير العميم تحت وطأة ازمة اقتصادية قائمة تزداد تفاقما ولن تفلح معها مسكنات الخليج التى تقدمها بأمر مباشر من راعى الانقلاب الاول واشنطن وتل ابيب.

وذلك لأن ايادى رعاة الانقلاب الان ومع ازدياد وتيرة الرفض الشعبي الذى يقف في القلب منه التيار الاسلامى للانقلاب وسلطته ترتعش ايادى المانحين الخليجيين خشية سقوط الانقلاب وبالتالى ضياع اموالهم التى انفقوها فيه , اما اذا تمكن الانقلاب من النجاح فان الاستثمارات والمنح ستهطل على مصر من كل حدب , ذلك المستثمرين والمانحين يدركون جيدا انهم سيحلبون البقرة الحلوب وستعود المنح التى قدموها اليهم اضعافا مضاعفة, سواء عن طريق استثمار مشروع او عن طريق استثمار غير مشروع ستغض سلطة الانقلاب عينها عنه لتعويض منقذيها.

ولكن ما العمل اذن؟

العمل انه يجب على تحالف دعم الشرعية التحذير من المخطط مسبقا لأن التحذير بعد انجازه سيكون عديم الجدوى

وعلى وسائل اعلام دعم الشرعية - رغم ندرتها - التحذير من المخطط مسبقا وعلى المنظمات الحقوقية الداعمة للديمقراطية فضح هذا المخطط

 

albaas10@gmail.com

 

 

 

 

 

مقالات عام 2015

 

سيد أمين يكتب: الثورة وطبائع الحرافيش

آخر تحديث : الجمعة 11 ديسمبر 2015 17:15 مكة المكرمة

سيد أمين*

نعم, في مواقف كثيرة يمكننا اعتبار "السكوت علامة الرضا" إلا أنه أيضا لا يمكننا التسليم بهذا المثل الشعبي على طول الخط, لاسيما إذا كانت أية علامة من علامات الرفض والاعتراض، مهما بلغت سلميتها، ستورد صاحبها موارد التهلكة، وتودي به إلى ما "وراء الشمس" ما لم تجابه فورا بالرصاص والنار

ولذلك يمكننا الجزم بأن الاستقرار لا يعني عند كثير من الشعوب الرضا والقبول, لكنه أيضا يعنى الغلبة على الأمر, لا سيما عند "الحرافيش" الذين ما ثاروا قط إلا طلبا للنجاة حينما جفت الأمعاء.

ولفظة "الحرافيش" أو "الزعر" تلك يقصد بها "عوام الناس" وهم الذين وصفهم "عبد الرحمن الكواكبي" في "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" بأنهم سلبيون وجهلاء وحسنو النية لدرجة تجعل منهم "سوطاً للمستبد وترساً لحمايته وأحد أهم ادوات استبداده بل وبقائه" بحيث يمكن خداعهم بسهولة فيناصرون من يعاديهم, ويعادون من يناصرهم, لأنهم ببساطة عازفون إجمالا عن تعاطي السياسة, ومخيلتها النمطية تجسدها صورة نمطية للباشا الذي يقود فرسه بينما هم يلهثون هرولة خلفه.

وعبرت أعمال درامية كثيرة عن طبائع هؤلاء القوم أهمها حرافيش نجيب محفوظ , وجسدته بدقه شخصية أحمد زكى في فيلم "البريء

 

عُرف الحرافيش

واذا كان منطق الجبر يقول إن الواحد لا يمكن أن يساوى إلا واحداً, نجد أن الواحد ذاته في منطق "الحرافيش" قد يساوي مئة تارة، وقد لا يساوي شيئاً بالمرة تارة أخرى, والمعيارية هنا تتوقف على مدى قوة الردع بين هذا الواحد وذاك, والتاريخ بل وحكايات العامة تعج بالشواهد.

فاذا مس "الحرفوش" يوما أذى من "حرفوش" أخر فالقصاص واجب, أما اذا كان "الحرفوش" المعتدي قوياً فالتعويض لابد أن يكفي حتى لو كان إيماءة يفهم منها الاعتذار, فيما يستمسك الضحية، لا المعتدي، بأن العفو من شيم الكرام. أما اذا كان المعتدي يقل، أو على الاقل لا يزيد، لا حولا ولا قوة , فالعين بالعين وعيون الأقربين له معه أيضا, وفي حال أتى الاعتداء من قوة باطشة، فالمبرر يلخصه المثل الشعبي "علقة تفوت ولا حد يموت"

ومن الغرائب أن "الحرافيش" يخشون دائما العسكر, مصريين سواء أم أجانب, لكنهم في الغالب لا يقاومونهم إلا تذللا رغبة في نيل عطفهم وتخفيف وطأة البطش عنهم, والأغرب أنهم حينما يعجزون عن مقاومة الظالم ويفشلون في كف أذاه يسارعون بالانضمام إليه بل وتبرير ظلمه.

ثم سرعان ما يكون بعضهم أداة من أدواته, بل ويمارسون أدواره نفسها طمعا في تمييز إيجابي يقوم على الانتهازية، في محاولة نفسية على ما يبدو للهروب من حالة الهوان, وليس ابتهاجا بالظالم، وهى النتيجة التي يطمح نظام الحكم في مصر، على ما يبدو للوصول إليها، متناسيا أنه يواجه قوما تمردوا على نظام "الحرفشة".

وعموما فإن الصمت لا يعنى عند "الحرافيش" الرضا والقبول ولكنه تفسير عملي لحالة العجز , وهو الموقف الذى عكسته أمثال شعبية فجة تكرس الانهزامية "حط راسك بين الروس ونادى عليها بالقطع". "اللي تغلب به العب به". "أنت مالك بالجحش اللى وقع العسكري". وآلاف الأمثال التي تشجع على الانهزامية والانتهازية على حد سواء, وصولا إلى مثل صادم ينسبه البعض لـ"سعد زغلول" في وصف "الحرافيش" يقول "تلمهم زمارة ويفرقهم كرباج". 

 

فلسفة الاعتراض

وأعتقد أن فلسفة الاعتراض بالتظاهر والاعتصام وما شابه من وسائل احتجاج سلمية ليس الهدف منها "إجبار" السلطة بـ"القوة" على اتخاذ مسار معين يريده المعترضون, ولكنها "بيان" شعبي يعطي نتيجة تتوازى تماما مع نتائج الصناديق بسحب المشروعية من تلك السلطة, ورسالة واضحة لها بأنها لم تعد ممثلا حقيقيا للجماهير وأن شرعيتها سقطت, وبالتالي عليها احترام قرارها والخضوع لها باتخاذ اجراءات تحمي الديمقراطية والتمثيل العادل لعموم الشعب.

أما أي أعمال قمع تمارسها السلطة بعد ذلك "البيان" فإنها تعد عملا من أعمال العصابات المسلحة, قد تنجح في منع الاحتجاجات ولكنها أبدا لا تعنى إعادة الشرعية المنزوعة.

ويجب الإشارة هنا إلى الحالة المصرية الراهنة, حيث نجح النظام نسبيا في تقييد الحراك الشعبي الواسع عبر استخدام أدواته العسكرية والإعلامية والقضائية والتشريعية الفجة, إلا أن ذلك لا يعنى أبدا أن الشعب أو على الأقل المعترضين وهم الأكثرية أيدوا هذه السلطة, أو أنهم صاروا راضين عنها فأعطوها المشروعية أو حتى تخلوا عن مطالبهم بإسقاطها بل العكس تماما هو ما حدث، فالتقارير الدولية والمحلية المتواترة ترصد ما تعيشه مصر من فشل تلك السلطة في الحفاظ على ولاء حتى من كانوا يدعمونها ما ينذر بثورة ثانية قد تكون مسلحة وهو ما يخشاه كل وطني مخلص

 

حرافيش العالم

مقاييس "الحرافيش" المعوجة رغم همجيتها, يا للعجب , تشبه المقاييس الإمبريالية ذاتها، التي تم إضفاء المحسنات الخداعية عليها فلقبوها بالمجتمع الدولي.

فالمجتمع الدولي يتعامل مع حرافيشه بالتعامل ذاته للمستبد المصري مع شعبه, وبرغم أن قرارته لا تمثل إلا إرادة حفنة من الدول المتحكمة، فإنه ينفذها وكأنها تلبية لإرادة العالم وليست تعبيراً عن إرادة جلاديه, فيسمح لنفسه بأن يقتل ليس الآلاف بل الملايين من شعوب حرافيشه, ويتدخل في أدق تفاصيل سياسات دولهم الداخلية, ويزيح حكامهم المنتخبين بانقلابات أو بحروب مدمرة وينصب عليهم حكاما آخرين لا يريدونهم, كل ذلك يجري من دون أن يذرف أحد دمعة واحدة على مئات الآلاف من اليتامى والمشردين واللاجئين, ثم بعد ذلك يعتبر أن أية حركة مقاومة أو حتى ثأر مهما كانت ضآلتها هى أعمال إرهابية، وجب على الجميع ان يتبرأ منها, وإلقاء حجر عليها.

إنها بكل وضوح فلسفة القوة.

*كاتب وصحفي مصري 

المصدر: الجزيرة مباشر

 

..........................................................

 

سيد أمين يكتب: ينابيع الحياة

آخر تحديث : الجمعة 13 نوفمبر 2015 17:38 مكة المكرمة

سيد أمين*

من الفطرة , والفطنة, والفكرة, تعلم البشر أنه لا يمكن معرفة الناس معرفة حقة إلا في أوقات المحن, ولا يمكن قياس مدى صلابة مواقفهم وتضحياتهم في سبيل ما يؤمنون به إلا حين الاقتراب من أثمن شيء في دنياهم وهى أعمارهم هم أنفسهم, أو أبنائهم

والخوف من الموت هو سمة كل كائن حي, لكن يبقي الفرق بين الانسان وما عداه من كائنات اخر , هو شديد إدراكه لمواطنه وكثرة تفكيره فيما سيؤول إليه.

ومصدر هذا الخوف أن الناس عادة يخشون المصائر المجهولة التي لم يؤتوا علمها من تجارب الأسبقين اليقينية, ويصبح لا سبيل لهم هنا لاستنباط مصيرهم بعد الموت إلا بعقيدة اعتقدوها, أو دين دانوا به, وهو الذى كلما زاد إيمانهم به, ترسخ يقينهم بمصير ما بعد الموت.

والمدهش أن الموت عند غالبية البشر لا معنى له إلا الفناء, إلا أنه عند المؤمنين يصبح نوعاً من الارتقاء, ويتلاشى الخوف منه ليتحول عند بعضهم إلى اشتياق.

 

تجربتان حديثتان

ولنا تجربتان حديثتان من ثلة تجارب أليمة ضجت بها حياة المصريين في الأعوام الثلاثة الأخيرة , تكشفان نبعا إيمانيا عميقا تجذر في وجدان بعض منا.

فهذا رجل حينما نطق القاضي حكم إعدام ابنه، اعتقد الكثيرون ممن حضروا المحاكمة أن الملياردير سيتمنى لو أنه أنفق كل أمواله من أجل أن ينقذه من الموت, إلا أن الرجل المتمرس في أصول التجارة، والذى يتحول التراب بين يديه إلى ذهب, علم أن تجارته الآن مع الله تعالى، ففاجأهم جميعا بعبارته الشهيرة "ربح البيع".

أما الرجل الثاني والذى قتلوا ابنه بالفعل, فقد علق حينما نطق القاضي منتشيا بحكم إعدامه قائلا :"لقد أمضيت سبعين عاما أنتظر لحظة الشهادة في سبيل الله ولو أعدموني ألف مرة لن أنكص عن قول كلمة الحق".

كان الأول هو رجل الأعمال الإخواني المهندس "حسن مالك" الذى صادروا أمواله ثم بعد ذلك اعتقلوه وانتظروا بحثا له عن تهمة، بينما كان الرجل الثاني هو المرشد العام للاخوان المسلمين "د.محمد بديع" والذى طاله من افتراءات إعلامية ما يكفي لكتابة التاريخ من جديد.

والحقيقة أن ما قاله الرجلان لا يأتي من قبيل التزامهما تكنيكا إعلاميا يفسد على الخصم فرحته ولكنه جاء على ما يبدو من خلال قناعة شخصية صهرتها وصقلتها تربية خاصة قوامها أن الاخرة خير وأبقي

كان موقف الرجلين متناغما لحد بعيد مع مواقف ثلة من رفاقهما الذين لا يحسبون للدنيا حسابا إلا أنها دار ابتلاء وجب اتخاذها درجا للارتقاء والتطهر من خلال صالح الأعمال, وهو ما لا يمكن له أن يتحقق إلا بوصول هذا الطهر إلى مرحلة النعيم الكبير والذى لا يتحقق إلا في الجنة.

من هذا الينبوع الإيمانى تحولت عقوبة الإعدام إلى درجة راقية من التكريم , فخرجت الحياة من جوف الموت, لا سيما حينما تطال شخصا في السبعين من عمره, هو مفارق الحياة لا محالة, طال عمره أو قصر, بحكم أعمارنا القصيرة كبشر, وهو ما أدركه مبكرا فقرر أن يستنفذها سعيا ليس لها ولكن للمحطة التي تليه.ا

 

من تاريخ المؤمنين

تجارب تاريخنا العربي والإسلامي تكتظ بالفداء والتضحية لأجل الفكرة والعقيدة والإله, وصلت أوجها في الفتوحات الاسلامية وتظل تتقد كلما اتقدت المشاعر الدينية والقومية أو كلما يكون هناك مدعاة للجهاد والوطنية مثل اوقات الغزو الصليبية والتتارية حتى مقاومة الاستعمار الغربي الذى افترش اقطارنا شرقا وغربا, ليس أول هؤلاء المجاهدين الليبي "عمر المختار" الذى طالبوه بكلمة تعطى حقا لسلطة روما الفاشية في ليبيا إلا أنه رفض وراح يجعل من القرآن آخر شيء طالعته عيناه قبل أن تقطف المقصلة رأسه لتزفها إلى النعيم , وليس آخرهم "صدام حسين" القائد القومي الذى جلجل صوته بالشهادة في ثبات ويقين فاخترق قلوب مليار مسلم في كل بقاع العالم , مرورا بالشاعر والمفكر "سيد قطب" في مصر و"أدهم خنجر" المقاوم اللبناني الجنوبي ضد الاحتلال الفرنسي والمقاوم الجزائري "أحمد زبانة" والمناضل القومي" رشدي الشمعة" في سوريا والطالب السوري "سليمان الحلبي" والاشتراكي السوداني "عبد الخالق محجوب" وآخرين كثيرين يختلفون في الدين والمذهب والفكر ولكنهم يتفقون في عدم اكتراثهم بالموت

ويمكننا أن نستعيد مأثورة واحدة في التاريخ الاسلامي لنعرف منزلة الموت استشهادا عند المؤمنين قالها سيف الله المسلول "خالد بن الوليد" الذى على ما قدم للإسلام من أعمال استنكر على نفسه أن يموت دون شهادة واضحة يقدمها للحياة الأبدية وقال لقد شهدت مئة زحف وما في بدني موضع شبر إلا وفيه ضربة (بسيف) أو طعنة (برمح) أو رمية (بسهم) , وها أنا أموت على فراشي كما يموت البعير.

 

العالم المؤمن

كما أن الشوق إلى الموت رغبة في نعيم الحياة الابدية, ليس خصيصة لاناس ينتمون للفكر الاسلامي سواء ذاك الذى يري الاسلام دينا ودنيا او حتى هذا الصوفي بمعناه الزاهد من الحياة فحسب, ولكنه أيضا هو قرين لكل من يحمل فكرا وثق فيه وثوق اليقين بدءا من عقيدة البعث والحساب عند الفراعنة حتى الديانات الانسانية في شرق اسيا وغرب أفريقيا وأمريكا اللاتينية.

وفي الفكر الأوروبي بل والعالمي حكايات كثيرة ومثيرة للغاية في هذا المضمار, كان "كيركجارد" فيلسوفا دنماركيا مؤمنا, راح يغوص في حياة الدنيا حيث متاع الحواس ولما سئم من تلك الرتابة , وثب وثبته القوية نحو إمتاع روحه حتى تتشبع, ولما سئمت روحه من هذا التحليق الروحي في الكون "الافتراضي" الفسيح وطمحت في نهاية الارتقاء , قال إنه أدرك حقيقة الحقائق , فوثب وثبته القوية نحو اللاهوت في جنة الإله.

وكان دانتي شاعرا إيطاليا مؤمنا أيضا, عكس عبر بلورة سحرية في اعجوبته "الكوميديا الإلهية" المكونة من ثلاثة أقسام "الجحيم، المطهر والفردوس" في عمق وصف متاع النعيم الذى لا يشبهه شيء ولا يناله إلا الصالحون , وبرغم أن البعض اتهمه بسرقة أو اقتباس بلورته السحرية تلك من سيرة "الإسراء والمعراج" الاسلامية و"رسالة الغفران" للشاعر العربي "أبي العلاء المعري" وهي رسالة تصف الأحوال في النعيم والسعير والشخصيات هناك، إلا أن "دانتي" أجري عليها بعض التعديلات لتواكب الدين المسيحي, ومع ذلك فان الانبهار الغربي بها يؤكد أن قوة الاعتقاد ليس لها وطن ولا دين.

وأيضا استشعر خصوم "سقراط" خطورة تعاليمه على مراكزهم ومصالحهم فاتهموه بالهرطقة، وعندما عرض عليه صديقه تهريبه من السجن وإنقاذه من حكم قضائي ضده بالإعدام أو النكوص عن اعتقاده, انحاز لما يعتقد ، فتجرع السم باطمئنان وبقي يلقي تعاليمه على الذين حضروا مأساته إلى اللحظة الأخيرة.

*كاتب وصحفي مصري 

المصدر: الجزيرة مباشر

.........................................................................

 

سيد أمين يكتب: ردمًا بعلم الجهل

آخر تحديث : الجمعة 30 أكتوبر 2015 20:05 مكة المكرمة

سيد أمين*

لا ينكر أحد أنه في صبيحة الثالث من يوليو/تموز 2013, كانت شعبية الانقلاب في مصر كبيرة لحد ما, خاصة بين أوساط الفئات الأقل وعيا في المجتمع, فيما تتضاءل تلك النسبة بشكل تدريجي ملفت كلما ارتفع المستوى التعليمي والثقافي أو بالأحرى المعرفي , في حين شذ عن القاعدة من المثقفين بعض الانتهازيين وأصحاب الأفكار ذات الاحكام المسبقة التي لا تتحرج من إقصاء، بل وقتل، من يخالفها الرأي ولا ترى فيه أية مجلبة للعار.

وفي المقابل أيضا, كان الحراك الرافض للانقلاب كبيرا بشكل واضح وملموس على الأرض, نظرا لأن الخوف من القتل أو الاعتقال أو الفصل والتشريد لم يكن مطروحا ـ كما هو اليوم ـ حتى ذلك الوقت, وأن عملية التصدي للمليونيات والتظاهرات بالرصاص خلافا لمقابلة المليونيات بالمليونيات، وهى المعادلة التي ألفها الشارع المصري منذ ثورة يناير 2011، لم تكن قد بدأت بعد.

 

علم الجهل 

وبقليل من التأمل, ومعايشة فقه المرحلة, سيدرك الواحد منا, أن الشعبية التي اكتسبتها "الثورة المضادة" آنذاك, كانت ـ فيما يبدو ـ نتيجة استخدام ممنهج لعلم غامض اسمه "علم الجهل" وهو العلم الذى اتخذ من الإعلام بشتى صوره وسيلة له, وكانت مفرخة الشائعات والأكاذيب العملاقة التي لا تتوقف من أهم أدواته , بحيث يتم إطلاق كميات مهولة من الشائعات يوميا, فتصنع تراكما معرفيا زائفا لدى هؤلاء البسطاء خاصة في ظل عجز الطرف الآخر عن تفنيدها بسبب كثافتها فضلا عن فقدانه وسائل الإعلام, واحتياج الشائعة الواحدة لجهد جبار لإثبات كذبها.

وكان الهدف من ذلك "الردم المعلوماتي" هو حقن "أدمغة" الشرائح البشرية المتعددة من البسطاء بنوع "زائف" من "المعرفة" ليملأ مناطق المجهول فيها بمعرفة كاذبة أو ما يمكن ان نسميه مجازا "المعرفة المظلمة" قبل أن تملأ من قبل آخرين بـ "نور المعرفة".

 

مخدر الجهل

وبدأ "مخدر الجهل" يصبح فعالا حينما تم اللعب على العواطف والاحتياجات البشرية لدى قطاعات كبيرة من البسطاء, وتتويجهم بتاج التقدير المعرفي الذى افتقدوه دائما، وذلك من خلال اعتبارهم يتمتعون بالمعرفة والوعى السياسي الذى يحظى به من هم "يعرفون" ومن ثم تغذيتهم بمعطيات معرفية وهمية معينة تخدم حالة الرفض .

وهذه النقطة تحديدا, صنعت شعورا غريبا لدى كل فرد من هؤلاء "البسطاء" بأن الواحد منهم أعلم من أستاذ العلوم السياسية فيما يختص بالسياسة, وأعلم من خبير اقتصادي فيما يخص الاقتصاد, ورحالة يجوب العالم في الجغرافيا و"هيردوت" أو "الجبرتي" في التاريخ وهكذا.

تنوع الجهل 

لا يمكن ان تجد جميع من يؤيدون الانقلاب يتفقون على سبب واحد لتأييده , بغض النظر عن صحة هذا السبب أو منطقيته من عدمه, بل انه قد لا يكون غريبا ان تجد أن السبب الأهم الذى قد جعل هذا يؤيد الانقلاب, قد يفنده له شخص اخر كان يقف بجواره في مشهد 30 يونيو أيضا , بل ويسخر منه , وهم لو جلسوا جميعا بحسن النية واستمعوا الى الاسباب التي جعلت كل منهم يؤيد الانقلاب سببا سببا, لتنازعوا فيما بينهم نزاعا صاخبا ثم انفضوا جميعا من حوله 

وذلك لأن البسطاء جميعا ليسوا سواء فيما يجهلون أو يعرفون, ولأن الانتاج الغزير لمفرخة "الشائعات" استطاع أن يملأ جميع مناطق النقص في جميع تلك الأدمغة رغم تنوعها, فهناك شائعات تخاطب من يجهلون التاريخ , وهناك شائعات تخاطب من يجهلون الجغرافيا واخرى الدين.. وهكذا.

ونجم جراء هذا الاستخدام المفرط لعلم الجهل , اتساع كبير لرقعة الرفض المراد تحضيرها, وهى لا تتفق على سبب أو منطق وجيه, ولكنها قوية على نحو غير مبرر, ويبدو ومن الوهلة الأولى أنها صلابة وهمية.

 

نماذج الجهل 

ومن النماذج الشائعة للعب على مواطن الجهل في الأذهان المختلفة, هو أن نقوم بتغذية جهلاء التاريخ بمعلومات مثيرة للسخرية كالقول بأن الإخوان والذين جعلتهم مفرخة الشائعات "بؤرة الردم المعلوماتى" هم سبب سقوط الاندلس أو أنهم سبب هزيمة 1967, أو نطلق اتهامات غير منطقية بأنهم جاءوا من بلاد كذا وكذا, أو بمعلومات غير مدققة ومختلف عليها كالقول بأنهم قتلوا السادات, وهى معلومات سيفندها من تيسر له القليل من المعرفة التاريخية من أول لحظة.

ومن نماذج الاتهامات التي تغذى جهل الجغرافيا, القول بأن عناصر من حماس استقلوا عدة سيارات واقتحموا السجون, وأنهم يمدون مقاتلي سيناء بل وليبيا بالسلاح , وأن 33 مليون "ثائر" كانوا في ميدان التحرير في 30 من يونيو، ومنها التفريعة السابعة لقناة السويس التي أطلقوا عليها "قناة السويس الجديدة.

ومن نماذج استغلال الجهل بالدين القول بجهاد النكاح في رابعة وأن الاخوان شيعة وخوار

أما أوضح نماذج استغلال الجهل الطبي العلاج الذى قدمه الجيش لفيروس سي والإيدز والذى اشتهر إعلاميا بعلاج "عبد العاطي كفتة"وكذلك معلومات عسكرية وهمية مثل أسر قائد الأسطول السادس الأمريكي وامتلاك مصر للقنبلة النووية. والحقيقة أن التفرغ لشرح مواطن الردم بعلم الجهل في عقول بعض مؤيدي الانقلاب قد لا يتسع له سجلات من الكتب لحصره وتفنيده.

*كاتب وصحفي مصري 

المصدر: الجزيرة مباشر

................................................................

 

سيد أمين يكتب: في مصر.. المعركة حول الكتلة

آخر تحديث : السبت 26 سبتمبر 2015 17:20 مكة المكرمة

*سيد أمين

يُخطئ من يتصور ان المعركة الدائرة في مصر الأن هى فقط بين العسكر ودوائر انتفاعهم من جانب, والاخوان المسلمين أو حتى تيار الإسلام السياسي ومؤيديهم من القوى المختلفة من جانب آخر, فالمعركة تشغل حيزا أكبر بكثير من هذا التصور المتواضع سواء في ميادينها أو أسبابها أو أدواتها, فهى ميدانيا لا تستهدف مصر فقط, ولكنها تستهدف العالم بأسره, ولا تقصد تدمير الاسلام فقط, ولكنها تستهدف "الكتلة" أية كتلة في أي زمان أو مكان، وأسبابها ليس رفض الحكم الديني ولا العلماني ولا حتى العسكري، ولكن رفض حكم الشعب حينما يصبح "كتلة" واحدة ذات تأثير تمنع الاخرين من توجيهه وقيادته.

أما الأدوات فهي كل ما هو مزيف, من: دستور مزيف, مؤسسات مزيفة, نخب مزيفة, أحزاب مزيفة, مقدسات مزيفة, ولاءات مزيفة, بطولات مزيفة, أو بصيغة أخري هي الاعتماد على كل شيء يبدو أنه يقوم بمهمته وفي الواقع يقوم بعكسها, كالشرطة التي تروع الناس برغم أن مهمتها حفظ الأم , ومجلس شعب لم ينتخبه الشعب, بل اختير لمصادرة رأى هذا الشعب, وقضاء يفترض انه مؤسسة عدل لكنه جاء ليقنن الظلم, وصحافة تقوم بتسطيح وخداع الناس بدلا من إعلامهم بالحقيقة, وجمعيات خيرية أصل مهمتها مساعدة الفقراء لكنها تسرق ما يقدم لهم من الأخيار, ورجال دين من المفترض ترفعهم عن الدنايا وانشغالهم بالروحانية وتلمسهم الرحمة وحديثهم الحكمة والموعظة, فنراهم مجرمين سفهاء جهلاء حمقي لا يبغون إلا متاع الدنيا, وهكذا.

 

وما هى الكتلة؟

المقصود بالكتلة هنا: كل كيان بشري صلب أيما كانت هويته أو اعتقاده، لا سيما لو كان إسلاميا أو قوميا أو اشتراكيا, بالترتيب, وهي القوى الثلاثة الممنوعة من الحكم والسيطرة في أي بلد من بلدان العالم،لاسيما الإسلامي بأمر من الولايات المتحدة الأمريكية سيدة هذا الكون

فما سمحت أمريكا بنجاح تجربة الإسلاميين في الجزائر ومن قبلها باكستان بل والصومال, وما سمحت بنجاح تجربة صدام حسين القومية في العراق ولا عبد الناصر في مصر, وما سمحت بنجاح تجربة المنصف المرزوقي الاشتراكي في تونس ولا حتى في الاتحاد السوفيتي وأمريكا اللاتينية في العقود الماضية, وذلك لأن ما يربط بين الثلاثة نماذج أنهم يملكون "الكتلة" التي تؤيدهم, ويتحدثون عن أيديولوجية فكرية متكاملة لها وجاهتها المنطقية ونسقها الفكري الرصين.

فأمريكا وهى في سبيلها لإخضاع العالم, لا يمكنها أن تنفذ ذلك إلا إذا فتتت جميع الروابط التي تجمع بين الخصوم وحتى الاصدقاء سواء أكانوا أفراداً أم جماعات أم دول , وجردت كل كيان وحدوي او "كتلوي" من أسباب تماسكه مهما صغر, لأنه من طبيعة الاشياء ان كل صغير سيكبر, ما يسهل لها جر الجميع في قاطرة واحدة هى تقودها ويستقلون هم "السبنسة". 

 

لماذا تحارب الكتلة؟ 

الحقيقة أن الأمريكان يريدوننا عالما يتعايش في حالة سيولة, الإنسان فيه لا يمثل إلا نفسه, ولا يدافع إلا عن وجوده الشخصي فحسب. يريدوننا عالما خاليا من مطبات كتل الاتفاق التي تعترض طريق هيمنتها, ولذلك فالتيارات الإسلامية وفي القلب منها حركة الإخوان المسلمين تمثل كتلة اعتراض كبرى, والحركات القومية هى كتل اعتراض ولكنها أقل حجما, والحركات الاشتراكية هى أيضا كتلة اعتراض وإن صغرت نسبيا لكن صدى صوتها يرتفع عنهما.

يريدون عالمنا, عالماَ يقف على النقيض من عالمهم. عالما يتكيف مع الاستبداد ويبرره, ويتعايش مع الجهل ويتقن صناعته , ويجيد اختلاق الاختلاف فيما ينفع وايجاد عناصر الاتفاق حول ما يضر . عالما يقلد ولا يبدع, يعلى من شأن الحقراء ويسفه العلماء , تهان فيه الحرائر وتكرم فيه الراقصات.

هم يريدوننا مجتمعا بلا كتل , حتى لو كانت كتلة فاعلة للمثليين أو مشجعي الشطرنج, ولو كان الامر غير ذلك لوجدنا شيئا مختلفا في نوعية الصراع في امريكا اللاتينية أو العالم الشيوعي السابق المعروف بالكتلة الشرقية أو حتى حقبة العصر النازي والفاشي القومية

 

الحرب المزدوجة 

الحرب العالمية ضد الكتلة, إن جاز التعبير, هى في حد ذاتها حرب ضد التفكير, وذلك لأن الكتلة كثيرا ما ترافقها الفكرة, والفكرة تمثل تمردا على عقل آخر يريد أن يفكر لنا ويجعل من نفسه بديلا لنا عن عقلنا.

وفي مصر, تبدو صورة الحرب ضد التفكير أكثر وضوحا, فكل متفوق مهان فى عمله, لا سيما لو كان هذا المتفوق يشعر بأنه مواطن له حقوق كما عليه واجبات, أو يمتهن مهنة رأى كالصحفي الصادق الممنوع من الكتابة والمحامي الجريء المهدد بالحبس والفنان الذى يقدم فنا تنويريا ولكن لا يشاهده احد لأن أعماله لا تعرضها أية وسيلة نشر

*كاتب وصحفي مصري

المصدر: الجزيرة مباشر

..................................................................

 

ملامح مهملة من الثورة المضادة

آخر تحديث : السبت 29 أغسطس 2015 10:51 مكة المكرمة

سيد أمين*

منذ ثورة يناير الموءودة تحدث الكثيرون وساقوا الدلائل البينة والقوية عن تجهيز الدولة العميقة في مصر للانقلاب على أى رئيس منتخب ستسفر عنه أى انتخابات نزيهة تفرزها تلك الثورة, وكتبوا في ذلك ما يطول الحديث فيه بدءا من التظاهرات الفئوية حتى سرقة السيارات وانتشار عصابات قطع الطرق , إلا أننى أجد نفسي أقف أمام تفاصيل صغيرة، ولكنها تبرز ملامح دقيقة تكشف من بين ما تكشف أن من سمات هذا الانقلاب الذى كان متوقعا، بل ومنتظرا أنه انقلاب شامل يرعى كافة مناحى الحياة حتى البيئية منها.

ففي صباح يوم من تلك الأيام التى كانت القاهرة فيها تبدو بدون سلطة حاكمة - واتضح كذب ذلك فيما بعد - استيقظ أهالي القاهرة ليكتشفوا أن جميع أرصفة الشوارع مقلوبة رأسا على عقب, محطمة ورثة ومتربة بشكل غير موضوعى, حتى في تلك الميادين التى لم نكن نتخيل أبدا أن نراها بها الشكل مثل شوارع ما يعرف بالقاهرة الخديوية, ولم يكن أي شئ يعمل إلا البلدية التى لا نعرف من كان يصدر لها أوامره، وهى كانت تبدو أنها تعمل في الإعمار والواقع انها كانت تساهم في التخريب.

ولم يتم حل هذا اللغز إلا بعد الانقلاب حينما جري تزيين تلك الشوارع، وإعادة رصفها بما يعطى إيحاءً بأن سنوات الخراب الثوري ولت وهى السنوات التى كان يظنها مدبروا الدولة العميقة بضعة أشهر إلا أنها طالت بعض الشئ بسبب الزخم الثوري.

 

شخبطات غير ناضجة

ومن تلك الملامح أيضا تلك الرسومات غير الناضجة وغير المعبرة والكتابات التى ترقي في أحيان كثيرة من شدة غموضها إلى درجة الألغاز, وأحيانا تهبط إلى مستوى الشخبطات, وهى التى انتشرت بكثافة علي الحوائط والأرصفة، والطرق المرصوفة؛ فشوهت المنظر الجمالي للحوائط، وأعطت إيحاءً مماثلا لسابقه بالفوضى.

ومن تلك الرسوم تلك التى كانت تخص روابط مشجعى الأندية، والتى انتشرت بصورة غريبة وصرف عليها أموالاً طائلة، ولا يعرف بعد ما العائد منها، وما الرسالة التى كانت تحملها؛, حيث تجد أحيانا رسومات لما يشبه الكأس، ورسومات لشباب وأعلام مفرودة على مساحات كبيرة من الحوائط ومرسومة بإتقان شديد، وعبارات مبتورة، وغامضة مثل "فاكر لما كنا سهرانين"، و"بلد الرجالة"، و"بلد البالة"، و"عبور"، و"صاحب صاحبي"، و"مش هنسيبها"، وما إلى ذلك من كلمات غير مفهومة، قد تكون تحوى رموزاً لرجال الدولة العميقة وقد تكون مجرد شخبطات حدث الانقلاب وكشف المخفيون عن أنفسهم فما صارت لها حاجة فمحوها بأستيكة.

كذبة تغليظ القصاص

ومن ضمن الأشياء الملفتة أنك حينما كنت تطالع صحف الحكومة ومن لف لفها آنذاك، تجدها تبالغ في إثبات هيئة القصاص من رموز نظام مبارك -الذى ثبت أنه متجذر، ولم يسقط ساعة واحدة- فهذا صودرت أمواله وأصابته الأمراض, وذلك تقهقرت به الأيام وباع كل ما تبقي له ليصرف على زوج ابنته, وذلك تم فصل أبنائه من مناصبهم الحساسة في الدولة وساءت حالتهم النفسية, وما إلى ذلك من أخبار تنقلك من حالة الشماتة فيهم إلى حالة التعاطف معهم

لكن ويا للعجب, إذا ما تمحصت بنفسك مدى صحة تلك الأخبار والمعلومات, فستجد أنها مجرد أكاذيب لا أساس لها من الصحة.

 

ملمح صحفى

وتبدو ملامح "الثورة المضادة" في عالم الصحافة أكثر وضوحاً منذ الشهر الأول للثورة, تمثلت هذه الملامح فى أنه حينما فتح باب التعيينات في العديد من الصحف القومية كإجراء تسوية في مظالم ضحايا المهنة, وهم كثر يتوزعون ما بين مفصول أو مشرد بسبب توقف صحيفته لأسباب مادي،ة أو سياسية او إدارية, نجد أن جل هؤلاء الذين حلت مشكلاتهم، وتم إلحاقهم بصحف قومية, كانوا ينتمون لمن سموا آنذاك بـ"الفلول"، أو على الأقل من المحسوبين على الأجهزة الأمنية, يتخلل هؤلاء أشخاصا آخرين لم يكونوا ينتهجون هذا النهج إلا أنه تم قبولهم لأنهم قلة قليلة للغاية وجاءوا في قوائم تكتظ بهؤلاء المستهدف تعيينهم, والمدهش أن هؤلاء سلكوا بعد الانقلاب مسلكا استسلاميا، وخيل لمن لا يعرفهم أنهم دعاة انقلاب، وليس دعاة ثورة من فرط صمتهم عن قول كلمة الحق وجلوسهم مجالس الانقلابيين.

أما رافضو حكم العسكر والذين صار جلهم فيما بعد من رافضى الانقلاب, فقد استبعدوا تماما رغم أحقيتهم , بينما عين كل "فل"- بكسر الفاء- راح يزور صديقه "الفل" وجاء الأصدقاء بأصدقائهم, والأخ بأخوته, والزوج بزوجته, والأب بابنه, بل والأم بابنها, والنماذج لا تخطأها عين، ولا يستطيع أن يكذبها أحد لدرجة أننى شخصيا كنت شاهداً على أشخاص كانوا يبحثون عمن يعلمهم المهنة؛ بل وكيفية كتابة الجملة, وتمنوا أن يكتب اسمهم على خبر مساحته خمسة سنتيمترات في صحيفة من صحف "بئر" السلم, وما هى الا أشهر حتى وجدنا هؤلاء قد عينوا في الصحف القومية التى طالما اشتاق لها معلموهم الذين أكلت الصحافة على ظهرهم وشربت

ولنا في صحف "المسائية" بدار أخبار اليوم و"الأهرام المسائى" والشركة القومية للتوزيع" و"التعاون" و"أكتوبر" و"الأهرام" عبرة في الصاعدين والهابطين.

*كاتب وصحفي مصري

المصدر: الجزيرة مباشر

......................................................................

 

مبني على المجهول

آخر تحديث : الأحد 19 يوليه 2015 14:34 مكة المكرمة

 

سيد أمين

يوحي ترديد مسألة 'حسن الطالع' أول ما يوحي بأن من يؤمن بها هو شخص غيبي ينكر "قدرة" العقل ويعيش دائما في النشاط الوهمي الافتراضي.

ولأن التاريخ هو قراءة مكثفة من اجل المستقبل, سنحاول هنا رصد أشهر مواقف استخدام الساسة الأقدمين لهذا المنتج "الغيبي" وكيف تأثروا به, ولكن قبل هذا نذكر بنقطتين مهمتين أولهما أن الاعتماد الكلي على مثل هذا المنتج قد يؤدى إلى ردة ثقافية ومنطقية تمحو كل منجزات المنطق والعلم, وثانيهما أن ما دفعنا للحديث عنه هو العجز عن الحديث عن "المعقول" بسبب الظروف "اللامعقولة" التي يعانيها المنطق في مصر الأن.

 

المعقول واللامعقول

يعتبر المفكر والسياسي الإيطالي "نيقولا ميكافيللي" واحدا من أهم الفلاسفة الذين لفتوا الانتباه بشكل واضح إلى تأثير "حسن الطالع" في حياة الساسة والدول, بل إنه ربط بنسق منطقي متين بين "اللامعقول" و"المعقول" عبر الغوص في كمائن النفوس البشرية.

ويضرب نيقولا ميكيافيللي - في كتابه الأمير – مثقلا بصانع الفخار الذي تحول بفعل حسن الطالع في ليلة وضحاها إلي أمير للبلاد ليؤسس أشهر أسرة ملكية في إيطاليا امتد حكمها عبر عدة قرون، وذلك حينما هاجم الأعداء إمارته وقتلوا الأمير ورجاله جميعاً ونهبوا ثرواتها ثم عادوا أدراجهم، هنا التف البسطاء حول صانع الفخار فنصبوه أميراً عليهم , لما يمتاز به من قوة وبسطة في الجسم وحكمة في التصرفات.

وعلي النقيض يضرب ميكيافيللي مثلاً بالأمير الحازم الذي أوتي كل إمكانات الدوام والبقاء والقدرة لكنه افتقد حسن الطالع فهزم في معركة كان يمكن أن ينتصر فيها ولو بربع جيشه، رغم ما عرف عنه من دهاء.

ويقول ميكايفيللي إن "قدرة" من دون "حسن طالع" تعني فشلاً وإن "حسن طالع" مع نصف "قدرة" يعني انتصاراً.

 

قصص القرآن الكريم

وفي قصص القرآن الكريم لنا آية في سيدنا يوسف – عليه السلام - الذي يلقى به في الجب, ويؤتى به كرقيق ثم تدور الأحداث التي نعرفها ليصير الشخص الثاني في حكم مصر , وكذا في سيدنا موسي -عليه السلام - الذي ينجو من مقاصل فرعون التي لا تترك صغيرا ولا كبيرا , وبدلا من حياة التخفي والهروب لما فيها من شظف العيش وخوف من المجهول, يربى في بيت فرعون ذاته آمنا بأمنه ومستلذا بملذاته وينفذ أمر الله الذي وعد به رغم كل الاحتياطات.

 

في التاريخ العربي

يلعب "حسن الطالع" الدور الأكبر علي مسرح الأحداث، فها هو "قطز" يفر من آسيا ويباع في سوق العبيد ويرسو به المطاف في مصر فيهيئ له الله عبر"حسن الطالع" الأمور كاملة لقيادتها ويصير هذا الفتى المطارد من قبل المغول أميراً للبلاد، يلتحم حسن الطالع مع القدرة ويحقق النصر التاريخي على المغول في بلد كان يصحو فيه الشعب كل يوم تقريباً علي صليل سيوف الانقلاب.

وها هو محمد علي الجندي الألباني حاكماً لمصر بعد ثورة شعبية عزيزة في التاريخ المصري، حيث هيأت الظروف السيئة الثورة للمصريين ضد الوالي العثماني خورشيد باشا الذي فر من دون قتال ولم يعد رغم أنه كان قادراً علي طلب النجدة فقام المصريون العازفون عن لعبة كراسي الحكم بتقديم محمد علي والياً على البلاد وهم يقصدون جعله قرباناً لغضب الخليفة العثماني إلا أن محمد علي صنع أعظم إمبراطورية عرفتها مصر الحديثة ودام حكم أسرته نحو قرن ونصف القرن وصار مؤسس مصر الحديثة.

وها هو الكولونيل 'سيف' كجندي من جنود نابليون المنهزم عز عليه أن يصير فلاحاً وقاده الشوق إلى الحياة الحربية وتنامى إلي مسامعه أن بلاد فارس تؤسس جيشاً حديثاً من المرتزقة فقصد الالتحاق بهذا الجيش ولكن توقفت السفينة التي تقله قبالة سواحل الاسكندرية لعدة أيام، فراح يعرض نفسه على حاكمها الذي أرسله إلى محمد علي بالقاهرة والذي قام بدعوته لتأسيس الجيش المصري.

ولكن هناك واقعة شهيرة تلقي الشك في كل ذلك, فالعرافون حذروا الخليفة المعتصم من فتح "عمورية" إلا أن القدرة الطاغية هنا استطاعت أن تطوع الحظ وتحسم المعركة حيث خرج المعتصم على رأس جيش جرار مهول وضرب حصاراً على مدينة عمورية المنيعة دام نصف العام تقريباً، ذاقت خلاله الأهوال حتى استسلمت، ودخلها المسلمون في 17 من رمضان الموافق 13 من أغسطس 838م

وهنا أنشد ابو تمام قصيدته التي تبدأ بقوله

السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ

بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ في مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ

والعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَة ً بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافي السَّبْعَة ِ الشُّهُبِ

*كاتب وصحفي مصري 

المصدر: الجزيرة مباشر

......................................................

 

حديث في الميتافيزيقا

آخر تحديث : السبت 27 يونيو 2015 10:42 مكة المكرمة

سيد أمين

في بلد لا يعمل فيه بكفاءة سوى السجن والمقصلة, ويدخل غالبية شبابه صفحات مواقع التواصل الاجتماعى بأسماء مستعارة, ويعتبر نصف شعبه النصف الآخر شعباً إرهابياً لمجرد أنه طالب بحقه في المشاركة في تقرير مصير بلادهم.

ويصبح سحب الجنسية والحرمان من الانتماء إلى البلاد التى تفاخر بالانتساب إليها الآباء والأجداد أسهل من نفاذ رصيد شحن الهاتف المحمول, ولا يٌسمح أن تعلو فيها سوى الأصوات النشاز.

في بلد فيها كل هذا -وهو قليل للغاية من كثير للغاية- يصبح حديث أى صاحب قلم بموضوعية في أى شأن لاسيما السياسة هو مهمة انتحارية في المقام الأول.

وللحقيقة أن أجواء كتلك تجعل الكثيرين يفكرون ألف مرة قبل أن يكتبوا, لأن الكاتب هنا ليس مجرد فرد فتعود مخاطر كتاباته على نفسه فقط بالضرر, ولكنه شأنه شأن كل المجتمع, هو كائن حى له أسرته الصغيرة المسئول عنها, وهم لهم متطلباتهم وأحلامهم وأمانيهم التى قد تكون ليست هي ذاتها اهتمامات الكاتب نفسه في الدفاع عن أسرته الكبيرة التى هى الوطن, وهم ليسوا على استعداد للمساهمة في دفع الفاتورة التى يستعد هو لدفعها والتى ستعود عليهم أيضا بالضرر, الأمر الذى يجعله يتعامل فقط في الجزء اليسير المسموح به من الحقيقة.

 

ليس كل ما يعرف يقال

ويبدو أن سقراط الحكيم حينما قال قديما انه "ليس كل ما يعرف يقال"، كان هو أيضا يعيش ذات الأجواء التى يعيشها كتاب الداخل من المصريين الآن بدليل أن الأمر انتهى بحبسه ثم إعدامه.

كما أنه في أوقات انطلاق جمرة اللهب في ذيل الثور الهائج, لا يكون أبدا من الحكمة الوقوف في وجهه , بل أن الحكمة تصبح في أن يتحدث الكاتب الذى لا حول له ولا قوة في أى شئ كان يؤجل الحديث فيه لاوقات الراحة والدعة.

ومن الأمور التى لطالما شدت انتباهى، وانتباه كل الناس في هذا العالم الذى نعيش فيه, وهى التى يبدو أن الحديث فيها هو الأنسب في مثل هذه المرحلة, تلك المتعلقة بـ"الميتافيزيقا" أو العلم الذى يتناول مواد "ما وراء الطبيعة", أو بالمعنى الأكثر شيوعا, السحر والفلك والطالع, وغيرها من أمور تتحدث في الغيبيات، ويثار حولها جدل كبير بين التشكيك والتأكيد.

فمن بين من يشككون دوما فيه, رجال الدين -أي دين- ورجال المنهج العلمي، وذلك بدوافع دينية أو منطقية بحتة, وهو تشكيك ينفي وجود هذا العلم أساسا ويلقي نتائجه دائما إلى حالة الصدفة والهرتلة وما إلى ذلك, إلا أن رجال الحكم في معظم دول العالم يحرمون هذا العلم –إن جازت التسمية- ليس لكونه هرتلة، وصدفة كسابقهم بل لأنهم يعتبرون تداوله بين العامة يقوض سلطتهم، ويفشى أسرار دولتهم وهو منع يؤكد وجود هذا العلم لا ينفيه.

ويقول متابعون إن الكثير من أجهزة الاستخبارات في العالم عامة, وفي عالمنا العربي خاصة, تعتمد بشكل جزئى او كلى في معلوماتها على استخدام الميتافيزيقا كأساس معرفي, بل يتردد أن تقرير الميتافيزيقا هو واحد من أهم التقارير التى تعرض كل صباح على الرئيس الامريكى ذاته.

 

رؤساء مصر والمنجمون

ويدلل مؤيدو وجود مثل هذا العلم عليه بأن التجريم وأحكام الإعدام التى كانت تصدرها كل نظم الحكم الغربية في القرون الوسطى على من يثبت استخدامه لـ"السحر الاسود" هو في حد ذاته اعتراف بتأثير هذا النهج على الأمن العام، أو بالأحري أمن النظام الحاكم, لدرجة جعلتهم لا يفصلون بين نتائج هذا النهج غير العلمى وبين نتائج العلم ذاته, فراحوا يحكمون على "جاليليو" مخترع التليسكوب بالسحر والهرطقة فأعدموه.

وبعد ثورة يناير الموءودة في مصر راح كتاب كثر منهم "بلال فضل" يكتب مقالا موثقا أثار صدمة آنذاك حول قيام الرئيس الأسبق حسنى مبارك بالاستعانة بعدد من السحرة لدعم نظام حكمه, وأن سفره للسنغال خصيصاً للقاء عدد من السحرة "الجبارين" هناك.

فيما أشار آخرون إلى أن مثل هذا السلوك يتبعه كل حكام مصر منذ بدء الخليقة، وأن الرئيس المصري الوحيد الذى رفض الاستماع إلى صوت "السحرة" و"قارئى الطالع" هو الرئيس الإسلامى محمد مرسي بناء على خلفيته الدينية, ما تسبب في سقوطه سريعاً, وأنه لو استشار أياً من "المنجمين" لكانوا أكدوا له ان المكائد من كل أجهزة الدولة لم تتوقف ضده منذ أن أعلن اسمه كفائز في رئاسة الجمهورية لحظة واحدة.

سحقاً أجدني قد تحدثت في السياسة مجدداً.

*كاتب وصحفي مصري 

المصدر: الجزيرة مباشر

.............................................

 

الأحد، 12 أبريل، 2015

سيد أمين يكتب: وجه أخر للصحفي المصري

"بعد الغزو الامريكى للعراق عام 2003 قام الحاكم العسكري بول بريمر بفرض أليات جديدة للعمل الاعلامى والصحفى تهدف الى القضاء على الاعلاميين المؤدلجين واحلالهم باتباع له, اوعلى الاقل عزل الوطنيين منهم , وذلك من خلا استراتيجية حولت الصحافة الى مهنة لمن لا مهنة له , وقيل انه قتل قرابة 260 من أصل 900 صحفي مسجلين نقابيا فى العهد الوطنى وفر من فر واعتزل المهنة من اعتزل , فارتفع عدد الصحف من 50 صحيفة الى نحو 700 صحيفة فى العام الاول من الغزو, قيد من خلالهم في نقابة الصحفيين قرابة ثمانية الاف صحفى في عامين فقط, وفي العام الثالث تناقصت اعداد الصحف العاملة الى 130صحيفة فقط فيما تقافز عدد اعضاء النقابة الى 17الف عضو حاليا, ونشرت الصحف أنذاك أن بول بريمر كان يكتب بأسماء بعضهم مقالات تدافع عن الاحتلال الامريكى للعراق وتختلق اكاذيب ضد صدام حسين مقابل دولارات معدودات".

بالقطع عدد كبير من الصحفيين العراقيين شرفاء ومهنيون ولكننى فقط قصدت من هذا التذكير توضيح كينونة هذا الملهم الذى استمد نظام مبارك منه فكرة تعويم نقابة الصحفيين المصريين وجعل معظم منتسبيها "اجراء" وذلك بهدف كسرها وتحويلها من معقل للحريات الى مخفر مدافع عن الاستبداد , بالطريقة التى تحدثت عنها في مقال سابق بعنوان "صحفي بدوافع أمنية".

المشهد الصحفي المذري دفع بعضا من شرفاء الصحفيين الى الانتحاء جانبا ايثارا للسلامة, خشية بلاغ كيدى طائش عادة ما ينسب الى محامين بعينهم, ولسخرية القدر قد يكونون هم أخر من يعلمون بتلك البلاغات, فيصبح الصحفي مدانا لا شك بالتحريض, وهو الاتهام المصلت على رقبة كل صاحب قلم يكتب ما لا ترغبه السلطة, ولا يحرض في الاتجاه الذى تريده ان يحرض عليه, فيزج به في غياهب السجون بموجب القانون كمجرم, بعدما استكثروا عليه شرف الاعتقال.

هناك صحفيين غابوا أوغيبوا عمدا داخل السجون والمعتقلات والمنافي واخرين فصلوا من اعمالهم او توقفت صحفهم قسرا أوطواعية, او لزموا بيوتهم بعدما صار الموت يلاحق الناس بأشكال متعددة والتهم توزع جزافا, وكثير من الصحفيين الان يفكرون جديا في البحث عن بدائل اخري عن العمل الصحفي تجنبا لاهتزازات اسرية قد يسببها لهم هذا العمل المعلق دائما برضا السلطان أو صاحب العمل بل ورضا من يموله , فيما صارالفصل التعسفي عملا شائعا مبررا في حد ذاته وغير مجرم قانونا نظرا لأن عقوبته القانونية لاتكاد تساوى عقوبة مخالفة مرورية , والتى هى في بلادنا هينة للغاية.

والملفت ان خلاصة جهود "التعويم" الهادفة الى احكام القبضة الامنية على المهنة, سواء أكانت تمارس على الصحيفة فتحدد قبول هذا ورفض ذاك للعمل بها , او على الصحفي فتجعله دائما في حالة قلق ولا يجد مجالا لراحة البال من المطاردات الامنية والبلاغات الكيدية وضغوط اصحاب العمل الا بالانحياز لخيارات السلطة, او حتى النقابة التى نجدها تمارس حمايتها النقابية على عضو دون الأخر, وتبكي شهيدا وتشمت في اخر , كل هذا جعل طفيليات المهنة هى من تطفو على السطح, والأنكى أن المهنة ما عادت تعرف إلا بهم نظرا للحفاوة التى يلاقونها في منابر اعلام الدولة.

واستطيع ان اجزم انه لو اختفت او اعطبت او امتنعت اقسام الديسك المركزى والمراجعة في الصحف المصرية عن العمل ليوم واحد فاننا سنجد صحفا لا يمكن قرائتها, لدرجة انه قد اكون مخطئا لو قلت انها ستحتوى على اخطاء املائية ولغوية كثيرة لأن الصحيح هو اننا سنجد كلمات صحيحة بين خضم من اخطاء الاملاء واللغة وايضا المعرفة, وان هذه الاخطاء لا تقتصر على صغار الصحفيين بل تمتد الى كبار الكتاب من اصحاب أعمدة الرأى, لدرجة انه يمكننا احيانا اعتبار ان اقسام المراجعة والديسك هى من تكتب الموضوعات ولكن بأسماء الاخرين.

ومن الاشياء الملفتة في كل الصحف المصرية بعد 30 يونيو هو تعاظم دور المحرر العسكري في الصحيفة لدرجة ان هذا المحرر الذى كان يجب ان يكون مندوب الجريدة في وزارة الدفاع, صار مندوب وزارة الدفاع في الجريدة , بل صار هو صاحب الكلمة الطولى في كل صغيرة وكبيرة , ويحرص رئيس التحرير على استشارته والعمل بتوجيهات سيادته.!!

ليس ذلك فحسب , بل صار هناك "كتالوج" يوصى باتباعه عند كتابة اى مادة صحفية , ومن شأن العمل به ان تقلب الحقائق ويتم تحويل الضحية الى جانى.

كل ذلك اعطى انطباعا– قد يكون مغاليا فيه بما يحوى من تعميم - لدى قطاع كبير من الناس بأن الصحفي المصري كائن انتهازى ينحاز دوما الى مصلحته الشخصية, , فضلا عن انه شخص غير مثقف, ولا تعنيه كثيرا لا قضية المعرفة ولا قضية الحقيقة, وانه وضابط الشرطة ولا اقول المخبر- للترفيع- وجهان لعملة واحدة يؤديان نفس المهمة ويتكاملان بعضهما البعض وانهما واصلان ومتصلان وموصولان.

ويمكننا القول أن قطاعا كبيرا من الصحفيين المصريين يعانون ازمات مالية خانقة لكون الكثيرين منهم بلا عمل اساسا , ولا تأمينات , ولا دخل ثابت الا بدل التكنولوجيا الذى تمنحه لهم النقابة وهو المرهون برضا تقارير أبانا الذى في "لاظوغلى", او على الاقل تسامحه او تغافله عن عدم الانصياع الكامل, ما يدفع بعضهم الى سلوك مسالك مشينة , ولا ينجو من هذه الازمة إلا صحفيو الصحف القومية وصحفيو صحف رجال اعمال الثورة المضادة الذين يدفعون بسخاء والمقابل قطعا معروف.

اما ام الكوارث فهى الصحف الاجنبية العاملة فى مصر والتى تجاوزت نحو5000 صحيفة فمعظم اصحابها لا علاقة لهم بالصحافة لا من قريب ولا من بعيد , ولكنهم يمارسون المهنة من باب الاسترزاق لا اكثر ولا اقل ويقومون بدور المشهلاتية عبر ادعاء صلاتهم القوية بالمسئولين الحكوميين وهو عادة ما يكون ادعاءا صحيحا, حيث يستخدمونهم كمنافذ شعبية للفساد وعقد الصفقات غير المشروعة, فيقومون بتعيين هذا في وظيفة ما او نقل ذاك من مكان لأخر او ترقية هذا وكل ذلك طبعا مقابل أجر كبير, بما يحملونه من كارنية نقابة العاملين بالصحافة والطباعة الذى وصل سعره الأن الى2000 جنيه وصار يحمله السباك والكهربائى.

ورغم ان هؤلاء النفر عادة لا يكونون اعضاء في نقابة الصحفيين ولا يحملون المؤهل الدراسي الجامعى الذى يؤهلهم شكليا للقيد بجداول النقابة , الا انهم سرعان ما يجدون المسالك والثغرات التى تجعلهم يحصلون على المؤهل العالى من اى جامعة خاصة ثم يصبحون اعضاء في تلك النقابة , وما هى الا ايام معدودات ويتصدرون المشهد فيها.

وحينما اقول ذلك لا يعنى هذا ان كل اصحاب تلك الصحف هم من طفيليات المهنة ,فمنهم كثيرون ايضا اعتبروها منفذا بديلا للعمل الصحفي فلجأوا للصحف الاجنبية بعدما تم وضع العراقيل أمامهم للحيلولة دون اصدار صحيفة مصرية.

albaas10@gmail.com

.............................................

الاثنين، 30 مارس، 2015

سيد أمين يكتب: في بيتنا نقَّاش

جاء الرجل بالنقّاش إلى البيت.. والنقّاش هو اللفظ المصري الذى يُطلق على فنى الديكورات .. ليعاين الشقة .. وبعد أن عاينها سارع لممارسة العمل .. دون أى اتفاق لا على الأجر ولا الطلبات ..طالبه رب البيت بالتوقف عن العمل لحين الاتفاق على المراد إنجازه والأجر اللازم ..فما كان من النقَّاش إلا أن استل سكينا وعاجل بها صاحب البيت في قلبه.. ووسط ذهول أبناء الرجل راح النقَّاش يسكب مواد حارقة على الجثة ويشعل فيها النار.. ولما خمد الحريق قام بإلقاء الجثة من النافذة.. وحينما ثار الأولاد الصغار على ما حدث انتقاما لدم أبيهم .. راح النقَّاش يصيب منهم بآلته الحادة من يصيب ويحبس منهم من يحبس في إحدى الحجرات.

وبعد ذلك أغلق الباب بالضبة والمفتاح وراح يمارس عمله في انتشاء وسعادة وكأن شيئا لم يحدث.. لكن ثمة أصوات بكاء وتأوهات وهمهمات تخرج بين الحين والأخر هنا أو هناك من بين أولئك المصابين وهؤلاء المحبوسين فكانت تثبّط من حماسته وتقلل من شعوره بالسعادة.

قال موجها كلامه إليهم : ها أنا ذا أقوم بطلاء حوائط شقتنا.. وأزيل من على جدرانها ملامح الكآبة والألوان الباهتة الحزينة.

اخذ أحد الأولاد يتقلب على الأرض في محاولة لاستجماع قوته .. فعاجله النقَّاش بضربة قوية من عصا كانت بجواره علي رأسه فسقط مغشيا عليه وراح يوجه له كلامه : سأطليها بألوان زاهية تجعل من هذا المكان تحفة فنية رائعة.

راح يدخن سيجارته .. وفتش في "جيب بنطاله" على كبسولة "الترامادول" التى التقطها وابتلعها بسرعة بينما كان يتأمل الحائط بدقة .. هل أدهنها بالمعجون أولا وكم مرة تري يجب أن أفعل ذلك أم أقوم بطلائها ـ"بالبوية" بدون المعجون ثم أضيف عليها لمسات جمالية ورسوما معينة .. أم أقوم بلصق ورق حائط ملون عليها .. أم كل هذا.

واصل الصمت والتفكير ثم حزم أمره أخيرا .. سأفعل كل هذا .. حتى لا يقولوا إننى أبخل على نفسي.

تململ الولد مرة أخري.. وراح يسعى للنهوض في حذر بالغ .. فنظر إليه النقاش نظرة ضجر.. وقال له: دعنا نكمل عملنا .. لا يمكننى الانتظار كثيرا على هذا الشغب .. يمكنك أن تستمتع بمشاهدة الانجازات التى تحدث في الشقة.

همّ النقاش ليشير إلى علب ألوان خضراء وحمراء وصفراء وقال : هذه هى الألوان التى سيتم طلاء الشقة بها بدلا من الألوان الكئيبة التى كانت من قبل.

ثم أشار إلى أشكال جبسية مزركشة وقال: هذه سوف توضع في الأسقف وتتخلها مصابيح خافتة وأخري ناصعة.

ونظر إلى الأرض فقال: وهذه الأرضيات أيضا سيتم تغييرها بأنواع فخمة من الرخام.

علت دقات الاحتجاج من خلف حجرة الحجز.. اشتاط النقَّاش غضبا .. نظر حوله وكأنه يبحث عن وسيلة عقابية ناجعة .. فأخذ مواد حارقة معه وفتح باب الحجرة وقام بسكبه فيها .. وامسك بعود ثقاب مشتعل وهدد من فيها بأنه إن لم يصمتوا سيقوم بإلقائه على المادة الحارقة ليحترقوا.. فصمتوا ..فاطفأ عود الثقاب .. وسبهم باقذع الألفاظ وعاود إغلاق باب الحجرة جيدا.. وساد الصمت.

خاف الولد أن يتكلم والتزم هو الأخر بالصمت .. بينما حدق النقَّاش فيه قليلا وقال له: أعرف أنك ولد طيب.

ثم ذهب إلى الثلاجة وأحضر ثمرة تفاح وقدمها له وقال: يبدو أنك من الشخصيات المجتهدة التى لا تضيع الوقت في التربص والحقد والكراهية.. يجب أن ننطلق سويا لتعمير هذا المكان وجعله جنة من جنان الله سبحانه وتعالى في الأرض.

صمت وواصل الحديث بينما بدأ عمله: ربنا سبحانه وتعالى خلقنا لتعمير الارض وليس تخريبها.. ولكن هناك من يسعون للتخريب .. ورفض التعمير والمدنية.. هم مستعدون لقتل كل من يقف في طريقهم.. لأنهم أهل جريمة وارهاب.

استمر النقاش يحكى ويحكى بينما الولد ينصت إليه..هنا دق باب الشقة بقوة ..فرح الصبي كثيرا باعتباره الفرج.. بينما انزعج النقاش بشدة ..فمن هذا الى يقتحم عليه خلوته ولا يعتبر لحرمات البيوت.. تحسس سكينه ومادته الحارقة وفتح الباب .. كان الجيران غاضبون بشدة من العثور على جثة متفحمة اسفل النافذة .. واستنكروا أن تُلقَي الجثثُ المتفحمة بهذا الشكل في الشوارع..دون يتم القائها في صناديق القمامة اعتبارا لحرمة الموت.

وراحوا يطلبون من صاحب البيت العون في إزالة هذه القمامة ..ابدى النقاش تعاطفا كبيرا مع الواقعة وقال إنها لوالد هذا الصبي .. فقد قام أخوته بفعل هذا به .. وأنه أمسكهم وحبسهم في الحجرة تنفيذا للعدالة.

أخذ الجيران يتندرون من عقوق الأولاد وأشادوا بعدل النقاش وسعيه للقصاص.

كان النقاش قد قام بكل مراحل الديكورات ولكن بطريقة حديثة .. فبدلا من أن يقوم بطلاء الحوائط بالمعجون ثم الطلاء أو المعجون ثم أوراق الزينة راح يضع الطلاء والمعجون وورق الزينة فى خلطة واحدة .. ما بدا معه منظر الحائط مثيرا للتقزز.. دخل الجيران الشقة وراحوا يتأملون النقاشة.. فانقسموا بين نفر يعتبرها مجرد "شخابيط" تعبر عن قصر أُفق وبين رهط اعتبرها "فنا راقيا يعبر عن الحداثة" بل إن بعضهم جزم بأنه فنان عالمى.

وأخذوا يحجزون مواعيدَ منه لتنفيذ هذه الأعمال في بيوتهم ..هنا أدرك الصبي أنه وحده من يستطيع تحرير أشقاءه والقصاص لوالده من "القاتل"

albaas10@gmail.com

.............................................

 

الاثنين، 23 مارس، 2015

سيد أمين يكتب: صحفي بدوافع أمنية

يتحرج الصحفي الوفى من انتقاد أبناء مهنته, خشية أولئك المتحفزين الواقفين على قارعة الطريق دائما دفاعا عن استمرار "الجيتوهات"- أى جيتوهات- , ومن ثمَّ يتهمونك بخيانة شرف مزعوم لم يحددوه للمهنة, ولكن في المقابل فإن الصحفي الأمين لا يمكنه ابدا تغليب مصلحته الفئوية على المصلحة القيمية العامة للمجتمع, لأنه لو سعى لتغليب قيمة الصداقة والزمالة فإنه قطعا يجورعلى القيمة الأقدس منها وهى "الحقيقة" المكلف بنقلها

والحقيقة أن الفساد في المشهد الصحفي المصري هو تابع لمشهد فاسد أكبر في المشهد الإعلامى العام , والذى هو بدوره جزء من حالة فساد أوسع تعيشها كل مؤسسات الدولة دون استثناء

ولقد دخلت حسابات السياسة نقابة الصحفيين منذ زمن بعيد, فأفسدت ثالوث النقابة والمهنة والصحفي بل والقارئ أو المتلقي أيضا, فما عادت نقابة الصحفيين المصريين ملاذا للحريات والحقوق ,وما عادت المهنة تبحث عن الحقيقة أو تدافع عنها , وما عاد الصحفي راغبا في الدفاع عن المظلومين ولا مؤمنا بالحرية والمسألة تحولت بالنسبة له إلى مجرد "سبوبة", فيما أدرك القارئ أو المتلقي هذا الحال البائس الذى تحولت إليه المهنة فراح يسيطر عليها عبر الدفع والتمويل سواء للصحيفة أو الصحفي , وسواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر.

وبرزت حسابات السياسة التى أفسدت المهنة في السنوات العشر الاخيرة من عصر مبارك , حينما ظهرت حركات الرفض لمبارك ونجله والتى كانت تتخذ من نقابة الصحفيين ظهيرا لها , فيما انتمى عدد كبير من الصحفيين إليها – أزعم اننى منهم - الأمر الذى دفع النظام الى تبنى سياسة "تعويم" و"اختراق" النقابة عبر قيد آلاف الاشخاص من غير ممتهنى المهنة في جداولها , وهو الأمر الذى تحقق بقرارات هلل لها البعض بوصفها تحمل إطلاق حق إصدار الصحف الحزبية والمستقلة بـ"شروط معينة", فانطلقت الشخصيات المحسوبة على الحزب الحاكم أو الأحزاب الكرتونية التى صنعتها أجهزة أمن الدولة أو المخابرات آنذاك بتمويل عناصرها لإنشاء تلك الصحف , وبالطبع يتم الترخيص لها دون عداها استغلالا لتلك "الشروط المعينة", ومن خلال هذه الصحف التى سريعا ما تتعثر وتغلق أبوابها بعد أن تكون قد أدت مهمتها وقد تم قيد آلاف الصحفيين بنقابة الصحفيين, وما بقي من هذه الصحف ثبت للعيان أنها مجرد نشرة للحزب الحاكم ورجال أعماله أو نظائره الديكورية.

وفي ظنى أن هدف النظام الحاكم من الزج بعدد ضخم من الصحفيين الموالين له أو على الأقل من قليلى الثقافة والوعى هو إحداث توازن أمام المجتمع ليبدو للعيان أنه إذا كان هناك صحفيون يهاجمون التوريث فهناك صحفيون أيضا يدعمونه , فيما قام جهاز المخابرات على الأرجح باختراق تيار رفض التوريث من الصحفيين بتقديم وجوه جديده تبدو غير محسوبة على نظام مبارك استعدادا للحظة الثورة عليه.

وبنظرة تقريبية سريعة على أعداد المقيدين في جدول القيد بنقابة الصحفيين نكتشف أن عدد أعضاء تلك النقابة طيلة 68 عاما كان منذ إنشائها في عام 1941 حتى 2008 قرابة 5000 عضو مشتغل وتحت التمرين , فقفز هذا العدد في عام 2011 ليصل إلى 8 آلاف عضو ويواصل الآن قفزاته ليصل إلى 12 ألف عضو بما يتخطى الضعف في سبعة سنوات فقط.

وقد تسببت تلك السياسة فى إفساد دور النقابة وتحويلها إلى ملجأ للهاربين من طابور البطالة الذى يغتال الشباب المصرى , ونحن هنا لسنا ضد توسيع باب العضوية ولكن المشكلة أن كثيرا من الصحفيين يفتقدون الصفات الواجب توافرها فى الصحفى من خبرة وثقافة ووعى وموقف

ولك أن تتصور أن العديدين من هؤلاء لا يجيدون القراءة والكتابة كما أن هناك صحفاً مستقلة تقوم بتعيين رجال الإعلانات والإداريين والعاطلين مقابل مبالغ مادية تحصل عليها إدارتها نظير إلحاقهم بنقابة الصحفيين وممارسة عمليات النصب والابتزاز مما يدر عليهم أرباحاً مهولة تجعلهم يعوضون ما دفعوه فى أشهر معدودات ويبقى لهم بعد ذلك بدل التكنولوجيا وخدمات النقابة التى باتت جراء هذه الممارسات هزيلة جدا.

فى حين تقوم صحف أخرى – وهى فى الواقع معظم الصحف المستقلة والقليل من صحف الأحزاب الوهمية – بإجبار منتسبيها على تحرير استقالات مبكرة قبل قيامها بتثبيتهم والتأمين عليهم وتسخيرهم للعمل لديها بدون أجر لمدد طويلة نظير إعطائهم فرصة الالتحاق بالنقابة وبعد ذلك تتركهم ليزيدوا من معاناة النقابة المريضة أصلاً .

ولن أكون مبالغا إذا قلت إن المعايير التى يتم تعيين الصحفيين على أساسها فى معظم الصحف لن تخرج عن ثلاثة, فإما أن يكون هذا الصحفى يحمل توصية من رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات المعلنة فى هذه الصحيفة , أو أن يكون حاملا توصية من جهة أمنية ,أو أن يكون قريبا لرئيس التحرير ليحظى باستحسانه, وقد يحدث فى أحيان نادرة أن يتم تعيين الصحفى على أساس الكفاءة والمثابرة.

المشكلة أن الصحفيين الذين تم تعيينهم على أى من الأسس الثلاثة السابقة عادة ما تكون خبراتهم فى غاية الضحالة وهو السبب ذاته - يا للعجب- الذى قد يؤهلهم لاعتلاء أرفع المناصب فى هذه الصحف.

فيما تتعمد بعض الصحف الحزبية والخاصة إجبار الصحفي على توقيع استمارة استقالة كشرط لتعيينه وإلحاقه بنقابة الصحفيين وليس ذلك فحسب بل إن بعض هذه الصحف تقوم بجانب ذلك بإلزام الصحفى بالتوقيع على إقرار يفيد بأنه مسئول مسئولية كاملة عن كافة أثاثات المؤسسة مع تحريره إيصال أمانة على بياض وذلك فى محاولة لإجباره على التزام الصمت بعد تعيينه وعدم اللجوء للشكوى!!

ومهنيا , فكثير من الصحفيين لا سيما المتدربين يقومون بتسليم الموضوعات الصحفية إلى إداراتهم ويفاجئون بأن ما نشر كان مغايرا تماما لما كتبوه , كما أن آخرين يقصرون الطريق فيبذلون جهدهم في تكييف كتاباتهم لما يتوافق مع سياسة تحرير صحفهم خصما من حساب الحقيقة , ناهيك عن أخطاء في الديسك والإملاء واللغة وأخطاء تنم عن عدم الوعى والجهل , وبالطبع كل ذلك يذوب في مغسلة"الديسك".

أنا هنا استرسلت في ذكر مثالب الصحافة والصحفيين ولكن هناك أيضا شرفاء كثيرين , ولكنهم كعادة كل جميل في بلداننا , لا نراهم لأنهم غيبوا عمدا مع سبق الأصرار والترصد ضمن تدخلات السياسة.

albaas10@gmail.com

........................................

 

الثلاثاء، 24 فبراير، 2015

سيد أمين يكتب: انهم يريدونه ربيعا عبثيا

المتتبع للمشهد العبثي الذي آل إليه الربيع العربي , سيلاحظ بوضوح أجواء التشفي بل والسخرية الغربية من هذا الربيع المزعوم, والذي على أرجح الظن انه حيك بليل من قبل النظم الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا , بالتنسيق مع أجهزة استخبارات دول الموالاة ذاتها التي تفجرت فيها تلك الثورات كمصر وتونس واليمن , ليس بغية هدم النظم القائمة , ولكن بغية ترميمها وإعادة تماسكها بعدما أصابها الترهل والعطب وأوشكت على الانهيار الذاتي جراء تضارب مصالح شبكات الفساد وتضخمها.

وتجري عملية الترميم تلك من خلال عمليات تبديل واسعة في الوجوه , مع إعادة إنتاج الأحزاب الكرتونية القديمة بمسميات ووجوه جديدة من رعيل الصف الثاني والثالث, بما يبدو معه المشهد وكأن ثورة حدثت, واردة الشعب حكمت, وذلك دون تغيير يذكر في الفكر, في محاولة خداعية تأخذ بصمة شعبية , تقول أن الشعب وصل إلى ذروة التغيير الذي يريده ورسم طريقه بنفسه , غير الوجوه المتحجرة القديمة بأخرى شابة.

وحتى هذا التغيير الشكلي الأجوف المتمثل في انتقال السلطة من الرعيل الأول للحزب الحاكم , تحت أى مسمى , من العواجيز الى الشباب تم النكوص عنه في مشاهد كثيرة في الربيع العربي المغدور , بينما فكر النظام القديم الذى عادة يتمترس حول إضفاء التقديس على الحاكم والإسراف في "غيبيات الأمن القومى" عاد مع نفس النظام ولكن أكثر تزمتا وعنفا وإجراما وقيدا للحريات وإهدارا لحقوق الإنسان بما يحمل بصورة واضحة سخرية من شعوبنا وشماتة في ربيعنا !.

ويتجسد هذا التشفي وتلك السخرية من خلال استعراض هذه المشاهد الكاشفة , فثورة الشباب في تونس والتي كانت باكورة ثمار هذا الربيع تمخضت عن رجل تسعيني قضى من العمر أرذله, والمصريون الذين خرجوا ضد حكم العسكر في يناير , راحوا ينصبون "رئيس المخابرات العسكرية" وهو المنصب الذي يجسد عمود خيمة العسكر في أى بلد في العالم , رئيسا للجمهورية وقائدا ملهما للقوى المدنية "!!" , واليمنيون الذى خرجوا غضبا من الفساد والتمييز بين الشمال والجنوب , راح الحوثيون الشماليون يسيطرون على المشهد برمته شمالا وجنوبا , كما أن ثمار انتخابات الرئاسة في الجارة الجزائر توضح المعنى وتقويه كما يقول علماء البلاغة.

ولكن , ما علاقة الغرب بما يحدث في بلدان ربيعنا؟ ومن أين جاء هذا الاتهام؟

هذا هو السؤال الذي يجب يتم طرحه وأن أجيب عليه.

فالغرب راح يهلل لانتكاسات الربيع العربي عامة والمصري خاصة , حيث أضفي شرعية على الانقلاب العسكري في مصر , حينما سمح لقائد الانقلاب بالتجول بين مدنه , وتمثيل مصر في الأمم المتحدة , وحينما زمجر اوباما ثأرا لناشط يقول انه مسه ضر في عهد مرسي بينما صمت صمت القبور عن قتل الآلاف وحرقهم والتمثيل بجثثهم , وعن اختطاف الديمقراطية ونحرها أمام العيان

حينما قال الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات أن 99% من أوراق اللعبة في يد أمريكا لم يقلها من باب "طق الحنك" ولكنه كان على الأرجح يقصد أن يقول أن بلادنا ليست مستقلة كما تتوقعون, وأننا لا زلنا بلدا مستعمرا انتقل من طور الاستعمار العسكري المباشر إلى الاستعمار غير المباشر, عبر مؤسسات أمنية وعسكرية وإعلامية وحقوقية , بل ونخبوية , ينتمى نافذون فيها للخارج , ثم استغل هذا الطرح الذى لم يقرأه كثيرون لوقعه الصادم على المتلقي الذى تربي على زخم طويل من مهرجانات الاستقلال ثم مهرجانات الصمود ثم مهرجانات النصر , إلى طرح أخر استطاع الجميع قراءته وهو تعبيد الطريق لاتفاقية "كامب ديفيد" والتي تعنى بشكل يسهل اكتشافه الإذعان لمطالب إسرائيل وجعل سيناء رهينة لها تحكمها "عمليا" بينما تحكمها مصر "نظريا", بل ان هذا الجانب "النظرى" متى شاءت إسرائيل أن تسترده أيضا فلن يكلفها الأمر إلا عشية وضحاها.

والحقيقة أن الاستعمار غير المباشر هنا ليس محصورا في التحكمات الاقتصادية الغربية فحسب بل يتعداها لمستويات اخطر بكثير , فالاستعمار هذه المرة نَصَّب بعضا منا يحكموننا لصالحه نيابة عنه , ذلك مرورا بأسلحة نستوردها منه يستطيع هو أن يعطبها في مخازنها , متى كان استخدامها ليس على هواه , وذلك من خلال التحكم بشفرات تتصل بها أقماره الصناعية التي تملأ الكون , وهو ما يقال انه حدث في المشهد العراقي ومن بعده الليبي , ما يجعل عملية التسلح في بلداننا عامة هي بمثابة "انتصار للبائع " وليس للمشترى, فهو يبيعها ويحدد معها ضحاياها!!

ويقال ان بريطانيا تخلت عن مستعمراتها القديمة لأمريكا عام 1951 فارتأت الأخيرة أن نظام الاستعمار العسكري القديم لم يعد مناسبا لروح العصر فضلا عن أنه باهظ التكلفة المادية والأخلاقية فراحت تتبنى هذا النوع من الاستعمار الحديث فيما يعرف بـ"النفعية والواقعية السياسية" بحسب مؤسسه "نيقولا مكيافيللي". 

وكان مكيافيللي قد سرد لأميره ثلاثة وسائل لغزو إحدى الإمارات المجاورة , وسرد مع كل وسيلة عيوبها

فنصحه بتجريد قوة كبري لغزو تلك الإمارة , لكنه حذره من حدوث انقلاب عليه فى الداخل فيكون قد كسب أرضا جديدة وخسر أرضه القديمة

وعرض عليه أن يجرد حملة كبري بقيادة قائد الجيش ليغزو تلك البلاد , لكنه حذره من ان ينشق هذا القائد فيكون قد انفق أمواله وجيشه على جيش العدو الجديد

وفي ثالثة الاقتراحات ,عرض عليه إن يذهب بجزء من قواته ليغزو تلك الإمارة فيستذل أكارمها وأغلبيتها, ويدلل حقراءها وأقليتها وينصَّب منهم حاكما على البلاد بعد أن يجهز لهم حامية عسكرية تتبعه للتدخل وقت الحاجة , وقال له أن هؤلاء الأقليات سيناصبون شعبهم العداء , وسيقمعونه بأبشع ما يمكن أن تقمعهم أنت به , وسينهبون ثرواته ويعطونها لك تقربا إليك لأنهم سيحتاجونك دوما لقمع شعبهم, فضلا عن أنهم لو انتكسوا بفعل ثورة عارمة فلن يطلك من الانتكاسة شئ ويتحمل هؤلاء الخسارة كلها.

وأخيرا .. ورغم كل مشاهد التراجع التى يعيشها الربيع العربي , إلا اننى على يقين بأن الثورة ستنتصر نصرا مؤزرا في نهاية المطاف , لأن روح الشباب ومثابرته ابقي من البارودة والزنزانة وأكثر حيلة وحسما منها , كما ان حيل الثورة المضادة القمعية لا تناسب روح العصر.

Albaas10@gmail.com

............................................

 

الخميس، 12 فبراير،2015 

سيد أمين يكتب : هل سينال السيسي مشروعيته من ليبيا؟

في رحلة السيسي للبحث عن الشرعية والمشروعية ..وهى تلك الشرعية أو المشروعية التى لم يتمتع بها قط .. بدءا من "سهرة مدفوعة الاجر" اسماها "ثورة" ادرك الجميع انها ثورة مضادة خٌطط لها سلفا بهدف الحفاظ على دولة اللصوص والتبعية التى ثار عليها المصريون في يناير 2011 , ثم مكافحة ارهاب لم يكن موجود اصلا فتمت صناعته ليكون مسوغا وفزاعة لاستمرار قادة الانقلاب في الحكم,الى انتخابات رئاسية مزورة فضلا عن انها غير مشروعة اصلا لكون البلاد لها رئيس منتخب لم يتنح او يستقل - وانا هنا أطالب الرئيس الشرعى بالتنحى فورا عقب كسر الانقلاب والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة- مرورا بدستور عنصري مٌنع المصريون من رفضه او حتى اختياره, وهى الشرعية والمشروعية التى خوت ووصلت لمرحلة الصفر في الاسابيع الاخيرة من حكم السيسي خصوصا بعد التسريبات الموجعة التى تناقلتها فضائيات الثورة المصرية, والتى أكدت المؤكد بان البلاد تدار بمنطق "الوسية".

إزاء كل ذلك كان لابد من استدعاء مشهد قتل الاقباط في ليبيا, ولا استبعد مطلقا المساهمة في صناعة هذا المشهد من اجل خلق مشروعية خارجية غربية بديلة عن تلك المشروعية الناضبة تقريبا في الداخل, نظرا لكون السيسي فشل تماما في سرعة تحقيق الاستقرار الذى وعد به الغرب في مصر اثناء اعداده لتمثيلية الانقلاب, فضلا عن أن سجله المفزع في انتهاك حقوق الانسان جعله حملا ثقيلا تلفظه الديمقراطية الغربية.

وبتجرد نتسائل كما يتسائل محقق النيابة المحترف في بلدان الديمقراطية من المستفيد مما حدث في ليبيا؟ الاجابة قطعا واضحة, وهناك تساؤلات كثيرة اجاباتها موجعة

فهل الطائرات التى قصفت "درنة" في ليبيا هى طائرات يقودها طيارون مصريون؟ أم انها طائرات يقودها طيارون امريكيون اعتادوا الهجمات الجوية ولديهم المعلومات والاقمار الصناعية التى تمدهم بالمعلومات على الارض؟

ولماذا اخترت "درنة" هدفا للهجمات مع ان وسائل اعلامك اعلنت مرار وتكرارا ان خاطفي الرهائن كانوا في "سرت"؟ ام انك فقط شرعت في قصف تلك المدينة لوقوعها بين منطقتين يسيطر عليهما "حفتر" من ثم تمكينه من السيطرة على منطقة جغرافية واحدة أو موطئ قدم كبير بعد الهزائم الفادحة التى تلقاها مؤخرا؟

ومن اين تسنى للسيسي معرفة مناطق تمركز "داعش"في ليبيا؟ ولماذا لم يقصفها من قبل وهو من نفذ هجمات كثيرة اعلنت عنها الخارجية الامريكية , بل واعلن عنها حليفه خليفة حفتر من قبل؟

لماذا انتظرت اكثر من شهر على اختطاف هؤلاء الاقباط دون ان تحرك ساكنا ولم تتحرك الا بعد مقتلهم؟ فضلا عن ان المتحدث باسم "المؤتمر الوطنى" في طرابلس نفي نفيا قاطعا وجود اى اتصال بينكم وبينه لتبادل اى معلومات عن اماكن احتجازهم؟ كما ان ثوار ليبيا نفوا ارتكابهم هذه الجريمة وراحوا يطمئنون المصريين في كل المناطق الخاضعة لهم على سلامتهم , وبعد كل ذلك تصر على ادانتهم؟

ولماذا لم ينتظر السيسي حتى يتأكد من صحة الفيديوهات وراح ينفذ هجماته ؟ ام ان تلك الفيديوهات كانت مجرد ذريعة لمهمة معلبة سلفا؟

وهل "الاباتشى" الامريكية و"الرفال" الفرنسية كانا من اجل مهمة السيطرة علي ليبيا وتسليمها بدون اى مخاطر لأمريكا وعرابيها؟ ألم يقل الايطاليون ان زيارة السيسي لايطاليا كانت لمناقشة الحرب على ليبيا؟

الصورة الأن اتضحت بشكل قوى.. فداعش هى كيان وهمى صنعته امريكا من اجل تحويل وطننا العربي الى "مسمار جحا" تسحق من خلاله المقاومة العربية وفي القلب منها الاسلامية في كل بلداننا العربية, والسيسي وامثاله هم المستفيدون الاكبر منها.

كتبت ذلك منذ اللحظات الاولى لظهور هذا الكيان وقلت ان قيادات "داعش" أو"تنظيم دولة الاسلام في العرق والشام" يدينون بالولاء للغرب بينما تتبعهم ثلة من الشباب الوطنى المؤمن الحر المغرر بهم, وان مهمة هذا التنظيم هو استقطاب جميع التيارات الجهادية في العالم العربي في مكان واحد حتى يسهل للغرب القضاء عليهم مرة واحدة بعدما ينجح في استخدامهم لتشويه الربيع العربي بكل مكوناته وعلى الاخص "الاخوان المسلمين" واسقاطه قبل سقوطهم.

ثمة مهمة اخري تحتل الصدارة لهذا التنظيم في العراق والشام , وهى توسيع هوة الخلاف بين السنة والشيعة هناك , وتحويل المقاومة الوطنية للعشائر والثوار بكل اطيافهم وكتائب الجيش العراقي الوطنى القديم في العراق الى حرب طائفية بدلا من كونها حرب تحرر وطنى تعبر المذاهب والقوميات.

وتعالوا بنا نتأمل جزء يسير جدا من خطوات السيسي المتلاحقة والدءوبة بحثا عن الشرعية الدولية مهما كان الثمن؟

السيسي ينقلب على المسار الديمقراطى في مصر..يرتكب عدة مجازر مروعة .. ثم يعلن الاخوان المسلمين جماعة ارهابية بعد حادث تفجيرمديرية امن الدقهلية .. يتساقط عدد من ضباط الداخلية بينهم ضباط امن الدولة ومساعد لوزير الداخلية ..ثم يعلن حماس جماعة اراهابية .. ثم يدعو الى تحالف مع الجزائر لضرب الارهاب .. ويخرج اللواء المتقاعد الليبي الاصل الامريكى الجنسية خليفة حفتر ليؤكد انه يتلقى دعما من نظام السيسي للحرب على الارهاب في ليبيا هنا يتساقط عشرات الجنود المصريين وتقول السلطات انهم لقوا حتفهم في الفرافرة في هجمات ارهابية بينما تؤكد تقارير متنوعة انهم قضوا نحبهم في ليبيا.. ثم يزور الفاتيكان ويؤكد للبابا هناك ان بلاده تخوض حربا ضد الارهاب الاسلامى , ثم يلتقى الرئيس الايطالى الذى اكد دون مواربة ان هدف اللقاء مناقشة استعدادات الحرب عل ليبيا.. ثم يسافر الى فرنسا ليلتقي الرئيس الفرنسى ويناقش معه استعدادات الحرب على الارهاب في ليبيا ..هنا تفرج امريكا عن صفقة طائرات الاباتشى وتقول ان الصفقة ستعزز قدرات مصر في الحرب على الارهاب في سيناء و"ليبيا".

تخرج الصحف لتؤكد علي استحياء ان من قام بتفجير مديرية امن الدقهلية هو"مرشد لامن الدولة" وان قاتل ضابط امن الدولة زميله ومساعد وزير الداخلية قتل من بعد 45 سنتيمتر "اى من حاشيته".

وبعد فترة وجيزة تخرج الاذرع الاعلامية للمخابرات تطالب السيسي بمهاجمة"داعش" في العراق وفى سوريا وليبيا وحماية السعودية من هذا التنظيم .. والتدخل لضرب الحوثيين في اليمن.

وقوع حادث شارلي ابيدو والسيسي يرسل وزير خارجيته ويقول ان مسيرة باريس استكمال لمسيرة شارلي ابيدو, ثم التزم الصمت ازاء قتل ثلاثة ابرياء مسلمين "لم يسبوا الرسول" فى امريكا.

السيسي يقول في ذكري المولد النبوى ان 1.7 مليار مسلم يريدون قتل الـ 7 مليارات الاخري في العالم لكى يعيشوا ويطالب بتغيير النصوص المقدسة التى تحض على الارهاب وتدمير الدنيا ثم يذهب للكنيسة ويقول لهم علمتم الدنيا الحضارة!!

السيسي يميز بين المصريين , شرطته تقتل سندس في نفس اليوم الذى قتلت فيه شيماء , فراح يعزى اسرة شيماء لكونها "اشتراكية" بحزن بالغ ولم يذكر سندس ذات الثامنة عشر ربيعا بحرف واحد لكونها محجبة.

عموما نعزى كل شهداء مصر مسيحييهم ومسلميهم, اسلاميهم واشتراكييهم وليبراليهم , اخوانهم وسلفيهم , ولا نفرق بين مصري واخر, وندعو الله ان يحفظ مصر ويعجل لها الفرج.

albaas10@gmail.com

.............................................

 

5 فبراير 2015

سيد أمين يكتب: القيصر الروسي في بلاط الفرعون

جاء القيصر الروسي فلاديمير بوتين الى بلاط فرعون مصر عبد الفتاح السيسي.. فرشت السجادات الحمراء وحلقت الطائرات في السماء ..وعزفت الموسيقى العسكرية.. واطلقت المدفعية طلقات الحفاوة.. وراحت راقصات البالية ترقصن على ازهار الغيد.. ووقف الرجلان في لحظة شموخ في غير محلها تذكرنا بلحظات المجد والفخار التى عاشها من قبل دون كيشوته .. فالاول تشققت قدماه بحثا عن حفنة مساعدات يتلقفها من هنا او هناك.. والثانى يخوض حربا عسكرية متكاملة الاركان حركت فيها الطائرات والمدرعات والدبابات ضد مدنيين عزل من ابناء شعبه.. يحملون صورا او رسوما ويشعلون الالعاب النارية والاطارات.

واستكمالا للمشهد الكيشوتى راح القيصر الروسي العظيم يهدى نظيره الفرعون "كلاشينكوف" ذلك السلاح الذى يعد واحدا من الاسلحة المستخدمة في ادارة الحروب الاهلية.. وذلك تعبيرا عن التضامن الروسي مع معركة السيسي ضد ابناء شعبه الارهابي, وايذانا بعقد صفقة شراء تقدر ببليون دولار.

كل ذلك يحدث ولا تزال جثث المصريين تملأ "المشارح" والدماء تخضب الارض في مشاهد غير معتادة تاريخيا في مصر , فمن لم يمت بالرصاص في التظاهر , يموت صعقا بالكهرباء في المعتقلات , او حرقا في اعتصام او دهسا على الطريق او شنقا في لوحة اعلانات او من شباك منزل,او خنقا في سيارة ترحيلات او في ستاد , او طعنا في الشارع.

لذلك نقول الى اولئك الذين يريدون اعادة مخيلتنا.. مخيلتنا فقط .. الى ما قبل 1990 حينما كان العالم يدار بقطبين..الاتحاد السوفيتى وامريكا.. المشهد الان مختلف تماما .. بل على نقيض ما كان انذاك.

والحقيقة انه اذا كان عدد ولايات الولايات المتحدة نحو 50 ولاية ..فاسرائيل هى الولاية 51 وروسيا - ما بعد عام 1990- هى الولاية رقم 52.

اما ما يحدث الان فهو مجرد تبادل ادوار خططته وتقوده الولايات المتحدة لرفع الحرج عنها وحفاظا لماء الوجه امام الشعب الامريكى والعالم الغربي في حال استمرار دعم هذا الانقلاب الدموى البغيض.

روسيا المسكينة لم تستطع حماية حدودها بل لم تستطع حماية اجهزتها في قلب موسكو عام 1990 من الاختراق الامريكى.. وذلك حينما استولت الولايات المتحدة على اجزاء واسعة من الاتحاد السوفيتى بما يمتلكه من اسلحة نووية وكيماوية وجرثومية .. وصارت الترسانة العسكرية الفتاكة لهذه الاقاليم المنزوعة في قبضة الولايات المتحدة بلا منازع ولا شريك.. وراحت واشنطن تفرض سيطرتها على هذه الاقاليم وتبسط عليها نظامها الاستعماري الجديد المتمثل في تنصيب عملاء استخباراتها من ابناء هذه الاقاليم المنزوعة حكاما عليها وادارة هذه الاقاليم من خلالهم.

ويقول المثل الشعبى "لو كان عامر كان عمَّر بيته" فلو كانت روسيا تستطيع ان تساعد احدا لتوقفت عن استجداء العالم بما فيه امريكا لمساعدتها ..ولو كانت تستطيع ان تحمى نظاما خارجيات لكان الاجدى ان تحمى نفسها من التمزق ومنعت خصمها اللدود انذاك من السيطرة على اقاليمها المنفصلة.

ودعونى اطرح تساؤلا بسيطا.. اجاباته ستنقلكم تلقائيا الى النتيجة .. هل وجدتم نظاما وقفت معه روسيا ما بعد عام 1990 واستمر؟ او بمعنى اخر, هل كانت روسيا صادقة في دعم الشهيد صدام حسين ام انها فقط هى من سلمته للأمريكان؟

وهل قدمت روسيا جديدا للعقيد معمر القذافي ام انها هى التى سلمت شفرات اسلحته للامريكا ليتم اعطابها على الارض؟

حتى بشار الاسد , ما كانت المؤازرة الروسية له الا تعبيرا عن الرغبة الامريكية فى استمرار الحرب في هذا البلد وصولا الى نتيجة الدولة الفاشلة , وحتى تتمكن المعارضة المسلحة من اضعاف نظام دمشق ويتمكن هذا النظام من اجهادها وذلك قبل ان تتدخل امريكا بتحالفها الدولى المعتاد للقضاء على هذا النظام والقضاء ايضا على معارضته معه ومن ثم تنصيب عملاءها حكاما على هذا البلد العربي.

المسرحية الروسية .. مكشوفة .. وامريكا لا تترك مستعمراتها عبثا.. واشنطون هى من تدير اللعبة في مصر.

albaas10@gmail.com

.............................................

 

الجمعة، 2 يناير، 2015

سيد أمين يكتب: جمهورية الخوف والرهائن

منذ عدة أشهر, بث التلفزيون الكوري الشمالي خبرا عن تأهل منتخب بلاده لكرة القدم للمنافسة في تصفيات كأس العالم , ومن اجل إتقان الحبكة الدرامية ,راح التلفزيون يؤكد أن المنتخب سينافس البرتغال في مباراة مهمة, جاء ذلك رغم ان كوريا "الديمقراطية" - وليس لها من اسمها ادنى نصيب - لم تتأهل أساسا للمونديال.

نفس هذا الإعلام "الفتاك" الذي تنطلي خدعه على بسطاء العقول من الناس للأسف , موجود أيضا في مصر ومدعوم بذات القوة العسكرية المميتة , إعلام له صولات كثيرة جدا يبدأ أهمها من الستمائة متسلل من حماس الذين قطعوا آلاف الأميال من الفيافي والقفار , واقتحموا عشرات السجون وآلاف أقسام الشرطة في مصر , مرورا بالرجل المنقذ الموحى إليه , وجهاز كفتة عبد العاطى الذى يعالج أى مرض , انتهاء بأسر قائد الأسطول السادس الأمريكي ,وإسرائيل التى ترتعد خوفا من صواريخ السيسي , والحبل على الجرار.

ورغم فاشية النظامين إلا أن هناك فروقا جوهرية بينهما, فالأول يناصب الولايات المتحدة وحلفائها العداء وينجح في أن يبتزها ماديا وعسكريا بما لديه من أسلحة ردع نووي دون أن يقدم لها "مخازي" وغير مضطر ان يغازلها خفية أوعلنا, لكن الثاني ما تمكن من البقاء شهرا واحدا لولا دعم أمريكا والقوى الغربية له , ولو قطعت إمدادات شرايين الدم عبر الخليج عنه لحظة واحدة فسيموت غير مأسوف عليه, كما أن الأول يعلنها صراحة انه نظام عسكري غير تعددي يعيش هدنة طويلة من حالة حرب مدمرة مع أمريكا واليابان في حين أن الثاني يعيش حالة حرب حقيقية مع شعبه.

والحقيقة اننى سمعت بل وكنت شاهدا علي مآسي خلفتها القبضة الفاشية لسلطة "الانقلاب" -وان كان الأوقع سلطة "الثورة المضادة"بما لها من شمولية - في السجون يشيب لها الرأس فزعا من فرط بشاعتها, محققة الكابوس الذي هو اقرب للحقيقة منه للمجاز, فهذه الروايات حولت سجون مصر إلي "أبي غريب" ذلك السجن الذي مارست فيه قوات الغزو الأمريكي للعراق كل الفظائع وحولته إلى مرتع ترتكب فيه أحط الجرائم النفسية والجسدية وأكثرها إيلاما بحق المعتقلين, لدرجة تجعل الموت حلما بعيد المنال لديهم.

حكايات كثيرة وقفت على تفاصيلها بحكم عملى الصحفي والحقوقي , حكايات كانت مروعة لكنها في الوقت ذاته كانت متوقعة , فها أنا ذا أشاهد "قمر الزمان" الطالب الفلبيني المبتعث للأزهر الشريف الذي شاء حظه العاثر أن يمر بجوار مظاهرة طلابية هناك , وما أن عبر بضع خطوات حتى تلقفه مرشدو الأمن ليعتقلونه ويجعلوه بعد ذلك مادة إعلامية للتضليل والتدليل على ان المتظاهرين ليسوا مصريين ولكنهم إرهابيين أو ممولين قدموا من كافة دول العالم أو حتى هبطوا من السماء , وقضى صاحبنا عقوبة بالسجن قدرها عاما كاملا , تاركا زوجته وابنه البالغ من العمر عامين , دون أنيس أو ونيس وعائل في هذه الغربة الموحشة.

وكذلك تلك السيدة التي اعتقلوا زوجها وتركوها دون عائل تنتظر إحسانات المحسنين للصرف على أطفالها التوائم الثلاث ولسداد إيجار الشقة, وهذا الرجل الذي قام المرشدون البلطجية باغتصاب شقته السكنية حتى لا يتم تلفيق تهم إرهابية له ليعتقل على إثرها ردحا طويلا من الزمن.

ولا هذه الأسرة التي اعتقلت الشرطة الأم والأب المهندس الزراعي والابن طالب الثانوية العامة ولم يتبقي من الأسرة غير الابنة, والمدهش أنهم قاموا بتعذيب الابن بالصواعق الكهربائية في عرض الشارع وأمام الجميع أثناء عملية اعتقاله.

حتى نقيب المعلمين بالقاهرة الجديدة اعتقلوه من منزله وكان كبار ضباط قسم "..." مدينة نصر "يفاصلون" زوجته فى أن تدفع لهم يوميا "300 جنيه"حتى استقر الحال على ان تدفع فقط 100 جنيه, هذا بخلاف ما يطلبه البلطجية الذين يؤجرون أماكن الاحتجاز بالسنتيمتر في أقسام الشرطة وبأسعار تنافس أفخم الفنادق العالمية , ومن يمتنع عن الدفع فقد يكون مصيره إما القتل أو العاهات المستديمة أو الاغتصاب, واستمر الحال كذلك لعدة شهور إلى أن تم ترحيله للسجن بعد تدخل "واسطة كبيرة" لكنهم هناك منعوا عنه الدواء رغم انه مريض بفيروس الكبد الوبائى , والرجل الآن شارف على الهلاك , ولا هذا الطالب في زراعة مشتهر الذى اقسم أستاذه على الملأ بأنه لن يسمح له بالنجاح أبدا في مادته .. وذلك لأن الطالب سأله عن السبب الذى جعله يخرج عن المحاضرة ويسب "مرسي" بأقذع الألفاظ .. بل ان المدرس قام بإبلاغ الأمن عن الطالب فتم اعتقاله, ويحكى الطالب ان الشرطة جردته وآخرين من ملابسهم تماما وادخلوا إليهم فتيات معتقلات تم تجريدهن أيضا من ملابسهن لنحو الساعة كان الجميع ينظر الى الأرض.

الحكايات موجعة حقا , إلا أن ما سمعته مؤخرا من ضحايا ثقات يعد من أبشع جرائم السجانين المصريين على الإطلاق لدرجة تجعلنا لا نصدقها وليس ذلك لاستحالتها ولكن من أجل إعفاء ضمائرنا , حيث حول حياتهم إلى جحيم مطلق يهون بجواره جحيم "دانتى" , ومآسي "راسين" وذلك ان سجان "جحيم دانتى" كان هو الله العادل الحق , أما سجان تلك الرواية فهو بشر ,يعرف الحقيقة ويسعى لطمسها للأبد , هو آلة صماء بلا قلب ولا دين تنفذ ما تمليه عليها إرادة آمريه.

الحكاية أن الشرطة اعتقلت هذا الشخص من مظاهرة كانت تسير في شارع السودان بالمهندسين , بعدما قتلوا قرابة ثلاثة متظاهرين آخرين وأصابوا العشرات بطلقات الرصاص الحي والخرطوش, ثم بعد ستة أشهر أفرج عنه , ليعود الى بيته ولكنه عاد جسدا بلا روح , لاحظت زوجته انه كما لو كان قد بدل بأخر داخل السجن , فعاد بخصال ليست فيه فهو يدخن السجائر بشراهة مع انه ما كان بمدخن , كثير الحديث هنا وهناك عبر الهاتف بصوت خفيض وما كان أصلا من هواة الثرثرة, المهم ارتابت زوجته في انه ربما يعرف أخري عليها فقامت بتغيير إعدادات هاتفه ليسجل له جميع المكالمات , وهن وجدت أن شخصا ما يقوم بسبه بأحقر الألفاظ طالبا منه أن يرشده على أسماء الذين يخرجون في المظاهرات وعناوينهم ويذكره بفيديو "الاغتصاب" , الزوجة سقط في يدها, وراحت تطلب من زوجها تفسيرا لما سمعته , فراح يخبرها أنهم اجبروه على اغتصاب معتقلة كانت تسير في ذات المظاهرة وذلك بعد تعذيب شديد بالصواعق , وأنهم حقنوه بحقنة هيروين , وأنهم طلبوا منه العمل كمرشد لهم في المنطقة وإلا فسيعاد اعتقاله وسيحرم من جرعة المخدر التي يعطنوها له كحافز, الزوجة المكلومة التي دمرت أسرتها وسقط عمود سنامها تحتفظ بالتسجيل ولن تخرجه حتى تتحقق العدالة , وتضمن له الحماية.

وفي الحقيقة , مآسي "الثورة المضادة" في مصر لا تنتهي أبدا ,حتى بعد انكسارها , ستظل جراحها غائرة في أعماق أعماق المصريين لأزمنة بعيدة قادمة , ويحضرني ما قاله أحد المعتقلين المفرج عنهم بأن من يموت فقد نجا , والعذاب الحقيقي هو ان تظل حيا.

 

الرهائن

السجون الآن لا تكتظ بالمجرمين والآثمين ولكنها تكتظ حتى الحلقوم بأساتذة الجامعات والمهندسين والصحفيين والمحامين والأطباء , تكتظ بنخبة هذا الوطن وحصاده الطيب, تكتظ بخيرته في كل شئ , تكتظ بخيار التنشئة الاجتماعية والأخلاقية والفكرية والثقافية , بينما يتم في خارج الجدران التى زج بهؤلاء المحترمين فيها لينام كل عشرين منهم في غرفة مترين في مترين ,تم منح صك العدالة القضائية للمجرمين والبلطجية من حملة الإعدادية.

صدقوني انتم لستم مساجين ولا حتى معتقلين , انتم رهائن , رهائن بيد نظام عفن يأبي ان يرحل , ويريد تثبيت التاريخ على مشهده الهمجى بأي شكل أو ثمن , لكنه أبدا لن يبقي ثابتا , فانتم السعداء في النهاية وانتم المنتصرون , اما هو فيغوص في التعاسة ويمضى لنهايته لأن وسائله وأجراءته لا تناسب روح العصر, وسينبذه العصر.

albaas10@gmail.com

 

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق